رأى أنّ الطبقة السياسيّة اللّبنانيّة استنفدت ما عنده
فضل الله: أخذ اللّقاح ليس من المفطّرات في شهر رمضان المبارك
رأى العلّامة السيّد علي فضل الله أنّه لا أفق للحلّ داخليّاً، بعدما استنفذت الطبقة السياسيّة ما عندها، داعياً إلى العمل على التّخفيف من آلام النّاس عبر مبادرات اجتماعية حقيقيّة، مؤكّداً أن تناول اللقاح لا يعتبر من المفطّرات للصّائم.
جاء ذلك في درس التفسير القرآنيّ الأسبوعيّ، حيث قال ردّاً على سؤال:
لعلّ السؤال الذي يبدو أكثر الحاحاً في هذا الجوّ، يتمثل في مدى قدرة اللّبنانيّين على الصّمود مع هذا الارتفاع الجنونيّ في أسعار الموادّ الغذائيّة دونما رقيب أو حسيب، وحيث لا تقوم الوزارات المعنيّة بأدنى ما يمكن من المسؤوليّة التي يمكن أن تضع حدّاً لجشع التجّار وتلاعبهم بالأسعار، واحتكارهم للموادّ الأساسيّة، ومن ثم بيعها بالسّعر الذي يريدون...
أضاف: إنّ هذه الفوضى التي تشهدها السوق اللّبنانيّة الغذائيّة والدوائيّة، والتي باتت تنسحب على أمور أخرى كالمحروقات وغيرها، من أشدّ ما يؤلم وما يؤذي، لأنه بالإمكان معالجة الكثير من جوانبها والتّخفيف من حدّتها على المواطنين. ومن هنا، فإنّنا نكرّر دعوتنا من هم في مواقع المسؤوليّة، أن يحفظوا شيئاً من التوازن الاجتماعي المطلوب، وأن يمنعوا من الوصول إلى الانهيار الكامل الّذي باتوا يبشّرون النّاس به مع رفع الدّعم كاملاً في نهاية شهر أيّار. والحقيقة هي أنّ الناس لم تستفد من هذا الدّعم بقدر ما استفاد منه التجّار الكبار والمتلاعبون بأوضاع الناس الاجتماعيّة والمعيشيّة.
وقال: إننا في الوقت الذي لا نرى أفقاً للحلّ، ولا بارقة أمل يمكن أن تطلّ سريعاً على المستوى السياسيّ، وخصوصاً بعدما استنفد من هم في الداخل معظم الأساليب وطرائق الحلّ، ندعو من هم في مواقع المسؤوليّة، وخصوصاً على مستوى إدارة شؤون النّاس المعيشيّة، أن يتحركوا في المجالات الّتي يمكن من خلالها ممارسة الضّغط على التجّار الجشعين من جهة، والمساعدة في مبادرات اجتماعيّة حقيقيّة، حتّى لا يترك الناس لمصيرهم، أو أن ينتظروا ما يمكن أن يأتيهم من الخارج بعد أن سُدّت أمامهم كلّ الطرق في الداخل.
وأردف: إنّ من المحزن والمؤسف أن يتلكّأ من هم في مواقع المسؤوليّة عن القيام بمسؤوليّتهم، وعدم القيام بأيّة مبادرة على الصّعيد السياسيّ، وتغليب مصلحتهم الخاصّة على حساب مصلحة الوطن وإنسانه، بينما يتحرّك أكثر من فريق وأكثر من دولة في الخارج لحثّ اللّبنانيّين، وخصوصاً المسؤولين، للخروج من هذه الدوّامة ومن هذا الواقع، وكأنّ الخارج أصبح أكثر حرصاً وخوفاً على البلد من هؤلاء الّذين أداروا ظهرهم للنّاس وتركوا البلد للمجهول...
وردّاً على سؤال: هل تناول اللّقاح من قبل الصّائم مفطِّر له؟ أجاب سماحته أنّ اللّقاح لا يعتبر من المفطِّرات في شهر رمضان المبارك، لذلك يجوز للصّائم أخذه.