قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ}[الأنبياء: 73]. صدق الله العظيم.
مرَّت علينا في الثَّالث من شهر رجب ذكرى حزينة على قلوب المحبّين والموالين لأهل البيت (ع)، وهي ذكرى وفاة الإمام العاشر من أئمَّة أهل البيت (ع)، وهو الإمام عليّ بن محمَّد الهادي، هذا الإمام الَّذي عندما يُذكر، يذكر معه العلم والحلم والعبادة وحسن الخلق والبذل والعطاء والكرم والهيبة والعظمة في قلوب الناس.
معاناةٌ مع الخلفاء
ولد هذا الإمام (ع) في المدينة المنوَّرة، وعاش في ظلّ أبيه الإمام الجواد (ع) لثماني سنوات، وتوفي عن عمر ناهز الأربعين سنة، ودفن في سامراء، قضى فيها ثلاثة عشر سنة في المدينة المنوَّرة، وعشرين سنة في سامراء. وقد عانى الإمام الهادي (ع) طوال مدَّة إمامته التي استمرَّت أربعاً وثلاثين سنة من جور الخلفاء العباسيّين الستَّة الذين تعاقبوا على الخلافة في تلك الفترة، وكانت أشدّ معاناته من الخليفة العباسي المتوكّل الذي كان شديد العداء لأهل البيت (ع)، فهو من قام بهدم قبر الإمام الحسين (ع) لمنع زيارته، ولم يكتف بذلك، بل فرض العقوبات القاسية على زائريه، والتي وصلت إلى حدّ قطع الأيدي والقتل، وهو من استدعاه من المدينة المنوَّرة إلى سامراء ليكون تحت رقابته، بعدما بلغه من يقول له: إن كان لك في المدينة حاجة، فأخرج منها الإمام الهادي.
لكن كلّ هذا الحصار والتضييق الذي فرض على الإمام (ع) لم يمنعه من أداء المسؤوليَّة الملقاة على عاتقه في حفظ الإسلام وإبقائه نقياً، وفي التصدّي للانحرافات الفكريَّة والعقديَّة، وعلى مستوى المفاهيم وتفسير القرآن الكريم وتأويل آياته. وقد اعتمد الوكلاء له في كلِّ المناطق، ليكونوا صلة الوصل مع شيعته وأتباع الأديان والمذاهب الأخرى.
ونحن اليوم سنستفيد من هذه المناسبة، لنتوقَّف عند بعض حواراته والأحاديث التي وردت فيها.
الفرقُ بينَ المؤمنِ والمسلم
الحديث الأوَّل: هو عن أبي دعامة، وهو أحد أصحاب الإمام (ع) حين قال: أتيت عليَّ بن موسى الهادي عائداً في علّته التي كانت سبباً في وفاته، فلمَّا هممت بالانصراف، قال لي: يا أبا دعامة، قد وجب عليَّ حقُّك (انظروا الإمام وهو على فراش المرض، يؤدي دوره في التوجيه والإرشاد الّذي يراه حقّاً للناس وواجباً عليه)، سأحدّثك بحديث تُسَرُّ به. فقلت: ما أحوجني إلى ذلك يا بن رسول الله، فقال: حدَّثني أبي عن آبائه عن أمير المؤمنين (ع)، قال: قال لي رسول الله: يا عليّ، اكتب، قال: فقلت ما أكتب؟ قال: اكتب بسم الله الرَّحمن الرَّحيم، الإيمان ما وقر في القلوب وصدَّقته الأعمال، والإسلام ما جرى على اللّسان وحلّت به المناكحة (الزواج)"...
ولقد أراد الإمام (ع) من خلال ذلك أن يبيِّن لهذا الصحابي ولنا، أنَّه يكفي أن يكون الإنسان مسلماً أن يشهد بأن لا إله إلا الله، وأنَّ محمَّداً رسول الله، ولو لم يكن ذلك عن قناعة، بل عن رغبة أو مصلحة، ولكن حتى يكون الإنسان مؤمناً، لا بدَّ من أن يدخل الإيمان إلى عقله، ويبني عليه عواطفه ومشاعره وأحاسيسه، وينعكس على سلوكه وتصرفاته، ولا يتصرف إلا بوحيه. ولهذا، نجد القرآن الكريم يرفض قول الأعراب آَمَنَّا، لأنَّ الإيمان لم يدخل إلى عقولهم، ولم يتحرَّك في سلوكهم وحياتهم، بل قال لهم: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا [الحجرات: 14] بعد أن نطقوا بالشَّهادتين.
وقد ورد في الحديث: "الإيمان والعمل أخوان شريكان في قرن، لا يقبل الله أحدهما إلَّا بصاحبه".
حجّةُ العقل
أمَّا الحديث الثاني، فقد ورد عن ابن السكّيت، وكان من علماء اللغة العربيَّة، هذا الرجل التقى بالإمام الهادي (ع)، فسأله: "لماذا بعث موسى بن عمران بالعصا ويده البيضاء وآلة السِّحر، وبعث عيسى بالطبّ، وبعث محمّداً (ص) بالكلام والخطب؟ قال له الإمام الهادي: إنَّ الله تبارك وتعالى لما بعث موسى (ع)، كان الغالب على أهل عصره السِّحر، فأتاهم من عند الله عزَّ وجلَّ بما لم يكن في وسعهم مثله، وما أبطل به سحرهم، وأثبت به الحجَّة عليهم، وإنَّ الله تبارك وتعالى بعث عيسى (ع) في وقت ظهرت الزّمانات (أي الأمراض)، واحتاج النَّاس إلى الطبّ، فأتاهم من عند الله عزَّ وجلَّ بما لم يكن عندهم مثله، وبما أحيا لهم الموتى وأبرأ لهم الأكمه والأبرص بإذن الله، وأثبت به الحجَّة عليهم، وإنَّ الله بعث محمَّداً (ص) في وقت كان الغالب على أهل عصره الخطابة والكلام والشِّعر، فأتاهم من كتاب الله عزَّ وجلَّ ومواعظه وأحكامه ما أبطل به قولهم، وأثبت به الحجَّة عليهم. قال عندها ابن السكّيت: تالله ما رأيت مثلك اليوم قطّ، فما الحجَّة على الخلق اليوم؟ قال (ع): العقل؛ يعرف به الصَّادق على الله فيصدّقه، والكاذب على الله فيكذِّبه. فقال ابن السكيت: هذا والله الجواب".
لقد أراد الإمام بذلك أن يشير إلى الدَّور الذي أعطاه الإسلام للعقل، عندما جعله حجَّة الله على خلقه، به يبلغون الإيمان، ويصدِّقون بما جاء عن الله، وما دعا إليه رسول الله (ص) والأئمَّة (ع)، وفي ذلك تأكيد أنَّ الدّين لا يصادم العقل بل يؤاخيه.
ففي الحديث: "لمَّا خلق الله العقل استنطقه، ثم قال له أقبل فأقبل، ثم قال له أدبر فأدبر، ثم قال له: وعزَّتي وجلالي، ما خلقت خلقاً هو أحبّ إليَّ منك، إيَّاك آمر وإيَّاك أنهى، وإيَّاك أثيب وإيَّاك أعاقب".
مواجهةُ الأفكارِ الخاطئة
أمَّا الحديث الثَّالث، فقد ورد عن أحد أصحاب الإمام الهادي (ع)، حين قال: "دخلت على الإمام الهادي (ع)، وقد نكبت إصبعي، وتلقّاني راكبٌ وصدم كتفي، ودخلت في زحمة، فخرقوا عليّ بعض ثيابي، فقلت: كفاني الله شرَّك من يوم فما أشأمك! فقال لي الإمام (ع): يا حسن، هذا وأنت تغشانا، ترمي بذنبك مَن لا ذنب له؟! ما ذنب الأيَّام حتى صرتم تتشاءمون بها، إذا جوزيتم بأعمالكم فيها؟"، فما تواجهونه هو نتيجة أعمالكم، فلا تحمِّلوها للزَّمن ولا للآخرين.
كتابٌ لكلِّ الأزمنة
والحديث الأخير الذي نذكره في هذا المقام، هو حديث جرى أيضاً مع ابن السكّيت، حين قال للإمام: "ما بال القرآن لا يزداد على النشر والدَّرس إلَّا غضاضة؟ (أي جدّة ونضارة، فهو في تجدّد دائم، وقادر على أن يواكب كلَّ العصور والأزمنة، رغم أنه جاء في زمن مضى)، فقال (ع): إنَّ الله تعالى لم يجعله لزمانٍ دون زمان، ولا لناس دون ناس، فهو في كلّ زمان جديد، وعند كلّ قوم غضّ إلى يوم القيامة".
فالقرآن الكريم يجري مجرى الشمس والقمر، واللّيل والنهار، فكما الشَّمس والقمر يتجدَّدان ليعطيانا النّور كلّ يوم، وعلى مدى الزمن، وفي كلّ أرض، كذلك القرآن الكريم يتجدَّد ليضيء لنا دروبنا في كلِّ زمن، وعلى كلِّ أرض، وسيبقى على ذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
الاقتداءُ بالهادي (ع)
أيُّها الأحبَّة: هذا هو الإمام الهادي (ع) الَّذي ملأ مرحلته عبادة وعلماً وعملاً وجهاداً وبذلاً وعطاءً ونصيحة، وبلغ بخلقه ما جعله مهوى قلوب النَّاس كلّ النَّاس، فهل لنا نحن الَّذين نلتزمه، أن نرتفع إلى مستواه، لنكون على صورته ونهجه، ولنكون، كما أرادنا، زيناً له لا شيناً عليه، لنرسِّخ بذلك ارتباطنا بالله، ونحقِّق انتماءنا إليه والولاء له؟ وهذا لن نبلغه إلَّا بالاجتهاد في طاعة الله، والورع عن معاصيه.
الخطبة السياسية
عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بوصيَّة الإمام الهادي (ع)، حين قال لأصحابه الَّذين سألوه عمَّن هم خير النَّاس، قال (ع): "إنَّ خير العباد من يجتمع فيه خمس خصال: إذا أحسن استبشر، وإذا أساء استغفر، وإذا أُعطِي شكر، وإذا ابتُلِي صبر، وإذا ظُلِم غفر".
فخير الناس وأحسنهم في منطق الإمام (ع)، هو من يترك أثراً طيباً في قلوب الناس وعقولهم وفي حياتهم، وإن أساء، يسارع إلى الاستغفار والاعتذار، ومن يقدِّر المعروف الَّذي يبذَل له ويشكره، ويبادل جميل الآخرين له بجميل، وإحسانهم بإحسان، وإذا ابتُلي لا يجزع، بل يصبر، وإذا أسيء له يعفو، إلَّا إذا كان العفو يضره.
فلنستوص بهذه الوصيَّة، لنكون حقّاً من الموالين والمنتهجين نهجه، ونكون خير النَّاس وواجهتهم، وأقدر على مواجهة التحدّيات.
خطرُ الانهيارِ الكامل
والبداية من هذا البلد الَّذي يسير بخطى سريعة نحو كارثة حقيقيَّة تهدِّد كيانه وأمنه واستقرار أبنائه فيه، وهذا ما نشهده في الارتفاع الجنوني الَّذي يبدو أنَّه لن يقف عند حدّ في سعر صرف الدولار الَّذي تجاوز الستّين ألف ليرة، وقد يصل إلى أكثر من ذلك، والَّذي يعود إلى استمرار السياسة النقديَّة التي يديرها المصرف المركزي بالتغطية السياسيَّة التي تمنح له، ما ينعكس، بطبيعة الحال، ارتفاعاً بأضعاف مضاعفة في أسعار السِّلع والموادّ الغذائيَّة والدواء والاستشفاء والمحروقات وسبل تأمين الكهرباء والماء، وقد يؤدّي إلى فقدانها، وبات ينعكس اضطراباً في الشَّارع، والذي قد يتصاعد باستمرار هذا التردّي.
وبدلاً من أن تبادر القوى السياسيّة إلى استنفار جهودها من أجل معالجة ما يجري، نجد إمعاناً في اللامبالاة وترك الحبل على غاربه، حيث تستمرّ المراوحة القاتلة على هذا الصّعيد، ولم تنفع كلّ الجهود التي تبذل، ولا الضغوط التي تمارَس، ولا مناشدات الداخل والخارج للإسراع في انتخاب رئيس للجمهوريَّة الَّذي يمثّل الممرَّ الإلزامي للخروج من النفق الذي دخلنا فيه، فيما حكومة تصريف الأعمال لا تقوم، أو لا تستطيع القيام بدورها في تصريف الأعمال، لعدم قدرتها على الاجتماع لاتخاذ القرارات الضروريَّة لأداء هذا الدَّور، حرصاً على عدم انقسامها والتَّداعيات التي قد تحصل من وراء ذلك.
انقسامُ الجسمِ القضائيّ
وما زاد الطّين بلَّة، هو الانقسام الحاصل غير المسبوق داخل الجسم القضائي في قضيَّة كقضيَّة المرفأ، هذه الكارثة التي كنا نريد أن يتوحَّد عليها الجسم القضائي وكلّ اللبنانيين، لكشف حقيقة ما جرى فيها، ومحاسبة المرتكبين مهما كانت مواقعهم، حتى لا تتكرَّر المأساة التي حصلت، والتي تركت آثاراً دامية على البشر والحجر من الضحايا البريئة التي سقطت، والدَّمار الهائل الذي وقع.
ونحن في هذا المجال، لن ندخل في مدى صوابيَّة القرارات القضائيَّة التي اتخذت من المحقّق العدلي المكلَّف بهذه القضيَّة، أو ما صدر عن محكمة التَّمييز وحدود الصلاحيَّة التي تعود إليهما، ما يتعيَّن أن يحسم ضمن الآليَّات القضائيَّة التي ينبغي أن تسارع لوضع الأمور في نصابها، وإن كان من حقّنا أن نتساءل عن الأسباب والخلفيات التي دفعت إلى عودة الملفّ بالصّورة التي صدرت فيها القرارات، بعدما بقي مجمَّداً لفترة طويلة، والتي تؤثر في النظرة إلى سلامة التحقيق ومنطلقاته في هذه القضيَّة ومشروعيَّة أهدافه، ما قد أدَّى ويؤدّي إلى تداعيات خطيرة قد نتساءل أيضاً عن أسبابها وغاياتها، وإن كنَّا لا نزال نرى أنَّ كل هذا الانقسام العميق هو نتاج للأزمة السياسيَّة المتفاقمة، والَّتي يستثمر فيها الأفرقاء السياسيّون في كلّ المواقع، وخصوصاً، وللأسف، في المؤسَّسة القضائيَّة. إنَّ كلَّ ما نريده هو الحفاظ على سلامة هذا المرفق الحيويّ، وأن يبقى بعيداً من التجاذبات التي تحصل على الصعيد السياسي أو الطائفي والمذهبي، لأنَّنا نرى في بقاء هذا الانقسام تعطيلاً لدور هذا المرفق والثّقة به، وقد يؤدِّي إلى ضياع قضيَّة المرفأ ودفنها، أو يسمح بالعودة إلى الحديث عن عدم صلاحيَّة القضاء اللبناني لمعالجة هذه القضيَّة بكلّ تعقيداتها، وغيرها من القضايا الأخرى.
مسؤوليّةُ القوى السياسيّة
إنَّنا أمام كلّ هذا الواقع المتردّي الذي وصلنا إليه، نعيد مناشدة القوى السياسيَّة الفاعلة أن تحمّل مسؤوليَّتها، وعدم الانكفاء عن أداء دورها، لمنع وصول البلد إلى المآل الذي وصل إليه، والذي يخشى أن يتعدَّى ذلك إلى تهديد الاستقرار الأمني الذي لا يزال البلد يحظى به ولو بحدود معيَّنة، والذي قد يكون مستهدفاً لحسابات داخليّة أو خارجيّة، وذلك بالعمل السريع لخلق مناخ لتوافق يضمن الوصول إلى انتخاب رئيس للجمهوريَّة، تمهيداً لحكومة فاعلة قادرة على النهوض بهذا البلد، وقضاء مستقلّ ونزيه وشفَّاف وبعيد من الارتهان، وهذا، بالطبع، لن يحصل في حال بقي كلٌّ على مواقفه، بل هو بحاجة إلى تنازلات متبادلة، وهذا لا يعني أنَّنا ندعو إلى أيّ رئيس، بل نصرّ على رئيس يملك الجدارة والكفاءة والأخلاقيَّة والإرادة لبناء دولة المؤسَّسات، وقادر على جمع اللبنانيين، ولا نعتقد أنَّ هذا غير متوافر أو غير ممكن التَّحقيق.
إننا نرى أنَّ المطلوب في هذه المرحلة ليس البحث عن كيفيَّة تأمين الأصوات فقط، بل عن كيفيَّة تأمين الظروف التي تضمن نجاح العهد الجديد على المستوى الداخلي، وقدرته على النهوض بهذا البلد أو على الصعيد الخارجي.
فلسطين تواجهُ مجازرَ العدوّ
ونبقى في المجال الفلسطيني، وأمام الاعتداءات والمجازر المستمرَّة التي ترتكبها قوَّات العدو في الضفة الغربية وقطاع غزة، ندعو إلى أوسع حملة تضامن مع الشعب الفلسطيني، وإلى تسليط الضّوء الإعلامي والسياسي على إرهاب هذا العدوّ الذي تتوالى هجماته وممارساته الإرهابيّة، من دون أن يصدر أيّ موقف دوليّ لإدانة جرائمه، والتي هي جرائم حرب.
إننا في الوقت الَّذي نحيّي بطولات هذا الشعب وروح المقاومة والتضحية فيه، ندعو العرب والمسلمين إلى وقفة حقيقيَّة معه، وهو الذي يذود بشبابه وشيبته ونسائه وأطفاله عن المسلمين كلّهم والعرب كلّهم، بدلاً من خذلانه والانكفاء عنه.
ممارساتٌ مستنكَرة
وأخيراً، نتوقَّف عند الممارسات العدوانيَّة والعنصريَّة المستمرَّة التي جرت سابقاً وتجري الآن، وكان آخرها في السويد، ومن ثمَّ في هولندا، من حرق المصحف الشريف، لندعو مجدّداً إلى ضرورة إيقاف هذه الممارسات التي تسيء إلى مشاعر المسلمين جميعاً، وإلى منعها، بدلاً من تأمين الحماية لمن يقوم بها تحت عنوان حريَّة التعبير، لتداعياتها على العلاقة بين البلاد التي تحدث فيها وبين المسلمين، والتي نريدها أن تبنى على الاحترام المتبادل والتعاون المشترك، والتلاقي لا التَّباعد والتَّحاقد والنزاع.