الخبر ...
رغم الهجمات الضَّارية الّتي يتعرَّض لها الإسلام من قِبَل الإعلام الغربي لتشويه صورته، نرى ازدياداً لأعداد الأوروبيّين والغربيّين عموماً الّذين يعتنقون الإسلام، أو على الأقلّ يسعون للتعرّف إليه، وفي ظلّ الظّروف الملبّدة الّتي يمرّ بها العالم من سياسيّة واقتصاديّة، نرى نماذج مشرقة عن إسلام الكثيرين في الغرب، ومن هؤلاء، الصّحفية والكاتبة والإعلامية البريطانية المسلمة "إيفون ريدلي"، الّتي لم تكن تعلم حينما اختطفتها جماعة طالبان أثناء عملها مراسلةً في أفغانستان، أنّها ستصبح بعد عامين ونصف العام من أشدّ المدافعين عن الإسلام والمسلمين، فقد اعتنقت الإسلام بعد الإفراج عنها بثلاثين شهراً، وهي معروفة حالياً بمناهضتها الصهيونيّة، ونقدها تغطية الإعلام الغربيّ الحرب على الإرهاب..
عملت في عدّة صحف بريطانيّة شهيرة، مثل "صنداي إكسبريس" و"صنداي تايمز" و"الأوبزيرفر" و"ديلي ميرور" و"الإندبندنت"، وتعمل حالياً في إحدى القنوات الإسلاميّة في لندن...
وتروي إيفون قصّة إسلامها، أنّه حين عودتها إلى لندن، شرعت بدراسة الإسلام وقراءة القرآن، وأنّها فوجئت بأنّ الإسلام فيه الكثير من المفاهيم الإنسانيّة الرّاقية لصلاح الفرد والمجتمع، بعكس ما يصوّره الإعلام الغربيّ المأجور.
وتقول إيفون إنّ إسلامها فجّر قنبلةً في وسطها الاجتماعي، امتزج بين الذّهول وخيبة الأمل، والتّشجيع بين الأصدقاء والأقارب، وأن تداعيات ارتدائها الحجاب كانت ضخمة، بحيث أصبحت مواطنةً من الدّرجة الثانية في بريطانيا، وتعرّضت لكثيرٍ من المضايقات والتعدّيات من قِبَل الوسط الاجتماعي...
التعليق...وتتحدَّث إيفون عن وضع النّقاب والحجاب في بريطانيا، بأنَّ أغلبيّة المنقّبات من البريطانيات اللاتي اعتنقن الإسلام حديثاً، يرون أنّ الحجاب يقرّبهنّ أكثر من الله تعالى، وينبغي ـ كما تقول إيفون ـ أن نحترم اختيارات كلّ منّا في هذه الحياة...وتضيف أنّها كانت مناصرةً للمرأة لعدّة سنوات قبل دخولها الإسلام، ولكنّها اكتشفت أنّ أنصار المرأة من المسلمين أكثر فهماً لحقوق المرأة من نظرائهم الغربيّين، إضافةً إلى أنّ أية قراءة متأنّية للقرآن، تكشف أنّ كلّ شيء حاربت من أجله حركات نصرة المرأة والدفاع عن حقوقها في السبعينات، كان متاحاً للنّساء المسلمات منذ 1400 سنة مضت، فالمرأة في الإسلام مساوية للرّجل في العبادات والتّعليم والكفاءة.. وتستشهد بخطبة الوداع للرّسول الكريم(ص) على جبل عرفات، بأنّها كانت كاملةً ونهائيّةً في رساليّتها كما الإسلام تماماً...
من الجيِّد أن تعثر في أجواء الحملات الإعلاميّة الغربيّة وغيرها على الإسلام، على نماذج إنسانيّة واعية ومدركة للواقع بكلّ أبعاده، لا بل تمتلك الجرأة باتخاذ الموقف عن قناعة وفهم كاملين، لتنطلق في الحياة مدافعةً عن كلمة الحقّ بالقول والعمل...
ويرى سماحة المرجع الفقيه السيّد محمد حسين فضل الله(رض)، أنّ الأديان صنعت حضارات، فالدّين الإسلاميّ صنع حضارة، والدّين المسيحيّ أيضاً في مفاهيمه صنع حضارة، وكلّ الأديان التوحيديّة صنعت حضارة أرادت للنّاس أن يأخذوا بها وينفتحوا عليها، ويتحرّكوا من خلال كلّ عناوينها وما إلى ذلك...
[بيّنات، من فقه الحياة، العدد:276، فائدة حوار الحضارات].
TEXT GOES HERE