![]()
خبر..
قالت صحيفة "سبق" السعوديّة أن مواطناً سعوديّاً عثر على قطعة أثريّة عبارة عن حجر "سجّيل" الّذي ورد ذكره في القرآن الكريم، وأكّدت الصحيفة أنّ المواطن تلقّى عرضاً من مصر لشراء الحجر منه مقابل 4 ملايين دولار، لكنّه رفض.
وبحسب المواطن السّعوديّ، فإنّ الحجر (سجّيل) يبلغ وزنه 131 غراماً، وعليه ختم، وهو حجر طيني متحجّر ومحروق، ويعود تاريخه إلى عام 571م، أي إلى حوالى 1442 عاماً. ويؤكّد المواطن أنّه وجد الحجر في وادي "جرب" التّابع لمحافظة العقيق بمنطقة الباحة، وكان يسمّى الوادي الأخضر، وهذا الوادي نزل فيه أبرهة الحبشي وجنوده، ومكثوا فيه فترة طويلة.
ورفض الرّجل – كما نقلت الصحيفة - بيعه رغم المبالغ الكبيرة التي يمكن أن يحصل عليها من ذلك .
وتعليق..
لو تأكّدت صحّة الخبر، فذلك يعتبر حدثاً مهمّاً يصوّر حقبةً من حقب التّاريخ الإسلاميّ، وآية من آيات الله الكثيرة الّتي تدلّ عل عظمته وجبروته.
وحول حادثة الفيل، وفي معرض تفسيره سورة الفيل المباركة، يقول سماحة المرجع الإسلاميّ، السيد محمد حسين فضل الله(رض): {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ}، الّذين جاؤوا بكلّ قوّتهم وعدّتهم ليهدموا الكعبة الّتي جعلها الله موضعاً لعبادته، ومحجّة لخلقه، وليست الرّؤية ـ هنا ـ هنا الرؤية الحسيّة، لأنّ الزّمان قد ابتعد عن الفترة الّتي نزلت فيها السّورة، بل الرؤية القلبيّة المنفتحة على التّاريخ الصّادق المعروف لدى النّاس من جهة، وعلى الحقيقة الصّارخة المتمثّلة بالكعبة الباقية على مرّ السّنين، بكلّ التحدّي الإلهيّ للّذين يريدون أن يهدموها أو يمسّوها من جهة أخرى.
{أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ}، فلا يستطيعوا أن يحقّقوا لأنفسهم أيَّ نجاح لخطّتهم في ما كادوه وخطّطوا له من تخريب الكعبة وتدميرها، بل تحوّل كيدهم إلى تدمير أنفسهم وضياع جهدهم.
{ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَ}، أي جماعات متفرّقة، لتحارب كيدهم بدلاً من أهل مكّة الّذين هربوا إلى الجبال خوفاً من قوّتهم وبأسهم وبطشهم.
{تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ}، وهي كلمة فارسية مركّبة من كلمتين تفيدان الحجر والطّين، أو حجارة ملوّثة بالطّين.
{ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ}، والعصف هو الجافّ من ورق الشّجر، والمأكول هو الفتيت من الطّحين حين تمزّقه الحشرات وتأكله، أو حين يأكله الحيوان ويمضغه...
وبقي للتّاريخ الرّساليّ الإيحاء الإلهيّ الّذي يؤكّد للمؤمنين أنّ الله إذا أراد حماية بيته ودينه، فإنّه يتدخّل بإرادته بطريقة خارقة للعادة، ليهزم كلّ الطّغاة الّذين يريدون به كيداً، فلا تثبت أمامه قوّة، ولا تنجح أيّة مكيدة، مهما كان نوعها. فعلى المؤمنين أن يعرفوا كيف حفظ الله بيته الحرام، حتّى وهو في أيدي المشركين الّذين تفرّقوا عنه، فكيف لا يحميه وهو في أيدي المؤمنين! وتلك هي العبرة البالغة في كلّ حين... [من وحي القرآن، ج24، ص:426].