مجدّداً، يحاول الرؤساء والمسؤولون الداعمون لكيان العدوّ، الإشارة إلى ظلامة الدولة العبريّة، وأنها مقهورة من خلال مقاطعتها ومعاداتها، تحت حجة معاداة الساميّة، فقد أكّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته للقدس المحتلّة، أنّ "إنكار وجود إسرائيل كدولة" يعتبر من أشكال معاداة الساميّة.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، شدّد ماكرون على "اتخاذ إجراءات أكثر فاعليّة لمحاربة ظاهرة الكراهية والعنصريّة ومعاداة الساميّة بشكل قانوني، بما في ذلك العبارات على الإنترنت".
وتعقيباً على ادّعاء معاداة السامية وشرعيّة كيان العدو والاعتراف به والتسويق لذلك، لا بدّ من استحضار مواقف العلامة المرجع السيد محمد حسن فضل الله (رض) توضيحاً للرأي حول بعض النقاط، حيث يلفت سماحته (رض) إلى أنّ اليهود لا علاقة لهم من قريب أو بعيد "بالساميّة"، لا بل هم معادون لها أوّلاً وآخراً، ويتلطون وراء هذا المصطلح لكسب ودّ العالم ضدّ العرب والمسلمين. يقول سماحته:
"طرحت فكرة أن نحمل شعار معاداة الساميّة لنستفيد منه في كلّ الحملات التي تُشنّ أمريكياً وإسرائيلياً، وكلّ هذه الحرب المجنونة التي تشنّ على الفلسطينيّين وعلى العالم العربي، لأنّ العرب هم الساميّون الأقحاح، أمّا اليهود، فلا علاقة لهم بالسامية بكلّ فئاتهم، بل إن أكثريتهم من جذور أوروبيّة وغير أوروبيّة، وليس لهم علاقة بمسألة الساميّة لا من قريب ولا من بعيد.
علينا أن نطرح أمام العالم أنَّ اليهود معادون للساميّة، وأنَّ الذين يقفون ضدّ العرب هم معادون للساميّة، حتى نخرج مسألة معاداة الساميّة من أيدي اليهود، لأنها تخصّنا، ولا بدّ من أن ترتدّ سلباً على إسرائيل، وعلى كلّ الذين يقفون مع إسرائيل ضدّ العالم العربي". [من مقابلة له مع صحيف الشّرق، بتاريخ 25/10/2003].
ويقول المرجع فضل الله (رض) في موضع آخر: "ليس باستطاعتنا مصالحة إسرائيل، لأنها غاصبة لأرض فلسطين، معتدية على بلاد المسلمين، وهي تعمل بالظلم والفساد... والإنسان لا يصالح من اعتدى على بيته واحتلّه ظلماً وعدواناً، بل يسعى لإخراجه منه بكلّ ما أوتي من قوّة. فلا يمكن لنا أن نصالحها مادامت معتدية غاصبة، فهي دولة غير شرعيّة من الناحية الإسلاميّة". [استفتاءات – مواضيع سياسيّة].