إنَّ المسألة هي في ضرورة تكامل المواقع الإسلاميّة القياديّة والحركيّة، تبعاً للخصوصيات الإسلاميّة التي تضع لكلّ موقع دوراً يختلف عن الدور الآخر.
وهناك نقطتان أخيرتان لا بدّ أن يعمل لهما العاملون في خطّ الصحوة الإسلاميّة.
النقطة الأولى: الوحدة الإسلاميّة بين المسلمين في الدائرة المذهبيّة، ليكون التنوع المذهبي في علم الكلام والفقه مصدر غنى للمعرفة الإسلاميّة وللحوار الفكريّ، لا مصدر تعصُّبٍ وتنافر، ولا سيّما إذا عرفنا أنّ كلّ مذهب لا يمثّل فريقاً واحداً في الاجتهاد، فإذا أمكن للمذهب الواحد أن يعيش الوحدة في دائرة التنوّع للآراء، فلماذا لا يمكن أن يعيش الدّين الواحد الوحدة في دائرة تنوّع المذاهب؟ ولا بدّ من متابعة البحث حول أفضل الوسائل للوصول إلى ذلك، لأنّ الوحدة الإسلاميَّة تمثّل القاعدة الصلبة التي يمكن أن ترتكز عليها الصحوة الإسلاميّة.
النقطة الثّانية: الوحدة الإسلاميّة الحركيّة بين العاملين الحركيّين في خطّ الإسلام الحركيّ، بالاتفاق على القواسم المشتركة، في الفكر والوسيلة والهدف والتّخطيط لحركة إسلاميّة واحدة تتعدَّد فيها الآراء بالمستوى الّذي يجعل لها لوناً من المرونة الحركيّة التي تنفتح فيها الآفاق على فهم أوسع للواقع وللمستقبل.
إنّنا نضع هاتين النّقطتين أمام الإسلاميّين العاملين، من أجل متابعة البحث عن مستوى بلورة الفكرة، ومتابعة التحرّك على مستوى تأهيل الحركة، لنصل إلى تعميق الصّحوة في عقولنا وفي أعيننا وفي السّاحات التي ينطلق فيها الإسلام في مسيرته الصّاعدة نحو العالم كلّه، والمستقبل كلّه، ليكون ـ كما أراده الله ـ قاعدةً للفكر وللعاطفة والحياة.
*من كتاب "الحركة الإسلاميّة ما لها وما عليها".