معنى "أشراطها"
العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض)
قال تعالى :
{فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً فَقَدْ جَاء أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ* فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ}[محمّد: 18-19].
معاني المفردات:
أَشْرَاطُهَا؛ الأشراط: العلامات.
***
وإذا كان أولئك المنافقون يتحركون بهذه الطريقة اللاهية العابثة الساخرة التي توحي بأنّ الغفلة مطبقة على عقولهم، فقد يحتاجون إلى مواجهة المسألة في اتجاهٍ جديد.
{فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً}. هل ينتظرون إلّا المفاجأة الحاسمة التي يقفون أمامها واجمين ذاهلين، ذهول الرّعب من النّتائج القادمة كنتيجة طبيعيّة لذهولهم عن سماع آيات الله والإيمان بها، الذي يشغل الإنسان عن مسؤوليّته في طاعة الله، وعن وعيه لليوم الآخر؟
{فَقَدْ جَآء أَشْرَاطُهَا} وبدأت علاماتها تفرض نفسها على الواقع الذي يحيط بهم، وتتجلّى تلك العلامات في طبيعة الحياة التي ينتظرون فيها الموت في كلّ لحظة، حيث يلاقون بعدها السَّاعة في عالم الآخرة، فيواجهون حساب المسؤوليَّة، أو في الرّسالة التي جاء بها النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلّم)، باعتبارها الرّسالة الأخيرة للحياة، لأنَّ النبيّ هو خاتم الأنبياء، وقد ورد الحديث عنه: «بعثت أنا والسّاعة كهاتين»، وأشار بإصبعيه السبّابة والتي تليها. فليس بعد رسالة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلّم) إلا السّاعة التي قد تمتدّ طويلاً في حساب أيّامنا، ولكنّها لا تمثّل شيئاً في أيام الله.
*تفسير من وحي القرآن،ج 21.