ما الحبّ، في رأيكم؟ ما أنواعه؟ وكيف يتمظهر في السّلوك؟]
الحبّ حالة انجذابٍ يعيشها إنسان تجاه إنسانٍ آخر يشعر معه بحالة من الاندماج
العاطفيّ والروحيّ، إلى درجة الذّوبان أحياناً، حيث يصبح وجود هذا الآخر أو عدمه
المصدر الأساس لإحساسه بالرّاحة أو بالحرمان.
والحبُّ أنواع: فهناك الحبُّ الرّوحيّ الَّذي ينطلق من الصّفات القيميَّة التي
تتجسَّد في المحبوب، فنحن قد نحبّ البطل والكريم والعالِم والمخلص، وما إلى ذلك،
وهذا النَّمط من الحبّ شعور يبدأ بالعقل ويصل إلى القلب، ليتحرَّك في خطِّ الاحترام
والانفتاح العاطفيّ على الآخر.
وهناك الحبّ الحسّي الَّذي تثيره غريزياً الصفات الجماليّة للآخر، تماماً كما هو
الحال في حبّ الرجل للمرأة، أو حبّ المرأة للرّجل. فهذا الحبّ ينطلق غالباً من حالة
غريزية قد لا تكون واعية، ولكنّها تطلق هذا الإحساس بشكلٍ خفيف، قد لا يتحسَّسه
الاثنان إلّا بعد أن ترتفع درجة الحميميّة والتّواصل الروحيّ بينهما، فيواجها
المسألة الجنسيّة من حيث لا يشعران، وهذا ما يجعل وجود صداقة بريئة بين الرجل
والمرأة أمراً صعباً، لتحوّل الصّداقة إلى حالة جسدية بعد أن كانت مجرّد حالة
عقليّة أو روحيّة.
وقد ينحرف الحبّ الغريزيّ في بعض حالات اللاتوازن النفسيّ، عن موضوعه الطبيعيّ إلى
الجنس نفسه، فتحبّ المرأة امرأة مثلها، كما في حال الشّذوذ المؤنّث (السّحاق)، أو
يحبّ الرجل رجلاً مثله، كما في حال الشّذوذ المذكّر (اللّواط)، وهو أمر مشهود على
مستوى الواقع في الماضي والحاضر.
وهناك الحبّ الروحيّ العاطفيّ، وهو حبّ الأب والأمّ لأولادهما، وحبّ الإنسان
لأصدقائه وأقربائه وما إلى ذلك، وهو حبّ فطريّ، إذ إنَّ الإنسان ينجذب إلى من يشعر
بوجود رابطة تربطه به، كرابطة الأبوّة والأمومة والرّحم والصّداقة. ومن الطبيعيّ أن
يتجلّى هذا الحبّ في رعاية الآخر واحتضانه وإكرامه، والدّفاع عنه، وإعطائه ما يحبّ
ويرضى، وما إلى ذلك.
*من كتاب "دنيا المرأة"؟