[كيف تنظرون إلى زواج الفتاة الجامعيّة بشابّ دون مستواها الثقافي؟]
الواقع أنَّ العلم ليس كلّ شيء في حركة العلاقة، قد تكون الفتاة حازت على شهادة متقدّمة، لكنّ الشابّ قد يملك خبرةً متقدّمةً. فالعلم لا يُعطي أحياناً خبرةً. ولنفرض أنّ هناك فتاة مهندسة، وشابّاً تاجراً عَرَك الحياة، قد نراه متفوِّقاً عليها، لأنّه يملك فهماً اجتماعيّاً ووعياً مسؤولاً.
لذلك، ليس من مشكلة أن تتزوَّج المتعلِّمة والحائزة على شهادة في الهندسة أو الكيمياء أو الفيزياء، مثلاً، من رجل يمتلك فهماً اجتماعياً ووعياً للواقع ويملك خبرةً وتجربة، ويصبح هناك تكامل بين الاثنين؛ هي تملك ما ليس يملك، وهو يملك ما ليس تملك.
ولكن هناك تعقيدات كثيرة في مجتمعنا، ومن عُقَدِه، أنَّ الشابَّ الجامعيَّ يشعر بالاعتداد بنفسه، وينظر إلى الفتاة من فوق، وتنظر هي إلى مَنْ هو أقلّ منها ثقافة علميّة من فوق.. هذا غير واقعيّ، علينا دائماً أن ننظر إلى مَنْ تحت، لا إلى مَنْ فوق، حتّى نتوازن، ولنرى ماذا عندنا وماذا عند الآخرين، فليس هناك إنسان متفوِّق على إنسانٍ بالمطلق.. وليس التفوُّق العلميّ عند الزوج أو الزوجة هو الذي يحقِّق السّعادة.. والسّعادة لا تحصل من خلال المعادلات الفيزيائيّة أو الكيميائيّة، ولا نستطيع أن ننقل الجامعة إلى البيت. وفي كلّ إنسان منّا بَدَويّ يختفي في داخله، وهناك حيوانٌ داخليّ في كلّ فرد، فالإنسان يجب أن يعيش حياته العاديّة في البيت، واختلاف المستوى أحياناً يمكن أن يجعل اختلافاً في التّفاهم.
لهذا، أنا أقول دائماً: الزواج 75% عقل، و25% عاطفة، ولكن نحن نعمل على أساس أن يكون هناك نسبة 99,99% عاطفة، والفاصلة الوحيدة عقل.
* من كتاب "للإنسان والحياة".