في الحياة الزوجيّة، هناك رجالٌ يضطهدون زوجاتهم.
الله تعالى لم يُسَلِّط الرّجل على المرأة، أن يتكلّم معها كلمة سوء. لا فرق بين أن تشتم زوجتك، أو تشتم زوجة جارك، لا فرق، وليس لك أن تضرب زوجتك. النقطة الوحيدة التي ذكرها الله في هذا المجال، هي إذا منعت الزّوجة زوجها حقّه الجنسيّ {فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ...}[النّساء: 34]. فالموعظة أوّلاً، ثمّ الهجر في المضاجع، وأخيراً، الضَّرب غير المبرح، لا يُدمي لحماً ولا يكسر عظماً، ضرب تأديبيّ خفيف لطيف، يُثقل النفسيّة ولا يؤذي الجسد كثيراً.
لذلك، فإنَّ العنف المستعمل ضدّ المرأة هو غير إسلاميّ، والذين يستعملون العنف ضدّ المرأة في أيّ حالةٍ من الحالات التي لا يملكون فيها أيّ حقّ، هم عصاة مأثومون ظالمون. فزوجتك أختك في الإيمان، وزوجتك في الجسد.. هما أخوان في الإيمان، وإنْ كانا زوجين في الجسد.. كلّ حقّ المؤمن على المؤمن ثابت للزّوجة، كما هو ثابت للزّوج. الزوجيّة جعلت حقوقاً {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ}[البقرة: 228].
فالعنف الذي يمارسه كثيرٌ من النّاس ضدّ زوجاتهم، هذا ليس إسلاميّاً، بل الإسلام يحرّم على الرّجل أن يضرب زوجته، أو يشتمها، أو يطردها من البيت.. بعض الرّجال إذا اختلف مع زوجته يطردها إلى بيت أهلها، هو بذلك يفعل حراماً، كما هي تفعل حراماً عندما تخرج من بيتها إلى بيت أهلها، مع عدم وجود ضغطٍ فوق العادة.
* من كتاب "للإنسان والحياة".