قد أقبل شهر رمضان المبارك، الشّهر الفضيل الذي ينتظره ملايين البشر على وجه
الأرض، آملين الإفاده من كلّ فيوضاته، من الرحمة والبركة والبرّ، والعودة الواعية
إلى الله تعالى، وتأكيد كل معاني الوحدة والتضامن الاجتماعي والإنساني.
يأتي شهر رمضان وزمن "كورونا" لايزال مخيّماً بظلاله السوداوية على المعمورة، مما
تسبّب بحرمان الناس من كثير من عاداتهم وأوضاعهم التي دأبوا عليها سابقاً، من عمارة
المساجد بالصلوات والأدعية والابتهالات وزيارة الأرحام والأهل والجيران.
يمرّ الشّهر الكريم هذا العام، والنّاس في أحوال مختلفة وظروف نفسيّة واجتماعيّة
واقتصاديّة صعبة، فهم اليوم في تحدّ كبير وقطوع يأملون الخروج منه أكثر إيماناً
وثباتاً.
إنّ العبادات، ومنها فريضة الصّوم، فرصة لتهذيب النفس وتقوية الإرادة، وفرصة لصون
النفوس والأجساد مادياً ومعنوياً وروحياً. وحفظ النفوس من تلك الجهات مقصد أساس
تقوم عليه الأديان والرسالات، فلا بدّ لنا أن نراعي هذا المقصد، ونعمل على تحقيقه
بما يحفظ أمانة الله في عباده.
فلننفتح على العبادة وعلى الله تعالى، ونحسن التوجّه إليه، ونعود إليه عودة نصوحاً
نأخذ منها كلّ استزادة تقوّينا على مواجهة الضّغوطات، وصولاً إلى بلوغ العافية
والنجاح.