صورة مقزّزة للنفس عرضتها مواقع التّواصل، وللأسف، تظهر استمرار جنون الغوغائيّة والوحشية الخارجة عن أيّة ضوابط إنسانية وأخلاقية ودينية؛ إنها وحشيّة قتل النفس المحترمة بغير وجه حقّ، بل فقط من باب الإمعان في التلذّذ بالقتل وأشكاله.
طفولة تُنحَر بالأمس على أيدي وحوشٍ خرجوا فعلاً من زمرة البشر، وارتضوا بأن يكونوا من الملعونين في الدّنيا والآخرة، الخارجين تماماً من قاموس الله، الّذي يرفعون اسمه على راياتهم، ويذبحون عباده بكلّ تفاخرٍ وعنجهيّة واستعلاء وامتهان لحرمات الله وحدوده.
لا يزال مسلسل الذّبح مستمرّاً، ولا تزال سكّين الجهل والبربريّة يحملها صنفٌ ممّن يسّمون بشراً. والتاريخ ـ كما يُقال ـ يعيد نفسه، ففي كربلاء، حوصر أهل بيت الرّسالة، وذُبِح عبدالله الرّضيع وهو بين يدي أبيه الإمام الحسين(ع)، دون أن يرفّ جفن القوم لهوْل المنظر. واليوم، يذبح الطّفل الفلسطيني بكلّ دمٍ بارد، ويتمّ عرض صورة الجريمة البشعة بكلّ بساطة، بغية نشر لذّة هؤلاء، وبثّ الخوف والرعب في النفوس..
في القديم، كان الأطفال والرّجال يذبحون والدّماء تسفَك، وفي القرن الحادي والعشرين، يُنحَر الأطفال بالسكّين، ويسكت من يسكت، ويتمّ التّجاهل من البعض، وتطلق عبارات الإدانة والشَّجب من البعض الآخر، في زمن يتغنّى بحقوق الإنسان، فيما الأطفال يذبحون كالنّعاج.
إنها ذهنيّة الإجرام، والتعطّش للدّماء والذّبح والسّبي والاغتصاب، ذهنيّة لم تكن لتفارق أصحاب النفوس المريضة والعقول المنغلقة والمشاعر المسلوبة الميّتة.. ويبقى السّؤال: كيف السَّبيل لإيقاف هذا المسلسل الإجراميّ البشع، والقضاء على هذه الذهنيَّة المجرمة، الّتي بتنا نرى آثارها في كلّ يوم، ولم نعد نسمع بذلك فقط في بطون التّاريخ السّحيق؟!
وهل بقي من ضمائر تهتزّ لتحاسب وتعالج الأسباب والأجواء المهيِّئة لهذه الجرائم؟!
إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.