الكوثر: النّسل الطيّب
تنوَّعت آراء المفسِّرين حول المقصود من "الكوثر" الوارد في سورة الكوثر: {إِنَّا
أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ}. فماذا يعني الكوثر؛ هل هي فاطمة الزَّهراء(ع)، كما قال
البعض، أم أنّه نهر من أنهر الجنّة كما قال البعض الآخر؟ أم له معنى آخر؟
العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله (رض) يتبنّى القول بأنّ المراد من لفظ
الكوثر هو النّسل الطيّب من السيّدة الزهراء (ع)، وخصوصاً أنّ المشركين كانوا
يعيّرون النبي بأنّه مقطوع الذريَّة والنّسل، ففي توهّمهم، أنَّ النسل يستمرّ
بالولد الذّكر، معتبراً أن لا علاقة لسياق الآية بالنّهر في الجنة الذي اسمه الكوثر.
قال سماحته: "بحسب سياق الآية، فإنَّ المراد هو النسل الكثير، ومن الطبيعي أنَّ
نسله (ص) كان من الزهراء (ع)، لأنه لا علاقة لنهر الكوثر في الجنّة بسياق الآية،
فالآية تشير إلى {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ}، ولكنّك - يا رسول الله - لست
أبتر، فالله أعطاك من النسل الكثير الذي هو كثير في نوعه، فكلّ إمام من الذريّة
المعصومة هو أمّة في رجل، وأمّا المنحدر من هذه الذريّة، فبحسب انتمائه إلى الخطّ
لا إلى النسب. {قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}،
والله العالم". [مسائل قرآنيّة].