الحروف تستمدّ حياتها من دم الشّهادة المباركة في كربلاء، وتكتب على صفحات
الحياة تاريخاً مزداناً بالعزة والإباء، يكسوه المجد ويضجّ بالإيمان، التاريخ
الملتحف بالسموّ والوعي والانتصار، هذه المعاني تمثّلها سماحة العلامة المرجع السيد
محمد حسين فضل الله (رض) في قصيدة "في ظلال كربلاء".
يقول المرجع الشّاعر السيّد فضل الله (رض):
يـا ظلالَ الإسلامِ في كربلاءَ لوّنِي الحرفَ بابتهالِ الدِّمـاءِ
وأثيري التّـاريخَ فينا، افتحي الرُّوحَ على كُلِّ عـزّةٍ وإبـاءِ
يشهقُ المجدُ عنـدَها في انطلاقٍ يلتقـي بالجـدودِ والآباءِ
ويَضمُّ الإيمانَ في روحِه الحيرى امتـدِاداً لثـورةِ الشُّـهداءِ
***
ليسَ تاريخها حديث الأساطيرِ الكُسالى على شِفاه السُّكارى
وَنَواحاً تُثيره لوعـةُ المأسـاةِ في شهقَة الدُّموعِ الحـيـارى
وبَقايا ملاحِم تُبدِعُ النّـصـرَ ـ على مفرقِ الشّهادة ـ غـارا
بلْ هُو الحقُّ تلتقَي الأريَحيَّاتُ لَديْهِ شَـهـادةً وانتصــار
إنّ النهضة الحسينيّة هي نهضة الإيمان الواعي المنفتح على الحقّ، وثورة من أجل
الإصلاح وتجديد الرّوح في عروق الحياة كي تكون عزيزة كريمة.
صور شعريّة رقيقة ومعبِّرة، أفرغ فيها الشاعر الكثير من المعاني التي تضجّ فيها
الحيويّة والحركة والحياة، في أسلوب بلاغي وشعري مميَّز ومباشر.