[هل يمكن أن يكون التّقليد للغرب أمراً محموداً في ظرفٍ ما؟]
من الطبيعي أنّنا عندما ندرس تجربة الآخرين، سواء في المجالات العلميّة أو العمليّة
أو الفكريّة، فإنّ علينا أن ندخل في مقارنة بين هذه التّجارب وبين الخطوط
الإسلاميّة في هذه الدوائر، فإذا رأينا في الغرب ما ينسجم مع العناوين الإسلاميّة
العامّة التي تنطلق لدفع الإنسان إلى المزيد من النموّ والتقدّم، فإنّ علينا أن
نستفيد من هذه التّجربة، باعتبار أنّها تجسِّد القِيَم الإيجابيّة التي يعيشها
أسلافنا ممّا لم نجد له تجربةً في واقعنا الإسلاميّ، لأنّ الظروف ابتعدت عن مثل هذه
التجارب، أمّا إذا رأينا في هذه التجارب انحرافاً عن المفاهيم الأصيلة للإسلام، كما
في مفاهيم الحريّة التي يلتزمها الغرب أو ما إلى ذلك، فإنّ علينا أن ندرس الفواصل
التي تفصل القِيَم الغربيّة عن القِيَم الإسلاميّة.
إنّنا لا نرفض الغرب جملةً وتفصيلاً، ولا نرفض العالم جملةً وتفصيلاً. إنّنا نعتقد
أنّ لدى العالم ما نتعلَّم منه، ولدينا ما يتعلَّم منه العالم، وأنّ للعالم مصالحَ
عندنا، وأنّ لنا مصالحَ عند العالم، خطّنا الإسلاميّ هو أن نتعلّم من أيّ شخص أو
جهة: "اطلبوا العلم ولو في الصين"، "الحكمة ضالة المؤمن"، ولكن علينا أن نختار ما
نتعلَّمه بأنْ لا نبتعد عمّا نؤمن به.
*من كتاب "دنيا الشّباب".