[قلتم إنّ العصاة يظلمون ربّهم، فكيف يحدث هذا؟].
لنعرف، أوّلاً، ما المقصود من الظّلم؟ فالإمام عليّ (ع) يقول في تحديد من هو الظّالم: "للظّالم من الرّجال - ومن النّساء أيضاً - ثلاث علامات: يظلم من فوقه بالمعصية، ومن دونه بالغلبة، ويظاهر القوم الظلمة"1.
فنحن عندما نظلم ربّنا، فإنّنا، نظلم حقّه، لأنّ من حقّ الله علينا أن نوحّده ولا نشرك به شيئاً، وأن نطيعه ولا نعصيه، فعندما نعصيه أو نشرك به فقد ظلمناه، لأنّ الظّلم هو أن تسلب المظلوم حقّه عليك، وليس من الضّروريّ أن ينال ذلك منه من حيث ميزان القوّة والضّعف، فقد يظلم الضّعيف القويّ بالتمرّد على ما له من حقّ، كما قد يظلم القويّ الضّعيف بقوّته الغالبة، وآية ذلك في القرآن، قول لقمان لابنه: {يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}[لقمان: 13].
فالمقصود بظلم الله ليس الظّلم بالغلبة. وأمّا قوله تعالى: {وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}[البقرة: 57]. فالله يريد هنا بالظّلم الضّرر، ولكن الظّلم الذي يعنيه السّؤال، والذي جاء في القرآن وفي كلام الإمام عليّ (ع) هو ظلم الحقّ، وهو قول الإمام (ع): "يظلم من فوقه بالمعصية".
[1]لكليني، الكافي، ج1، ص: 37، ج: 7.