في أرمينيا، يوجد حوالى 9% مسلمين من مجموع سكان البلاد، وفي قلب العاصمة
الأرمينية «يريفان»، تجد صرحاً إسلامياً ضخماً؛ إنه المسجد الأزرق أو الجامع الأزرق
الشاهق الذي يشعّ بنور الإسلام في سماء أرمينيا.
تجد أيضاً كنائس عديدة منتشرة في العاصمة، وإلى جانبها ترى المسجد الأزرق يتلألأ
بلونه الأزرق المتدرّج كلون السماء، والذي يكسو مدخله ومعظم جدرانه وقبّته ومئذنته
الشّاهقة التي تصل إلى ٢٤ متراً، وهي الوحيدة في سماء العاصمة الأرمينية.
المسجد الأزرق يشكّل اليوم مركزاً ثقافياً بالدرجة الأولى، إذ تلقن فيه دروس اللغة
الفارسية، إلى جانب التدريب على الفنون اليدوية وحفظ القرآن وتلقين الدروس الدينية
وتعاليم الإسلام الحنيف من خلال نخبة من الأساتذة الإيرانيين.
مسجد من أكبر المساجد فى منطقة القوقاز، بني فيما بين العامين 1766 و1769م، ولم يكن
هذا المسجد الوحيد قبيل انضمام أرمينيا إلى الكتلة السوفيتية، بل كان هناك ثمانية
مساجد أخرى فى يريفان. وفى العام 1962، تحوّل المسجد الأزرق بأمر من الحكومة
السوفيتية إلى أثر تاريخي يمنع فيه ممارسة الشعائر الدينية من ذلك التاريخ وحتى حرب
ناغورنو كاراباخ بين أرمينيا وأذربيجان (1988-1991)، التى أدت إلى فرار الأغلبية
الآذرية «المسلمة» من البلاد التى كانت تعتبر المسجد الأزرق المسجد الرئيس بالنسبة
إليها.
سبعة آلاف متر مربع يحتلها هذا المسجد الضخم فى قلب العاصمة الأرمينية.. ساحة كبيرة
تتوسطها حديقة شاسعة وتزينها نافورة كبيرة وأشجار ضخمة ونادرة تظللها من جميع
الجهات، تشكّل مع اللون الأزرق الذى لا ترى العين سواه من داخل المسجد، سيمفونية
رائعة من ألوان الطبيعة التى ترمز إلى الحياة والرخاء.
ساحة كبيرة للصلاة ذات طابع إسلامي وفارسي، حيث تضيء الأنوار التي تتلألأ من
الثريات ومن النجف فى كلّ مكان، لتنعكس على الأعمدة والجدران المرمرية والزجاج
المعشق ذى الألوان الزاهية، إضافةً إلى الآيات القرآنية المحفورة فى الجدران والخشب
باللغة الفارسية التي تجذب السياح والزائرين.
ويأمل القيّمون على حال المسجد الأزرق في أن يعمر المسجد الأزرق بالمصلّين
والمؤمنين، وليس فقط أن يكون مقصداً للسياحة والزيارة.