المحتويات... PAGEREF _Toc485332350 \h 1
أعمال ومستحبات ليلة القدر. PAGEREF _Toc485332351 \h 2
أعمال ليلة القدر العامة. PAGEREF _Toc485332352 \h 2
دعاء الجوشن الكبير.. PAGEREF _Toc485332353 \h 3
زيارة أمير المؤمنين عليٍّ (ع) :( زيارة أمين الله ). PAGEREF _Toc485332354 \h 14
زيارة الامام الحسين (عليه السلام): زيارة وارث... PAGEREF _Toc485332355 \h 15
زيارة أبي عبد الله الحسين (عليه السلام). PAGEREF _Toc485332356 \h 15
دعاء مكارم الأخلاق.. PAGEREF _Toc485332357 \h 16
دعاء التوبة. PAGEREF _Toc485332358 \h 20
دعاء أبي حمزة الثمالي... PAGEREF _Toc485332359 \h 22
دعاء السَحَر. PAGEREF _Toc485332360 \h 22
دعاء يا عُدَّتي... PAGEREF _Toc485332361 \h 30
دعاء يا مفزعي.. PAGEREF _Toc485332362 \h 31
اللّيلة التّاسِعَة عَشرة. PAGEREF _Toc485332363 \h 32
أعمال الليلة التاسعة عشرة الخاصة. PAGEREF _Toc485332364 \h 32
اللّيلة الواحدة والعشرون.. PAGEREF _Toc485332365 \h 32
اللّيلة الثّالِثَة والعِشرون.. PAGEREF _Toc485332366 \h 34
دعاء اللّيلة الثّالِثَة والعِشرين.. PAGEREF _Toc485332367 \h 35
هي ليلة واحدة ، وهي الليلة التي يقدّر الله فيها كل أحداث السنة، من حياةٍ وموتٍ، وبؤسٍ وشقاءٍ، وحربٍ وسلمٍ.. وقد اختلفت الأحاديث في تحديدها، ففي ورد أنها في الليلة التاسعة عشرة أوفي الليلة الواحدة والعشرين ولعلّ المشهور في أحاديث الإمامية أنها ليلة ثلاث وعشرين.
وهناك رواية في «الدر المنثور» عن مالك والبيهقي بهذا المعنى، والمعروف عند علماء أهل السنة، أنها ليلة سبعٍ وعشرين.
جاءت التعاليم النبوية المستمدّة من الوحي الإلهي الذي أوحى به إلى نبيّه، أو ألهمه إياه، في ضرورة استعداده فيها ضرورة استعداد الانسان فيها للصلاة والابتهال والدعاء والانقطاع إلى الله، والتقرب إليه بالكلمة الخاشعة، والدمعة الخائفة، والخفقة الحائرة، والشهقة المبتهلة، ليحصل على رضاه، فيكون ذلك أساساً للتقدير الإلهي الذي يمثل عناية الله به ورعايته له. وذلك هو السر الذي يرتبط به الإنسان بليلة القدر، لينطلق الإنسان إلى ربه قائماً وقاعداً، وراكعاً وساجداً، في إخلاصه، وفي ابتهاله وفي خشوعه، لتكون هذه الليلة موعداً إلهيّاً يتميّز عن أيّ موعدٍ آخر. فبإمكان الإنسان أن يلتقي بالله في كل وقت، ولكن لقاءه به في ليلة القدر شيءٌ آخر، فهي {خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ}، فالرحمة فيها تتضاعف، والعمل فيها يكبر، والخير فيها يكثر، وعطايا الله تتزايد، وهي ـ بعد ذلك ـ ليلة السلام التي يعيش فيها الإنسان روحية السلام مع نفسه ومع الناس، لأنها تحولت إلى معنى السلام المنفتح بكل معانيه على الله.
هذه الاعمال العامة يعمل بها في الليلة التاسعة عشرة أو في الليلة الواحدة والعشرين أو في ليلة الثلاث والعشرين. و من هذه الاعمال على ما روي:
الأوّل: الغسل، قالَ العلماء (رحمهم الله): الأفضل أن يغتسل عِندَ غروب الشّمس ليكون عَلى غسل لصلاة العشاء.
الثاني: الصلاة ركعتان يقرأ في كُلِّ ركعة بَعد الحَمد التَّوحيد سبع مرَّات، ويَقول بَعد الفراغ سبعينَ مرَّة: أسْتَغْفِرُ اللهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ. وفي الحديث النبوي من فعل ذلك لا يقوم من مقامه حتّى يغفرَ اللهُ له ولأبويه.
الثالث: لا بأس بالدعاء والتوسّل بالقرآن وهو أن تأخذ المصحف وتنشره بين يديك وتقول: (اللهمَّ إنّي أسألُكَ بكتابِكَ المُنْزَلِ وما فيه وفيه اسمُكَ الأكبرُ وأسماؤك الحُسْنَى وما يُخَافُ ويُرْجَى أن تجعلني من عتقائِكَ مِنَ النَّارِ)، وتدعو بما بدا لك. ثم ضع المصحف على رأسك وقل: اللهمَّ بحقِّ هذا القرآنِ وبحقِّ مَنْ أرسلْتَهُ بِهِ وبحقِّ كلِّ مؤمنٍ مَدَحْتَهُ فيه وبحقِّكَ عليهم فلا أَحَدَ أعرفُ بِحَقِّكَ منكَ.
بكَ يا اللهُ ـ عَشْرَ مرّات، بمحمّدٍ(ص) عشراً، بعليٍّ (ع) عشراً، بفاطمةَ(ع) عشراً، بالحسنِ(ع) عشراً، بالحسينِ(ع) عشراً، بعليِّ بنِ الحسينِ(ع) عشراً، بمحمَّدِ بنِ عليٍّ(ع) عشراً، بجعفرِ بنِ محمّدٍ(ع) عشراً، بموسى بنِ جعفرٍ(ع) عشراً، بعليِّ بنِ موسى(ع) عشراً، بمحمَّدِ بنِ عليٍّ(ع) عشراً، بعليِّ بنِ محمَّدٍ(ع) عشراً، بالحسنِ بنِ عليٍّ(ع) عشراً، بالحُجَّةِ(ع) عشراً، وتسأل حاجتك.
الرابع: زيارة الحسين (عليه السلام).
الخامس: الصلاة مائة ركعة، فإنّها ذات فضل كثير.
السادس: يقرأ هذا الدعاء: اللَّهُمَّ إِنِّي أَمْسَيتُ لَكَ عَبْداً داخِراً لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً وَلا أَصْرِفُ عَنْها سُـوءاً، أَشْهَدُ بِذلِكَ عَلى نَفْسِي، وَأَعْتَرِفُ لَكَ بِضَعْفِ قُوَّتِي، وَقِلَّةِ حِيلَتِي، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْجِزْ لِي ما وَعَدْتَنِي وَجَمِيعَ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ مِنَ المَغْفِرَةِ فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ، وَأَتْمِمْ عَلَيَّ ما آتَيْتَنِي فَإِنِّي عَبْدُكَ المِسْكِينُ المُسْتَكِينُ الضَّعِيفُ الفَقِيرُ المَهِينُ. اللَّهُمَّ لا تَجْعَلْنِي ناسِياً لِذِكْرِكَ فِيما أَوْلَيْتَنِي، وَلا لإِحْسانِكَ [ولا غافِلاً لإحْسانِكَ] فِيما أَعْطَيْتَنِي وَلا آيِساً مِنْ إِجابَتِكَ وَإِنْ أَبْطَأْتَ عَنِّي فِي سَرَّاءَ [في سرَّاءَ كُنْتُ أو ضَرَّاءَ] أَوْ ضَرَّاءَ أَوْ شِدَّةٍ أَوْ رَخاءٍ أَوْ عافِيَةٍ أَوْ بَلاءٍ أَوْ بُؤْسٍ أَوْ نَعْماءَ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ.
وقَدْ روى الكفعمي هذا الدُّعاءَ عَن الإمام زينِ العابدينَ (عليه السلام)، كانَ يدعو بِهِ في هذه الليالي قائماً وقاعداً وراكعاً وساجداً، وقالَ العلّامة المجلسي وغيره من العلماء وسيّدنا الأستاذ المرجع فضل الله (رض): إنَّ أفضَل الأعمال في هذه الليالي هُوَ الاستغفار والدُّعاء لمطالبِ الدُّنيا وَالآخرَة للنفس وللوالدين والأقارِب وللإخوان المؤمنين، الأَحياء منهم والأموات والذِّكْر والصلاة عَلى مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّدٍ ما تيسّر وإحياؤها بمذاكرة العلوم الشرعية والقرآنية. وقَد ورد في بعض الأحاديث استحباب قراءة دعاء الجوشن الكبير في هذه الليالي الثلاث.
السابع: بعض الأدعية الواردة ـ مثل الجوشن الكبير ـ التوبة ـ مكارم الأخلاق ـ ابي حمزة الثمالي وغيره
دعاء الجوشن[1] الكبير
وهو مذكورٌ في كتابَي البلد الأمين والمصباح للكفعمي، وهو مروي عَن السجّاد، عن أبيه، عَن جدّه، عن النبيّ صلّى الله عليه وعليهم أجمعين، وقد هبط به جبرئيل على النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) وهو في بعض غزواته وعليه جوشن ثقيل آلمه، فقال: «يا محمّد، ربّك يُقرئك السلام، ويقول لك: اخلع هذا الجوشن، واقرأ هذا الدعاء، فهو أمان لك ولِأُمتك»، ثم أطال في ذكر فضله بما لا يسعه المقام. ومن جملة فضله «أنَّ مَن كتبه على كفنه لا يُعذّب بالنّار، ومن دعا به بنيّة خالصة في أول شهر رمضان رزقه الله تعالى ليلة القدر وخلق له سبعين ألف مَلَك يسبِّحون الله ويقدِّسونه وجعل ثوابهم له. ومن دعا به في شهر رمضان ثلاث مرات حرّم الله تعالى جسده على النّار، وأوجب له الجنَّة، ووكّل الله تعالى به ملَكَين يحفظانه من المعاصي، وكان في أمان الله طول حياته» وكلّ ذلك بشرط الإيمان والإخلاص. وهو هذا الدّعاء:
سُبْحانَكَ يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النّارِ يا رَبِّ. (1) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ، يا اللهُ، يا رَحْمنُ، يا رَحِيمُ، يا كَرِيمُ، يا مُقِيمُ، يا عَظِيمُ، يا قَدِيمُ، يا عَلِيمُ، يا حَلِيمُ، يا حَكِيمُ، سُبْحانَكَ يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النّارِ، يا رَبِّ. (2) يا سَيِّدَ السّاداتِ، يا مُجِيبَ الدَّعَواتِ، يا رافِعَ الدَّرَجاتِ، يا وَلِيَّ الحَسَناتِ، يا غافِرَ الخَطِيئاتِ، يا مُعْطِيَ المَسْأَلاتِ، يا قابِلَ التَّوْباتِ، يا سامِعَ الأَصْواتِ، يا عالِمَ الخَفِيَّاتِ، يا دافِعَ البَلِيَّاتِ. (3)يا خَيْرَ الغافِرِينَ، يا خَيْرَ الفاتِحِينَ، يا خَيْرَ النّاصِرِينَ، يا خَيْرَ الحاكِمِينَ، يا خَيْرَ الرّازِقِينَ، يا خَيْرَ الوارِثِينَ، يا خَيْرَ الحامِدِينَ، يا خَيْرَ الذَّاكِرِينَ، يا خَيْرَ المُنْزِلِينَ، يا خَيْرَ المُحْسِنِينَ. (4) يا مَنْ لَهُ العِزَّةُ وَالجَمالُ، يا مَنْ لَهُ القُدْرَةُ وَالكَمالُ، يا مَنْ لَهُ المُلْكُ وَالجَلالُ، يا مَنْ هُوَ الكَبِيرُ المُتَعالِ، يا مُنْشِئَ السَّحابِ الثِّقالِ، يا مَنْ هُوَ شَدِيدُ المِحالِ[2]، يا مَنْ هُوَ سَرِيعُ الحِسابِ، يا مَنْ هُوَ شَدِيدُ العِقابِ، يا مَنْ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ، يا مَنْ عِنْـدَهُ أُمُّ الكِتابِ. (5) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ، يا حَنَّانُ، يا مَنَّانُ، يا دَيّانُ، يا بُرْهانُ، يا سُلْطانُ، يا رِضْوانُ، يا غُفْرانُ، يا سُبْحانُ، يا مُسْتَعانُ، يا ذا المَنِّ وَالبَيانِ.(6) يا مَنْ تَواضَعَ كُلُّ شَيءٍ لِعَظَمَتِهِ، يا مَنْ اسْتَسْلَمَ كُلُّ شَيءٍ لِقُدْرَتِهِ، يا مَنْ ذَلَّ كُلُّ شَيءٍ لِعِزَّتِهِ، يا مَنْ خَضَعَ كُلُّ شَيءٍ لِهَيْبَتِهِ، يا مَنِ انْقادَ كُلُّ شَيءٍ مِنْ خَشْيَتِهِ، يا مَنْ تَشَقَّقَتِ الجِبالُ مِنْ مَخافَتِهِ، يا مَنْ قامَتِ السَّماواتُ بِأَمْرِهِ، يا مَنْ اسْتَقَرَّتِ الأَرَضُونَ بِإِذْنِهِ، يا مَنْ يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ، يا مَنْ لا يَعْتَدِي عَلى أَهْلِ مَمْلَكَتِهِ. (7) يا غافِرَ الخَطايا، يا كاشِفَ البَلايا، يا مُنْتَهى الرَّجايا، يا مُجْزِلَ العَطايا، يا واهِبَ الهَدايا، يا رازِقَ البَرايا، يا قاضِيَ المَنايا[3]، يا سامِعَ الشَّكايا، يا باعِثَ البَرايا، يا مُطْلِقَ الأُسارى. (8) يا ذا الحَمْدِ وَالثَّناءِ، يا ذا الفَخْرِ وَالبَهاءِ[4]، يا ذا المَجْدِ وَالسَّناءِ[5]، يا ذا العَهْدِ وَالوَفاءِ، يا ذا العَفْوِ وَالرِّضاءِ، يا ذا المَنِّ وَالعَطاءِ، يا ذا الفَصْلِ وَالقَضاءِ، يا ذا العِزِّ وَالبَقاءِ، يا ذا الجُودِ وَالسَّخاءِ، يا ذا الآلاءِ وَالنَّعْماءِ. (9) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ، يا مانِعُ، يا دافِعُ، يا رافِعُ، يا صانِعُ، يا نافِعُ، يا سامِعُ، يا جامِعُ، يا شافِعُ، يا واسِعُ، يا مُوسِعُ. (10) يا صانِعَ كُلِّ مَصْنُوعٍ، يا خالِقَ كُلِّ مَخْلُوقٍ، يا رازِقَ كُلِّ مَرْزُوقٍ، يا مالِكَ كُلِّ مَمْلُوكٍ، يا كاشِفَ كُلِّ مَكْرُوبٍ، يا فارِجَ كُلِّ مَهْمُومٍ، يا راحِمَ كُلِّ مَرْحُومٍ، يا ناصِرَ كُلِّ مَخْذُولٍ، يا ساتِرَ كُلِّ مَعْيُوبٍ، يا مَلْجَأَ كُلِّ مَطْرُودٍ. (11) يا عُدَّتِي عِنْدَ شِدَّتِي، يا رَجائِي عِنْدَ مُصِيبَتِي، يا مُؤْنِسِي عِنْدَ وَحْشَتِي، يا صاحِبِي عِنْدَ غُرْبَتِي، يا وَلِيِّي عِنْدَ نِعْمَتِي، يا غِياثِي عِنْدَ كُرْبَتِي، يا دَلِيلِي عِنْدَ حَيْرَتِي، يا غَنائِي عِنْدَ افْتِقارِي، يا مَلْجَأي عِنْدَ اضْطِرارِي، يا مُعِينِي عِنْدَ مَفْزَعِي. (12)يا عَلّامَ الغُيُوبِ، يا غَفَّارَ الذُّنُوبِ، يا سَتَّارَ العُيُوبِ، يا كاشِفَ الكُرُوبِ، يا مُقَلِّبَ القُلُوبِ، يا طَبِيبَ القُلُوبِ، يا مُنَوِّرَ القُلُوبِ، يا أَنِيسَ القُلُوبِ، يا مُفَرِّجَ الهُمُومِ، يا مُنَفِّسَ الغُمُومِ. (13) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ، يا جَلِيلُ، يا جَمِيلُ، يا وَكِيلُ، يا كَفِيلُ، يا دَلِيلُ، يا قَبِيلُ[6]، يا مُدِيلُ[7]، يا مُنِيلُ[8]، يا مُقِيلُ[9]، يا مُحِيلُ[10]. (14) يا دَلِيلَ المُتَحَيِّرِينَ، يا غِياثَ المُسْتَغِيثِينَ، يا صَرِيخَ المُسْتَصْرِخِينَ، يا جارَ المُسْتَجِيرِينَ، يا أَمانَ الخائِفِينَ، يا عَوْنَ المُؤْمِنِينَ، يا راحِمَ المَساكِينِ، يا مَلْجأَ العاصِينَ، يا غافِرَ المُذْنِبِينَ، يا مُجِيبَ دَعْوَةِ المُضْطَرِّينَ. (15) يا ذا الجُودِ وَالإِحْسانِ، يا ذا الفَضْلِ وَالاِمْتِنانِ، يا ذا الأَمْنِ وَالأَمانِ، يا ذا القُدْسِ وَالسُّبْحانِ، يا ذا الحِكْمَةِ وَالبَيانِ، يا ذا الرَّحْمَةِ وَالرِّضْوانِ، يا ذا الحُجَّةِ وَالبُرْهانِ، يا ذا العَظَمَةِ وَالسُّلْطانِ، يا ذا الرَّأْفَةِ وَالمُسْتَعانِ، يا ذا العَفْوِ وَالغُفْرانِ. (16) يا مَنْ هُوَ رَبُّ كُلِّ شَيءٍ، يا مَنْ هُوَ إِلهُ كُلِّ شَيءٍ، يا مَنْ هُوَ خالِقُ كُلِّ شَيءٍ، يا مَنْ هُوَ صانِعُ كُلِّ شَيءٍ، يا مَنْ هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيءٍ، يا مَنْ هُوَ بَعْدَ كُلِّ شَيءٍ، يا مَنْ هُوَ فَوْقَ كُلِّ شَيءٍ، يا مَنْ هُوَ عالِمٌ بكُلِّ شَيءٍ، يا مَنْ هُوَ قادِرٌ عَلى كُلِّ شَيءٍ، يا مَنْ هُوَ يَبْقى وَيَفْنى كُلُّ شَيءٍ.(17) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ، يا مُؤْمِنُ، يا مُهَيْمِنُ، يا مُكَوِّنُ، يا مُلَقِّنُ، يا مُبَيِّنُ، يا مُهَوِّنُ، يا مُمَكِّنُ، يا مُزَيِّنُ، يا مُعْلِنُ، يا مُقَسِّمُ. (18) يا مَنْ هُوَ فِي مُلْكِهِ مُقِيمٌ، يا مَنْ هُوَ فِي سُلْطانِهِ قَدِيمٌ، يا مَنْ هُوَ فِي جَلالِهِ عَظِيمٌ، يا مَنْ هُوَ عَلى عِبادِهِ رَحِيمٌ، يا مَنْ هُوَ بكُلِّ شَيءٍ عَلِيمٌ، يا مَنْ هُوَ بِمَنْ عَصاهُ حَلِيمٌ، يا مَنْ هُوَ بِمَنْ رَجاهُ كَرِيمٌ، يا مَنْ هُوَ فِي صُنْعِهِ حَكِيمٌ، يا مَنْ هُوَ فِي حِكْمَتِهِ لَطِيفٌ، يا مَنْ هُوَ فِي لُطْفِهِ قَدِيمٌ. (19) يا مَنْ لا يُرْجى إِلاّ فَضْلُهُ، يا مَنْ لا يُسْأَلُ إِلاّ عَفْوُهُ، يا مَنْ لا يُنْظَرُ إِلاّ بِرُّهُ، يا مَنْ لا يُخافُ إِلاّ عَدْلُهُ، يا مَنْ لا يَدُومُ إِلاّ مُلْكُهُ، يا مَنْ لا سُلْطانَ إِلاّ سُلْطانُهُ، يا مَنْ وَسِعَتْ كُلَّ شَيءٍ رَحْمَتُهُ، يا مَنْ سَبَقَتْ رَحْمَتُهُ غَضَبَهُ، يا مَنْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيءٍ عِلْمُهُ، يا مَنْ لَيْسَ أَحَدٌ مِثْلَهُ. (20) يا فارِجَ الهَمِّ، يا كاشِفَ الغَمِّ، يا غافِرَ الذَّنْبِ، يا قابِلَ التَّوْبِ، يا خالِقَ الخَلْقِ، يا صادِقَ الوَعْدِ، يا مُوفِيَ العَهْدِ، يا عالِمَ السِّرِّ، يا فالِقَ الحَبِّ، يا رازِقَ الأَنامِ. (21) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ، يا عَلِيُّ، يا وَفِيُّ، يا غَنِيُّ، يا مَلِيُّ، يا حَفِيُّ[11]، يا رَضِيُّ، يا زَكِيُّ، يا بَدِيُّ[12]، يا قَوِيُّ، يا وَلِيُّ. (22) يا مَنْ أَظْهَرَ الجَمِيلَ، يا مَنْ سَتَرَ القَبِيحَ، يا مَنْ لَمْ يُؤاخِذْ بِالجَرِيرَةِ، يا مَنْ لَمْ يَهْتِكِ السِّتْرَ، يا عَظِيمَ العَفْوِ، يا حَسَنَ التَّجاوُزِ، يا واسِعَ المَغْفِرَةِ، يا باسِطَ اليَدَيْنِ بِالرَّحْمَةِ، يا صاحِبَ كُلِّ نَجْوى، يا مُنْتَهى كُلِّ شَكْوى. (23) يا ذا النِّعْمَةِ السَّابِغَةِ[13]، يا ذا الرَّحْمَةِ الواسِعَةِ، يا ذا المِنَّةِ السَّابِقَةِ، يا ذا الحِكْمَةِ البالِغَةِ، يا ذا القُدْرَةِ الكامِلَةِ، يا ذا الحُجَّةِ القاطِعَةِ، يا ذا الكَرامَةِ الظاهِرَةِ، يا ذا العِزَّةِ الدَّائِمَةِ، يا ذا القُوَّةِ المَتِينَةِ، يا ذا العَظَمَةِ المَنِيعَةِ. (24) يا بَدِيعَ السَّماواتِ، يا جاعِلَ الظُّلُماتِ، يا راحِمَ العَبَراتِ، يا مُقِيلَ العَثَراتِ، يا ساتِرَ العَوراتِ، يا مُحْيِيَ الأَمْواتِ، يا مُنْزِلَ الآياتِ، يا مُضَعِّفَ الحَسَناتِ، يا ماحِيَ السَّيِّئاتِ، يا شَدِيدَ النَّقِماتِ. (25) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ، يا مُصَوِّرُ، يا مُقَدِّرُ، يا مُدَبِّرُ، يا مُطَهِّرُ، يا مُنَوِّرُ، يا مُيَسِّرُ، يا مُبَشِّرُ، يا مُنْذِرُ، يا مُقَدِّمُ، يا مُؤَخِّرُ. (26) يا رَبَّ البَيْتِ الحَرامِ، يا رَبَّ الشَّهْرِ الحَرامِ، يا رَبَّ البَلَدِ الحَرامِ، يا رَبَّ الرُّكْنِ[14] وَالمَقامِ[15]، يا رَبَّ المَشْعَرِ[16] الحَرامِ، يا رَبَّ المَسْجِدِ الحَرامِ، يا رَبَّ الحِلِّ وَالحَرامِ، يا رَبَّ النُّورِ وَالظَّلامِ، يا رَبَّ التَّحِيَّةِ وَالسَّلامِ، يا رَبَّ القُدْرَةِ فِي الأنامِ. (27) يا أَحْكَمَ الحاكِمِينَ، يا أَعْدَلَ العادِلِينَ، يا أَصْدَقَ الصَّادِقِينَ، يا أَطْهَرَ الطَّاهِرِينَ، يا أَحْسَنَ الخالِقِينَ، يا أَسْرَعَ الحاسِبِينَ، يا أَسْمَعَ السَّامِعِينَ، يا أَبْصَرَ النَّاظِرِينَ، يا أَشْفَعَ الشَّافِعِينَ، يا أَكْرَمَ الأَكْرَمِينَ. (28) يا عِمادَ مَنْ لا عِمادَ لَهُ، يا سَنَدَ مَنْ لا سَنَدَ لَهُ، يا ذُخْرَ مَنْ لا ذُخْرَ لَهُ، يا حِرْزَ مَنْ لا حِرْزَ لَهُ، يا غِياثَ مَنْ لا غِياثَ لَهُ، يا فَخْرَ مَنْ لا فَخْرَ لَهُ، يا عِزَّ مَنْ لا عِزَّ لَهُ، يا مُعِينَ مَنْ لا مُعِينَ لَهُ، يا أَنِيسَ مَنْ لا أَنِيسَ لَهُ، يا أَمانَ مَنْ لا أَمانَ لَهُ. (29) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ، يا عاصِمُ، يا قائِمُ، يا دائِمُ، يا راحِمُ، يا سالِمُ، يا حاكِمُ، يا عالِمُ، يا قاسِمُ، يا قابِضُ، يا باسِطُ. (30) يا عاصِمَ مَنِ اسْتَعْصَمَهُ، يا راحِمَ مَنْ اسْتَرْحَمَهُ، يا غافِرَ مَنِ اسْتَغْفَرَهُ، يا ناصِرَ مَنِ اسْتَنْصَرَهُ، يا حافِظَ مَنِ اسْتَحْفَظَهُ، يا مُكْرِمَ مَنِ اسْتَكْرَمَهُ، يا مُرْشِدَ مَنِ اسْتَرْشَدَهُ، يا صِريخَ مَنِ اسْتَصْرَخَهُ، يا مُعِينَ مَنِ اسْتَعانَهُ، يا مُغِيثَ مَنِ اسْتَغاثَهُ. (31) يا عَزِيزاً لا يُضامُ، يا لَطِيفاً لا يُرامُ، يا قَيُّوماً لا يَنامُ، يا دائِماً لا يَفُوتُ، يا حَيّاً لا يَمُوتُ، يا مَلِكاً لا يَزُولُ، يا باقِياً لا يَفْنى، يا عالِماً لا يَجْهَلُ، يا صَمَداً لا يُطْعَمُ، يا قَوِيّاً لا يَضْعُفُ. (32) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ، يا أَحَدُ، يا واحِدُ، يا شاهِدُ، يا ماجِدُ، يا حامِدُ، يا راشِدُ، يا باعِثُ، يا وارِثُ، يا ضارُّ، يا نافِعُ. (33) يا أَعْظَمَ مِنْ كُلِّ عَظِيمٍ، يا أَكْرَمَ مِنْ كُلِّ كَرِيمٍ، يا أَرْحَمَ مِنْ كُلِّ رَحِيمٍ، يا أَعْلَمَ مِنْ كُلِّ عَلِيمٍ، يا أَحْكَمَ مِنْ كُلِّ حَكِيمٍ، يا أَقْدَمَ مِنْ كُلِّ قَدِيمٍ، يا أَكْبَرَ مِنْ كُلِّ كَبِيرٍ، يا أَلْطَفَ مِنْ كُلِّ لَطِيفٍ، يا أَجَلَّ مِنْ كُلِّ جَلِيلٍ، يا أَعَزَّ مِنْ كُلِّ عَزِيزٍ. (34) يا كَرِيمَ الصَّفْحِ، يا عَظِيمَ المَنِّ، يا كَثِيرَ الخَيْرِ، يا قَدِيمَ الفَضْلِ، يا دائِمَ اللُّطْفِ، يا لَطِيفَ الصُّنْعِ، يا مُنَفِّسَ الكَرْبِ، يا كاشِفَ الضُّرِّ، يا مالِكَ المُلْكِ، يا قاضِيَ الحَقِّ. (35) يا مَنْ هُوَ فِي عَهْدِهِ وَفِيٌّ، يا مَنْ هُوَ فِي وَفائِهِ قَوِيٌّ، يا مَنْ هُوَ فِي قُوَّتِهِ عَلِيٌّ، يا مَنْ هُوَ فِي عُلُوِّهِ قَرِيبٌ، يا مَنْ هُوَ فِي قُرْبِهِ لَطِيفٌ، يا مَنْ هُوَ فِي لُطْفِهِ شَرِيفٌ، يا مَنْ هُوَ فِي شَرَفِهِ عَزِيزٌ، يا مَنْ هُوَ فِي عِزِّهِ عَظِيمٌ، يا مَنْ هُوَ فِي عَظَمَتِهِ مَجِيدٌ، يا مَنْ هُوَ فِي مَجْدِهِ حَمِيدٌ.(36) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ، يا كافِي، يا شافِي، يا وافِي، يا مُعافِي، يا هادِي، يا داعِي، يا قاضِي، يا راضِي، يا عالِي، يا باقِي. (37) يا مَنْ كُلُّ شَيءٍ خاضِعٌ لَهُ، يا مَنْ كُلُّ شَيءٍ خاشِعٌ لَهُ، يا مَنْ كُلُّ شَيءٍ كائِنٌ لَهُ، يا مَنْ كُلُّ شَيءٍ مَوْجُودٌ بِهِ، يا مَنْ كُلُّ شَيءٍ مُنِيبٌ إِلَيْهِ، يا مَنْ كُلُّ شَيءٍ خائِفٌ مِنْهُ، يا مَنْ كُلُّ شَيءٍ قائِمٌ بِهِ، يا مَنْ كُلُّ شَيءٍ صائِرٌ إِلَيْهِ، يا مَنْ كلُّ شيءٍ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ، يا مَنْ كُلُّ شَيءٍ هالِكٌ إِلاّ وَجْهَهُ. (38) يا مَنْ لا مَفَرَّ إِلاّ إِلَيْهِ، يا مَنْ لا مَفْزَعَ إلّا إلَيْهِ، يا مَنْ لا مَقْصَدَ إِلاّ إِلَيْهِ، يا مَنْ لا مَنْجى مِنْهُ إِلاّ إِلَيْهِ، يا مَنْ لا يُرْغَبُ إِلاّ إِلَيْهِ، يا مَنْ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِهِ، يا مَنْ لا يُسْتَعانُ إِلاّ بِهِ، يا مَنْ لا يُتَوَكَّلُ إِلاّ عَلَيْهِ، يا مَنْ لا يُرْجى إِلاّ هُوَ، يا مَنْ لا يُعْبَدُ إِلاّ هُوَ. (39) يا خَيْرَ المَرْهُوبِينَ[17]، يا خَيْرَ المَرْغُوبِينَ، يا خَيْرَ المَطْلُوبِينَ، يا خَيْرَ المَسْؤُولِينَ، يا خَيْرَ المَقْصُودِينَ، يا خَيْرَ المَذْكُورِينَ، يا خَيْرَ المَشْكُورِينَ، يا خَيْرَ المَحْبُوبِينَ، يا خَيْرَ المَدْعُوِّينَ، يا خَيْرَ المُسْتَأْنِسِينَ. (40) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ، يا غافِرُ، يا ساتِرُ، يا قادِرُ، يا قاهِرُ، يا فاطِرُ، يا كاسِرُ، يا جابِرُ، يا ذاكِرُ، يا ناظِرُ، يا ناصِرُ. (41) يا مَنْ خَلَقَ فَسَوَّى، يا مَنْ قَدَّرَ فَهَدى، يا مَنْ يَكْشِفُ البَلْوى، يا مَنْ يَسْمَعُ النَّجْوى، يا مَنْ يُنْقِذُ الغَرْقى، يا مَنْ يُنْجِي الهَلْكى، يا مَنْ يَشْفِي المَرْضى، يا مَنْ أَضْحَكَ وَأَبْكى، يا مَنْ أَماتَ وَأَحْيى، يا مَنْ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنْثى. (42) يا مَنْ فِي البَرِّ وَالبَحْرِ سَبِيلُهُ، يا مَنْ فِي الآفاقِ آياتُهُ، يا مَنْ فِي الآياتِ بُرْهانُهُ، يا مَنْ فِي المَماتِ قُدْرَتُهُ، يا مَنْ فِي القُبُورِ عِبْرَتُهُ، يا مَنْ فِي القِيامَةِ مُلْكُهُ، يا مَنْ فِي الحِسابِ هَيْبَتُهُ، يا مَنْ فِي المِيزانِ قَضاؤُهُ، يا مَنْ فِي الجَنَّةِ ثَوابُهُ، يا مَنْ فِي النّارِ عِقابُهُ. (43) يا مَنْ إِلَيْهِ يَهْرُبُ الخائِفُونَ، يا مَنْ إِلَيْهِ يَفْزَعُ المُذْنِبُونَ، يا مَنْ إِلَيْهِ يَقْصِدُ المُنِيبُونَ، يا مَنْ إِلَيْهِ يَرْغَبُ الزَّاهِدُونَ، يا مَنْ إِلَيْهِ يَلْجَأُ المُتَحَيِّرُونَ، يا مَنْ بِهِ يَسْتَأْنِسُ المُرِيدُونَ، يا مَنْ بِهِ يَفْتَخِرُ المُحِبُّونَ، يا مَنْ فِي عَفْوِهِ يَطْمَعُ الخاطِئُونَ، يا مَنْ إِلَيْهِ يَسْكُنُ المُوقِنُونَ، يا مَنْ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ المُتَوَكِّلُونَ. (44) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ، يا حَبِيبُ، يا طَبِيبُ، يا قَرِيبُ، يا رَقِيبُ، يا حَسِيبُ، يا مُهِيبُ، يا مُثِيبُ، يا مُجِيبُ، يا خَبِيرُ، يا بَصِيرُ. (45) يا أَقْرَبَ مِنْ كُلِّ قَرِيبٍ، يا أَحَبَّ مِنْ كُلِّ حَبِيبٍ، يا أَبْصَرَ مِنْ كُلِّ بَصِيرٍ، يا أَخْبَرَ مِنْ كُلِّ خَبِيرٍ، يا أَشْرَفَ مِنْ كُلِّ شَرِيفٍ، يا أَرْفَعَ مِنْ كُلِّ رَفِيعٍ، يا أَقْوى مِنْ كُلِّ قَوِيٍّ، يا أَغْنى مِنْ كُلِّ غَنِيٍّ، يا أَجْوَدَ مِنْ كُلِّ جَوادٍ، يا أَرْأَفَ مِنْ كُلِّ رَؤُوفٍ. (46) يا غالِباً غَيْرَ مَغْلُوبٍ، يا صانِعاً غَيْرَ مَصْنُوعٍ، يا خالِقاً غَيْرَ مَخْلُوقٍ، يا مالِكاً غَيْرَ مَمْلُوكٍ، يا قاهِراً غَيْرَ مَقْهُورٍ، يا رافِعاً غَيْرَ مَرْفُوعٍ، يا حافِظاً غَيْرَ مَحْفُوظٍ، يا ناصِراً غَيْرَ مَنْصُورٍ، يا شاهِداً غَيْرَ غائِبٍ، يا قَرِيباً غَيْرَ بَعِيدٍ. (47) يا نُورَ النُّورِ، يا مُنَوِّرَ النُّورِ، يا خالِقَ النُّورِ، يا مُدَبِّرَ النُّورِ، يا مُقَدِّرَ النُّورِ، يا نُورَ كُلِّ نُورٍ، يا نُوراً قَبْلَ كُلِّ نُورٍ، يا نُوراً بَعْدَ كُلِّ نُورٍ، يا نُوراً فَوْقَ كُلِّ نُورٍ، يا نُوراً لَيْسَ كَمَثْلِهِ نُورٌ. (48) يا مَنْ عَطاؤُهُ شَرِيفٌ، يا مَنْ فِعْلُهُ لَطِيفٌ، يا مَنْ لُطْفُهُ مُقِيمٌ، يا مَنْ إِحْسانُهُ قَدِيمٌ، يا مَنْ قَوْلُهُ حَقٌّ، يا مَنْ وَعْدُهُ صِدْقٌ، يا مَنْ عَفْوُهُ فَضْلٌ، يا مَنْ عَذابُهُ عَدْلٌ، يا مَنْ ذِكْرُهُ حُلْوٌ، يا مَنْ فَضْلُهُ عَمِيمٌ. (49) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ، يا مُسَهِّلُ، يا مُفَصِّلُ، يا مُبَدِّلُ، يا مُذَلِّلُ، يا مُنَزِّلُ، يا مُنَوِّلُ، يا مُفْضِلُ، يا مُجْزِلُ، يا مُمْهِلُ، يا مُجْمِلُ. (50) يا مَنْ يَرى وَلا يُرى، يا مَنْ يَخْلُقُ وَلا يُخْلَقُ، يا مَنْ يَهْدِي وَلا يُهْدى، يا مَنْ يُحْيِي وَلا يُحْيى، يا مَنْ يُسْأَلُ وَلا يَسْأَلُ، يا مَنْ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ، يا مَنْ يُجِيرُ وَلا يُجارُ عَلَيْهِ، يا مَنْ يَقْضِي وَلا يُقْضى عَلَيْهِ، يا مَنْ يَحْكُمُ وَلا يُحْكَمُ عَلَيْهِ، يا مَنْ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ. (51) يا نِعْمَ الحَسِيبُ، يا نِعْمَ الطَّبِيبُ، يا نِعْمَ الرَّقِيبُ، يا نِعْمَ القَرِيبُ، يا نِعْمَ المُجِيبُ، يا نِعْمَ الحَبِيبُ، يا نِعْمَ الكَفِيلُ، يا نِعْمَ الوَكِيلُ، يا نِعْمَ المَوْلى، يا نِعْمَ النَّصِيرُ. (52) يا سُرُورَ العارِفِينَ، يا مُنى المُحِبِّينَ، يا أَنِيسَ المُرِيدِينَ، يا حَبِيبَ التَّوَّابِينَ، يا رازِقَ المُقِلِّينَ، يا رَجاءَ المُذْنِبِينَ، يا قُرَّةَ عَيْنِ العابِدِينَ، يا مُنَفِّسَاً عَنِ المَكْرُوبِينَ، يا مُفَرِّجَاً عَنِ المَغْمُومِينَ، يا إِلهَ الأوَّلِينَ وَالآخِرِينَ. (53) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ، يا رَبَّنا، يا إِلهَنا، يا سَيِّدَنا، يا مَوْلانا، يا ناصِرَنا، يا حافِظَنا، يا دَلِيلَنا، يا مُعِينَنا، يا حَبِيبَنا، يا طَبِيبَنا. (54) يا رَبَّ النَّبِيِّينَ وَالأَبْرارِ، يا رَبَّ الصِّدِّيقِينَ وَالأَخْيارِ، يا رَبَّ الجَنَّةِ وَالنّارِ، يا رَبَّ الصِّغارِ وَالكِبارِ، يا رَبَّ الحُبوبِ وَالثِّمارِ، يا رَبَّ الأَنْهارِ وَالأَشْجارِ، يا رَبَّ الصَّحارى وَالقِفارِ[18]، يا رَبَّ البَرارِي وَالبِحارِ، يا رَبَّ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ، يا رَبَّ الإِعْلانِ وَالإِسْرارِ. (55) يا مَنْ نَفَذَ فِي كُلِّ شَيءٍ أَمْرُهُ، يا مَنْ لَحَقَ بِكُلِّ شَيءٍ عِلْمُهُ، يا مَنْ بَلَغَتْ إِلى كُلِّ شَيءٍ قُدْرَتُهُ، يا مَنْ لا تُحْصِي العِبادُ نِعَمَهُ، يا مَنْ لا تَبْلُغُ الخَلائِقُ شُكْرَهُ، يا مَنْ لا تُدْرِكُ الأَفْهامُ جَلالَهُ، يا مَنْ لا تَنالُ الأَوْهامُ كُنْهَهُ[19]، يا مَنِ العَظَمَةُ وَالكِبْرِياءُ رِداؤُهُ، يا مَنْ لا تَرُدُّ العِبادُ قَضاءَهُ، يا مَنْ لا مُلْكَ إِلاّ مُلْكُهُ، يا مَنْ لا عَطاءَ إِلاّ عَطاؤُهُ. (56) يا مَنْ لَهُ المَثَلُ الأَعْلى، يا مَنْ لَهُ الصِّفاتُ العُلْيا، يا مَنْ لَهُ الآخِرةُ وَالأولى، يا مَنْ لَهُ الجَنَّةُ المَأْوى، يا مَنْ لَهُ الآياتُ الكُبْرى، يا مَنْ لَهُ الأَسماءُ الحُسْنى، يا مَنْ لَهُ الحُكْمُ وَالقَضاءُ، يا مَنْ لَهُ الهَواءُ وَالفَضاءُ، يا مَنْ لَهُ العَرْشُ وَالثَّرى، يا مَنْ لَهُ السَّماواتُ العُلى. (57) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ، يا عَفُوُّ، يا غَفُورُ، يا صَبُورُ، يا شَكُورُ، يا رَؤُوفُ، يا عَطُوفُ، يا مَسْؤُولُ، يا وَدُودُ، يا سُبُّوحُ، يا قُدُّوسُ. (58) يا مَنْ فِي السَّماءِ عَظَمَتُهُ، يا مَنْ فِي الأَرْضِ آياتُهُ، يا مَنْ فِي كُلِّ شَيءٍ دَلائِلُهُ، يا مَنْ فِي البِحارِ عَجائِبُهُ، يا مَنْ فِي الجِبالِ خَزائِنُهُ، يا مَنْ يَبْدَأُ الخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ، يا مَنْ إِلَيْهِ يَرْجِعُ الأَمْرُ كُلُّهُ، يا مَنْ أَظْهَرَ فِي كُلِّ شَيءٍ لُطْفَهُ، يا مَنْ أَحْسَنَ كُلَّ شَيءٍ خَلْقَهُ، يا مَنْ تَصَرَّفَ فِي الخَلائِقِ قُدْرَتُهُ. (59) يا حَبِيبَ مَنْ لا حَبِيبَ لَهُ، يا طَبِيبَ مَنْ لا طَبِيبَ لَهُ، يا مُجِيبَ مَنْ لا مُجِيبَ لَهُ، يا شَفِيقَ مَنْ لا شَفِيقَ لَهُ، يا رَفِيقَ مَنْ لا رَفِيقَ لَهُ، يا مُغِيثَ مَنْ لا مُغِيثَ لَهُ، يا دَلِيلَ مَنْ لا دَلِيلَ لَهُ، يا أَنِيسَ مَنْ لا أَنِيسَ لَهُ، يا راحِمَ مَنْ لا راحِمَ لَهُ، يا صاحِبَ مَنْ لا صاحِبَ لَهُ. (60) يا كافِيَ مَنْ اسْتَكْفاهُ، يا هادِيَ مَنْ اسْتَهْداهُ، يا كالِىءَ مَنْ اسْتَكْلاهُ[20]، يا راعِيَ مَنِ اسْتَرْعاهُ، يا شافِيَ مَنْ اسْتَشْفاهُ، يا قاضِيَ مَنِ اسْتَقْضاهُ، يا مُغْنِيَ مَنِ اسْتَغْناهُ، يا مُوفِيَ مَنِ اسْتَوْفاهُ، يا مُقَوِّيَ مَنِ اسْتَقْواهُ، يا وَلِيَّ مَنِ اسْتَوْلاهُ. (61) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ، يا خالِقُ، يا رازِقُ، يا ناطِقُ، يا صادِقُ، يا فالِقُ، يا فارِقُ، يا فاتِقُ، يا راتِقُ، يا سابِقُ، يا سامِقُ[21]. (62) يا مَنْ يُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ، يا مَنْ جَعَلَ الظُّلُماتِ وَالأنْوارَ، يا مَنْ خَلَقَ الظِّلَّ وَالحَرُورَ، يا مَنْ سَخَّرَ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ، يا مَنْ قَدَّرَ الخَيْرَ وَالشَّرَّ، يا مَنْ خَلَقَ المَوْتَ وَالحَياةَ، يا مَنْ لَهُ الخَلْقُ وَالأَمْرُ، يا مَنْ لَمْ يَتَّخِذَ صاحِبَةً وَلا وَلَداً، يا مَنْ لَيْسَ لَهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ، يا مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ. (63) يا مَنْ يَعْلَمُ مُرادَ المُرِيدِينَ، يا مَنْ يَعْلَمُ ضَمِيرَ الصَّامِتِينَ، يا مَنْ يَسْمَعُ أَنِينَ الواهِنِينَ[22]، يا مَنْ يَرى بُكاءَ الخائِفِينَ، يا مَنْ يَمْلِكُ حَوائِجَ السَّائِلِينَ، يا مَنْ يَقْبَلُ عُذْرَ التَّائِبِينَ، يا مَنْ لا يُصْلِحُ عَمَلَ المُفْسِدِينَ، يا مَنْ لا يُضِيعُ أَجْرَ المُحْسِنِينَ، يا مَنْ لا يَبْعُدُ عَنْ قُلُوبِ العارِفِينَ، يا أَجْوَدَ الأَجْوَدِينَ. (64) يا دائِمَ البَقاءِ، يا سامِعَ الدُّعاءِ، يا واسِعَ العَطاءِ، يا غافِرَ الخَطاءِ، يا بَدِيعَ السَّماءِ، يا حَسَنَ البَلاِء، يا جَمِيلَ الثَّناءِ، يا قَدِيمَ السَّناءِ[23]، يا كَثِيرَ الوَفاءِ، يا شَرِيفَ الجَزاءِ. (65) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ، يا سَتَّارُ، يا غَفَّارُ، يا قَهَّارُ، يا جَبَّارُ، يا صَبَّارُ، يا بارُّ، يا مُخْتارُ، يا فَتَّاحُ، يا نَفَّاحُ[24]، يا مُرْتاحُ[25]. (66) يا مَنْ خَلَقَنِي وَسَوَّانِي، يا مَنْ رَزَقَنِي وَرَبَّانِي، يا مَنْ أَطْعَمَنِي وَسَقانِي، يا مَنْ قَرَّبَنِي وَأَدْنانِي، يا مَنْ عَصَمَنِي وَكَفانِي، يا مَنْ حَفَظَنِي وَكَلانِي، يا مَنْ أَعَزَّنِي وَأَغْنانِي، يا مَنْ وَفَّقَنِي وَهَدانِي، يا مَنْ آنَسَنِي وَآوانِي، يا مَنْ أَماتَنِي وَأَحْيانِي. (67) يا مَنْ يُحِقُّ الحَقَّ بِكَلِماتِهِ، يا مَنْ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ، يا مَنْ يَحُولُ بَيْنَ المَرْءِ وَقَلبِهِ، يا مَنْ لا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ إِلاّ بِإِذْنِهِ، يا مَنْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ، يا مَنْ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ، يا مَنْ لا رادَّ لِقَضائِهِ، يا مَنِ انْقادَ كُلُّ شَيءٍ لأَمْرِهِ، يا مَنِ السَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ، يا مَنْ يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِه. (68) يا مَنْ جَعَلَ الأَرْضَ مِهاداً، يا مَنْ جَعَلَ الجِبالَ أَوْتاداً، يا مَنْ جَعَلَ الشَّمْسَ سِراجاً، يا مَنْ جَعَلَ القَمَرَ نُوراً، يا مَنْ جَعَلَ اللَّيْلَ لِباساً، يا مَنْ جَعَلَ النَّهارَ مَعاشاً، يا مَنْ جَعَلَ النَّوْمَ سُباتاً، يا مَنْ جَعَلَ السَّماءَ بِناءً، يا مَنْ جَعَلَ الأَشْياءَ أَزْواجاً، يا مَنْ جَعَلَ النّارَ مِرْصاداً. (69) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ، يا سَمِيعُ، يا شَفِيعُ، يا رَفِيعُ، يا مَنِيعُ، يا سَرِيعُ، يا بَدِيعُ، يا كَبِيرُ، يا قَدِيرُ، يا خَبِيرُ، يا مُجِيرُ. (70) يا حَيّاً قَبْلَ كُلِّ حَيٍّ، يا حَيّاً بَعْدَ كُلِّ حَيٍّ، يا حَيُّ الَّذِي لَيْسَ كَمِثْلِهِ حَيٌّ، يا حَيُّ الَّذِي لا يُشارِكُهُ حَيٌّ، يا حَيُّ الَّذِي لا يَحْتاجُ إِلى حَيٍّ، يا حَيُّ الَّذِي يُمِيتُ كُلَّ حَيٍّ، يا حَيُّ الَّذِي يَرْزُقُ كُلَّ حَيٍّ، يا حَيّاً لَمْ يَرِثِ الحَياةَ مِنْ حَيٍّ، يا حَيُّ الَّـذِي يُحْيِـي المَوْتى، يا حَيُّ يا قَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ[26] وَلا نَوْمٌ. (71) يا مَنْ لَهُ ذِكْرٌ لا يُنْسى، يا مَنْ لَهُ نُـورٌ لا يُطْفَـأُ، يا مَنْ لَهُ نِعَمٌ لا تُعَدُّ، يا مَنْ لَهُ مُلْكٌ لا يَزُولُ، يا مَنْ لَهُ ثَناءٌ لا يُحْصى، يا مَنْ لَهُ جَلالٌ لا يُكَيَّفُ، يا مَنْ لَهُ كَمالٌ لا يُدْرَكُ، يا مَنْ لَهُ قَضاءٌ لا يُرَدُّ، يا مَنْ لَهُ صِفاتٌ لا تُبَدَّلُ، يا مَنْ لَهُ نُعُوتٌ لا تُغَيَّرُ. (72) يا رَبَّ العالَمِينَ، يا مالِكَ يَوْمِ الدِّينِ، يا غايَةَ الطَّالِبِينَ، يا ظَهْرَ اللاجِئِينَ، يا مُدْرِكَ الهارِبِينَ، يا مَنْ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ، يا مَنْ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ، يا مَنْ يُحِبُّ المُتَطَهِّرِينَ، يا مَنْ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ، يا مَنْ هُوَ أَعْلَمُ بِالمُهْتَدِينَ. (73) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ، يا شَفِيقُ، يا رَفِيقُ، يا حَفِيظُ، يا مُحِيطُ، يا مُقِيتُ[27]، يا مُغِيثُ، يا مُعِزُّ، يا مُذِلُّ، يا مُبْدِىءُ، يا مُعِيد. (74) يا مَنْ هُوَ أَحَدٌ بِلا ضِدٍّ، يا مَنْ هُوَ فَرْدٌ بِلا نِدٍّ، يا مَنْ هُوَ صَمَدٌ بِلا عَيْبٍ، يا مَنْ هُوَ وِتْرٌ[28] بِلا كَيْفٍ[29]، يا مَنْ هُوَ قاضٍ بِلا حَيْفٍ[30]، يا مَنْ هُوَ رَبٌّ بِلا وَزِيرٍ، يا مَنْ هُوَ عَزِيزٌ بِلا ذُلٍّ، يا مَنْ هُوَ غَنِيٌّ بِلا فَقْرٍ، يا مَنْ هُوَ مَلِكٌ بِلا عَزْلٍ، يا مَنْ هُوَ مَوْصُوفٌ بِلا شَبِيهٍ. (75) يا مَنْ ذِكْرُهُ شَرَفٌ لِلذَّاكِرِينَ، يا مَنْ شُكْرُهُ فَوْزٌ لِلْشَّاكِرِينَ، يا مَنْ حَمْدُهُ عِزٌّ لِلْحامِدِينَ، يا مَنْ طاعَتُهُ نَجاةٌ لِلْمُطِيعِينَ، يا مَنْ بابُهُ مَفْتُوحٌ لِلطَّالِبِينَ، يا مَنْ سَبِيلُهُ وَاضِحٌ لِلْمُنِيبِينَ، يا مَنْ آياتُهُ بُرْهانٌ لِلْنَّاظِرِينَ، يا مَنْ كِتابُهُ تَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ، يا مَنْ رِزْقُهُ عُمُومٌ لِلطَّائِعِينَ وَالعاصِينَ، يا مَنْ رَحْمَتُهُ قَرِيبٌ مِنَ المُحْسِنِينَ. (76) يا مَنْ تَبارَكَ اسْمُهُ، يا مَنْ تَعالى جَدُّهُ[31]، يا مَنْ لا إِلهَ غَيْرُهُ، يا مَنْ جَلَّ ثَناؤُهُ، يا مَنْ تَقَدَّسَتْ أَسْماؤُهُ، يا مَنْ يَدُومُ بَقاؤُهُ، يا مَنِ العَظَمَةُ بَهاؤُهُ، يا مَنِ الكِبْرِياءُ رِداؤُهُ، يا مَنْ لا تُحْصَى آلاؤُهُ، يا مَنْ لا تُعَدُّ نَعْماؤُهُ. (77) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ، يا مُعِينُ، يا أَمِينُ، يا مُبِينُ، يا مَتِينُ، يا مَكِينُ، يا رَشِيدُ، يا حَمِيدُ، يا مَجِيدُ، يا شَدِيدُ، يا شَهِيدُ. (78) يا ذا العَرْشِ المَجِيدِ، يا ذا القَوْلِ السَّدِيدِ، يا ذا الفِعْلِ الرَّشِيدِ، يا ذا البَطْشِ الشَّدِيدِ، يا ذا الوَعْدِ وَالوَعِيدِ، يا مَنْ هُوَ الوَلِيُّ الحَمِيدُ، يا مَنْ هُوَ فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ، يا مَنْ هُوَ قَرِيبٌ غَيْرُ بَعِيدٍ، يا مَنْ هُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ شَهِيدٌ، يا مَنْ هُوَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ. (79) يا مَنْ لا شَرِيكَ لَهُ وَلا وَزِيرَ، يا مَنْ لا شَبِيهَ لَهُ وَلا نَظِيرَ، يا خالِقَ الشَّمْسِ وَالقَمَرِ المُنِيرِ، يا مُغْنِيَ البائِسِ الفَقِيرِ، يا رازِقَ الطِّفْلِ الصَّغِيرِ، يا راحِمَ الشَّيْخِ الكَبِيرِ، يا جابِرَ العَظْمِ الكَسِيرِ، يا عِصْمَةَ الخائِفِ المُسْتَجِيرِ، يا مَنْ هُوَ بِعِبادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ، يا مَنْ هُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ. (80) يا ذا الجُودِ وَالنِّعَمِ، يا ذا الفَضْلِ وَالكَرَمِ، يا خالِقَ اللَّوحِ[32] وَالقَلَمِ، يا بارِىءَ الذَّرِّ وَالنَّسَمِ، يا ذا البَأْسِ وَالنِّقَمِ، يا مُلْهِمَ العَرَبِ وَالعَجَمِ، يا كاشِفَ الضُّرِّ وَالألَمِ، يا عالِمَ السِّرِّ وَالهِمَمِ، يا رَبَّ البَيْتِ وَالحَرَمِ، يا مَنْ خَلَقَ الأَشْياءَ مِنَ العَدَمِ. (81) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ، يا فاعِلُ، يا جاعِلُ، يا قابِلُ، يا كامِلُ، يا فاصِلُ، يا واصِلُ، يا عادِلُ، يا غالِبُ، يا طالِبُ، يا واهِبُ. (82) يا مَنْ أَنْعَمَ بِطَوْلِهِ، يا مَنْ أَكْرَمَ بِجُودِهِ، يا مَنْ جادَ بِلُطْفِهِ، يا مَنْ تَعَزَّزَ بِقُدْرَتِهِ، يا مَنْ قَدَّرَ بِحِكْمَتِهِ، يا مَنْ حَكَمَ بِتدْبِيرِهِ، يا مَنْ دَبَّرَ بِعِلْمِهِ، يا مَنْ تَجاوَزَ بِحِلْمِهِ، يا مَنْ دَنا فِي عُلُوِّهِ، يا مَنْ عَلا فِي دُنُوِّهِ. (83) يا مَنْ يَخْلُقُ ما يَشاءُ، يا مَنْ يَفْعَلُ ما يَشاءُ، يا مَنْ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ، يا مَنْ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ، يا مَنْ يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ، يا مَنْ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ، يا مَنْ يُعِزُّ مَنْ يَشاءُ، يا مَنْ يُذِلُّ مَنْ يَشاءُ، يا مَنْ يُصَوِّرُ فِي الأَرْحامِ ما يَشاءُ، يا مَنْ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ. (84) يا مَنْ لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً، يا مَنْ جَعَلَ لِكُلِّ شَيءٍ قَدْراً، يا مَنْ لا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً، يا مَنْ جَعَلَ المَلائِكَةَ رُسُلاً، يا مَنْ جَعَلَ فِي السَّماءِ بُرُوجاً، يا مَنْ جَعَلَ الأَرْضَ قَراراً، يا مَنْ خَلَقَ مِنَ الماءِ بَشَراً، يا مَنْ جَعَلَ لِكُلِّ شَيءٍ أَمَداً، يا مَنْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيءٍ عِلْماً، يا مَنْ أَحْصى كُلَّ شَيءٍ عَدَداً. (85) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ، يا أَوَّلُ، يا آخِرُ، يا ظاهِرُ، يا باطِنُ، يا بَرُّ، يا حَقُّ، يا فَرْدُ، يا وِتْرُ، يا صَمَدُ، يا سَرْمَدُ. (86) يا خَيْرَ مَعْرُوفٍ عُرِفَ، يا أَفْضَلَ مَعْبُودٍ عُبِدَ، يا أَجَلَّ مَشْكُورٍ شُكِرَ، يا أَعَزَّ مَذْكُورٍ ذُكِرَ، يا أَعْلى مَحْمُودٍ حُمِدَ، يا أَقْدَمَ مَوْجُودٍ طُلِبَ، يا أَرْفَعَ مَوْصُوفٍ وُصِفَ، يا أَكْبَرَ مَقْصُودٍ قُصِدَ، يا أَكْرَمَ مَسْؤُولٍ سُئِلَ، يا أَشْرَفَ مَحْبُوبٍ عُلِمَ. (87) يا حَبِيبَ الباكِينَ، يا سَيِّدَ المُتَوَكِّلِينَ، يا هادِيَ المُضِلِّينَ، يا وَلِيَّ المُؤْمِنِينَ، يا أَنِيسَ الذَّاكِرِينَ، يا مَفْزَعَ المَلْهُوفِينَ، يا مُنْجِيَ الصَّادِقِينَ، يا أَقْدَرَ القادِرِينَ، يا أَعْلَمَ العالِمِينَ، يا إِلهَ الخَلْقِ أَجْمَعِينَ.(88) يا مَنْ عَلا فَقَهَرَ، يا مَنْ مَلَكَ فَقَدَرَ، يا مَنْ بَطَنَ فَخَبَرَ، يا مَنْ عُبِدَ فَشَكَرَ، يا مَنْ عُصِيَ فَغَفَرَ، يا مَنْ لا تَحْوِيهِ الفِكَرُ، يا مَنْ لا يُدْرِكُهُ بَصَرٌ، يا مَنْ لا يَخْفى عَلَيْهِ أَثَرٌ، يا رازِقَ البَشَرِ، يا مُقَدِّرَ كُلِّ قَدَرٍ. (89) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ، يا حافِظُ، يا بارِىءُ، يا ذارِىءُ، يا باذِخُ، يا فارِجُ، يا فاتِحُ، يا كاشِفُ، يا ضامِنُ، يا آمِرُ، يا ناهِي. (90) يا مَنْ لا يَعْلَمُ الغَيْبَ إِلاّ هُوَ، يا مَنْ لا يَصْرِفُ السُّوءَ إِلاّ هُوَ، يا مَنْ لا يَخْلُقُ الخَلْقَ إِلاّ هُوَ، يا مَنْ لا يَغْفِرُ الذَّنْبَ إِلاّ هُوَ، يا مَنْ لا يُتِمُّ النِّعْمَةَ إِلاّ هُوَ، يا مَنْ لا يُقَلِّبُ القلوبَ إلّا هُوَ، يا مَنْ لا يُدَبِّرُ الأمْرَ إلّا هُوَ، يا مَنْ لا يُنَزِّلُ الغَيْثَ إِلاّ هُوَ، يا مَنْ لا يَبْسُطُ الرِّزْقَ إِلاّ هُوَ، يا مَنْ لا يُحْيِي المَوْتى إِلاّ هُوَ. (91) يا مُعِينَ الضُّعَفاءِ، يا صاحِبَ الغُرَباءِ، يا ناصِرَ الأوْلِياء، يا قاهِرَ الأعْداءِ، يا رافِعَ السَّماءِ، يا أَنِيسَ الأصْفِياءِ، يا حَبِيبَ الأَتْقِياءِ، يا كَنْزَ الفُقَراءِ، يا إِلهَ الأغْنِياءِ، يا أَكْرَمَ الكُرَماءِ. (92) يا كافَياً مِنْ كُلِّ شَيءٍ، يا قائِماً عَلى كُلِّ شَيءٍ، يا مَنْ لا يُشْبِهُهُ شَيءٌ، يا مَنْ لا يَزِيدُ فِي مُلْكِهِ شَيءٌ، يا مَنْ لا يَخْفى عَلَيْهِ شَيءٌ، يا مَنْ لا يَنْقُصُ مِنْ خَزائِنِهِ شَيءٌ، يا مَنْ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ، يا مَنْ لا يَعْزُبُ عَنْ عِلْمِهِ شَيءٌ، يا مَنْ هُوَ خَبِيرٌ بِكُلِّ شَيءٍ، يا مَنْ وَسِعَتْ رَحْمَتُهُ كُلَّ شَيءٍ. (93) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ، يا مُكْرِمُ، يا مُطْعِمُ، يا مُنْعِمُ، يا مُعْطِي، يا مُغْنِي، يا مُقْنِي، يا مُفْنِي، يا مُحْيِي، يا مُرْضِي، يا مُنْجِي. (94) يا أَوَّلَ كُلِّ شَيءٍ وَآخِرَهُ، يا إِلهَ كُلِّ شَيءٍ وَمَلِيكَهُ، يا رَبَّ كُلِّ شَيءٍ وَصانِعَهُ، يا بارِىءَ كُلِّ شَيءٍ وَخالِقَهُ، يا قابِضَ كُلِّ شَيءٍ وَباسِطَهِ، يا مُبْدِىءَ كُلِّ شَيءٍ وَمُعِيدَهُ، يا مُنْشِىءَ كُلِّ شَيءٍ وَمُقَدِّرَهُ، يا مُكَوِّنَ كُلِّ شَيءٍ وَمُحَوِّلَهُ، يا مُحْيِيَ كُلِّ شَيءٍ وَمُمِيتَهُ، يا خالِقَ كُلِّ شَيءٍ وَوارِثَهُ. (95) يا خَيْرَ ذاكِرٍ وَمَذْكُورٍ، يا خَيْرَ شاكِرٍ وَمَشْكُورٍ، يا خَيْرَ حامِدٍ وَمَحْمُودٍ، يا خَيْرَ شاهِدٍ وَمَشْهُودٍ، يا خَيْرَ داعٍ وَمَدْعُوٍّ، يا خَيْرَ مُجِيبٍ وَمُجابٍ، يا خَيْرَ مُؤْنِسٍ وَأَنِيسٍ، يا خَيْرَ صاحِبٍ وَجَلِيسٍ، يا خَيْرَ مَقْصُودٍ وَمَطْلُوبٍ، يا خَيْرَ حَبِيبٍ وَمَحْبُوبٍ. (96) يا مَنْ هُوَ لِمَنْ دَعاهُ مُجِيبٌ، يا مَنْ هُوَ لِمَنْ أَطاعَهُ حَبِيبٌ، يا مَنْ هُوَ إِلى مَنْ أَحَبَّهُ قَرِيبٌ، يا مَنْ هُوَ بِمَنِ اسْتَحْفَظَهُ رَقِيبٌ، يا مَنْ هُوَ بِمَنْ رَجاهُ كَرِيمٌ، يا مَنْ هُوَ بِمَنْ عَصاهُ حَلِيمٌ، يا مَنْ هُوَ فِي عَظَمَتِهِ رَحِيمٌ، يا مَنْ هُوَ فِي حِكْمَتِهِ عَظِيمٌ، يا مَنْ هُوَ فِي إِحْسانِهِ قَدِيمٌ، يا مَنْ هُوَ بِمَنْ أَرادَهُ عَلِيمٌ. (97) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ، يا مُسَبِّبُ، يا مُرَغِّبُ، يا مُقَلِّبُ، يا مُعَقِّبُ، يا مُرَتِّبُ، يا مُخَوِّفُ، يا مُحَذِّرُ، يا مُذَكِّرُ، يا مُسَخِّرُ، يا مُغَيِّرُ.(98) يا مَنْ عِلْمُهُ سابِقٌ، يا مَنْ وَعْدُهُ صادِقٌ، يا مَنْ لُطْفُهُ ظاهِرٌ، يا مَنْ أَمْرُهُ غالِبٌ، يا مَنْ كِتابُهُ مُحْكَمٌ، يا مَنْ قَضاؤُهُ كائِنٌ، يا مَنْ قَرْآنُهُ مَجِيدٌ، يا مَنْ مُلْكُهُ قَدِيمٌ، يا مَنْ فَضْلُهُ عَمِيمٌ، يا مَنْ عَرْشُهُ عَظِيمٌ. (99) يا مَنْ لا يَشْغَلُهُ سَمْعٌ عَنْ سَمْعٍ، يا مَنْ لا يَمْنَعُهُ فِعْلٌ عَنْ فِعْلٍ، يا مَنْ لا يُلْهِيهِ قَوْلٌ عَنْ قَوْلٍ، يا مَنْ لا يُغَلِّطُهُ سُؤالٌ عَنْ سُؤالٍ، يا مَنْ لا يَحْجُبُهُ شَيءٌ عَنْ شَيءٍ، يا مَنْ لا يُبْرِمُهُ إِلْحاحُ المُلِحِّينَ، يا مَنْ هُوَ غايَةُ مُرادِ المُرِيدِينَ، يا مَنْ هُوَ مُنْتَهى هِمَمِ العارِفِينَ، يا مَنْ هُوَ مُنْتَهى طَلَبِ الطَّالِبِينَ، يا مَنْ لا يَخْفى عَلَيْهِ ذَرَّةٌ فِي العالَمِينَ. (100) يا حَلِيماً لا يَعْجَلُ، يا جَواداً لا يَبْخَلُ، يا صادِقاً لا يُخْلِفُ، يا وَهَّاباً لا يَمَلُّ، يا قاهِراً لا يُغْلَبُ، يا عَظِيماً لا يُوصَفُ، يا عَدْلاً لا يَحِيفُ، يا غَنِيّاً لا يَفْتَقِرُ، يا كَبِيراً لا يَصْغُرُ، يا حافِظاً لا يَغْفُلُ سُبْحانَكَ يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ الغَوْثَ الغَوْثَ خَلِّصْنا مِنَ النّارِ يا رَبِّ.
***
زيارة أمير المؤمنين عليٍّ (ع) :( زيارة أمين الله )
وهي في غاية الاعتبار ومرويّة في جميع كتب الزيارات والمصابيح وقال العلاّمة المجلسي (رحمه الله): إنّها أحسن الزيارات متناً وسنداً وينبغيالمواظبة عليها في جميع الروضات المقدسة، وهي كما روي بأسانيد معتبرة عن جابر، عن الباقر (عليه السلام) أنّه زار الإمامُ زينُ العابدين (عليه السلام) أميرَ المؤمنين (عليه السلام) فوقف عند القبر وبكى وقال: ويُزار بها كلّ الأئمّة (ع):
السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَمِينَ الله فِي أَرْضِهِ وَحُجَّتَهُ عَلى عِبادِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَمِيَر المُؤْمِنِينَ، أَشْهَدُ أَنَّكَ جاهَدْتَ فِي اللّهِ حَقَّ جِهادِهِ وَعَمِلْتَ بِكِتابِهِ وَاتَّبَعْتَ سُنَنَ نَبِيِّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ حَتّى دَعاكَ اللهُ إِلى جِوارِهِ فَقَبَضَكَ إِلَيْهِ بِاخْتِيارِهِ وَأَلْزَمَ أَعْداءَكَ الحُجَّةَ مَعَ ما لَكَ مِنَ الحُجَجِ البالِغَةِ عَلى جَمِيعِ خَلْقِهِ، اللّهُمَّ فَاجْعَلْ نَفْسِي مُطْمَئِنَّةً بِقَدَرِكَ راضِيةً بِقَضائِكَ مُولَعَةً بِذِكْرِكَ وَدُعائِكَ مُحِبَّةً لِصَفْوَةِ أَوْلِيائِكَ مَحْبُوبَةً فِي أَرْضِكَ وَسَمائِكَ صابِرَةً عَلى نُزُولِ بَلائِكَ شاكِرَةً لِفَواضِلِ نَعْمائِكَ ذاكِرَةً لِسَوابِغِ آلائِكَ مُشْتاقَةً إِلى فَرْحَةِ لِقائِكَ مُتَزَوِّدَةً التَّقْوَى لِيَوْمِ جَزائِكَ مُسْتَنَّةً بِسُنَنِ أَوْلِيائِكَ مُفارِقَةً لأَخْلاقِ أَعْدائِكَ مَشْغُولَةً عَنِ الدُّنْيا بِحَمْدِكَ وَثَنائِكَ.
ثُمَّ وضع خدّه على القبر، وهذا العمل ليس ضرورياً، وقال: اللّهُمَّ إِنَّ قُلُوبَ المُخْبِتِينَ إِلَيْكَ والِهَةٌ وَسُبُلَ الرَّاغِبِينَ إِلَيْكَ شارِعَةٌ وَأَعْلامَ القاصِدِينَ إِلَيْكَ وَاضِحَةٌ وَأَفْئِدَةَ العارِفِينَ مِنْكَ فازِعَةٌ وَأَصْواتَ الدَّاعِينَ إِلَيْكَ صاعِدَةٌ وَأَبْوابَ الإجابَةِ لَهُمْ مُفَتَّحَةٌ وَدَعْوَةَ مَنْ ناجاكَ مُسْتَجابَهٌ وَتَوْبَةَ مَنْ أَنابَ إِلَيْكَ مَقْبُولَةٌ وَعَبْرَةَ مَنْ بَكى مِنْ خَوْفِكَ مَرْحُومَةٌ وَالإِغاثَةَ لِمَنْ اسْتَغاثَ بِكَ مَوْجُودَةٌ [مَبْذولَةٌ] وَالإعانَةَ لِمَنْ اسْتَعانَ بِكَ مَبْذُولَةٌ [مَوجودَةٌ] وَعِداتِكَ لِعِبادِكَ مُنْجَزَهٌ وَزَلَلَ مَنِ اسْتَقالَكَ مُقالَةٌ وَأَعْمالَ العامِلِينَ لَدَيْكَ مَحْفُوظَةٌ وَأَرْزاقَكَ إِلى الخَلائِقِ مِنْ لَدُنْكَ نازِلَةٌ وَعَوائِدَ المَزِيدِ إِلَيْهِمْ واصِلَةٌ وَذُنُوبَ المُسْتَغْفِرِينَ مَغْفُورَةٌ وَحَوائِجَ خَلْقِكَ عِنْدَكَ مَقْضِيَّةٌ وَجَوائِزَ السَّائِلِينَ عِنْدَكَ مُوَفَّرَةٌ وَعَوائِدَ المَزِيدِ مُتَواتِرَةٌ وَمَوائِدَ المُسْتَطْعِمِينَ مُعَدَّةٌ وَمَناهِلَ الظِّماءِ [ومَناهِلَ الظَّمَاءِ لديكَ مُتْرَعَةٌ] مُتْرَعَةٌ اللّهُمَّ فَاسْتَجِبْ دُعائِي وَاقْبَلْ ثَنائِي وَاجْمَعْ بَيْنِي وَبَيْنَ أَوْلِيائِي بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَفاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسَيْنِ إِنَّكَ وَلِيُّ نَعْمائِي وَمُنْتَهى مُنايَ وَغايَةُ رَجائِي فِي مُنْقَلَبِي وَمَثْوايَ.
زيارة الامام الحسين (عليه السلام): زيارة وارث
السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ الله، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ نُوحٍ نَبِيِّ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ إِبْراهِيمَ خَلِيلِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُوسى كَلِيمِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عِيسى رُوحِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُحَمَّدٍ حَبِيبِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ [أَميرِ المؤمنينَ وليِّ اللهِ] عَلَيْهِ السَّلامُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ مُحَمَّدٍ المُصْطَفى، السَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ عَلِيٍّ المُرْتَضى، السَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ فاطِمَةَ الزَهْراءِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ خَدِيجَةَ الكُبْرى، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ثارَ اللهِ وَابْنَ ثارِهِ وَالوِتْرَ المَوْتُورَ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَأَمَرْتَ بِالمَعْروفِ وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ وَأَطَعْتَ اللّهَ وَرَسُولَهُ حَتّى أَتاكَ اليَقِينُ، فَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ وَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً ظَلَمَتْكَ وَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرِضِيَتْ بِهِ، يا مَوْلايَ يا أَبا عَبْدِ اللهِ أَشْهَدُ أَنَّكَ كُنْتَ نُوراً فِي الأَصْلابِ الشَّامِخَةِ وَالأَرحامِ المُطَهَّرَةِ لَمْ تُنَجِّسْكَ الجاهِلِيَّةُ بِأَنْجاسِهَا وَلْمْ تُلْبِسْكَ مِنْ مُدْلَهِمَّاتِ ثِيابِها، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ مِنْ دَعائِمِ الدِّينِ وَأَرْكانِ المُؤْمِنِينَ وَأَشْهَدُ أَنَّكَ الإمامُ البَرُّ التَّقِيُّ الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ الهادِي المَهْدِيُّ وَأَشْهَدُ أَنَّ الأَئِمَّةَ مِنْ وُلْدِكَ كَلِمَةُ التَّقْوى وَأَعْلامُ الهُدَى وَالعُرْوَةُ الوُثْقى وَالحُجَّةُ عَلى أَهْلِ الدُّنْيا، وَأُشْهِدُ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ وَأَنْبِياءَهُ وَرُسُلَهُ أَنِّي بِكُم مُؤْمِنٌ وَبِآيَاتِكُم مُوقِنٌ بِشَرائِعِ دِينِي وَخَواتِيمِ عَمَلِي وَقَلْبِي لِقَلْبِكُمْ سِلْمٌ وَأَمْرِي لأَمْرِكُمْ مُتَّبِعٌ، صَلَواتُ اللهِ عَلَيْكُم وَعَلى أَرْواحِكُم وَعَلى أَجْسادِكُم وَعَلى أَجْسامِكُم وَعَلىْ شاهِدِكُم وَعَلى غائِبِكُم وَعَلى ظاهِرِكُم وَعَلى باطِنِكُم.
ثُمَّ انكبّ على القبر وقبّله وقل: بَأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يا ابْنَ رَسُولِ اللهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يا أَبا عَبْدِ اللهِ لَقَدْ عَظُمَتِ الرَّزِيَّةُ وَجَلَّتِ المُصِيبَةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلى جَمِيعِ أَهْلِ السَّماواتِ وَالأَرضِ، فَلَعَنَ الله أُمَّةً أَسْرَجَتْ وَأَلْجَمَتْ وَتَهَيَّأَتْ لِقِتالِكَ يا مَوْلايَ يا أَبا عَبْدِ اللهِ قَصَدْتُ حَرَمَكَ وَأتَيْتُ إِلى مَشْهَدِكَ أَسْأَلُ اللهَ بِالشَّأْنِ الَّذِي لَكَ عِنْدَهُ وَبِالمَحَلِّ الَّذِي لَكَ لَدَيْهِ أَنْ يُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ يَجْعَلَنِي مَعَكُمْ فِي الدُّنْيا وَالآخِرةِ.
زيارة أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)
السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ نُوحٍ نَبِيِّ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ إِبْراهِيمَ خَلِيلِ اللهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُوسى كَلِيمِ اللهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عِيسى رُوحِ اللهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُحَمَّدٍ حَبِيبِ اللهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عَلِيٍّ وَصِيِّ رَسُولِ اللهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ الحَسَنِ الرَّضِيِّ السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ فاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللهِ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الشَّهِيدُ الصِّدِّيقُ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الوَصِيُّ البَّارُّ التَقِيُّ السَّلامُ عَلى الأَرواحِ الَّتِي حَلَّتْ بِفِنائِكَ وَأَناخَتْ بِرَحْلِكَ السَّلامُ عَلى مَلائِكَةِ اللهِ المُحْدِقِينَ بِكَ أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَأَمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ وَعَبَدْتَ الله مُخْلِصاً حَتّى أَتاكَ اليَقِينُ السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ.
***
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَبَلِّغْ بِإِيمانِي أَكْمَلَ الإِيمانِ وَاجْعَلْ يَقِينِي أَفْضَلَ اليَقِينِ وَانْتَهِ بِنِيَّتِي إِلى أَحْسَنِ النِّيَّاتِ وَبِعَمَلِي إِلى أَحْسَنِ الأَعْمالِ، اللّهُمَّ وَفِّرْ بِلُطْفِكَ نِيَّتِي وَصَحِّحْ بِما عِنْدَكَ يَقِينِي وَاسْتَصْلِحْ بِقُدْرَتِكَ ما فَسَدَ مِنِّي، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاكْفِنِي ما يَشْغَلُنِي الاهْتمامُ بِهِ وَاسْتَعْمِلْنِي بِما تَسْأَلُنِي غَداً عَنْهُ وَاسْتَفْرِغْ أَيَّامِي فِيما خَلَقْتَنِي لَهُ، وَأَغْنِنِي وَوَسِّعْ عَلَيَّ فِي رِزْقِكَ وَلا تَفْتِنِّي بِالنَّظرِ وَأَعِزَّنِي وَلا تَبْتَلِيَنِّي بِالكِبْرِ وَعَبِّدْنِي لَكَ وَلا تُفْسِدْ عِبادَتِي بِالعُجْبِ[33] وَأَجْرِ لِلْناسِ عَلى يَدَيَّ الخَيْرَ وَلا تَمْحَقْهُ بِالمَنِّ[34] وَهَبْ لِي مَعالِيَ الأَخْلاقِ وَاعْصِمْنِي مِنَ الفَخْرِ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَلا تَرْفَعْنِي فِي النَّاسِ دَرَجَةً إِلاّ حَطَطْتَنِي عِنْدَ نَفْسِي مِثْلَها وَلا تُحْدِثْ لِي عِزّاً ظاهِراً إِلاّ أَحْدَثْتَ لِي ذِلَّةً باطِنَةً عِنْدَ نَفْسِي بِقَدَرِها، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَمَتِّعْنِي بِهُدىً صالِحٍ لا أسْتَبْدِلُ بِهِ وَطَرِيقَةِ حَقٍّ لا أَزِيغُ[35] عَنْها وَنِيَّةِ رُشْدٍ لا أَشُكُّ فِيها، وَعَمِّرْنِي ما كانَ عُمْرِي بِذْلَةً فِي طاعَتِكَ فَإِذا كانَ عُمْرِي مَرْتَعاً لِلْشَّيْطانِ فَاقْبِضْنِي إِلَيْكَ قَبْلَ أَنْ يَسْبِقَ مَقْتُكَ[36] إِلَيَّ أَوْ يَسْتَحْكِمَ غَضَبُكَ عَلَيَّ، اللّهُمَّ لا تَدَعْ خَصْلَةً تُعابُ مِنِّي إِلاّ أَصْلَحْتَها وَلا عائِبَةً أُؤَنَّبُ[37] بِها إِلاّ حَسَّنْتَها وَلا أُكْرُومَةً[38] فِيَّ ناقِصَةً إِلاّ أَتْمَمْتَها! اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَبْدِلْنِي مِنْ بُغْضَةِ أَهْلِ الشَّنَآنِ[39] المَحَبَّةَ وَمِنْ حَسَدِ أَهْلَ البَغْيِ المَوَدَّةَ وَمِنْ ظِنَّةِ[40] أَهْلِ الصَّلاحِ الثِّقَةَ وَمِنْ عَداوَةِ الأَدْنَيْنَ الوَلايَةَ وَمِنْ عُقُوقِ ذَوِي الأَرْحامِ المَبَرَّةَ وَمِنْ خِذْلانِ الأَقْرَبِينَ النُّصْرَةَ وَمِنْ حُبِّ المُدارِينَ تَصْحِيحَ المِقَةِ[41] وَمِنْ رَدِّ المُلابِسِينَ[42] كَرَمَ العِشْرَةِ وَمِنْ مَرارَةِ خَوْفِ الظَّالِمِينَ حَلاوَةَ الأَمَنَةِ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَاجْعَلْ لِي يَداً عَلى مَنْ ظَلَمَنِي وَلِساناً عَلى مَنْ خاصَمَنِي وَظَفَراً بِمَنْ عانَدَنِي، وَهَبْ لِي مَكْراً عَلى مَنْ كايَدَنِي[43] وَقُدْرَةً عَلى مَنِ اضْطَهَدَنِي وَتَكْذِيباً لِمَنْ قَصَبَنِي[44] وَسَلامَةً مِمَّنْ تَوَعَّدَنِي، وَوَفِّقْنِي لِطاعَةِ مَنْ سَدَّدَنِي وَمُتابَعَةِ مَنْ أَرْشَدَنِي، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَسَدِّدْنِي لأَنْ أُعارِضَ مَنْ غَشَّنِي بِالنُّصْحِ وَأَجْزِيَ مَنْ هَجَرنِي بِالبِرِّ وَأُثِيبَ مَنْ حَرَمَنِي بِالبَذْلِ وَأُكافِيَ مَنْ قَطَعَنِي بِالصِّلَةِ وَأُخالِفَ مَنِ اغْتابَنِي إِلى حُسْنِ الذِّكْرِ، وَأَنْ أشْكُرَ الحَسَنَةَ وَأُغْضِيَ عَنِ السَّيِّئَةِ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَحَلِّنِي بِحِلْيَةِ الصَّالِحِينَ وَأَلْبِسْنِي زِينَةَ المُتَّقِينَ فِي بَسْطِ العَدْلِ وَكَظْمِ الغَيْظِ وَإِطْفاءِ النَّائِرَةِ[45] وَضَمِّ أَهْلِ الفُرْقَةِ وَإِصْلاحِ ذاتِ البَيْنِ وَإِفْشاءِ العارِفَةِ[46] وَسَتْرِ العائِبَةِ وَلِينِ العَرِيكَةِ[47] وَخَفْضِ الجَناحِ وَحُسْنِ السِّيرَةِ وَسُكُونِ الرِّيحِ وَطِيبِ المُخالَقَةِ[48] وَالسَّبْقِ إِلى الفَضِيلَةِ وَإِيْثارِ التَّفَضُّلِ وَتَرْكِ التَّعْيِيرِ وَالإِفْضالِ عَلى غَيْرِ المُسْتَحِقِّ وَالقَوْلِ بِالحَقِّ وَإنْ عَزَّ وَاسْتِقْلالِ الخَيْرِ وَإِنْ كَثُرَ مِنْ قَوْلِي وَفِعْلِي، وَأَكْمِلْ ذلِكَ لِي بَدَوامِ الطَّاعَةِ وَلِزُومِ الجَّماعَةِ وَرَفْضِ أَهْلِ البِدَعِ[49] وَمُسْتَعْمِلِي الرَّأْيِ المُخْتَرَعِ[50]، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَاجْعَلْ أوْسَعَ رِزْقِكَ عَلَيَّ إِذا كَبِرْتُ وَأَقْوى قُوَّتِكَ فِيَّ إِذا نَصِبْتُ، وَلا تَبْتَلِني بِالكَسَلِ عَنْ عِبادَتِكَ وَلا العَمى عَنْ سَبِيلِكَ وَلا بِالتَّعَرُّضِ لِخِلافِ مَحَبَّتِكَ وَلا مُجامَعَةِ مَنْ تَفَرَّقَ عَنْكَ وَلا مُفارَقَةِ مَنِ اجْتَمَعَ إِلَيْكَ، اللّهُمَّ اجْعَلْنِي أَصُولُ بِكَ عِنْدَ الضَّرُورَةِ وَأَسْأَلُكَ عِنْدَ الحاجَةِ وَأَتَضَرَّعُ إِلَيْكَ عِنْدَ المَسْكَنَةِ وَلا تَفْتِنِّي بِالاسْتِعانَةِ بِغَيْرِكَ إِذا اضْطُرِرْتُ وَلا بِالخُضُوعِ بِسُؤالِ غَيْرِكَ إِذا افْتَقَرْتُ وَلا بِالتَّضَرُّعِ إِلى مَنْ دُونَكَ إِذا رَهِبْتُ، فَأَسْتَحِقَّ بِذلِكَ خِذْلانَكَ وَمَنْعَكَ وَإِعْراضَكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
اللّهُمَّ اجْعَلْ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ فِي رَوْعِي مِنَ التَّمَنِّي وَالتَّظَنِّي وَالحَسَدِ ذِكْراً لِعَظَمَتِكَ وَتَفَكُّراً فِي قُدْرَتِكَ وَتَدْبِيراً عَلى عَدُوِّكَ، وَما أَجْرى عَلى لِسانِي مِنْ لَفْظَةِ فُحْشٍ أَوْ هَجْرٍ أَوْ شَتْمِ عِرْضٍ أَوْ شَهادَةِ باطِلٍ أَوْ اغْتِيابِ مُؤْمِنٍ غائِبٍ أَوْ سَبِّ حاضِرٍ وَما أَشْبَهَ ذلِكَ نُطْقاً بِالحَمْدِ لَكَ وَإِغْراقاً فِي الثَّناءِ عَلَيْكَ وَذَهاباً فِي تَمْجِيدِكَ وَشُكْراً لِنِعْمَتِكَ وَاعْتِرافاً بِإِحْسانِكَ وَإِحْصاءً لِمِنَنِكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَلا أُظْلَمَنَّ وَأَنْتَ مُطِيقٌ لِلْدَّفْعِ عَنِّي وَلا أَظْلِمَنَّ وَأَنْتَ القادِرُ عَلى القَبْضِ مِنِّي وَلا أَضِلَّنَّ وَقَدْ أَمْكَنَتْكَ هِدايَتِي وَلا أَفْتَقِرَنَّ وَمِنْ عِنْدِك وُسْعِي وَلا أَطْغَيَنَّ وَمِنْ عِنْدِك وُجْدِي، اللّهُمَّ إِلى مَغْفِرَتِكَ وَفَدْتُ وَإِلى عَفْوِكَ قَصَدْتُ وَإِلى تَجاوُزِكَ اشْتَقْتُ وَبِفَضْلِكَ وَثِقْتُ وَلَيْسَ عِنْدِي ما يُوجِبُ لِي مَغْفِرَتَكَ وَلا فِي عَمَلِي ما أَسْتَحِقُّ بِهِ عَفْوَكَ، وَمالِي بَعْدَ أَنْ حَكَمْتُ عَلى نَفْسِي إِلاّ فَضْلُكَ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَتَفَضَّلْ عَلَيَّ، اللّهُمَّ وَأَنْطِقْنِي بِالهُدى وَأَلهِمْنِي التَّقْوى وَوَفِّقْنِي لِلَّتِي هِيَ أَزْكى وَاسْتَعْمِلْنِي بِما هُوَ أَرْضى، اللّهُمَّ اسْلُكْ بِيَ الطَّرِيقَةَ المُثْلى وَاجْعَلْنِي عَلى مِلَّتِكَ أَمُوتُ وَأَحْيا، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَمَتِّعْنِي بِالاِقْتِصادِ وَاجْعَلْنِي مِنْ أَهْلِ السَّدادِ وَمِنْ أَدِلَّةِ الرَّشادِ وَمِنْ صالِحِي العِبادِ وَارْزُقْنِي فَوْزَ المَعادِ وَسَلامَةَ المِرْصادِ، اللّهُمَّ خُذْ لِنَفْسِكَ مِنْ نَفْسِي ما يُخَلِّصُها وَأَبْقِ لِنَفْسِي مِنْ نَفْسِي ما يُصْلِحُها فَإِنَّ نَفْسِيَ هالِكَةٌ أَوْ تَعْصِمَها، اللّهُمَّ أَنْتَ عُدَّتِي إِنْ حَزِنْتُ وَأَنْتَ مُنْتَجَعِي إِنْ حُرِمْتُ وَبِكَ اسْتِغاثَتِي إِنْ كَرَثْتُ[51] وَعِنْدَكَ مِمّا فاتَ خَلَفٌ وَلِما فَسَدَ صَلاحٌ وَفِيما أَنْكَرْتَ تَغَيِيرٌ، فَامْنُنْ عَلَيَّ قَبْلَ البَلاِء بِالعافِيَةِ وَقَبْلَ الطَّلَبِ بِالجِدَةِ وَقَبْلَ الضَّلالِ بِالرَّشادِ وَاكْفِنِي مَؤونَةَ مَعَرَّةِ العِبادِ وَهَبْ لِي أَمْنَ يَوْمِ المَعادِ وَامْنَحْنِي حُسْنَ الإِرْشادِ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَادْرَأْ عَنِّي بِلُطْفِكَ وَاغْذُنِي بِنِعْمَتِكَ وَأَصْلِحْنِي بِكَرَمِكَ وَداوِنِي بِصُنْعِكَ وَأَظِلَّنِي فِي ذَراكَ وَجَلِّلْنِي رِضاكَ وَوَفِّقْنِي إِذا اشْتَكَلَتْ عَلَيَّ الأُمُورُ لأَهْداها وَإِذا تَشابَهَتِ الأَعْمالُ لأَزْكاها وَإِذا تَناقَضَتِ المِلَلُ لأَرْضاها، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَتَوِّجْنِي بِالكِفايَةِ وَسُمْنِي[52] حُسْنَ الوِلايَةِ وَهَبْ لِي صِدْقَ الهِدايَةِ وَلا تَفْتِنِّي بِالسَّعَةِ وَامْنَحْنِي حُسْنَ الدَّعَةِ[53] وَلا تَجْعَلْ عَيْشِي كَدّاً كَدّاً[54] وَلا تَرُدَّ دُعائِي عَلَيَّ رَدّاً فَإِنِّي لا أَجْعَلُ لَكَ ضِدّاً وَلا أَدْعُو مَعَكَ نِدّاً[55]، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَامْنَعْنِي مِنْ السَّرَفِ وَحَصِّنْ رِزْقِي مِنَ التَّلَفِ وَوَفِّرْ مَلَكَتِي بِالبَرَكَةِ فِيهِ وَأَصِبْ بِي سَبِيلَ الهِدايَةِ لِلْبِرِّ فِيما أُنْفِقُ مِنْهُ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَاكْفِنِي مَؤُونَةَ الاِكْتِسابِ وَارْزُقْنِي مِنْ غَيْرِ احْتِسابِ فَلا أَشْتَغِلَ عَنْ عِبادَتِكَ بِالطَّلَبِ وَلا أَحْتَمِلَ إِصْرَ تَبِعاتِ المَكْسَبِ، اللّهُمَّ فَأَطْلِبْنِي بِقُدْرَتِكَ ما أَطْلُبُ وَأَجِرْنِي بِعِزَّتِكَ مِمّا أَرْهَبُ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصُنْ وَجْهِي بِاليَسارِ وَلا تَبْتَذِلْ جاهِي بِالإِقْتارِ[56] فَأَسْتَرْزِقَ أَهْلَ رِزْقِكَ وَأَسْتَعْطِيَ شِرارَ خَلْقِكَ فَأُفْتَتَنَ بِحَمْدِ مَنْ أَعْطـانِـي وَأُبْتَلَى بِذَمِّ مَنْ مَنَعَنِي وَأَنْتَ مِنْ دُونِهِمْ وَلِيُّ الإِعْطاءِ وَالمَنْعِ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَارْزُقْنِي صِحَّةً فِي عِبادَةٍ وَفَراغاً فِي زَهادَةٍ وَعِلْماً فِي اسْتِعْمالٍ وَوَرَعاً فِي إِجْمالٍ، اللّهُمَّ اخْتِمْ بِعَفْوِكَ أَجَلِي وَحَقِّقْ فِي رَجاءِ رَحْمَتِكَ أَمَلِي وَسَهِّلْ إِلى بُلُوغِ رِضاكَ سُبُلِي وَحَسِّنْ فِي جَمِيعِ أَحْوالِي عَمَلِي، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَنَبِّهْنِي لِذِكْرِكَ فِي أَوْقاتِ الغَفْلَةِ وَاسْتَعْمِلْنِي بِطاعَتِكَ فِي أَيَّامِ المُهْلَةِ[57] وَانْهَجْ لِي إِلى مَحَبَّتِكَ سَبِيلاً سَهْلَةً أَكْمِلْ لِي بِها خَيرَ الدُّنْيا وَالآخرةِ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ كَأَفْضَلِ ما صَلَّيْتَ عَلى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ قَبْلَهُ وَأَنْتَ مُصَلٍّ عَلى أَحَدٍ بَعْدَهُ وَآتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الآخرةِ حَسَنَةً وَقِنِي بِرَحْمَتِكَ عَذابَ النَّار.
للإمام زين العابدين (عليه السلام)
في ذكر التوبة وطلبها: اللّهُمَّ يا مَنْ لا يَصِفُهُ نَعْتُ الواصِفِينَ، وَيا مَنْ لا يُجاوِزُهُ رَجاءُ الرَّاجِينَ وَيا مَنْ لا يَضِيعُ لَدَيْهِ أجْرُ المُحْسِنِينَ، وَيا مَنْ هُوَ مُنْتَهى خَوْفِ العابِدِينَ، وَيا مَنْ هُوَ غايَةُ خَشْيَةِ المُتَّقِينَ، هذا مَقامُ مَنْ تَداوَلَتْهُ أيْدِي الذُنُوبِ وَقادَتْهُ أزِمَّةُ[58] الخَطايا وَاسْتَحْوَذَ[59] عَلَيْهِ الشَّيْطانُ فَقَصَّرَ عَمَّا أمَرْتَ بِهِ تَفْرِيطاً، وَتَعاطى ما نَهَيْتَ عَنْهُ تَغْرِيراً، كَالجاهِلِ بِقُدْرَتِكَ عَلَيْهِ، أوْ كَالمُنْكِرِ فَضْلَ إحْسانِكَ إلَيْهِ، حَتّى إذا انْفَتَحَ لَهُ بَصَرُ الهُدى، وَتَقَشَّعَتْ[60] عَنْهُ سَحائِبُ[61] العَمى، أحْصى ما ظَلَمَ بِهِ نَفْسَهُ، وَفَكَّرَ فِيما خالَفَ بِهِ رَبَّهُ، فَرَأى كَبِيرَ عِصْيانِهِ كَبِيراً، وَجَلِيلَ مُخالَفَتِهِ جَلِيلاً، فَأقْبَلَ نَحْوَكَ مُؤَمِّلاً لَكَ مُسْتَحْيياً مِنْكَ، وَوَجَّهَ رَغْبَتَهُ إلَيْكَ ثِقَةً بِكَ، فَأمَّكَ[62] بِطَمَعِهِ يَقِيناً، وَقَصَدَكَ بِخَوْفِهِ إخْلاصاً. قَدْ خَلا طَمَعُهُ مِنْ كُلِّ مَطْمُوعٍ فِيهِ غَيْرُكَ، وَأفْرَخَ رَوْعُهُ[63] مِنْ كُلِّ مَحْذُورٍ مِنْهُ سِواكَ، فَمَثَلَ بَيْنَ يَدَيْكَ مُتَضَرِّعاً، وَغَمَّضَ بَصَرَهُ إِلى الأرْضِ مُتَخَشِّعاً وَطَأطَأ رَأسَهُ لِعِزَّتِكَ مُتَذَلِّلاً، وَأبَثَّكَ مِنْ سِرِّهِ ما أنْتَ أعْلَمُ بِهِ مِنْهُ خُضُوعاً، وَعَدَّدَ مِنْ ذُنُوبِهِ ما أنْتَ أحْصى لَها خُشُوعاً، وَاسْتَغاثَ بِكَ مِنْ عَظِيمِ ما وَقَعَ بِهِ فِي عِلْمِكَ وَقَبِيحِ ما فَضَحَهُ فِي حُكْمِكَ مِنْ ذُنُوبٍ أدْبَرَتْ لَذَّاتُها فَذَهَبَتْ، وَأقامَتْ تَبِعاتُها فَلَزِمَتْ، لا يُنْكِرُ يا إلهِي عَدْلَكَ إنْ عاقَبْتَهُ، وَلا يَسْتَعْظِمُ عَفْوَكَ إنْ عَفَوْتَ عَنْهُ وَرَحِمْتَهُ؛ لأَنَّكَ الرَّبُّ الكَرِيمُ الَّذِي لا يَتَعاظَمُهُ غُفْرانُ الذَّنْبِ العَظِيمِ؛ اللّهُمَّ فَها أنا ذا قَدْ جِئْتُكَ مُطِيعاً لأمْرِكَ فِيما أمَرْتَ بِهِ مِنَ الدُّعاءِ مُتَنَجِّزاً وَعْدَكَ، فِيما وَعَدْتَ بِهِ مِنَ الإجابَةِ، إذْ تَقُولُ ادْعُونِي أسْتَجِبْ لَكُمْ، اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَالْقَنِي بِمَغْفِرَتِكَ كَما لَقَيْتُكَ بِإقْرارِي، وَارْفَعْنِي عَنْ مَصارِعِ الذُّنُوبِ كَما وَضَعْتُ لَكَ نَفْسِي، وَاسْتُرْنِي بِسِتْرِكَ كَما تَأَنَّيْتَنِي عَنْ الانْتِقامِ مِنِّي، اللّهُمَّ وَثَبِّتْ فِي طاعَتِكَ نِيَّتِي، وَأَحْكِمْ فِي عِبادَتِكَ بَصِيرَتِي، وَوَفِّقْنِي مِنَ الأَعْمالِ لِمَا تَغْسِلُ بِهِ دَنَسَ الخَطايا عَنِّي، وَتَوَفَّنِي عَلى مِلَّتِكَ وَمِلَّةِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلامُ إذا تَوَفَّيْتَنِي، اللّهُمَّ إنِّي أتُوبُ إلَيْكَ فِي مَقامِي هذا مِنْ كَبائِرِ ذُنُوبِي وَصَغائِرها، وَبَواطِنِ سَيِّئاتِي وَظَواهِرِها، وَسَوَالِفِ زَلاّتِي وَحَوادِثِها، تَوبَةَ مَنْ لا يُحَدِّثُ نَفْسَهُ بِمَعْصِيَةٍ وَلا يُضْمِرُ أنْ يَعُودَ فِي خَطِيئَةٍ، وَقَدْ قُلْتَ يا إلهِي فِي مُحْكَمِ كِتابِكَ إِنَّكَ تَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِكَ، وَتَعْفُو عَنْ السَّيِّئاتِ وَتُحِبُّ التَّوابِينَ، فَاقْبَلْ تَوْبَتِي كَما وَعَدْتَ، وَاعْفُ عَنْ سَيِّئاتِي كَما ضَمِنْتَ، وَأوْجِبْ لِي مَحَبَّتَكَ كَما شَرَطْتَ، وَلَكَ يا رَبِّ شَرْطِي أَلاّ أعُودَ فِي مَكْرُوهِكَ، وَضَمانِي أَلاّ أرْجِعَ فِي مَذْمُومِكَ وَعَهْدِي أنْ أهْجُرَ جَمِيعَ مَعاصِيكَ، اللّهُمَّ إنَّكَ أعْلَمُ بِما عَمِلْتُ، فَاغْفِرْ لِي ما عَلِمْتَ، وَاصْرِفْنِي بِقُدْرَتِكَ إِلى ما أحْبَبْتَ، اللّهُمَّ وَعَلَيَّ تَبِعاتٌ[64] قَدْ نَسِيتُهُنَّ وَكُلُّهُنَّ بِعَيْنِكَ الَّتي لا تَنامُ، وَعِلْمِكَ الَّذي لا يَنْسى، فَعَوِّضْ مِنْها أهْلَها، وَاحْطُطْ عَنِّي وِزْرَها، وَخَفِّفْ عَنِّي ثِقْلَها، وَاعْصِمْنِي مِنْ أنْ أُقارِفَ مِثْلَها، اللّهُمَّ وَإنَّهُ لا وَفاءَ لِي بِالتَّوْبَةِ إِلاّ بِعِصْمَتِكَ، وَلا اسْتِمْساكَ بِي عَنِ الخَطايا إِلاّ عَنْ قُوَّتِكَ فَقَوِّنِي بِقُوَّةٍ كافِيَةٍ وَتَوَلَّنِي بِعِصْمَةٍ مانِعَةٍ، اللّهُمَّ أيُّما عَبْدٍ تابَ إلَيْكَ وَهُوَ فِي عِلْمِ الغَيْبِ عِنْدَكَ فاسِخٌ لِتَوْبَتِهِ وَعائِدٌ فِي ذَنْبِهِ وَخَطِيئَتِهِ، فَإنِّي أعُوذُ بِكَ أنْ أكُونَ كَذلِكَ، فَاجْعَلْ تَوْبَتِي هذِهِ تَوْبَةً لا أحْتاجُ بَعْدَها إِلى تَوْبَةٍ، تَوْبَةً مُوجِبَةً لِمَحْوِ ما سَلَفَ، وَالسَّلامَةَ فِيما بَقِيَ، اللّهُمَّ إنِّي أعْتَذِرُ إلَيْكَ مِنْ جَهْلِي وَأسْتَوْهِبُكَ سُوءَ فِعْلِي، فَاضْمُمْنِي إِلى كَنَفِ رَحْمَتِكَ تَطَوُّلاً، وَاسْتُرْنِي بِسِتْر عافِيَتِكَ تَفَضُّلاً، اللّهُمَّ وَإنِّي أتُوبُ إلَيْكَ مِنْ كُلِّ ما خالَفَ إرادَتَكَ، أوْ زالَ عَنْ مَحَبَّتِكَ مِنْ خَطَراتِ قَلْبِي وَلَحَظاتِ عَيْنِي وَحِكاياتِ لِسانِي تَوْبَةً تَسْلَمُ بِها كُلُّ جارِحَةٍ عَلَى حِيالِها مِنْ تَبِعاتِكَ، وَتَأْمَنُ مِمّا يَخافُ المُعْتَدُوَنَ مِنْ ألِيمِ سَطَواتِكَ، اللّهُمَّ فارْحَمْ وَحْدَتِي بَيْنَ يَدَيْكَ وَوَجِيبَ قَلْبِي مِنْ خَشْيَتِكَ وَاضْطِرابَ أرْكانِي مِنْ هَيْبَتِكَ، فَقَدْ أقامَتْنِي يا رَبِّ ذُنُوبي مَقامَ الخِزْي بِفِنائِكَ، فَإنْ سَكَتُّ لَمْ يَنْطِقْ عَنِّي أحَدٌ، وَإنْ شَفَعْتُ فَلَسْتُ بِأهْلِ الشَّفاعَةِ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَشَفِّعْ فِي خَطايايَ كَرَمَكَ، وَعُدْ عَلى سَيِّئاتِي بِعَفْوِكَ، وَلا تُجْزِنِي جَزائِي مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَابْسُطْ عَلَيَّ طَوْلَكَ وَجَلِّلْنِي بِسِتْرِكَ، وَافْعَلْ بِي فِعْلَ عَزِيزٍ تَضَرَّعَ إلَيْهِ عَبْدٌ ذَلِيلٌ فَرَحِمَهُ، أوْ غَنِيٍّ تَعَرَّضَ لَهُ عَبْدٌ فَقِيرٌ فَنَعَشَهُ، اللّهُمَّ لا خَفِيرَ لِي مِنْكَ فَلْيَخْفُرْنِي عِزُّكَ، وَلا شَفِيعَ لِي إلَيْكَ فَلْيَشْفَعْ لِي فَضْلُكَ، وَقَدْ أوْجَلَتْنِي خَطايايَ فَلْيُؤْمِنِّي عَفْوُكَ، فَما كُلُّ ما نَطَقْتُ بِهِ عَنْ جَهْلٍ مِنِّي بِسُوءِ أثَرِي وَلا نِسْيانٍ لِمَا سَبَقَ مِنْ ذَمِيمِ فِعْلِي، لكِنْ لِتَسْمَعَ سَماؤُكَ وَمَنْ فِيها، وَأرْضُكَ وَمَنْ عَلَيْها ما أظْهَرْتُ لَكَ مِنَ النَّدَمِ وَلَجَأْتُ إلَيْكَ فِيهِ مِنَ التَّوْبَةِ، فَلَعَلَّ بَعْضَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَرْحَمُنِي لِسُوءِ مَوْقِفِي، أوْ تُدْرِكُهُ الرِّقَّةُ عَلَيَّ لِسُوءِ حالِي، فَيَنالَنِي مِنْهُ بِدَعْوَةٍ هِيَ أسْمَعُ لَدَيْكَ مِنْ دُعائِي، أوْ شَفاعَةٍ أوْكَدُ عِنْدَكَ مِنْ شَفاعَتِي، تَكُونُ بِها نَجاتِي مِنْ غَضَبِكَ، وَفَوْزِي بِرِضاكَ، اللّهُمَّ إنْ يَكُنِ النَّدَمُ تَوْبَةً إلَيْكَ فَأنا أنْدَمُ النَّادِمِينَ، وَإنْ يَكُنِ التَّرْكُ لِمَعْصِيَتِكَ إنابَةً فَأنا أوَّلُ المُنِيبينَ، وَإنْ يَكُنِ الاسْتِغْفارُ حِطَّةً للذُّنُوبِ فَإنِّي لَكَ مِنَ المُسْتَغْفِرينَ، اللّهُمَّ فَكَما أمَرْتَ بِالتَّوْبَةِ وَضَمِنْتَ القَبُولَ وَحَثَثْتَ عَلى الدُّعاءِ وَوَعَدْتَ الإجابَةَ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَاقْبَلْ تَوْبَتِي وَلا تُرْجِعْنِي مَرْجِعَ الخَيْبَةِ مِنْ رَحْمَتِكَ، إنَّكَ أنْتَ التَوّابُ عَلى المُذْنِبِينَ وَالرَّحِيمُ لِلْخاطِئِينَ المُنِيبِينَ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ كَما هَدَيْتَنا بِهِ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ كَما اسْتَنْقَذْتَنا بِهِ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ صَلاةً تَشْفَعُ لَنا يَوْمَ القِيامَةِ وَيَوْمَ الفاقَةِ إلَيْكَ، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ وَهُوَ عَلَيْكَ يَسِيرٌ.
***
في المصباح عَن أبي حمزة الثمالي (رحمه الله) قالَ: كان زينُ العابدين (عليه السلام) يصلّي عامّة اللَّيل في شَهر رَمَضان، فإذا كانَ في السّحر دعا بهذا الدُّعاء:
إِلهِي لا تُؤدِّبْنِي بِعُقُوبَتِكَ وَلا تَمْكُرْ بِي فِي حِيلَتِكَ، مِنْ أَيْنَ لِيَ الخَيْرُ يا رَبِّ وَلا يُوجَدُ إلاّ مِنْ عِنْدِكَ، وَمِنْ أَيْنَ لِيَ النَّجاةُ وَلا تُسْتَطاعُ إِلاّ بِكَ، لا الَّذِي أَحْسَنَ اسْتَغْنى عَنْ عَوْنِكَ وَرَحْمَتِكَ وَلا الَّذِي أَساءَ وَاجْتَرَأَ عَلَيْكَ وَلَمْ يُرْضِكَ خَرَجَ عَنْ قُدْرَتِكَ يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ... (حتّى يَنقطع النفس) بِكَ عَرَفْتُكَ وَأَنْتَ دَلَلْتَنِي عَلَيْكَ ودَعَوْتَنِي إِلَيْكَ وَلَوْلا أَنْتَ لَمْ أَدْرِ ما أَنْتَ، الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَدْعُوُهُ فَيُجِيبُنِي وَإِنْ كُنْتُ بَطِيئاً حِينَ يَدْعُونِي، وَالحَمْدُ للهِ الَّذِي أَسْأَلُهُ فَيُعْطِينِي وَإِنْ كُنْتُ بَخِيلاً حِينَ يَسْتَقْرِضُنِي، وَالحَمْدُ للهِ الَّذِي أُنادِيهِ كُلَّما شِئْتُ لِحاجَتِي وأَخْلُو بِهِ حَيْثُ شِئْتُ لِسرِّي بِغَيْرِ شَفِيعٍ فَيَقْضِي لِي حاجَتِي الحَمْدُ للهِ الَّذِي لا أَدْعُو غَيْرَهُ وَلَوْ دَعَوْتُ غَيْرَهُ لَمْ يَسْتَجِبْ لِي دُعائِي، وَالحَمْدُ للهِ الَّذِي لا أَرْجو غَيْرَهُ وَلَوْ رَجَوْتُ غَيْرَهُ لأخْلَفَ رَجائِي، وَالحَمْدُ للهِ الَّذِي وَكَلَنِي إِلَيْهِ فَأَكْرَمَنِي وَلَمْ يَكِلْنِي إِلى النّاسِ فَيُهِينُونِي، وَالحَمْدُ للهِ الَّذِي تَحَبَّبَ إِلَيَّ وَهُوَ غَنِيٌّ عَنِّي وَالحَمْدُ للهِ الَّذِي يَحْلُمُ عَنِّي حَتَّى كَأَنِّي لا ذَنْبَ لِي؛ فَرَبِّي أَحْمَدُ شَيءٍ عِنْدِي وَأَحَقُّ بِحَمْدِي، اللّهُمَّ إِنِّي أَجِدُ سُبُلَ المَطالِبِ إِلَيْكَ مُشْرَعَةً وَمَناهِلَ الرَّجاءِ لَدَيْكَ [إِلَيْكَ] مُتْرَعَةً وَالاسْتِعانَةَ بِفَضْلِكَ لِمَنْ أَمَّلَكَ مُباحَةً وَأَبْوابَ الدُّعاءِ إِلَيْكَ لِلصَّارِخِينَ مَفْتُوحَةً، وأَعْلَمُ أَنَّكَ للرَّاجي [لِلرَّاجِينَ] بِمَوْضِعِ إِجابَةٍ وَلِلْمَلْهُوفِينَ [ولِلْمَلْهوفِ] بِمَرْصَدِ إِغاثَةٍ، وَأَنَّ فِي اللَّهْفِ إِلى جُودِكَ وَالرِّضا بِقَضائِكَ عِوَضاً مِنْ مَنْعِ الباخِلِينَ وَمَنْدُوَحَةً عَمّا فِي أَيْدِي المُسْتَأْثِرِينَ وَأَنَّ الرَّاحِلَ إِلَيْكَ قَرِيبُ المَسافَةِ، وأَنَّكَ لا تَحْتَجِبُ عَنْ خَلْقِكَ إِلاّ أَنْ تَحْجُبَهُمُ الأَعْمالُ [الآمال] دُوَنَكَ، وَقَدْ قَصَدْتُ إِلَيْكَ بِطَلِبَتِي وتَوَجَّهْتُ إِلَيْكَ بِحاجَتِي وَجَعَلْتُ بِكَ اسْتِغاثَتِي وَبِدُعائِكَ تَوَسُّلِي مِنْ غَيِرِ اسْتِحْقاقٍ لاسْتِماعِكَ مِنِّي، وَلا اسْتِيجابٍ لِعَفْوِكَ عَنِّي بَلْ لِثِقَتِي بِكَرَمِكَ وَسُكُونِي إِلى صِدْقِ وَعْدِكَ ولَجَأي إِلى الإِيْمانِ بِتَوْحِيدِكَ وَيَقِينِي [وَثِقَتي] بِمَعْرِفَتِكَ مِنِّي أَنْ لا رَبَّ لِي غَـيْرُكَ وَلا إِلهَ إِلاّ أَنْـتَ [وَلا إِلَـه لي إلاّ أنتَ] وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَـكَ. اللّهُـمَّ أَنْـتَ القائِلُ وَقَوْلُـكَ حَـقٌّ وَوَعْـدُكَ صِـدْقٌ، [وَوَعْـدُكَ الصِّـدْق] ﴿وَاسْأَلُوا الله مِنْ فَضْلِهِ﴾ ﴿إِنَّ الله كانَ بِكُمْ رَحِيماً﴾، وَلَيْسَ مِنْ صِفاتِكَ يا سَيِّدِي أَنْ تَأْمُرَ بِالسُّؤالِ وَتَمْنَعَ العَطِيَّةَ، وَأَنْتَ المَنَّانُ بِالعَطِيَّاتِ عَلى أَهْلِ مَمْلَكَتِكَ وَالعائِدُ عَلَيْهِم بِتَحَنُّنِ رَأْفَتِكَ [بِحُسْنِ نِعْمَتِكَ]. إِلهِي رَبَّيْتَنِي فِي نِعَمِكَ وَإِحْسانِكَ صَغِيراً وَنَوَّهْتَ بِاسْمِي كَبِيراً، فَيا مَنْ رَبَّانِي فِي الدُّنْيا بإِحْسانِهِ وَتَفَضُّلِهِ [وَبِفَضْلِهِ] وَنِعَمِهِ وَأَشارَ لِي فِي الآخِرَةِ إِلى عَفْوِهِ وَكَرَمِهِ مَعْرِفَتِي، يا مَوْلايَ دَلِيلِي [دَلَّتْني] عَلَيْكَ وحُبِّي لَكَ شَفِيِعِي إِلَيْكَ وَأَنا وَاثِقٌ مِنْ دَلِيلِي بِدَلالَتِكَ وَساكِنٌ مِنْ شَفِيعِي إِلى شَفاعَتِكَ، أَدْعُوكَ يا سَيِّدِي بِلِسانٍ قَدْ أَخْرَسَهُ ذَنْبُهُ، رَبِّ أُناجِيكَ بِقَلْبٍ قَدْ أَوْبَقَهُ جُرْمُهُ، أَدْعُوكَ يا رَبِّ راهِباً راغِباً راجِياً خائِفاً إِذا رَأَيْتُ مَوْلايَ ذُنُوبِي فَزِعْتُ وَإِذا رَأَيْتُ كَرَمَكَ طَمِعْتُ، فَإِنْ عَفَوْتَ [فإنْ غَفَرْتَ] فَخَيْرُ راحِمٍ وَإِنْ عَذَّبْتَ فَغَيْرُ ظالِمٍ، حُجَّتِي يا اللّهُ فِي جُرْأَتِي عَلى مُسأَلَتِكَ مَعَ إِتْيانِي ما تَكْرَهُ جُودُكَ وَكَرَمُكَ وعُدَّتِي فِي شِدَّتِي مَعَ قِلَّةِ حَيائِي رَأَفَتُكَ وَرَحْمَتُكَ وَقَدْ رَجَوْتُ أَنْ لا تخِيّبَ بَيْنَ ذَيْنِ وذَيْنِ مُنْيَتِي، فَحَقِّقْ رَجائِي وَاسْمَعْ دُعائِي يا خَيْرَ مَنْ دَعاهُ داعٍ وَأَفْضَلَ مَنْ رَجاهُ راجٍ، عَظُمَ يا سَيِّدِي أَمَلِي وَساءَ عَمَلِي فَأَعْطِنِي مِنْ عَفْوِكَ بِمِقْدارِ أَمَلِي وَلا تُؤاخِذْنِي بِأَسْوَأ عَمَلِي فَإِنَّ كَرَمَكَ يَجِلُّ عَنْ مُجازاةِ المُذْنِبِينَ وَحِلْمَكَ يَكْبُرُ عَنْ مُكافأَةِ المُقَصِّرِينَ، وَأَنا يا سَيِّدِي عَائِذٌ بِفَضْلِكَ هارِبٌ مِنْكَ إِلَيْكَ مُتَنَجِّزٌ ما وَعَدْتَ مِنَ الصَّفْحِ عَمَّنْ أَحْسَنَ بِكَ ظَنّاً وَما أَنا يا رَبِّ وَما خَطَرِي، هَبْنِي بَفَضْلِكَ وَتَصَدَّقْ عَلَيَّ بِعَفْوِكَ أَيْ رَبِّ، جَلِّلْنِي بِسِتْرِكَ وَاعْفُ عَنْ تَوْبِيخِي بِكَرَمِ وَجْهِكَ، فَلَوِ اطَّلَعَ اليَوْمَ عَلى ذَنْبِي غَيْرُكَ ما فَعَلْتُهُ وَلَوْ خِفْتُ تَعْجِيلَ العُقُوبَةِ لاجْتَنَبْتُهُ لا لأَنَّكَ أَهْوَنُ النَّاظِرِينَ إلَيَّ وَأَخَفُّ المُطَّلِعِينَ عَلَيَّ، بَلْ لأَنَّكَ يا رَبِّ خَيْرُ السَّاتِرِينَ وَأَحْكَمُ الحاكِمِينَ وَأَكْرَمُ الأَكْرَمِينَ، سَتَّارُ العُيُوبِ غَفَّارُ الذُّنُوبِ عَلاّمُ الغُيُوبِ تَسْتُرُ الذَّنْبَ بِكَرَمِكَ وَتُؤَخِّرُ العُقُوبَةَ بِحِلْمِكَ، فَلَكَ الحَمْدُ عَلى حِلْمِكَ بَعْدَ عِلْمِكَ وَعَلى عَفْوِكَ بَعْدَ قَدْرَتِكَ. وَيَحْمِلُنِي وَيُجَرِّئُنِي عَلى مَعْصِيَتِكَ حِلْمُكَ عَنِّي، وَيَدْعُونِي إِلى قِلَّةِ الحَياءِ سَتْرُكَ عَلَيَّ، وَيُسْرِعُنِي إِلى التَّوَثُّبِ عَلى مَحارِمِكَ مَعْرِفَتِي بِسَعَةِ رَحْمَتِكَ وَعَظِيمِ عَفْوِكَ، يا حَلِيمُ يا كَرِيمُ يا حَيُّ يا قَيُّومُ يا غافِرَ الذَّنْبِ يا قابِلَ التَّوْبِ يا عَظِيمَ المَنِّ يا قَدِيمَ الإِحْسانِ أَيْنَ سَتْرُكَ الجَمِيلُ، أَيْنَ عَفْوُكَ الجَلِيلُ، أَيْنَ فَرَجُكَ القَرِيبُ، أَيْنَ غِياثُكَ السَّرِيعُ، أَيْنَ رَحْمَتُكَ الواسِعَةُ، أَيْنَ عَطاياكَ الفاضِلَةُ، أَيْنَ مَواهِبُكَ الهَنِيئةُ، أَيْنَ صَنائِعُكَ السَّنِيَّةُ، أَيْنَ فَضْلُكَ العَظِيمُ، أَيْنَ مَنُّكَ الجَسِيمُ، أَيْنَ إِحْسانُكَ القَدِيمُ، أَيْنَ كَرَمُكَ يا كَرِيمُ بِهِ وَبِمُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ فَاسْتَنْقِذْنِي وَبِرَحْمَتِكَ فَخَلِّصْنِي يا مُحْسِنُ يا مُجْمِلُ يا مُنْعِمُ يا مُفْضِلُ، لَسْتُ أَتَّكِلُ فِي النَّجاةِ مِنْ عِقابِكَ عَلَى أَعْمالِنا بَلْ بِفَضْلِكَ عَلَيْنا لأَنَّكَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ المَغْفِرَةِ تُبْدِئُ بِالإِحْسانِ نِعَماً وَتَعْفُو عَنِ الذَّنْبِ كَرَماً، فَما نَدْرِي ما نَشْكُرُ أَجَمِيلَ ما تَنْشُرُ أَمْ قَبِيحَ ما تَسْتُرُ أَمْ عَظِيمَ ما أَبْلَيْتَ وَأَوْلَيْتَ أَمْ كَثِيرَ ما مِنْهُ نَجَّيْتَ وَعافَيْتَ، يا حَبِيبَ مَنْ تَحَبَّبَ إِلَيْكَ وَيا قُرَّةَ عَيْنِ مَنْ لاذَ بِكَ وَانْقَطَعَ إِلَيْكَ، أَنْتَ المُحْسِنُ وَنَحْنُ المُسِيئُونَ، فَتَجاوَزْ يا رَبِّ عَنْ قَبِيحِ ما عِنْدَنا بِجَمِيلِ ما عِنْدَكَ، وَأَيُّ جَهْلٍ يا رَبِّ لا يَسَعُهُ جُودُكَ وَأَيُّ زَمانٍ أَطْوَلُ مِنْ أَناتِكَ؟ وَما قَدْرُ أَعْمالِنا فِي جَنْبِ نِعَمِكَ وَكَيْفَ نَسْتَكْثِرُ أَعْمالاً نُقابِلُ بِها كَرَمَكَ [كَرَامَتَكَ] بَلْ كَيْفَ يَضِيقُ عَلى المُذْنِبِينَ ما وَسِعَهُمْ مِنْ رَحْمَتِكَ؟! يا وَاسِعَ المَغْفِرَةِ يا باسِطَ اليَدَيْنِ بِالرَّحْمَةِ، فَوَعِزَّتِكَ يا سَيِّدِي لَوْ نَهَرْتَنِي [لو انْتَهَرْتَني] ما بَرِحْتُ مِنْ بابِكَ وَلا كَففْتُ عَنْ تَمَلُّقِكَ لِما انْتَهى إِلَيَّ مِنْ المَعْرِفَةِ بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ، وَأَنْتَ الفاعِلُ لِما تَشاءُ تُعَذِّبُ مَنْ تَشاءُ بِما تَشاءُ كَيْفَ تَشاءُ وَتَرْحَمُ مَنْ تَشاءُ بِما تَشاءُ كَيْفَ تَشاءُ، لا تُسْأَلُ عَنْ فِعْلِكَ وَلا تُنازَعُ فِي مُلْكِكَ وَلا تُشارَكُ فِي أَمْرِكَ وَلا تُضَادُّ فِي حُكْمِكَ وَلا يَعْتَرِضُ عَلَيْكَ أَحَدٌ فِي تَدْبِيرِكَ، لَكَ الخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبارَكَ اللهُ رَبُّ العَالَمِينَ. يا رَبِّ هذا مَقامُ مَنْ لاذَ بِكَ وَاسْتَجارَ بِكَرَمِكَ وَأَلِفَ إِحْسانَكَ وَنِعَمَكَ وَأَنْتَ الجَوادُ الَّذِي لا يَضِيقُ عَفْوُكَ وَلا يَنْقُصُ فَضْلُكَ وَلا تَقِلُّ رَحْمَتُكَ، وَقَدْ تَوَثَّقْنا مِنْكَ بالصَّفْحِ القَدِيمِ وَالفَضْلِ العَظِيمِ وَالرَّحْمَةِ الواسِعَةِ، أَفَتُراكَ [أَفَتُراكَ يا رَبِّ] تُخْلِفُ ظُنُونَنا أَوْ تُخَيِّبُ آمالَنا؟ كَلّا، يا كَرِيمُ فَلَيْسَ هذا ظَنُّنا بِكَ وَلا هذا فِيكَ طَمَعُنا، يا رَبِّ إِنَّ لَنا فِيكَ أَمَلاً طَوِيلاً كَثِيراً إِنَّ لَنا فِيكَ رَجاءً عَظِيماً عَصَيْناكَ وَنَحْنُ نَرْجُو أَنْ تَسْتُرَ عَلَيْنا وَدَعَوْناكَ وَنَحْنُ نَرْجو أَنْ تَسْتَجِيبَ لَنا فَحَقِّقْ رَجاءَنا مَوْلانا، فَقَدْ عَلِمْنا ما نَسْتَوْجِبُ بِأَعْمالِنا وَلكِنْ عِلْمُكَ فِينا وَعِلْمُنا بِأَنَّكَ لا تَصْرِفُنا عَنْكَ حَثَّنا عَلى الرَّغْبَةِ إِلَيْكَ [الرَّغْبَةِ لكَ]، وَإِنْ كُنّا غَيْرَ مُسْتَوْجِبِينَ لِرَحْمَتِكَ فَأَنْتَ أَهْلٌ أَنْ تَجُودَ عَلَيْنا وَعَلى المُذْنِبِينَ بِفَضْلِ سَعَتِكَ، فَامْنُنْ عَلَيْنا بِما أَنْتَ أَهْلُهُ وَجُدْ عَلَيْنا فَإِنّا مُحْتاجُونَ إِلى نَيْلِكَ يا غَفَّارُ بِنُورِكَ اهْتَدَيْنا وَبِفَضْلِكَ اسْتَغْنَيْنا وَبِنِعْمَتِكَ [وفي نِعَمِكَ] أَصْبَحْنا وَأَمْسَيْنا، ذُنُوبُنا بَيْنَ يَدَيْكَ نَسْتَغْفِرُكَ اللّهُمَّ مِنْها وَنَتُوبُ إِلَيْكَ، تَتَحَبَّبُ إِلَيْنا بِالنِّعَمِ وَنُعارِضُكَ بِالذُّنُوبِ خَيْرُكَ إِلَيْنا نازِلٌ وَشَرُّنا إِلَيْكَ صاعِدٌ وَلَمْ يَزَلْ وَلا يزالُ مَلَكٌ كَرِيمٌ يَأْتِيكَ عَنّا بِعَمَلٍ قَبِيحٍ فَلا يَمْنَعُكَ ذلِكَ مِنْ أَنْ تَحُوطَنا بِنِعَمِكَ وَتَتَفَضَّلَ عَلَيْنا بِآلائِكَ، فَسُبْحانَكَ ما أَحْلَمَكَ وَأَعْظَمَكَ وَأَكْرَمَكَ مُبْدِئاً وَمُعِيداً، تَقَدَّسَتْ أَسْماؤُكَ وَجَلَّ ثَناؤُكَ وَكَرُمَ صَنائِعُكَ وَفِعالُكَ. أَنْتَ إِلهِي أَوْسَعُ فَضْلاً وَأَعْظَمُ حِلْماً مِنْ أَنْ تُقايِسَنِي بِفِعْلِي وَخَطِيئَتِي، فَالعَفْوَ العَفْوَ العَفْوَ سَيِّدِي سَيِّدِي سَيِّدِي اللَّهُمَّ اشْغَلْنا بِذِكْرِكَ وَأَعِذْنا مِنْ سَخَطِكَ وَأَجِرْنا مِنْ عَذابِكَ وَارْزُقْنا مِنْ مَواهِبِكَ وَأَنْعِمْ عَلَيْنا مِنْ فَضْلِكَ وَارْزُقْنا حَجَّ بَيْتِكَ وَزِيارَةَ قَبْرِ نَبِيِّكَ صَلَواتُكَ وَرَحْمَتُكَ وَمَغْفِرَتُكَ وَرِضْوانُكَ عَلَيْهِ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِهِ إِنَّكَ قَرِيبٌ مُجِيبٌ، وَارْزُقْنا عَمَلاً بِطاعَتِكَ وَتَوَفَّنا عَلى مِلَّتِكَ وَسُنَّةِ نَبِيِّكَ صَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ. اللّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَارْحَمْهُما كَما رَبَّيانِي صَغِيراً، اجْزِهِما بِالإِحْسانِ إِحْساناً وَبِالسَّيِّئاتِ غُفْراناً، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنينَ وَالمُؤْمِناتِ الأَحْياءِ مِنْهُمْ وَالأَمْواتِ وَتابِعْ بَيْنَنا وَبَيْنَهُمْ بِالخَيْراتِ [في الخَيْراتِ]، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنا وَمَيِّتِنا وَشاهِدِنا وَغائِبِنا ذَكَرِنا وَأُنْثانا [وإِناثِنا] صَغِيرِنا وَكَبِيرنا حُرِّنا وَمَمْلُوكِنا، كَذَبَ العادِلُونَ بِاللهِ وَضَلُّوا ضَلالاً بَعِيداً وَخَسِرُوا خُسْراناً مُبِيناً. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاخْتِمْ لِي بِخَيْرٍ وَاكْفِنِي ما أَهَمَّنِي مِنْ أَمْرِ دُنْيايَ وَآخِرَتِي، وَلا تُسَلِّطْ عَلَيَّ مَنْ لا يَرْحَمُنِي وَاجْعَلْ عَلَيَّ مِنْكَ وَاقِيَةً باقِيَةً وَلا تَسْلُبْنِي صالِحَ ما أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ، وَارْزُقْنِي مِنْ فَضْلِكَ رِزْقاً وَاسِعاً حَلالاً طَيِّباً. اللَّهُمَّ احْرُسْنِي بِحِراسَتِكَ وَاحْفَظْنِي بِحِفْظِكَ وَاكْلأْنِي بِكَلاءَتِكَ وَارْزُقْنِي حَجَّ بَيْتِكَ الحَرامِ فِي عامِنا هذا وَفِي كُلِّ عامٍ وَزِيارَةَ قَبْرِ نَبِيِّكَ وَالأَئِمَّةِ عَلَيْهُمُ السَّلامُ، وَلا تُخْلِنِي يا رَبِّ مِنْ تِلْكَ المَشاهِدِ الشَّرِيفَةِ وَالمَواقِفِ الكَرِيمَةِ.اللّهُمَّ تُبْ عَلَيَّ حَتَّى لا أَعْصِيَكَ وَأَلْهِمْنِي الخَيْرَ وَالعَمَلَ بِهِ وَخَشْيَتَكَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ ما أَبْقَيْتَنِي يا رَبَّ العَالَمِينَ.اللّهُمَّ إِنِّي كُلَّما قُلتُ قَدْ تَهَيَّأْتُ وَتَعَبَّأْتُ [وتَعَبَّيتُ] وَقُمْتُ للصَّلاةِ بَيْنَ يَدَيْكَ وَناجَيْتُكَ أَلْقَيْتَ عَلَيَّ نُعاساً إِذا أَنا صَلَّيْتُ وَسَلَبْتَنِي مُناجاتَكَ إِذا أَنا ناجَيْتُ، ما لِي كُلَّما قُلْتُ قَدْ صَلُحَتْ سَرِيرَتِي وَقَرُبَ مِنْ مَجالِسِ التَّوّابِينَ مَجْلِسِي عَرَضَتْ لِي بَلِيَّةٌ أَزالَتْ قَدَمِي وَحالَتْ بَيْنِي وَبَيْنَ خِدْمَتِكَ، سَيِّدِي لَعَلَّكَ عَنْ بابِكَ طَرَدْتَنِي وَعَنْ خِدْمَتِكَ نَحَّيْتَنِي، أَوْ لَعَلَّكَ رَأَيْتَنِي مُسْتَخِفّاً بِحَقِّكَ فَأَقْصَيْتَنِي، أَوْ لَعَلَّكَ رَأيْتَنِي مُعْرِضاً عَنْكَ فَقَلَيْتَنِي، أَوْ لَعَلَّكَ وَجَدْتَنِي فِي مَقامِ الكاذِبِينَ [الكذّابينَ] فَرَفَضْتَنِي، أَوْ لَعَلَّكَ رَأَيْتَنِي غَيْرَ شاكِرٍ لِنَعْمائِكَ فَحَرَمْتَنِي، أَوْ لَعَلَّكَ فَقَدْتَنِي مِنْ مَجالِسِ العُلَماءِ فَخَذَلْتَنِي، أَوْ لَعَلَّكَ رَأَيْتَنِي فِي الغافِلِينَ فَمِنْ رَحْمَتِكَ آيَسْتَنِي، أَوْ لَعَلَّكَ رَأَيْتَنِي آلَفُ مَجالِسَ البَطَّالِينَ فَبَيْنِي وَبَيْنَهُمْ خَلَّيْتَنِي، أَوْ لَعَلَّكَ لَمْ تُحِبَّ أَنْ تَسْمَعَ دُعائِي فَباعَدْتَنِي، أَوْ لَعَلَّكَ بِجُرْمِي وَجَرِيرَتِي كافَيْتَنِي، أَوْ لَعَلَّكَ بِقِلَّةِ حَيائِي مِنْكَ جازَيْتَنِي؟ فَإِنْ عَفَوْتَ يا رَبِّ فَطالَما عَفَوْتَ عَنْ المُذْنِبِينَ قَبْلِي لأَنَّ كَرَمَكَ أَيْ رَبِّ يَجِلُّ عَنْ مُكافَأَةِ المُقَصِّرِينَ، وَأَنا عائِذٌ بِفَضْلِكَ هارِبٌ مِنْكَ إِلَيْكَ مُتَنَجِّزٌ [مُنْتَجِزٌ] ما وَعَدْتَ مِنَ الصَّفْحِ عَمَّنْ أَحْسَنَ بِكَ ظَنّاً. إلهِي أَنْتَ أَوْسَعُ فَضْلاً وَأَعْظَمُ حِلْماً مِنْ أَنْ تُقايِسَنِي بِعَمَلِي أَوْ أَنْ تَسْتَزِلَّنِي بِخطِيئَتِي وَما أَنا يا سَيِّدِي وَما خَطَرِي؟ هَبْنِي بِفَضْلِكَ سَيِّدِي وَتَصَدَّقْ عَلَيَّ بِعَفْوِكَ وَجَلِّلْنِي بِسَتْرِكَ وَاعْفُ عَنْ تَوْبِيخِي بِكَرَمِ وَجْهِكَ. سَيِّدِي أَنا الصَّغِيرُ الَّذِي رَبَّيْتَهُ وَأَنا الجاهِلُ الَّذِي عَلَّمْتَهُ وَأَنا الضَّالُّ الَّذِي هَدَيْتَهُ وَأَنا الوَضِيعُ الَّذِي رَفَعْتَهُ وَأَنا الخائِفُ الَّذِي آمَنْتَهُ وَالجائِعُ الَّذِي أَشْبَعْتَهُ وَالعَطْشانُ الَّذِي أَرْوَيْتَهُ وَالعارِي الَّذِي كَسَوْتَهُ وَالفَقِيرُ الَّذِي أَغنَيْتَهُ وَالضَّعِيفُ الَّذِي قَوَّيْتَهُ وَالذَّلِيلُ الَّذِي أَعْزَزْتَهُ وَالسَّقِيمُ الَّذِي شَفَيْتَهُ وَالسَّائِلُ الَّذِي أَعْطَيْتَهُ وَالمُذْنِبُ الَّذِي سَتَرْتَهُ وَالخاطِىءُ الَّذِي أَقلْتَهُ، وَأَنا القَلِيلُ الَّذِي كَثَّرْتَهُ وَالمُسْتَضْعَفُ الَّذِي نَصَرْتَهُ وَأَنا الطَّرِيدُ الَّذِي آوَيْتَهُ، أَنا يا رَبِّ الَّذِي لَمْ أَسْتَحْيِكَ فِي الخَلاءِ وَلَمْ أُراقِبْكَ فِي المَلاءِ، أَنا صاحِبُ الدَّواهِي العُظْمى أَنا الَّذِي عَلى سَيِّدِهِ اجْتَرَأَ، أَنا الَّذِي عَصَيْتُ جَبَّارَ السَّماءِ أَنا الَّذِي أَعْطَيْتُ عَلى مَعاصِي [المعاصي] الجَلِيلِ [جليلَ] الرُّشا أَنا الَّذِي حِينَ بُشِّرْتُ بِها خَرَجْتُ إِلَيْها أَسْعى، أَنا الَّذِي أَمْهَلْتَنِي فَما ارْعَوَيْتُ وَسَتَرْتَ عَلَيَّ فَما اسْتَحْيَيْتُ وَعَمِلْتُ [وَعَلِمْتُ] بِالمَعاصِي فَتَعَدَّيْتُ وَأَسْقَطْتَنِي مِنْ عَيْنِكَ [مِنْ عِنْدِك] فَما بالَيْتُ، فَبِحِلْمِكَ أَمْهَلْتَنِي وَبِسِتْرِكَ سَتَرْتَنِي حَتَّى كَأَنَّكَ أغْفَلْتَنِي وَمِنْ عُقُوباتِ المَعاصِي جَنَّبْتَنِي، حَتَّى كَأَنَّكَ اسْتَحْيَيْتَنِي. إِلهِي لَمْ أَعْصِكَ حِيْنَ عَصَيْتُكَ وَأَنا بِرُبُوبِيَّتِكَ جَاحِدٌ وَلا بِأَمْرِكَ مُسْتَخِفٌّ وَلا لِعُقُوبَتِكَ مُتَعَرِّضٌ وَلا لِوَعِيدِكَ مُتَهاوِنٌ، لكِنْ خَطِيئَةٌ عَرَضَتْ وَسَوَّلَتْ لِي نَفْسِي وَغَلَبَنِي هَوَايَ وَأَعانَنِي عَلَيْها شِقْوَتِي وَغَرَّنِي سِتْرُكَ المُرْخَى عَلَيَّ، فَقَدْ عَصَيْتُكَ وَخالَفْتُكَ بِجُهْدِي؛ فَالآنَ مِنْ عَذابِكَ مَنْ يَسْتَنْقِذُنِي وَمِنْ أَيْدِي الخُصَماءِ غَداً مَنْ يُخَلِّصُنِي وَبِحَبْلِ مَنْ أَتَّصِلُ إِنْ أَنْتَ قَطَعْتَ حَبْلَكَ عَنِّي؟ فَواسَوْأَتا [فَوَاأسَفَا] عَلى ما أَحْصَى كِتابُكَ مِنْ عَمَلِي الَّذِي لَوْلا ما أَرْجو مِنْ كَرَمِكَ وَسَعَةِ رَحْمَتِكَ وَنَهْيِكَ إِيَّايَ عَنْ القُنُوطِ لَقَنَطْتُ عِنْدَما أَتَذَكَّرُها، يا خَيْرَ مِنْ دَعاهُ داعٍ وَأَفْضَلَ مَنْ رَجاهُ راجٍ، اللّهُمَّ بِذِمَّةِ الإِسْلامِ أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ وَبِحُرْمَةِ القُرْآنِ أَعْتَمِدُ عَلَيْكَ، وَبِحُبِّي النَّبِيَّ الأُمِّيَّ القَرَشِيَّ الهاشِمِيَّ العَرَبِيَّ التِّهامِيَّ المَكِّيَّ المَدَنِيَّ أَرْجُو الزُّلْفَةَ لَدَيْكَ، فَلا تُوحِشِ اسْتِئْناسَ إِيْمانِي وَلا تَجْعَلْ ثَوابِي ثَوابَ مَنْ عَبَدَ سِواكَ، فَإِنَّ قَوْماً آمَنُوا بِأَلْسِنَتِهِمْ لِيَحْقِنُوا بِهِ دِماءَهُمْ فَأَدْرَكُوا ما أَمَّلُوا وإِنّا آمَنّا بِكَ بِأَلْسِنَتِنا وَقُلُوبِنا لِتَعْفُوَ عَنَّا، فَأَدْرِكْنا [فأَدرِكْ بنا] ما أَمَّلْنـا وَثَبِّتْ رَجاءَكَ فِي صُدُورِنا، وَلا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهّابُ. فَوَعِزَّتِكَ لَوْ انْتَهَرْتَنِي ما بَرِحْتُ مِنْ بابِكَ وَلا كَفَفْتُ عَنْ تَمَلُّقِكَ لِما أُلْهِمَ قَلْبِي [لِمَا أُلْهِمَ قلبي يا سيِّدي] مِنَ المَعْرِفَةِ بِكَرَمِكَ وَسَعَةِ رَحْمَتِكَ، إِلى مَنْ يَذْهَبُ العَبْدُ إِلاّ إِلى مَوْلاهُ وَإِلى مَنْ يَلْتَجِئُ المَخْلُوقُ إِلاّ إِلى خالِقِهِ؟ إِلهِي لَوْ قَرَنْتَنِي بِالأَصْفادِ وَمَنَعْتَنِي سَيْبَكَ مِنْ بَيْنِ الأَشْهادِ وَدَلَلْتَ عَلى فَضائِحِي عُيُونَ العِبادِ وَأَمَرْتَ بِي إِلى النّارِ وَحُلْتَ بَيْنِي وَبَيْنَ الأَبْرارِ ما قَطَعْتُ رَجائِي مِنْكَ، وَما صَرَفْتُ تأْمِيلِي لِلْعَفْوِ عَنْكَ وَلا خَرَجَ حُبُّكَ مِنْ قَلْبِي، أَنا لا أَنْسى أَيادِيَكَ عِنْدِي وَسَتْرَكَ عَلَيَّ فِي دارِ الدُّنْيا، سَيِّدِي أَخْرِجْ حُبَّ الدُّنْيا مِنْ قَلْبِي وَاجْمَعْ بَيْنِي وَبَيْنَ المُصْطَفى وَآلِهِ خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ وَخاتَمِ النَّبِيِّينَ صَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَانْقُلْنِي إِلى دَرَجَةِ التَوْبَةِ إِلَيْكَ وَأَعِنِّي بِالبُكاءِ عَلى نَفْسِي فَقَدْ أَفْنَيْتُ بِالتَّسْوِيفِ وَالآمالِ عُمْرِي، وَقَدْ نَزَلْتُ مَنْزِلَةَ الآيِسِينَ مِنْ خَيْرِي [مِنْ حياتي] فَمَنْ يَكُونُ أَسْوَأَ حالاً مِنِّي إِنْ أَنا نُقِلْتُ عَلى مِثْلِ حالِي إِلى قَبْرٍ لَمْ اُمَهِّدْهُ لِرَقْدَتِي وَلَمْ أَفْرُشْهُ بِالعَمَلِ الصَّالِحِ لِضَجْعَتِي، وَمالِي لا أَبْكِي وَلا أَدْرِي إِلى ما يَكُونُ مَصِيرِي وَأَرى نَفْسِي تُخادِعُنِي وَأَيَّامِي تُخاتِلُنِي، وَقَدْ خَفَقَتْ عِنْدَ [فوق رأسي] رَأْسِي أَجْنِحَةُ المَوْتِ، فَما لي لا أَبْكِي؟! أَبْكِي لِخُرُوجِ نَفْسِي أَبْكِي لِظُلْمَةِ قَبْرِي أَبْكِي لِضِيقِ لَحْدِي أَبْكِي لِسُؤالِ مُنْكَرٍ وَنَكِيرٍ إِيَّايَ أَبْكِي لِخُرُوجِي مِنْ قَبْرِي عُرْياناً ذَلِيلاً حامِلاً ثِقْلِي عَلى ظَهْرِي، أَنْظُرُ مَرَّةً عَنْ يَمِينِي وَأُخْرى عَنْ شِمالِي إِذِ الخَلائِقُ فِي شَأْنٍ غَيْرِ شَأْنِي لِكُلِّ امْرِىءٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ، وَجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌ تَرْهَقُها قَتَرَةٌ وَذِلَّةٌ، سَيِّدِي عَلَيْكَ مُعَوَّلِي وَمُعْتَمَدِي وَرَجائِي وَتَوَكُّلِي وَبِرَحْمَتِكَ تَعَلُّقِي تِصِيبُ بِرَحْمَتِكَ مَنْ تَشاءُ وَتَهْدِي بِكَرامَتِكَ مَنْ تُحِبُّ، فَلَكَ الحَمْدُ عَلى ما نَقَّيْتَ مِنَ الشِّرْكِ قَلْبِي، وَلَكَ الحَمْدُ عَلى بَسْطِ لِسانِي أَفَبِلِسانِي هذا الكالِّ أَشْكُرُكَ، أَمْ بِغايَةِ جُهْدِي فِي عَمَلِي أُرْضِيكَ وَما قَدْرُ لِسانِي يا رَبِّ فِي جَنْبِ شُكْرِكَ وَما قَدْرُ عَمَلِي فِي جَنْبِ نِعَمِكَ وَإِحْسانِكَ؟ [وإحسانِك إليَّ إلاّ أنَّ جودَك] إِلهِي إِنَّ جُودَكَ بَسَطَ أَمَلِي وَشُكْرَكَ قَبِلَ عَمَلِي، سَيِّدِي إِلَيْكَ رَغْبَتِي وَإِلَيْكَ [ومِنْكَ] رَهْبَتِي وَإِلَيْكَ تَأْمِيلِي وَقَدْ ساقَنِي إِلَيْكَ أَمَلِي وَعَلَيْكَ [وإليكَ] يا وَاحِدِي عَكَفَتْ [وإليكَ يا واحدي عَلِقَتْ] هِمَّتِي وَفِيما عِنْدَكَ انْبَسَطَتْ رَغْبَتِي وَلَكَ خالِصُ رَجائِي وَخَوْفِي وَبِكَ أَنِسَتْ مَحَبَّتِي وَإِلَيْكَ أَلْقَيْتُ بِيَدِي وَبِحَبْلِ طاعَتِكَ مَدَدْتُ رَهْبَتِي. يا مَوْلايَ بِذِكْرِكَ عاشَ قَلْبِي وَبِمُناجاتِكَ بَرَّدْتُ أَلَمَ الخَوْفِ عَنِّي فَيا مَوْلايَ وَيا مُؤَمَّلِي وَيا مُنْتهى سُؤْلِي فَرِّقْ بَيْنِي وَبَيْنَ ذَنْبِيَ المانِعِ لِي مِنْ لُزُومِ طاعَتِكَ، فَإِنَّما أَسْأَلُكَ لِقَدِيمِ الرَّجاءِ فِيكَ وَعَظِيمِ الطَّمَعِ مِنْكَ الَّذِي أَوْجَبْتَهُ عَلى نَفْسِكَ مِنَ الرَّأْفَةِ وَالرَّحْمَةِ، فَالأَمْرُ لَكَ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ وَالخَلْقُ كُلُّهُمْ عِيالُكَ وَفِي قَبْضَتِكَ وَكُلُّ شَيءٍ خاضِعٌ لَكَ، تَبارَكْتَ يا رَبَّ العَالَمِينَ. إِلهِي ارْحَمْنِي إِذا انْقَطَعَتْ حُجَّتِي وَكَلَّ عَنْ جَوابِكَ لِسانِي وَطاشَ عِنْدَ سُؤالِكَ إِيّايَ لُبِّي، فِيا عَظِيمَ رَجائِي لا تُخَيِّبْنِي إِذا اشْتَدَّتْ فاقَتِي وَلا تَرُدَّنِي لِجَهْلِي وَلا تَمْنَعْنِي لِقِلَّةِ صَبْرِي. أَعْطِنِي لِفَقْرِي وَارْحَمْنِي لِضَعْفِي سَيِّدِي عَلَيْكَ مُعْتَمَدِي وَمُعَوَّلِي وَرَجائِي وَتَوَكُّلِي وَبِرَحْمَتِكَ تَعَلُّقِي وَبِفِنائِكَ أَحُطُّ رَحْلِي وَبِجُودِكَ أَقْصِدُ [أَقْصُرُ] طَلِبَتِي وَبِكَرَمِكَ أَيْ رَبِّ أَسْتَفْتِحُ دُعائِي وَلَدَيْكَ أَرْجُو فاقَتِي [ضِيَافَتي] وَبِغناكَ أَجْبُرُ عَيْلَتِي وَتَحْتَ ظِلِّ عَفْوِكَ قِيامِي وَإِلى جُودِكَ وَكَرَمِكَ أَرْفَعُ بَصَرِي وَإِلى مَعْرُوفِكَ أُدِيمُ نَظَرِي، فَلا تُحْرِقْنِي بِالنَّارِ وَأَنْتَ مَوْضِعُ أَمَلِي وَلا تُسْكِنِّي الهاوِيَةَ فَإِنَّكَ قُرَّةُ عَيْنِي، يا سَيِّدِي لا تُكَذِّبْ ظَنِّي بِإحْسانِكَ وَمَعْرُوفِكَ فَإِنَّكَ ثِقَتِي، وَلا تَحْرِمْنِي ثَوابَكَ فَإِنَّكَ العارِفُ بِفَقْرِي، إِلهِي إِنْ كانَ قَدْ دَنا أَجَلِي وَلَمْ يُقَرِّبْنِي مِنْكَ عَمَلِي فَقَدْ جَعَلْتُ الاعْتِرافَ إِلَيْكَ بِذَنْبِي وَسائِلَ عِلَلِي، إِلهِي إِنْ عَفَوْتَ فَمَنْ أَوْلى مِنْكَ بِالعَفْوِ وَإِنْ عَذَّبْتَ فَمَنْ أَعْدَلُ مِنْكَ فِي الحُكْمِ، إرْحَمْ فِي هذِهِ الدُّنْيا غُرْبَتِي وَعِنْدَ المَوْتِ كُرْبَتِي وَفِي القَبْرِ وَحْدَتِي وَفِي اللَّحْدِ وَحْشَتِي وَإِذا نُشِرْتُ لِلْحِسابِ بَيْنَ يَدَيْكَ ذُلَّ مَوْقِفِي، وَاغْفِرْ لِي ما خَفِيَ عَلى الآدَمِيِّينَ مِنْ عَمَلِي وَأَدِمْ لِي ما بِهِ سَتَرْتَنِي وَارْحَمْنِي صَرِيعاً عَلى الفِراشِ تُقَلِّبُنِي أَيْدِي أَحِبَّتِي، وَتَفضَّلْ عَلَيَّ مَمْدُوداً عَلى المُغْتَسَلِ يُقَلِّبُنِي صالِحُ جِيرَتِي، وَتَحَنَّنْ عَلَيَّ مَحْمُولاً قَدْ تَناوَلَ الأقْرِباءُ أَطْرافَ جَنازَتِي، وَجُدْ عَلَيَّ مَنْقُولاً قَدْ نَزَلْتُ بِكَ وَحِيداً فِي حُفْرَتِي، وَارْحَمْ فِي ذلِكَ البَيْتِ الجَدِيدِ غُرْبَتِي حَتَّى لا أَسْتَأْنِسَ بِغَيْرِكَ. يا سَيِّدِي إِنْ وَكَلْتَنِي إِلى نَفْسِي هَلَكْتُ سَيِّدِي فَبِمَنْ أَسْتَغِيثُ إِنْ لَمْ تُقِلْنِي عَثْرَتِي فَإِلى مَنْ أَفْزَعُ إِنْ فَقَدْتُ عِنايَتَكَ فِي ضَجْعَتِي وَإِلى مَنْ أَلْتَجِئُ إنْ لَمْ تُنَفِّسْ كُرْبَتِي؟ سَيِّدِي مَنْ لِي وَمَنْ يَرْحَمُنِي إِنْ لَمْ تَرْحَمْنِي وَفَضْلَ مَنْ أُؤَمِّلُ إِنْ عَدِمْتُ فَضْلَكَ يَوْمَ فاقَتِي وَإِلى مَنِ الفِرارُ مِنَ الذُّنُوبِ إِذا انْقَضى أَجَلِي، سَيِّدِي لا تُعَذِّبْنِي وَأَنا أَرْجُوكَ إِلهِي حَقِّقْ رَجائِي وَآمِنْ خَوْفِي فَإِنَّ كَثْرَةَ ذُنُوبِي لا أَرْجُو فِيها إِلاً عَفْوَكَ، سَيِّدِي أَنا أَسْأَلُكَ ما لا أَسْتَحِقُّ وَأَنْتَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ المَغْفِرَةِ، فَاغْفِرْ لِي وَأَلْبِسْنِي مِنْ نَظَرِكَ ثَوْباً يُغَطِّي عَلَيَّ التَّبِعاتِ وَتَغْفِرُها لِي وَلا أُطالَبُ بِها إِنَّكَ ذُو مَنٍّ قَدِيمٍ وَصَفْحٍ عَظِيمٍ وَتَجاوُزٍ كَرِيمٍ، إِلهِي أَنْتَ الَّذِي تُفِيضُ سَيْبَكَ عَلى مَنْ لا يَسْأَلُكَ وَعَلى الجاحِدِينَ بِرُبُوبِيَّتِكَ، فَكَيْفَ سَيِّدِي بِمَنْ سَأَلَكَ وَأَيْقَنَ أَنَّ الخَلْقَ لَكَ وَالأَمْرَ إِلَيْكَ، تَبارَكْتَ وَتَعالَيْتَ يا رَبَّ العَالَمِينَ، سَيِّدِي عَبْدُكَ بِبابِكَ أَقامَتْهُ الخَصاصَةُ بَيْنَ يَدَيْكَ يَقْرَعُ بابَ إِحْسانِكَ بِدُعائِهِ، فَلا تُعْرِضْ بِوَجْهِكَ الكَرِيمِ عَنِّي وَاقْبَلْ مِنِّي ما أَقُولُ فَقَدْ دَعَوْتُ بِهذا الدُّعاءِ وَأَنا أَرْجُو أَنْ لا تَرُدَّنِي مَعْرِفَةً مِنِّي بِرَأْفَتِكَ وَرَحْمَتِكَ. إِلهِي أَنْتَ الَّذِي لا يُحْفِيكَ سائِلٌ وَلا يَنْقُصُكَ نائِلٌ أَنْتَ كَما تَقُولُ وَفَوْقَ ما نَقُولُ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ صَبْراً جَمِيلاً وَفَرَجاً قَرِيباً وَقَوْلاً صادِقاً وَأَجْراً عَظِيماً، أَسْأَلُكَ يا رَبِّ مِنَ الخَيْرِ كُلِّهِ ما عَلِمْتُ مِنْهُ وَما لَمْ أَعْلَمْ، أَسْأَلُكَ اللّهُمَّ مِنْ خَيْرِ ما سَأَلَكَ مِنْهُ عِبادُكَ الصَّالِحُونَ يا خَيْرَ مَنْ سُئِلَ وَأَجْوَدَ مَنْ أَعْطى أَعْطِنِي سُؤْلِي فِي نَفْسِي وَأَهْلِي وَوالِدَيَّ وَوُلْدِي وَأَهْلِ حُزانَتِي وَإِخْوانِي فِيكَ، وَأَرْغِدْ عَيْشِي وَأَظْهِرْ مُرُوَّتِي وَأَصْلِحْ جَمِيعَ أَحْوالِي وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ أَطَلْتَ عُمْرَهُ وَحَسَّنْتَ عَمَلَهُ وَأَتْمَمْتَ عَلَيْهِ نِعْمَتَكَ وَرَضِيتَ عَنْهُ وَأَحْيَيْتَهُ حَياةً طَيِّبَةً فِي أَدْوَمِ السُّرُورِ وَأَسْبَغِ الكَرامَةِ وَأَتَمِّ العَيْشِ، إِنَّكَ تَفْعَلُ ما تَشاءُ وَلا يَفْعَلُ ما يَشاءُ غَيْرُكَ، اللّهُمَّ خُصَّنِي مِنْكَ بِخاصَّةِ ذِكْرِكَ وَلا تَجْعَلْ شَيْئاً مِمّا أَتَقَرَّبُ بِهِ فِي آنَاءِ اللَّيْلِ وَأَطْرافِ النَّهارِ رِياءً وَلا سُمْعَةً وَلا أَشَراً وَلا بَطَراً، وَاجْعَلْنِي لَكَ مِنَ الخاشِعِينَ. اللّهُمَّ أَعْطِنِي السَّعَةَ فِي الرِّزْقِ وَالأَمْنَ فِي الوَطَنِ وَقُرَّةَ العَيْنِ فِي الأَهْلِ وَالمالِ وَالوَلَدِ وَالمُقامَ فِي نِعَمِكَ عِنْدِي وَالصِّحَّةَ فِي الجِسْمِ وَالقُوَّةَ فِي البَدَنِ وَالسَّلامَةَ فِي الدِّينِ وَاسْتَعْمِلْنِي بِطاعَتِكَ وَطاعَةِ رَسُولِكَ مُحَمَّدٍ صَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ أَبَداً ما اسْتَعْمَرْتَنِي، وَاجْعَلْنِي مِنْ أَوْفَرِ عِبادِكَ نَصِيباً فِي كُلِّ خَيْرٍ أَنْزَلْتَهُ وَتُنْزِلُهُ فِي شَهْرِ رَمَضانَ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ وَما أَنْتَ مُنْزِلُهُ فِي كُلِّ سَنَةٍ مِنْ رَحْمَةٍ تَنْشُرُها وَعافِيَةٍ تُلْبِسُها وَبَلِيَّةٍ تَدْفَعُها وَحَسَناتٍ تَتَقَبَّلُها وَسَيِّئاتٍ تَتَجاوَزُ عَنْها، وَارْزُقْنِي حَجَّ بَيْتِكَ الحَرامِ فِي عامِنا هذا وَفِي كُلِّ عامٍ، وَارْزُقْنِي رِزْقاً وَاسِعاً مِنْ فَضْلِكَ الواسِعِ وَاصْرِفْ عَنِّي يا سَيِّدِي الأَسْواءَ وَاقْضِ عَنِّي الدَّيْنَ وَالظُّلاماتِ حَتَّى لا أَتَأَذَّى بِشَيءٍ مِنْهُ وَخُذْ عَنِّي بِأَسْماعِ وَأَبْصارِ أَعْدائِي وَحُسَّادِي وَالباغِينَ عَلَيَّ، وَانْصُرْنِي عَلَيْهِم وَأَقِرَّ عَيْنِي وَفَرِّحْ قَلْبِي، وَاجْعَلْ لِي مِنْ هَمِّي وَكَرْبِي فَرَجاً وَمَخْرَجاً وَاجْعَلْ مَنْ أَرادَنِي بِسُوءٍ مِنْ جَمِيعِ خَلْقِكَ تَحْتَ قَدَمِيَّ، وَاكْفِنِي شَرَّ الشَّيْطانِ وَشَرَّ السُّلْطانِ وَسَيِّئاتِ عَمَلِي وَطَهِّرْنِي مِنَ الذُّنُوبِ كُلِّها وَأَجِرْنِي مِنَ النّارِ بِعَفْوِكَ وَأَدْخِلْنِي الجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ وَزَوِّجْنِي مِنَ الحُورِ العِينِ بِفَضْلِكَ وَأَلْحِقْنِي بِأَوْلِيائِكَ الصَّالِحِينَ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الأَبْرارِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ الأخْيارِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِم وَعَلى أَجْسادِهِمْ وَأَرْواحِهِمْ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ. إِلهِي وَسَيِّدِي وَعزَّتِكَ وَجَلالِكَ لَئِنْ طالَبْتَنِي بِذُنُوبِي لَأُطالِبَنَّكَ بِعَفْوِكَ وَلَئِنْ طالَبْتَنِي بِلُؤْمِي لَأُطالِبَنَّكَ بِكَرَمِكَ وَلَئِنْ أَدْخَلْتَنِي النّارَ لَأُخْبِرَنَّ أَهْلَ النّارِ بِحُبِّي لَكَ. إِلهِي وَسَيِّدِي إِنْ كُنْتَ لا تَغْفِرُ إِلاّ لأَوْلِيائِكَ وَأَهْلِ طاعَتِكَ فَإِلى مَنْ يَفْزَعُ المُذْنِبُونَ؟ وَإِنْ كُنْتَ لا تُكْرِمُ إِلاّ أَهْلَ الوَفاءِ بِكَ فَبِمَنْ يَسْتَغِيثُ المُسِيئُونَ؟ إِلهِي إِنْ أَدْخَلْتَنِي النّارَ فَفِي ذلِكَ سُرُورُ عَدُوِّكَ، وَإِنْ أَدْخَلْتَني الجَنَّةَ فَفِي ذلِكَ سُرُورُ نَبِيِّكَ وَأَنا وَالله أَعْلَمُ أَنَّ سُرُورَ نَبِيِّكَ أَحَبُّ إِلَيْكَ مِنْ سُرُورِ عَدُوِّكَ. اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تَمْلأَ قَلْبِي حُبّاً لَكَ وَخَشْيَةً مِنْكَ وَتَصْدِيقاً بِكتابِكَ وَإِيماناً بِكَ وَفَرَقاً مِنْكَ وَشَوْقاً إِلَيْكَ يا ذا الجَلالِ وَالإِكْرامِ حَبِّبْ إِلَيَّ لِقاءَكَ وَأَحْبِبْ لِقائِي وَاجْعَلْ لِي فِي لِقائِكَ الرَّاحَةَ والفَرَجَ وَالكَرامَةَ. اللّهُمَّ أَلْحِقْنِي بِصالِحِ مَنْ مَضى وَاجْعَلْنِي مِنْ صالِحِ مَنْ بَقِيَ. وَخُذْ بِي سَبِيلَ الصَّالِحِينَ وَأَعِنِّي عَلى نَفْسِي بِما تُعِينُ بِهِ الصَّالِحِينَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَاخْتِمْ عَمَلِي بِأَحْسَنِهِ وَاجْعلْ ثَوابِي مِنْهُ الجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ، وَأَعِنِّي عَلى صالِحِ ما أَعْطَيْتَنِي وَثَبِّتْنِي يا رَبِّ وَلا تَرُدَّنِي فِي سُوءٍ اسْتَنْقَذْتَنِي مِنْهُ يا رَبَّ العَالَمِينَ. اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ إِيْماناً لا أَجَلَ لَهُ دُونَ لِقائِكَ، أَحْينِي ما أَحْيَيْتَنِي عَلَيْهِ وَتَوَفَّنِي إِذا تَوَفَّيْتَنِي عَلَيْهِ وَابْعَثْنِي إِذا بَعَثْتَنِي عَلَيْهِ وَأَبْرِئْ قَلْبِي مَنَ الرِّياءِ وَالشَّكِّ وَالسُّمْعَةِ فِي دِينِكَ حَتَّى يَكُونَ عَمَلِي خالِصاً لَكَ. اللّهُمَّ أَعْطِنِي بَصِيرَةً فِي دِينِكَ وَفَهْماً فِي حُكْمِكَ وَفِقْهاً فِي عِلْمِكَ وَكِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِكَ وَوَرَعاً يَحْجُزُنِي عَنْ مَعاصِيكَ وَبَيِّضْ وَجْهِي بِنُورِكَ وَاجْعَلْ رَغْبَتِي فِيما عِنْدَكَ وَتَوفَّنِي فِي سَبِيلِكَ وَعلى مِلَّةِ رَسُولِكَ صَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ، اللّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الكَسَلِ وَالفَشَلِ وَالهَمِّ وَالجُبْنِ وَالبُخْلِ وَالغَفْلَةِ وَالقَسْوَةِ [والقَسْوةِ والذِّلَّةِ] وَالمَسْكَنَةِ وَالفَقْرِ وَالفاقَةِ وَكُلِّ بَلِيَّةٍ وَالفَواحِشِ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ نَفْسٍ لا تَقْنَعُ وَبَطْنٍ لا يَشْبَعُ وَقَلْبٍ لا يَخْشَعُ وَدُعاءٍ لا يُسْمَعُ وَعَمَلٍ لا يَنْفَعُ، وَأَعُوذُ بِكَ يا رَبِّ عَلى نَفْسِي وَدِينِي وَمالِي وَعَلى جَمِيعِ ما رَزَقْتَنِي مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ. اللّهُمَّ إِنَّهُ لا يُجِيرُنِي مِنْكَ أَحَدٌ وَلا أَجِدُ مِنْ دُونِكَ مُلْتَحَداً فَلا تَجْعَلْ نَفْسِي فِي شَيءٍ مِنْ عَذابِكَ ولا تَرُدَّنِي بِهَلَكَةٍ وَلا تَرُدَّنِي بِعَذابٍ أَلِيمٍ، اللّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنِّي وَأَعْلِ ذِكْرِي وَارْفَعْ دَرَجَتِي وَحُطَّ وِزْرِي وَلا تَذْكُرْنِي بِخَطِيئَتي وَاجْعَلْ ثَوابَ مَجْلِسِي وَثَوابَ مَنْطِقِي وَثَوابَ دُعائِي رِضاكَ وَالجَنَّةَ وَأَعْطِنِي يا رَبِّ جَمِيعَ ما سَألْتُكَ وَزِدْنِي مِنْ فَضْلِكَ إِنِّي إِلَيْكَ راغِبٌ يا رَبَّ العالَمِينَ. اللّهُمَّ إِنَّكَ أَنْزَلْتَ فِي كِتابِكَ [في كتابِكَ العَفْوَ وأَمَرْتَنَا] أَنْ نَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَنا وَقْدْ ظَلَمْنا أَنْفُسَنا فَاعْفُ عَنّا فَإِنَّكَ أَوْلى بِذلِكَ مِنّا وَأَمَرْتَنا أَنْ لا نَرُدَّ سائِلاً عَنْ أَبْوابِنا وَقَدْ جِئْتُكَ سائِلاً فَلا تَرُدَّنِي إِلاّ بِقَضاءِ حاجَتِي، وَأَمَرْتَنا بِالإِحْسانِ إِلى ما مَلَكَتْ أَيْمانُنا وَنَحْنُ أَرِقَّاؤُكَ فَأَعْتِقْ رِقابَنا مِنَ النّارِ، يا مَفْزَعِي عِنْدَ كُرْبَتِي وَيا غَوْثِي عِنْدَ شِدَّتِي إِلَيْكَ فَزِعْتُ وَبِكَ اسْتَغَثْتُ وَلُذْتُ لا أَلُوذُ بِسِواكَ وَلا أَطْلُبُ الفَرَجَ إِلاّ مِنْكَ فَأَغِثْنِي وَفَرِّجْ عَنِّي يا مَنْ يقبلُ اليَسيرَ [يا مَنْ يَفُكُّ الأَسِيرَ] وَيَعْفُو عَنِ الكَثِيرِ اقْبَلْ مِنِّي اليَسِيرَ وَاعْفُ عَنِّي الكَثِيرَ إِنَّكَ أَنْتَ الرَّحِيمُ الغَفُورُ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ إِيْماناً تُباشِرُ بِهِ قَلْبِي وَيَقِيناً حَتَّى أَعْلَمَ أَنَّهُ لَنْ يُصِيبَنِي إِلاّ ما كَتَبْتَ لِي وَرَضِّنِي مِنَ العَيْشِ بِما قَسَمْتَ لِي يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِين.
***
قال الشيخ أيضاً تدعو في السّحر بهذا الدُّعاء: يا عُدَّتِي فِي كُرْبَتِي وَيا صاحِبِي فِي شِدَّتِي وَيا وَلِيِّي فِي نِعْمَتِي وَيا غايَتِي فِي رَغْبَتِي أَنْتَ الساتِرُ عَوْرَتِي وَالمُؤْمِنُ رَوْعَتِي وَالمُقِيلُ عَثْرَتِي فَاغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خُشُوعَ الإِيْمانِ قَبْلَ خُشُوعِ الذُّلِّ فِي النَّارِ يا وَاحِدُ يا أحَدُ يا صَمَدُ، يا مَنْ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أحَدٌ، يا مَنْ يُعْطِي مَنْ سَأَلَهُ تَحَنُّناً مِنْهُ وَرَحْمَةً وَيَبْتَدِئُ بِالخَيْرِ مَنْ لَمْ يَسْأَلْهُ تَفَضُّلاً مِنْهُ وَكَرَماً بِكَرَمِكَ الدَّائِمِ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَهَبْ لِي رَحْمَةً واسِعَةً جامِعَةً أَبْلُغُ بِها خَيْرَ الدُّنْيا وَالآخرةِ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَغْفِرُكَ لِمَا تُبْتُ إِلَيْكَ مِنْهُ ثُمَّ عُدْتُ فِيهِ وَأَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ خَيْرٍ أَرَدْتُ بِهِ وَجْهَكَ فَخَالَطَنِي فِيهِ ما لَيْسَ لَكَ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاعْفُ عَنْ ظُلْمِي وَجُرْمِي بِحِلْمِكَ وَجُودِكَ يا كَرِيمُ، يا مَنْ لا يَخِيبُ سائِلُهُ وَلا يَنْفَدُ نائِلُهُ يا مَنْ عَلا فَلا شَيْءَ فوقَهُ وَدَنا فَلا شَيْءَ دُوَنَهُ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَارْحَمْنِي يا فالِقَ البَحْرِ لِمُوسى اللَيْلَةَ اللَيْلَةَ اللَيْلَةَ السَّاعَةَ السَّاعَةَ السَّاعَةَ، اللَّهُمَّ طَهِّرْ قَلْبِي مِنَ النِّفاقِ وَعَمَلِي مِنَ الرِّياءِ وَلِسانِي مِنَ الكَذِبِ وَعَيْنِي مِنَ الخِيانَةِ، فَإنَّكَ تَعْلَمُ خائِنَةَ الأَعْيُنِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ، يا رَبِّ هذا مَقامُ العائِذِ بِكَ مِنَ النَّارِ، هذا مَقامُ المُسْتَجِيرِ بِكَ مِنَ النَّار، هذا مَقامُ المُسْتَغِيثِ بِكَ مِنَ النَّارِ هذا مَقامُ الهارِبِ إِلَيْكَ مِنَ النَّارِ، هذا مَقامُ مَنْ يَبُوءُ لَكَ بِخَطِيئَتِهِ وَيَعْتَرِفُ بِذَنْبِهِ وَيَتُوبُ إِلى رَبِّهِ، هذا مَقامُ البائِسِ الفَقِيرِ هذا مَقامُ الخائِفِ المُسْتَجِيرِ، هذا مَقامُ المَحْزُونِ المَكْرُوبِ هذا مَقامُ المَغْمُومِ المَهْمُومِ هذا مَقامُ الغَرِيبِ الغَرِيقِ هذا مَقامُ المُسْتَوْحِشِ الفَرِقِ، هذا مَقامُ مَنْ لا يَجِدُ لِذَنْبِهِ غافِراً غَيْرَكَ وَلا لِضَعْفِهِ مُقَوِّياً إِلاّ أَنْتَ وَلا لِهَمِّهِ مُفَرِّجاً سِواكَ، يا اللّهُ يا كَرِيمُ لا تُحْرِقْ وَجْهِي بِالنّارِ بَعْدَ سُجُودِي لَكَ وَتَعْفِيرِي بِغَيْرِ مَنٍّ مِنِّي عَلَيْكَ بَلْ لَكَ الحَمْدُ وَالمَنُّ وَالتَّفَضُّلُ عَلَيَّ ارْحَمْ أَيْ رَبِّ أَيْ رَبِّ أَيْ رَبِّ (حتى ينقطع النّفس) ضَعْفِي وَقِلَّةَ حِيلَتِي وَرِقَّةَ جِلْدِي وَتَبَدُّدَ أَوْصالِي وَتَناثُرَ لَحْمِي وجِسْمي وَجَسَدي وَوَحْدَتِي وَوَحْشَتِي فِي قَبْرِي وَجَزَعِي مِنْ صَغِيرِ البَلاءِ، أَسْأَلُكَ يا رَبِّ قُرَّةَ العَيْنِ وَالاغْتِباطَ يَوْمَ الحَسْرَةِ وَالنَّدَامَةِ، بَيِّضْ وَجْهِي يا رَبِّ يَوْمَ تَسْوَدُّ الوُجُوهُ آمِنِّي مِنَ الفَزَعِ الأَكْبَرِ أَسْأَلُكَ البُشْرى يَوْمَ تُقَلَّبُ القُلُوبُ وَالأَبْصارُ وَالبُشْرى عِنْدَ فِراقِ الدُّنْيا، الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَرْجُوهُ عَوْناً فِي حَياتِي وَأُعِدُّهُ ذُخْراً لِيَوْمِ فاقَتِي الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَدْعُوهُ وَلا أَدْعُو غَيْرَهُ وَلَوْ دَعَوْتُ غَيْرَهُ لَخَيَّبَ دُعائِي الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَرْجُوهُ وَلا أَرْجُو غَيْرَهُ وَلَوْ رَجَوْتُ غَيْرَهُ لأَخْلَفَ رَجائِي الحَمْدُ للهِ المُنْعِمِ المُحْسِنِ المُجْمِلِ المُفْضِلِ ذِي الجَلالِ وَالإِكْرامِ وَلِيِّ كُلِّ نِعْمَةٍ وَصاحِبِ كُلِّ حَسَنَةٍ وَمُنْتَهى كُلِّ رَغْبَةٍ وَقاضِي كُلِّ حَاجَةٍ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَارْزُقْنِي اليَقِينَ وَحُسْنَ الظَّنِ بِكَ وَأَثْبِتْ رجاءَكَ فِي قَلْبِي وَاقْطَعْ رَجائِي عَمَّنْ سِواكَ حَتَّى لا أَرْجُوَ غَيْرَكَ وَلا أَثِقَ إِلاّ بِكَ، يا لَطِيفاً لِمَا تَشاءُ الْطُفْ لِي فِي جَمِيعِ أَحْوالِي بِما تُحِبُّ وَتَرْضى، يا رَبِّ إِنِّي ضَعِيفٌ عَلى النَّارِ فَلا تُعَذِّبْنِي بِالنّارِ يا رَبِّ ارْحَمْ دُعائِي وَتَضَرُّعِي وَخَوْفِي وَذُلِّي وَمَسْكَنَتِي وَتَعْوِيذِي وَتَلْوِيذِي، يا رَبِّ إِنِّي ضَعِيفٌ عَنِ الدُّنْيا وَأَنْتَ وَاسِعٌ كَرِيمٌ. أَسْأَلُكَ يا رَبِّ بِقُوَّتِكَ عَلى ذلِكَ وَقُدْرَتِكَ عَلَيْهِ وَغِناكَ عَنْهُ وَحاجَتِي إِلَيْهِ أَنْ تَرْزُقَنِي فِي عامِي هذا وَشَهْرِي هذا وَيَوْمِي هذا وَساعَتِي هذِهِ رِزْقاً تُغْنِينِي بِهِ عَنْ تَكَلُّفِ ما فِي أَيْدِي النّاسِ مِنْ رِزْقِكَ الحَلالِ الطَّيِّبِ، رَبِّ مِنْكَ أَطْلُبُ وَإِلَيْكَ أَرْغَبُ وَإِيَّاكَ أَرْجُو وَأَنْتَ أَهْلُ ذلِكَ لا أَرْجُو غَيْرَكَ وَلا أَثِقُ إِلاّ بِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، أَيْ رَبِّ ظَلَمْتُ نَفْسِي فاغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَعافِنِي يا سامِعَ كُلِّ صَوْتٍ وَيا جامِعَ كُلِّ فَوْتٍ وَيا بارِئَ النُّفُوسِ بَعْدَ المَوْتِ، يا مَنْ لا تَغْشاهُ الظُّلُمَاتُ وَلا تَشْتَبِهُ عَلْيْهِ الأَصْواتُ وَلا يَشْغَلُهُ شَيءٌ عَنْ شَيءٍ أَعْطِ مُحَمَّداً صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ أَفْضَلَ ما سَأَلَكَ وَأَفْضَلَ ما سُئِلْتَ لَهُ وَأَفْضَلَ ما أَنْتَ مَسْؤولٌ لَهُ إِلى يَوْمِ القِيامَةِ، وَهَبْ لِيَ العافِيَةَ حَتَّى تُهَنِّئَنِي المَعِيشَةَ وَاخْتِمْ لِي بِخَيْرٍ حَتَّى لا تَضُرَّنِي الذُّنُوبُ، اللَّهُمَّ رَضِّنِي بِما قَسَمْتَ لِي حَتَّى لا أَسْأَلَ أَحَداً شَيْئاً، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَافْتَحْ لِي خَزائِنَ رَحْمَتِكَ وَارْحَمْنِي رَحْمَةً لا تُعَذِّبُنِي بَعْدَها أَبَداً فِي الدُّنْيا وَالآخرةِ وَارْزُقْنِي مِنْ فَضْلِكَ الواسِعِ رِزْقاً حَلالاً طَيِّباً لا تُفْقِرُنِي إِلى أَحَدٍ بَعْدَهُ سِواكَ؛ تَزِيدُنِي بِذلِكَ شُكْراً وَإِلَيْكَ فاقَةً وَفَقْراً وَبِكَ عَمَّنْ سِواكَ غِنىً وَتَعَفُّفاً، يا مُحْسِنُ يا مُجْمِلُ يا مُنْعِمُ يا مُفْضِلُ يا مَلِيكُ يا مُقْتَدِرُ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاكْفِنِي المُهِمَّ كُلَّه وَاقْضِ لِي بِالحُسْنى وَبارِكْ فِي جَمِيعِ أُمُورِي وَاقْضِ لِي جَمِيعَ حَوائِجِي اللَّهُمَّ يَسِّرْ لِي ما أَخافُ تَعْسِيرَهُ فَإِنَّ تَيْسِيرَ ما أَخافُ تَعْسِيرَهُ [تَعَسُّرَهُ] عَلَيْكَ سَهْلٌ يَسِيرٌ، وَسَهِّلْ لِي ما أَخافُ حُزُونَتَهُ وَنَفِّسْ عَنِّي ما أَخافُ ضِيقَهُ وَكُفَّ عَنِّي ما أَخافُ هَمَّهُ [غَمَّهُ] وَاصْرِفْ عَنِّي ما أَخافُ بَلِيَّتَهُ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. اللَّهُمَّ امْلأْ قَلْبِي حُبّاً لَكَ وَخَشْيَةً مِنْكَ وَتَصْدِيقاً لَكَ وَإِيْماناً بِكَ وَفَرَقاً مِنْكَ وَشَوْقاً إِلَيْكَ يا ذا الجَلالِ وَالإِكْرامِ، اللَّهُمَّ إِنَّ لَكَ حُقُوقاً فَتَصَدَّقْ بِها عَلَيَّ وَلِلنّاسِ قِبَلِي تَبِعاتٌ فَتَحَمَّلْها عَنِّي وَقَدْ أَوْجَبْتَ لِكُلِّ ضَيْفٍ قِرىً وأَنا ضَيْفُكَ فَاجْعَلْ قِرايَ اللَيْلَةَ الجَنَّةَ يا وَهّابَ الجَنَّةِ يا وَهّابَ المَغْفِرَةِ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِكَ.
***
ويدعى به في السَّحَر وهو مروي في الإقبال: يا مَفْزَعِي عِنْدَ كُرْبَتِي وَيا غَوْثِي عِنْدَ شِدَّتِي، إِلَيْكَ فَزِعْتُ وَبِكَ اسْتَغَثْتُ وَبِكَ لُذْتُ لا أَلُوذُ بِسِواكَ وَلا أَطْلُبُ الفَرَجَ إِلاّ مِنْكَ؛ فَأَغِثْنِي وَفَرِّجْ عَنِّي يا مَنْ يَقْبَلُ اليَسِيرَ وَيَعْفُو عَنِ الكَثِيرِ اقْبَلْ مِنِّي اليَسِيرَ وَاعْفُ عَنِّي الكَثِيرَ إِنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ إِيْماناً تُباشِرُ بِهِ قَلْبِي وَيَقِيناً حَتَّى أَعْلَمَ أَنَّهُ لَنْ يُصِيبَنِي إِلاّ ما كَتَبْتَ لِي وَرَضِّنِي مِنَ العَيْشِ بِمَا قَسَمْتَ لِي يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، يا عُدَّتِي فِي كُرْبَتِي وَيا صاحِبِي فِي شِدَّتِي وَيا وَلِيِّي فِي نِعْمَتِي وَيا غايَتِي فِي رَغْبَتِي أَنْتَ السَّاتِرُ عَوْرَتِي وَالمُؤْمِنُ رَوْعَتِي وَالمُقِيلُ عَثْرَتِي، فَاغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
***
وهِيَ أوّل لَيلَة مَن ليالي القَدر، وفيها عدّة أعمال مشتركة بين الليالي الثلاث
الأول: أن يَقول مِائَةَ مرّةٍ: أسْتَغْفِرُ الله رَبِّي وأَتُوبُ إِلَيْهِ.
الثاني، دعاء: يا ذا الَّذِي كانَ قَبْلَ كُلِّ شَيءٍ ثُمَّ خَلَقَ كُلَّ شَيءٍ ثُمَّ يَبْقى وَيَفْنى كُلُّ شَيءٍ، يا ذا الَّذِي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ، وَيا ذا الَّذِي لَيْسَ فِي السَّماواتِ العُلى وَلا فِي الأَرَضِينَ السُّفْلى وَلا فَوْقَهُنَّ وَلا تَحْتَهُنَّ وَلا بَيْنَهُنَّ إِلهٌ يُعْبَدُ غَيْرُهُ، لَكَ الحَمْدُ حَمْداً لا يَقْوى عَلى إِحْصائِهِ إِلاّ أَنْتَ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ صَلاةً لا يَقْوى عَلى إِحْصائِها إِلاّ أَنْتَ.
الثالث، يقول: اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِيما تَقْضِي وَتُقَدِّرُ مِنَ الأَمْرِ المَحْتُومِ وَفِيما تَفْرُقُ مِنَ الأَمْرِ الحَكِيمِ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ ومِنَ القَضاء الَّذِي لا يُرَدُّ وَلا يُبَدَّلُ أَنْ تَكْتُبَنِي مِنْ حُجَّاجِ بَيْتِكَ الحَرامِ المَبْرُورِ حَجُّهُمُ المَشْكُورِ سَعْيُهُمُ، المَغْفُورِ ذُنُوبُهُمُ، المُكَفَّرِ عَنْهُم سَيِّئاتُهُمْ، وَاجْعَلْ فِيْما تَقْضِي وَتُقَدِّرُ أَنْ تُطِيلَ عُمْرِي، وَتُوَسِّعَ عَلَيَّ فِي رِزْقِي، وَتَفْعَلَ بِي كَذا وَكَذا. ويسأل حاجته عوض هذه الكلمة.
وفضلها أعظم مِن اللّيلة التّاسِعَة عَشْرة، وينبغي أن يؤدّى فيها الأعمال العامة لليالي القَدر مِن الغسل والإحياء والزيارة والصلاة ذات التَوحيد سبع مرات، ودعاء الجوشن الكبير وغير ذلِكَ وقَد أكّدت الأحاديث استحباب الغسل والإحياء والجدّ في العبادة في هذه اللّيلة، وأن تقول:
أَعُوذُ بِجَلالِ وَجْهِكَ الكَرِيمِ أَنْ يَنْقَضِيَ عَنِّي شَهْرُ رَمَضانَ أَوْ يَطْلُعَ الفَجْرُ مِنْ لَيْلَتِي هذِهِ وَلَكَ قِبَلِي ذَنْبٌ أَوْ تَبِعَةٌ تُعَذِّبُنِي عَلَيْهِ.
وَروى الكفعمي في هامش كتاب البلد الأمين: أنَّ الصادق (عليه السلام) كانَ يَقول في كُلِّ لَيلَة مِن العشر الأواخر بَعد الفرائض والنوافل: اللَّهُمَّ أَدِّ عَنّا حَقَّ ما مَضى مِنْ شَهْرِ رَمَضانَ وَاغْفِرْ لَنا تَقْصِيرَنا فِيهِ، وَتَسَلَّمْهُ مِنّا مَقْبُولاً، وَلا تُؤاخِذْنا بِإِسْرافِنا عَلى أَنْفُسِنا، وَاجْعَلْنا مِنَ المَرْحُومِينَ وَلا تَجْعَلْنا مِنَ المَحْرُومِينَ.
وقال: مَن قال هذا الدعاء غفر الله لَهُ ما صدر عنه فيما سلف من هذا الشهر وعصمه من المعاصي فيما بقي مِنهُ، ومنها ما رواه السيّد ابن طاووس في الإقبال، عَن ابن أبي عمير عن مرازم قالَ: كانَ الصادق (عليه السلام) يَقول في كُلّ لَيلَة مِن العشر الأواخر: اللَّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ فِي كِتابِكَ المُنْزَلِ: شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ القُرْآنَ هُدىً لِلْنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الهُدى وَالفُرْقانِ فَعَظَّمْتَ حُرْمَةَ شَهْرِ رَمَضانَ بِما أَنْزَلْتَ فِيهِ مِنَ القُرْآنِ وَخَصَصْتَهُ بِلَيْلَةِ القَدْرِ وَجَعَلْتَها خَيْراً مِنْ أَلْف شَهْرٍ.اللَّهُمَّ وَهذِهِ أَيامُ شَهْرِ رَمَضانَ قَدْ انْقَضَتْ وَلَيالِيهِ قَدْ تَصَرَّمَتْ، وَقَدْ صِرْتُ يا إِلهِي مِنْهُ إِلى ما أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي وَأَحْصى لِعَدَدِهِ مِنَ الخَلْقِ أَجْمَعِينَ فأَسْأَلُكَ بما سَأَلَكَ بِهِ مَلائِكَتُكَ المُقَرَّبُونَ، وَأَنْبِياؤُكَ المُرْسَلُونَ، وَعِبادُكَ الصّالِحُونَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَن تَفُكَّ رَقَبَتِي مِنَ النّارِ، وَتُدْخِلَنِي الجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ، وَأَنْ تَتَفَضَّلَ عَلَيَّ بِعَفْوِكَ وَكَرَمِكَ، وَتَتَقَبَّلَ تَقَرُّبِي، وَتَسْتَجِيبَ دُعائي، وَتَمُنَّ عَلَيَّ بِالأَمْنِ يَوْمَ الخَوْفِ مِنْ كُلِّ هَوْلٍ أَعْدَدْتَهُ لِيَوْمِ القِيامَةِ. إِلْهِي وَأَعُوذُ بِوَجْهِكَ الكَرِيمِ، وَبِجَلالِكَ العَظِيمِ أَنْ يَنْقَضِيَ أَيّامُ شَهْرِ رَمَضانَ وَليالِيهِ وَلَكَ قِبَلِي تَبِعَةٌ أوْ ذَنْبٌ تُؤاخِذُنِي بِهِ، أوْ خَطِيئَةٌ تُرِيدُ أَنْ تَقْتَصَّها مِنِّي لَمْ تَغْفِرْها لِي سَيِّدِي سَيِّدِي سَيِّدِي أَسْأَلُكَ يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ إِذْ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ إِنْ كُنْتَ رَضِيتَ عَنِّي فِي هذا الشَّهْرِ فَازْدَدْ عَنِّي رِضىً، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ رَضِيتَ عَنِّي فَمِنَ الآنَ فَارْضَ عَنِّي يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، يا اللهُ يا أَحَدُ يا صَمَدُ يا مَنْ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ. وأَكثِرْ من قول: يا مُلَيِّنَ الحَدِيدِ لِداوُدَ عَلَيْهِ السَّلامُ، يا كاشِفَ الضُّرِّ وَالكُرَبِ العِظامِ عَنْ أَيّوبَ عَلَيْهِ السَّلامُ، أَيْ مُفَرِّجَ هَمِّ يَعْقُوبَ عَلَيْهِ السَّلامُ، أَيْ مُنَفِّسَ غَمِّ يُوسُفَ عَلَيهِ السَّلامُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَما أَنْتَ أَهْلُهُ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَيْهِم أَجْمَعِينَ، وَافْعَلْ بِي ما أَنْتَ أَهْلُهُ، وَلا تَفْعَلْ بِي ما أَنا أَهْلُهُ.
ومنها: ما رواه في الكافي مسنداً وفي المقنعة والمصباح مرسلاً، تقول أوّل لَيلَة مِنهُ، أي في اللّيلة الحادية والعشرين:
يا مُولِجَ اللَّيْلِ فِي النَّهارِ، وَمُولِجَ النَّهارِ فِي اللَّيْلِ، وَمُخْرِجَ الحَيِّ مِنَ المَيِّتِ، وَمُخْرِجَ المَيِّتِ مِنَ الحَيِّ، يا رازِقَ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ، يا اللّهُ يا رَحْمانُ، يا اللّهُ يا رَحِيمُ، يا اللّهُ يا اللّهُ يا اللّهُ لَكَ الأَسْماءُ الحُسْنى، وَالأَمْثالُ العُلْيا، وَالكِبْرِياءُ وَالآلاءُ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَجْعَلَ اسْمِي فِي هذِهِ اللّيْلَةِ فِي السُّعَداءِ، وَرُوحِي مَعَ الشُّهداءِ، وَإِحْسانِي فِي عِلِّيِّينَ، وَإِساءَتِي مَغْفُورَةً، وَأَنْ تَهَبَ لِي يَقِيناً تُباشِرُ بِهِ قَلْبِي، وَإِيماناً يُذْهِبُ الشَّكَّ عَنِّي، وَتُرْضِيَنِي بِما قَسَمْتَ لِي، وَآتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً، وَفِي الآخرَةِ حَسَنَةً، وَقِنا عَذابَ النَّارِ الحَرِيقِ، وَارْزُقْنِي فِيْها ذِكْرَكَ وَشُكْرَكَ وَالرَّغْبَةَ إِلَيْكَ، وَالإِنابَةَ وَالتَّوْفِيقَ لِما وَفَّقْتَ لَهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ السَّلامُ.
روى الكفعمي عَن السيّد ابن باقي أنّه تقول في اللّيلة الحادِية والعِشرين: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاقْسِمْ لِي حِلْماً يَسُدُّ عَنِّي بابَ الجَهْلِ، وَهُدىً تَمُنُّ بِهِ عَلَيَّ مِنْ كُلِّ ضَلالَةٍ، وَغِنىً تَسُدُّ بِهِ عَنِّي بابَ كُلِّ فَقْرٍ وَقُوَّةً تَرُدُّ بِها عَنِّي كُلَّ ضَعْفٍ، وَعِزّاً تُكْرِمُنِي بِهِ عَنْ كُلِّ ذُلٍّ، وَرِفْعَةً تَرْفَعُنِي بِها عَنْ كُلِّ ضَعَةٍ، وَأَمْناً تَرُدُّ بِهِ عَنِّي كُلَّ خَوْفٍ، وَعافِيَةً تَسْتُرُنِي بِها عَنْ كُلِّ بَلاءٍ، وَعِلْماً تَفْتَحُ لِي بِهِ كُلَّ يَقِينٍ، وَيَقِيناً تُذْهِبُ بِهِ عَنِّي كُلَّ شَكٍّ، وَدُعاءً تَبْسُطُ لِي بِهِ الإِجابَةَ فِي هذِهِ اللّيْلَةِ وَفِي هذِهِ السَّاعَةِ، السَّاعَةَ السَّاعَةَ السَّاعَةَ يا كَرِيمُ، وَخَوْفاً تُيَسِّرُ لِي بِهِ كُلَّ رَحْمَةٍ، وَعِصْمَةً تَحُولُ بِها بَيْنِي وَبَيْنَ الذُّنُوبِ بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
هِيَ أفضل مِن الليلتين السابقتين ويُستفاد مِن أحاديث كثيرة أنّها هِيَ لَيلَة القَدر وهي ليلة الجهني وسمِّيت بذلك لأنّ هذا الرجل دخل المدينة وطلب من رسول الله (ص) أن يدلّه على ليلة يُحييها ويطلب فيها القدر فدلَّه على ليلة الثالث والعشرين من شهر رمضان، وفيها يُقَدَّر كُلُّ أمرٍ حكيم، ولهذه اللّيلة عدّة أعمال خاصّة إضافةً إلى الأعمال العامّة الَّتي تشارك فيها الليلتين الماضيتين:
الأول: قراءة سُورتَي العنكبوت والرُّوم، وقَد قال الصادق (عليه السلام) إِنَّ مَن قرأ هاتين السورتين في هذه اللّيلة كانَ مِنْ أَهْل الجَنَّةِ.
الثاني: قراءة سورة حم والدُّخان.
الثالث: قراءة سورة القدر ألف مرّة.
الرابع: الغسل.
الخامس: يَقول: اللَّهُمَّ امْدُدْ لِي فِي عُمْرِي، وَأَوْسِعْ لِي فِي رِزْقِي، وَأَصِحَّ لِي جِسْمِي، وَبَلِّغْنِي أَمَلِي، وَإِنْ كُنْتُ مِنَ الأَشْقِياءِ فَامْحُنِي مِنَ الأَشْقِياءِ وَاكْتُبْنِي مِنَ السُّعَداءِ، فَإِنَّكَ قُلْتَ فِي كِتابِكَ المُنْزَلِ عَلى نَبِيِّكَ المُرْسَلِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ: ﴿يَمْحُو اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الكِتابِ﴾.
السادس: يَقول: اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِيْما تَقْضِي وَفِيما تُقَدِّرُ مِنَ الأَمْرِ المَحْتُومِ وَفِيما تَفْرُقُ مِنَ الأَمْرِ الحَكِيمِ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ مِنَ القَضاءِ الَّذِي لا يُرَدُّ وَلا يُبَدَّلُ أَنْ تَكْتُبَنِي مِنْ حُجَّاجِ بَيْتِكَ الحَرامِ فِي عامِي هذا المَبْرُورِ حَجُّهُمُ، المَشْكُورِ سَعْيُهُمُ، المَغْفُورِ ذُنُوبُهُمُ، المُكَفَّرِ عَنْهُمْ سَيِّئاتُهُمْ، وَاجْعَلْ فِيْما تَقْضِي وَتُقَدِّرُ أَنْ تُطِيلَ عُمْرِي، وَتُوَسِّعَ لِي فِي رِزْقِي.
السابع: يدعو بهذا الدُّعاء المرويّ في الإقبال:
يا باطِناً فِي ظُهُورِهِ، وَيا ظاهِراً فِي بُطُونِهِ، وَيا باطِناً لَيْسَ يَخْفَى، وَيا ظاهِراً لَيْسَ يُرى، يا مَوْصُوفاً لا يَبْلُغُ بِكَيْنُونَتِهِ مَوْصُوفٌ وَلا حَدٌّ مَحْدُودٌ، وَيا غائِباً غَيْرَ مَفْقُودٍ، وَيا شاهِداً غَيْرَ مَشْهُودٍ يُطْلَبُ فَيُصابُ وَلَمْ تَخْلُ مِنْهُ السَّماواتُ وَالأَرْضُ وَما بَيْنَهُما طَرْفَةَ عَيْنٍ، لا يُدْرَكُ بِكَيْفٍ، وَلا يُؤَيَّنُ بِأَيْنٍ وَلا بِحَيْثُ، أَنتَ نُورُ النُّورِ وَرَبُّ الأَرْبابِ، أَحَطْتَ بِجَمِيعِ الأُمور، سُبْحانَ مَنْ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ، سُبْحانَ مَن هُوَ هكَذا وَلا هكَذا غَيْرُهُ. ثمَّ تدعو بما تَشاء.
الثامن: قراءة ما أوردناه من أدعية دعاء الجوشن، مكارم الأخلاق والتوبة وغيرها
التاسع: وقد ورد صلاة مِائَةِ ركعة في هذه الليلة، في كلّ ركعتين تتشهَّد وتُسلِّم كصلاة الصبح، ويجوز الاقتصار فيها على فاتحة الكتاب، ويجوز أن تصلّيَ من جلوس.
يا رَبَّ لَيْلَةِ القَدْرِ وَجاعِلَها خَيْراً مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، وَرَبَّ اللّيْلِ وَالنَّهارِ وَالجِبالِ وَالبِحارِ وَالظُّلَمِ وَالأَنْوارِ وَالأَرْضِ وَالسَّماءِ، يا بارِىءُ يا مُصَوِّرُ يا حَنّانُ يا مَنّانُ، يا اللّهُ يا رحَمنُ يا اللّهُ يا قَيُّومُ يا اللّهُ يا بَدِيعُ، يا اللّهُ يا اللّهُ يا اللّهُ لَكَ الأَسْماءُ الحُسْنى، وَالأَمْثالُ العُلْيا، وَالكِبْرِياءُ وَالآلاءُ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَجْعَلَ اسْمِي فِي هذِهِ اللّيْلةِ فِي السُّعَداءِ، وَرُوحِي مَعَ الشُّهداءِ، وَإِحْسانِي فِي عِلِّيِّينَ، وَإِساءَتِي مَغْفُورَةً، وَأَنْ تَهَبَ لِي يَقِيناً تُباشِرُ بِهِ قَلْبِي، وإِيْماناً يُذْهِبُ الشَّكَّ عَنِّي، وَتُرْضِيَنِي بِما قَسَمْتَ لِي، وَآتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً، وَفِي الآخرةِ حَسَنَةً، وَقِنا عَذابَ النّارِ الحَرِيقِ، وَارْزُقْنِي فِيْها ذِكْرَكَ وَشُكْرَكَ وَالرَّغْبَةَ إِلَيْكَ وَالإِنابَةَ وَالتَّوْبَةَ وَالتَّوْفِيقَ لِما وَفَّقْتَ لَهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلامُ.
اللَّهُمَّ كُنْ لِوَلِيِّكَ الحُجَّةِ بْنِ الحَسَنِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلى آبائِهِ فِي هذِهِ السّاعَةِ وَفِي كُلِّ ساعَةٍ وَلِيّاً وَحافِظاً وَقائِداً وَناصِراً وَدَلِيلاً وَعَيْناً حَتّى تُسْكِنَهُ أَرْضَكَ طَوْعاً وَتُمَتِّعَهُ فِيْها طَوِيلاً.
[1] الجوشن: الدرع الواقي.
[2] شديد المحال: القوّة والقدرة.
[3] المنايا: الآجال.
[4] البهاء: الجمال.
[5] السناء: الشرف.
[6] قبيل: كفيل.
[7] مديل: قاهر.
[8] منيل: معطي.
[9] مقيل: غافر.
[10] محيل: معطي الحول والقوّة.
[11] حفيّ: من الحفاوة والتكريم.
[12] بديّ: ظاهر.
[13] السابغة: الكثيرة.
[14] الركن: اليماني وفيه الحجر الأسود، أي ركن الكعبة.
[15] المقام: مقام إبراهيم (ع) قرب الكعبة.
[16] المشعر: المزدلفة.
[17] مرهوبين: يُفزَع إليه.
[18] القفار: الأرض الجرداء.
[19] كنهه: حقيقته.
[20] استكلاه: الحافظ لمن دعاه.
[21] سامق: صاحب الطول.
[22] الواهنين: الضعفاء.
[23] السّناء: الشّرف والمجد.
[24] نفّاح: المنعم.
[25] مرتاح: لا يتعبه شيء.
[26] سنةٌ: غفلة أو نعاس للحظة.
[27] مقيت: المُطعِم.
[28] وترٌ: الواحد.
[29] كيفٍ: جسم.
[30] حيفٍ: ظلم.
[31] جدُّه: عظمته.
[32] اللَّوح: أي اللوح المحفوظ عنده تعالى المكتوب عليه الأشياء والآجال وغيرها.
[33] العُجب: الاغترار بالعبادة.
[34] تمحقه بالمن: تزيل الثواب بالافتخار.
[35] أزيغ: أبتعد عنها.
[36] مقتك: سخطك.
[37] عائبة أؤنب: سيّئة أذمّ بها.
[38] أكرومة: خصلة كريمة.
[39] الشنآن: أهل البغض.
[40] الظنّة: أي ما يساء الظنّ به.
[41] المقة: المحبَّة.
[42] الملابسين: المخالطين لي.
[43] كايدني: مكر عليّ ببغض.
[44] قصبني: عَابَ عليّ.
[45] النائرة: العداوة.
[46] العارفة: المعروف.
[47] العريكة: الطبع.
[48] المخالقة: المُصانعة.
[49] أهل البدع: الذين يُدخلون في الدين ما ليس فيه.
[50] المخترع: يفتون ويحكمون بأهوائهم.
[51] كَرّثَهُ الغَمُّ: اشْتَدَّ عَلَيْهِ، وَرَكِبَهُ الهَمّ.
[52] سُمني: أي العلامة.
[53] الدَّعة: الراحة.
[54] كدّاً: أي صعب المنال.
[55] نِدّاً: أي شريك.
[56] الإقتار: الفقر.
[57] المُهلة: وقت الفراغ.
[58] أزمّة: حبال الخطايا.
[59] استحوذ: أحاط به من كلّ جانب.
[60] تقشَّعت: انكشفت.
[61] سحائب: غيوم الانحراف.
[62] فأمَّك: أتى إليك قاصداً لك.
[63] أفرخ روعه: ذهب فزعه.
[64] تبعات: خطايا.