يا ظِلالَ الإسلامِ ماذا لَدَى الإنسانِ في الدَّرْبِ من خُطىً حمراءِ
إنَّها قصّةُ الحضارةِ تبني ـ كلَّ يومٍ ـ مدائِناً في الهواءِ
يغْرَقُ الحِسُّ عندَها في خيالٍ لوّنَتْه بفتنةِ الأهواءِ
ويعيشُ المغامرونَ صباباتِ الكُسالى على رؤى الإغراءِ
* * *
إنَّها قصَّةُ الضَّياعِ حكَيْناها، وقالَ الرُّواةُ.. أضغاثُ حُلْمِ
غيرَ أنَّ العيونَ عادَتْ إلى اليقظةِ في مهْمَهٍ يتيهُ ويُظْمي
تتمنَّى أن تلمحَ النّورَ في الدَّربِ يُغنِّي للسّائرينَ ويَهْمي
عبَثاً ما تُريدُ فالسُّحُبُ السّوداءُ مدَّت على المدى كُلَّ همِّ
* * *
يا ظِلالَ الإسلامِ.. واندفعَ الإنسانُ ترعى حياتَهُ الأشبَاحُ
حسْبُها أنَّها تُعَرْبِدُ في زَهْوِ السُّكارى ـ وتزْدَهيها الرّاحُ
الخَطايا الحمراءُ في مُقْلَتَيْها وبأعماقِها تَئِنُّ الرِّياحُ
ومعَ اللّيلِ في شِفاهِ العذَارى ألْفُ سرٍّ تغْتالُهُ الأرواحُ
* * *
والحِكاياتُ تغْتَلي بحديثٍ عن غدٍ ـ كلُّه أسًى ونُواحُ
فلْتَكُنْ لَذّةُ الغرائِزِ للحاضِرِ رمْزاً لِعالَمٍ يُستبَاحُ
إنّنا ها هُنا ـ نُغنِّي ـ نعُبُّ الكأسَ ـ تَهْفو لنا اللّيالي المِلاحُ
فاتْرُكونَا نَمُرُّ ماذا عليْنا إنْ غفا اللّيلُ ـ أو أفاقَ الصَّباحُ
* * *
لنْ يموتَ الفراغُ في الرّوحِ مهمَا خدّرَ اللّهْوُ أعْيُنَ السُّمَّارِ
يمْلأُ اللّهْوُ شهْوَةَ الحِسِّ، يمْتَصُّ خيالاتِ وحْيِهِ المُنْهارِ
ويُثيرُ الضَّبابَ فيهِ، كما النَّشْوةُ تنْسابُ في الدَّمِ الفوّارِ
ثمَّ يصْحُو على الصّدى المُتْعَبِ الواهنِ يهْوِي به لغَيْرِ قرارِ
المصدر: من ديوان "يا ظلال الإسلام".