تناقلت وسائل الإعلام مؤخَّراً خبر طلب نساء مصريّات الطلاق من أزواجهنّ لأنهم ألحدوا. والسؤال في هذه الحال: هل بمجرد إلحاد الزوج تطلَّق الزوجة منه مباشرة، وما هي الأحكام المترتّبة على ذلك؟
وقد تناول المرجع فضل الله(رض) مسألة عروض الكفر على زواج المسلمين، حيث أوضح أنّ اعتقاد المسلم البالغ بعقيدة الإلحاد، أو إنكاره أصلاً من أصول الإسلام الثلاثة، وهي التّوحيد والنبوّة والمعاد، يعتبر كفراً وارتداداً يترتّب عليه أحكام شرعيّة معيّنة.
وتابع، أنه بمجرّد كفر الزوج وارتداده عن الإسلام، فإن كان ارتداده عن فطرة، (أي كان متولّداً من أبويْن مسلميْن، أو أحدهم مسلم، ثم ارتدّ بعد البلوغ)، بطل الزواج، ولزم المرأة أن تعتدّ عدّة الوفاة، وليس له أن يرجع إليها إذا تاب ـ وتابت هي إن كانت قد ارتدّت معه ـ إلا بعقد جديد، حتى لو كانت توبتهما خلال فترة العدّة.
وأوضح سماحته التّالي: "إن كان الزّوج مرتدّاً ملّيّاً (أي كان متولّداً من أبويْن كافريْن، فأسلم بعد بلوغه ثم ارتدّ)، ولم تكن زوجته مدخولاً بها، أو كانت في سنّ صغيرة أو يائسة (التي انقطع عنها دم الحيض وبلغت سنّ الخمسين)، فيبطل زواج امرأته، وتبين منه دون أن يكون لها عدّة، وفي حال رغبا في الرّجوع إلى بعضهما البعض، مع تحقّق التوبة من الكفر والارتداد، لزمهما عقد زواج جديد. أمّا إن كانت الزوجة مدخولاً بها، ولم تكن صغيرة ولا بائسة، لزمها الانفصال عنه والبقاء في عدّتها مدّة عدّة الطلاق، فإن تاب ـ وتابت معه إن كانت قد ارتدّت ـ خلال فترة العدّة، بقيا على الزوجية قهراً، وإن انقضت عدّتها قبل التوبة، فإنّه ينكشف به بطلان الزّواج منذ الارتداد، وتقع بينهما البينونة التامّة (الافتراق بين الزوجين)، لكنّ المرأة تملك أمر نفسها بعد انقضاء العدّة، فإن رغبا في الزّواج بعد توبتهما، لزمهما عقد جديد".
[فقه الشّريعة، ج:3، ص:472-473].
ويشير السيّد علي السيستاني إلى أنّه في حال ارتداد الزّوج عن الإسلام ارتداداً فطرياً، تحرم عليه زوجته، ويجب عليها الاعتداد عدّة الوفاة. وثبوت العدّة حينئذٍ على غير المدخول بها واليائسة والصّغيرة، مبنيّ على الاحتياط الوجوبي، ولا تنفع توبته ورجوعه إلى الإسلام في أثناء العدّة مع بقاء زوجيّتها على المشهور، ولكنّه لا يخلو عن إشكال، فالأحوط وجوباً عدم ترتيب أثر الزوجيّة أو الفراق إلا بعد تجديد الطّلاق أو العقد
(بعد رجوعه إلى الإسلام).
[منهاج الصّالحين، الجزء الثّالث].
عرضنا ولو بشكل مختصر لحكم العلاقة الزّوجيَّة وآثارها فيما لو كفر الزَّوج أو الزّوجان معاً، ومن مصاديق هذا الكفر اليوم، الإلحاد، وما أكثر ما نسمع به!
إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.