لَنْ تعودَ الحياةُ، للخُضْرةِ النَّشْوى، لِزَهْوِ الرّبيعِ في نوَّارِهْ
لِجَمالِ الذُّرى، الّتي تحْضُن النُّورَ، وتغْفو على رَفيفِ نهارِهْ
إن بقينا، هُنا، نُصَفِّقُ للجَدْبِ، لقُبْحِ الظَّلامِ في أسْتارِهْ
نَحْسَبُ الشَّوكَ زهْرةً، ونَرى القُبْحَ جمالاً، نعيشُ في أسْرارِهْ
* * *
روْعَةُ الحُبِّ في حضارَتِنا السّمْحاءِ، عاشَتْ على دُروبِ السَّراي
فكْرةً تُوقِظُ الحياةَ ووحْياً يمْلأُ الأُفْقَ غِنْوةً وحكَاي
وشُعوراً بالأريحيّاتِ تمْتَدُّ بأعْماقِهِ وتعْزِفُ نـاي
غيْرَ أنّا نعيشُ، أمْجادَنا البيضَ، بَقايا، كما تعيشُ البَقاي
* * *
هُوَ إحْساسُنا الّذي ماتَ في ليلِ التَّعاساتِ، في غِمارِ الجَليدِ
في غِمارِ العهْدِ الَّذي أغْلَقَ الأفْكارَ أحيا مُخلّفاتِ العُهودِ
أتْخَمَ الفكْرَ بالتَّفاهاتِ، غنَّى للكسالى، أضاعَ كُلَّ الجُهُودِ
بعْثَرَ الخطوَ في المتاهات، أغْرى بالذُّرى كُلَّ خائنٍ عِرْبيدِ
* * *
خدَّر العاملينَ بالفِكْرةِ الشَّوْهاءِ، حتّى تساقطوا إعْياء
لمْ تعُد عزْمةُ الحياةِ الّتي تفْتحُ للفجْرِ درْبَهُ الوَضَّاء
لمْ تعُدْ تُوقِظُ العزائمَ للفتْحِ صُمُوداً وعِزةً وإباء
وأدَتْ وحْيَنا الرَّزايا فلا نسْمَعُ ـ عبْرَ الطَّريقِ ـ إلا البُكاء
المصدر: من ديوان "يا ظلال الإسلام".