قال الله سبحانه وتعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً}[الأحزاب: 33]. صدق الله العظيم.
مرّت علينا في الخامس والعشرين من شهر محرَّم، ذكرى وفاة الإمام الرابع من أئمّة أهل البيت (ع)، وهو الإمام عليّ بن الحسين (ع) زين العابدين وسيّد الساجدين.
المسؤوليَّة بعدَ فاجعةِ كربلاء
تربَّى هذا الإمام على يد أبيه الحسين (ع)، فأخذ منه علمه وحلمه وكرمه وشجاعته وحبّه لربّه ومكارم أخلاقه، وقد شاركه في الإعداد للثَّورة على حكم يزيد، وعاش أقسى المعاناة في كربلاء، حين رأى بأمّ عينه استشهاد أبيه وأهل بيته وأصحابه، وكان شديد الرّغبة في القتال لولا المرض الذي ألمّ به.
وبعد عاشوراء، تحمّل الإمام (ع) المسؤولية، وقد رأى أن ّمن أهمّ المسؤوليّات هو العمل على إبقاء جذوة الثّورة حاضرةً في النفوس والعقول.
ففي الكوفة، قال لواليها عبيد الله بن زياد حين هدَّده بالقتل: "أبالقتل تهدِّدني، أما علمت أنّ القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشّهادة؟!".
وقال في الشام في مجلس يزيد: "يا بن معاوية وهند وصخر، لقد كان جدّي علي بن أبي طالب في يوم بدر، وأحد، والأحزاب، في يده راية رسول الله، وأبوك وجدك في أيديهما رايات الكفّار.. ويلك يا يزيد، إنك لو تدري ماذا صنعت، وما الذي ارتكبت من أبي وأهل بيتي وأخي وعمومتي، إذاً لهربت إلى الجبال، وافترشت الرمال، ودعوت بالويل والثبور، فأبشر يا يزيد بالخزي والنّدامة"..
وفي المدينة، عمل على تحريك المشاعر واستثارة العاطفة على ما جرى مع الحسين (ع) وأصحابه وأهل بيته، وعلى بثّ الوعي، وإذكاء روح الثّورة لدى أهلها.
وقد استطاعت دموعه ومواقفه أن تترك أثراً أقضَّ مضاجع الحكم الأمويّ، وأدَّى بعد ذلك إلى إسقاطه.
ونحن اليوم، سنستفيد من هذه المناسبة المباركة، لنتوقَّف عند بعض مواقف هذا الإمام (ع)، الّتي تظهر الصّورة التي يجب على المسلم أن يتمثّلها.
إعدادُ الزّادِ للسّفرِ
الموقف الأوّل: هو ما أشار إليه الزّهري، وهو أحد أصحاب الإمام زين العابدين (ع)، حين قال إنّه رأى الإمام في ليلة ممطرة شديدة البرودة، وهو يحمل على ظهره كيس طحين، فقال له مستغرباً: يا بن رسول الله، ما هذا؟ فردّ عليه الإمام (ع): "أريدُ سفراً أعدُّ له زاداً أحمله إلى موضع حريز"، فقال له الزهري: فهذا غلامي يحمله عنك، فأبى الامام، قال: أنا أحمله عنك، فإني أرفّعك عن حمله، فقال (ع): "لكنّي لا أرفّع نفسي عمّا يُنجيني في سفري، ويُحسن ورودي على ما أرِد عليه. أسألك بحقّ الله، لما مضيت لحاجتك وتركتني" ...
بعد أيّام، رأى الزهري الإمام زين العابدين (ع)، فقال له: يا بن رسول الله، لست أرى لذلك السّفر الذي ذكرته أثراً؟! قال: "بلى يا زهري، ليس ما ظننت، ولكنّه الموت، وله أستعدّ". ثم قال: "إنما الاستعداد للموت وتجنّب الحرام، وبذل النّدى في الخير".
لقد أشار الإمام (ع) بهذا الموقف إلى أنّ الإنسان في سفر منذ أن يوجد في هذه الحياة إلى أن يغادرها، فقد ورد في الحديث: "نَفَسُ الْمَرْءِ خُطَاهُ إِلَى أَجَلِهِ"، وإنّ أهمّ أبواب الاستعداد لتحصيل الأمان من أهوال يوم القيامة، هو بمساعدة الفقراء وسد حاجاتهم..
وإلى هذا، أشار الله سبحانه: {فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ * أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ}.
التّواضعُ وخدمةُ النّاسِ
موقف آخر له، فقد ورد عنه (ع) أنّه كان عندما يسافر في قافلة إلى أيّ مكان يقصده، كان يسافر مع أناس لا يعرفونه، وكان يشترط على من يتولى أمر القافلة، أن يسمح له بخدمة من فيها من دون أجر.
وصودف في إحدى سفراته أن تعرّف إليه شخص من القافلة، فاستغرب هذا الشّخص أن يستخدم هؤلاء الإمام (ع)، فجاء إليهم وقال لهم: أتدرون من تستخدمون؟ قالوا له: واحداً من أفراد القافلة، وهو من رغب في الخدمة، فقال لهم: إنَّه الإمام زين العابدين ابن رسول الله (ص)، فجاؤوا إلى الإمام معتذرين عن ذلك، وقالوا له: أردت أن تصلينا نار جهنّم، لو بدرت منا إساءة إليك من يد أو لسان، أما كنّا قد هلكنا إلى آخر الدَّهر؟ فقال لهم: لا عليكم، فأنا من اخترت، وليس أنتم، أن لا يعرفني أحد، حتى أكون في خدمة من في القافلة، فأنا إن سافرت مع قوم عرفوني، فلن يدعوني أقوم بخدمتهم، فأنا لا أحبّ أن آخذ برسول الله (ص) ما لا أعطي مثله.
وهو بذلك أراد أن يشير أنّ الانتساب إلى رسول الله (ص) ليس امتيازاً، بل هو مسؤوليّة، وأن المقابل لهذا المجد يكون في خدمة النّاس من حوله والقيام بشؤونهم.
أعظمُ البرِّ بالأمِّ
وموقف آخر للإمام (ع) مع أمّه، فقد كان الإمام زين العابدين (ع) كثير البرِّ بأمّه والحنوّ عليها والإحسان إليها، ولكن ما كان يثير استغراب كلّ من عايش الإمام (ع)، أنّه كان لا يأكل على المائدة التي تجلس اليها أمّه، فقيل له: لم ذلك، وأنت من نعلم أن لا أحد أبرّ بأمّك منك؟ قال: "إنّي أكره أن تسبق يدي إلى ما سبقت إليه عينها، فأكون قد عققتُها". انظروا إلى الإمام (ع) كم كان دقيقاً في رعاية أمّه والاهتمام بمشاعرها وحاجاتها، حتى لا يقع العقوق الذي لطالما حذَّرت الأحاديث من خطورته، حيث ورد في الحديث عن رسول الله (ص): "يقال للعاقّ: اعمل ما شئت فإني لا أغفر لك".
الإحسانُ دونَ حسابٍ
الموقف الأخير: روى أبو حمزة الثمالي قال: صلَّيت مع علي بن الحسين (ع) بالمدينة، فلما فرغ من صلاته، نهض إلى منزله وأنا معه، فدعا بوليمة، فقال: لا يعبر على بابي سائل إلا أطعمتوه، فإنّ اليوم يوم الجمعة، فقال له أبو حمزة: ليس كلّ سائل مستحقاً؟ فقال: أخاف أن يكون بعض من يسألنا مستحقّاً فلا نطعمه ونردّه.. وهذا ما حرص أن يبيّنه الإمام في رسالة الحقوق، قال: "وأمّا حقّ السّائل، فإعطاؤه إذا تيقَّنت صدقه، وقدرت على سدِّ حاجته والدّعاء له فيما نزل به، والمعاونة له على طلبته، وَإن شَكَكْتَ فِي صِدْقِهِ، وَسَبَقْتَ إلَيهِ التُّهْمَةُ لَهُ، وَلَمْ تَعْزِمْ عَلَى ذَلِكَ، لَمْ تَأْمَنْ أَنْ يَكُونَ مِنْ كَيْدِ الشَّيْطَانِ أَرَادَ أَنْ يَصُدَّكَ عَنِ حَظِّكَ ويَحُولَ بَيْنَكَ وبَينَ التَّقَرُّب إلَى رَبّكَ، فَتَرَكْتَـــــــــــــهُ بسِترِهِ وَرَدَدتَهُ رَدًّا جَـــــــمِيلاً. وَإنْ غَلَبتَ نفْسَــــــــــــــــكَ فِي أَمْرِهِ وَأَعْطَيتَهُ عَلَى مَـــــا عَرَضَ فِي نفْسِكَ مِنْهُ، فإنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ".
سندُ الفقراءِ والمحتاجين
أيّها الأحبة: هذه بعض ما ورد من مواقف الإمام زين العابدين (ع)، هذا الإمام الذي كان يرى السعادة كلّ السعادة عندما يُدخل السّرور على قلب فقير، أو يسدّ حاجة يتيم، أو يخدم إنساناً، أيّ إنسان، أو يساعد من يحتاج إليه، وعندما يكون باراً بوالديه.
وإلى ذلك، أشار الشاعر الفرزدق، عندما قال:
اللهُ فَضَّلَهُ قِدْماً وَشَرَّفَهُ جَرَى بِذَاكَ لَهُ فِي لَوْحِهِ القَلَمُ
كِلْتَا يَدَيْهِ غِيَاثٌ عَمَّ نَفْعُهُمَا يُسْتَوْكَفَانِ وَلاَ يَعْرُوهُمَا عَدَمُ
سَهْلُ الخَلِيقَةِ لاَ تُخْشَى بَوَادِرُهُ يَزِينُهُ خَصْلَتَانِ: الحِلْمُ وَالكَرَمُ
مَا قَالَ: لاَ، قَطُّ إلَّا فِي تَشَهُّدِهِ لَوْلاَ التَّشَهُّدُ كَانَتْ لاَؤهُ نَعَمُ
أيُّها الأحبّة: إنّ إخلاصنا لهذا الإمام ونحن في ذكرى وفاته، لن يكون فقط بدموع نذرفها وبمشاعر نعبِّر عنها، أو بمجالس نقيمها، بل بمواقف نستهديه بها.
جعلنا الله من أولئك المتولين لهذا الإمام حقّ ولايته، المستهدين به حقّ الهداية، والسائرين على نهجه، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
الخطبة السياسية
عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بما أوصى به الإمام زين العابدين (ع) ولده الإمام الباقر (ع)، حين قال له: "كُفَّ الْأَذَى، وَفُضَ النَّدَى (ابذل الخير للناس من لسانك أو قلبك أو من يدك أو من مالك)، وَاسْتَعِنْ عَلَى السَّلَامَةِ بِالسُّكُوتِ، فمن صمت نجا. فَإِنَّ لِلْقَوْلِ حَالاتٍ تَضُرُّهُ، وَاحْذَرِ الْأَحْمَقَ وَإِنْ كَانَ صَدِيقاً، فإنَّ الأحمقَ يصيب بحُمْقِه أعظم من فجور الفاجر، كَمَا تَحْتَذِرُ الْعَاقِلَ إِذَا كَانَ عَدُوّاً، وَإِيَّاكَ وَمُعَادَاةَ الرِّجَالِ، فَإِنَّكَ لَنْ تَعْدَمَ مَكْرَ حَكِيمٍ أَوْ مُفَاجَأَةَ لَئِيمٍ".
أيُّها الأحبة: هذه وإن كانت وصيّة الإمام زين العابدين (ع) لولده، لكنه أراد لها أن تصل إلينا لتكون وصيّة لنا ووصيّة كل أب لأولاده.
فلنستوص بها لنكون بذلك أكثر وعياً وولاءً لهذا الإمام، وقياماً بمسؤوليتنا، وأكثر قدرة على مواجهة التحديات.
هل من بارقةِ أملٍ؟!
والبداية من لبنان، حيث تستمر معاناة اللبنانيين، والتي لم تعد آثارها وتبعاتها تقتصر على الصعيدين المعيشي والحياتي، بل تتعداهما إلى الصعيد الأمني في الحوادث الأمنية المتكررة واليومية في أكثر من مكان.
ومع الأسف، يجري كل ذلك من دون أن تلوح للبنانيين أي بارقة أمل لحلول جذرية تنهي هذا الإذلال اليومي الذي يعيشونه على كلّ الصعد، والتي هي واضحة، وبالإمكان التوصل إليها لو كانت هناك نيات صادقة وإرادة جدية وتعاون من يتحملون مسؤولية هذا البلد.
وإذا كان من جهد يبذل على هذا الصعيد، فليس سوى مبادرات مشكورة تقوم بها وزارات وبلديات، أو أفراد أو جهات قد تساهم في التخفيف من وقعها، ولكنها لن تشكّل حلاً، حيث لا يزال الذين يديرون الواقع السياسي يمارسون سياسة الإنكار لكلّ ما يجري، إذ لا تهزّهم مناشدات الخارج، ولا التقارير التي تتحدث عن ازدياد منسوب الفقر والسرقات، ولا مشاهد طوابير السيارات والإذلال الّذي يتعرض له اللبنانيون على محطات المحروقات والأفران، ولا مشاهد العتمة وانقطاع الكهرباء، ولا معاناتهم لتأمين الدواء والاستشفاء...
الحكومةُ أسيرةُ المصالحِ
فيما الحكومة التي ينتظرها اللبنانيون لإيقاف الانهيار وفرملته، لا تزال أسيرة الحصص وتبادل الأسماء والحقائب، ومن يكون له الحظوة في هذه الوزارة السياديّة أو تلك الخدماتيّة لضمان مستقبله السياسي وموقعه الانتخابيّ، أو يتنظر ظروفاً أفضل لتأليفها، وهم في ذلك يراهنون على أنَّ الناس في هذا البلد سرعان ما ينسون معاناتهم، وهم يرضون بكلمات معسولة، أو بوعود وأماني وأحلام، وبعض المسكّنات كالبطاقة التمويلية التي وعدوا بأن تقدَّم إليهم على أبواب الانتخابات.
لكنّهم لم يعوا أنّ المعاناة التي يعيشها اللّبنانيون انطبعت في ذاكرتهم، وأنهم لن يغفروا، ومهما كانت التبريرات، لمن أداروا ظهورهم لهم، ويفكّرون في امتيازاتهم ومصالحهم ومواقعهم وشركاتهم، من دون أي اعتبار لمصالح الناس وما يعانونه.
إننا أمام كلّ ذلك، نجدد الدعوة إلى الإسراع بتشكيل الحكومة، ونرى أنّ العقد المتبقية والعراقيل لا تستحقّ أن تفرمل لأجلها الحكومة، ولا الناس قادرون على التحمل، ولا مؤسّسات البلد بمقدورها الانتظار، بعدما أخذت أغلبيّتها بالتحلل، وباتت غير قادرة على القيام بمسؤوليّاتها.
إننا نأسف أن يصل الخطاب السياسيّ بين من هم في المواقع العليا إلى هذا المنحدر، والذي من الطبيعي أن ينعكس على ثقة اللّبنانيّين بمستقبل بلدهم، ويزيد من إحباطهم ويأسهم من هذه الطبقة السياسيّة.
في هذا الوقت، تستمرّ الجهود المشكورة من أجل ملاحقة المحتكرين للدّواء وللمحروقات وللغذاء، والتي أشارت إلى مدى الجشع وانعدام الحسّ الإنساني والأخلاقيّ لدى هؤلاء الذين لم تهزهم الأوضاع المأساوية للناس.. في الوقت الذي نقدر كلّ الجهود التي بذلت وتبذل، والتي ينبغي أن تستمرّ ولا تتوقف عند حدود أو مواقع، أو تفرمل لحساب أحد، نجدّد دعوتنا إلى الشفافية في تبيان حقيقة ما جرى بحقّ الجشعين والمحتكرين، حتى لا يدان البريء، ولا يبرّأ المذنب، وتتّضح الإجراءات التي اتخذت بحقّ هؤلاء.
لضبطِ الوضعِ الأمنيِّ
في هذا الوقت، وأمام الحوادث الأمنيّة التي تجري، إن على المحطات أو بين القرى، والتي أدت إلى ضحايا وتوترات، والتي يخشى من تداعياتها على صعيد السِّلم الأهلي، فإننا إذ نقدر الدور الذي تقوم به الجهات الأمنيّة في الوقاية منها أو معالجة تداعياتها، ندعو اللّبنانيين في هذه المرحلة إلى مزيد من الانضباط والوعي والحكمة في معالجة الأزمات التي يعانونها، حتى لا تتكرر الحوادث التي حصلت، والحؤول دون نتائجها التي قد تكون خطيرة على أمن هذا البلد واستقراره.
إنّ المطلوب من اللّبنانيين في هذه المرحلة، أن يكونوا أكثر تماسكاً وحرصاً على استقرار مجتمعاتهم، وأن يسند بعضهم بعضاً، ويشدّ بعضهم أزر بعض، وأن يسارع العقلاء إلى تطويق أيّ تصرّف أو فعل يؤدّي إلى التوترات والمشاكل والاستفزاز، فلا ينبغي التفريط بأمن هذا البلد أو بوحدته، أو السّماح للمصطادين بالماء العكر أن يستفيدوا من الفوضى الأمنيّة، حتى تمرّ هذه المرحلة بسلام، وكي نخفّف على القوى الأمنية تعبها وسهرها، وهي التي باتت تنوء بهذه المشاكل والتوتّرات.
أيُّ دورٍ للوفودِ؟!
في هذا الوقت، ندعو كلّ الوفود التي تأتي إلى لبنان أن يكون دورها إيجابياً، بأن يزيلوا العوائق التي قد يكون لهم دور فيها، وأن يحترموا خيارات الناس وتنوّعاتهم، وأن لا يجعلوا منه منصّة لتأليب اللبنانيين بعضهم على بعض، أو الدعوة إلى استئصال فريقٍ له تمثيله الشعبيّ والرسميّ، وكان له دوره في تحرير لبنان من الاحتلال الصهيوني والتصدّي للإرهاب، فالوطن بحاجة إلى من يضمِّد جراحه، ويعزّز استقراره ووحدته، لا إلى من يسعى إلى تفجير البلد والدّفع بمصيره نحو المجهول.