في موسم قطاف الزّيتون، يتبادر دائماً سؤال حول كيفيّة تطهير حصوص الزّيتون في حال تعرّضها لنجاسة، وخصوصاً في ظلّ رأيٍ شائعٍ عند البعض في أنَّ الزيتون لا يمكن تطهيره لما عليه من الزيت، ولا سيّماالمرصوص والمكبوس.
فهل من طريقة معيّنة لتطهير حصوص الزّيتون المتنجّسة؟
يجيب سماحة العلّامة المرجع السيّد محمّد حسين فضل الله (رض) بالقول:
"لا مانع من تطهير الزيتون، سواء كان مكبوساً أو غير مكبوس، أسود كان أو أخضر، باعتبار أنَّ الذهنيّة التي ترفض إمكانيّة تطهيره، ناشئةٌ من أنّهم يعتبرون أنَّ الزّيتون يختزن الزيت بداخله، والزّيت ككلّ المائعات (من غير الماء) لا يمكن تطهيره.
ولكنّنا نرى أنَّ حبّة الزّيتون ليست مخزناً للزّيت، بمعنى أن تكون ظرفاً للزّيت تخزّن الزيت بداخلها، بل هي عبارة عن حالة شحميّة إذا عصرتها أخرجت زيتاً، كما في أشياء أخرى إذا عصرتها تخرج سمناً أو ما أشبه ذلك.
ولذلك، فهي عبارة عن شحم، وليس هناك مانع إلاَّ الدّسم، ونحن نرى أنَّ الدّسم لا يمنع من التّطهير، تماماً كما هي الحالة في الشّحم أو الليّة"[فقه الحياة].
وفي مكان آخر، يقول سماحته: "لا يمنع مجرّد الدّسم الموجود على اللّحم أو الشّحم أو اليد أو الزّيتون من تطهيرها بالماء، ما دام ليس له جرم ظاهر".[فقه الشّريعة/ مسألة 141].
أمّا فيما يتعلّق بالزّيت نفسه أو السّمن المائع، فيقول سماحته إنّه "لا يطهر إذا تنجّس، ولا يستعمل، والحال هذه، إلا فيما لا يشترط فيه الطّهارة".[أحكام الشّريعة].