قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: {
قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ
أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ
فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ
}[الشورى: 23]. صدق الله العظيم.
ولادةُ زينبَ (ع)
في الخامس من هذا الشّهر، شهر جمادى الأولى، وفي السنة الخامسة للهجرة، أقبل رسول
الله إلى بيت عليّ (ع)، بعدما أُخبر أنَّ ابنته الزّهراء قد رزقت بمولودة. احتضن
رسول الله (ص) المولودة بين يديه، ضمَّها إلى صدره، أذّن في أذنها اليمنى وأقام في
اليسرى، ودعا الله أن تكون قرَّة عينٍ له ولأمّها وأبيها، بعدها توجَّه إلى
الزَّهراء (ع) وعليّ (ع)، وقال لهما سمياها زينب.
عاشت السيّدة زينب (ع) طفولتها الأولى في كنف جدِّها رسول الله (ص) الّذي أغدق
عليها حبّاً وعاطفةً وحناناً، وتربَّت في بيتٍ كان رسول الله (ص) يفِدُ إليه في
ذهابه وإيابه، وقبل سفره وبعد رجوعه منه، هو البيت الّذي لطالما نزل الوحي ليشير
إلى فضائله وموقعه عند الله سبحانه وتعالى: {
إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ
عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرً
}(الأحزاب: 33)،
وقوله تعالى: {
وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً
وَأَسِيراً * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً
وَلَا شُكُوراً
}[الإنسان: 8 - 9] بيت عليّ وفاطمة (ع).
ألقابٌ تعكسُ شخصيَّتَها (ع)
اقترن اسم السيِّدة زينب (ع) بألقاب عدّة عبَّرت عن شخصيِّتها وحضورها، ونحن سنشير
إلى عظمة سيرتها من باب الإشارة إلى هذه الألقاب، فقد لُقّبت بعقيلة بني هاشم،
والعقيلة تعني العزيزة في قومها، وهذا يعود إلى دورها وحضورها في مجتمعي المدينة
والكوفة، فقد كانت موضع احترام ومحبّة الجميع، وهي لم تبلغه لقربها من رسول الله
(ص) وانتسابها إلى هذا البيت الطّاهر فحسب، بل أيضاً لتقواها وأخلاقها وتواضعها
وابتسامتها الّتي لم تكن تفارق وجهها، حتى في أشدّ الظروف حراجة، وفي حبّها للنّاس
ورعايتها للفقراء والمساكين منهم. وقد لُقّبت أيضاً بالعالمة، وهي الّتي نهلت العلم
من جدّها رسول الله (ص) ومن أبيها وأمِّها، فكانت عالمةً بالقرآن والحديث، وكان
الرّجال والنّساء يرجعون إليها، وقد ورد أنَّ ابن عبّاس، وهو الّذي يُعرَف بحبر
الأمَّة، كان يفتخر بأن يقول: حدَّثتنا عقليتنا زينب (ع).
وقد نقلت العديد من أحاديث أبيها وأمّها، وعنها نقلت خطبة أمّها الزهراء (ع) في
مسجد رسول الله (ص) يوم دافعت عن حقّها في فدك.
وإلى موقعها العلميّ، أشار الإمام زين العابدين (ع)، حيث قال: "
كانت عمّتي زينب
عالمةً غير معلّمة، وفاهمةً غير مفهّمة
".. وقد أشار إلى بلاغتها وقوَّة منطقها
وحضورها، واحد ممن استمعوا إلى خطبتها البليغة في الكوفة خلال مسيرة السبي، حين
قال: "
ورأيت زينب بنت عليّ (ع)، ولم أرَ خفرة (عفيفة) قطُّ أنطق منها، كأنها تفرغ
عن لسان أمير المؤمنين (ع)، وقد أومأت إلى النّاس أن اسكتوا، فارتدَّت الأنفاس،
وسكنت الأصوات
".
ومن ألقابها أيضاً عابدة آل محمَّد، فقد عبدت الله كعبادة أمِّها التي عبدت الله
حتى تورَّمت قدماها، فقد كانت تقوم اللَّيل، ولم تترك نافلته طوال حياتها، حتى في
أشدِّ الأوقات صعوبة، كالذي قامت به في ليلة الحادي عشر من المحرَّم، رغم ما حملته
هذه اللّيلة من مآسٍ، وفي أثناء السَّبي، ورغم التّعب والجهد والألم الّذي كانت
تعيشه.
وقد أشار إلى ذلك الإمام زين العابدين (ع) حين قال: "
إنَّ عمَّتي زينب مع تلك
المصائب والمحن النّازلة بها في طريقنا إلى الشَّام، ما تركت نوافلها اللّيليّة
".
وهي تأسّت في ذلك بأبيها عليّ (ع) الّذي افتقد ليلة الهرير، وهي أشدّ اللّيالي
احتداماً للقتال في صفّين، فوجدوه يصلّي صلاة اللّيل بين الصّفوف لا يريدها أن
تفوت، وهو من قال: "
ما تركت صلاة اللّيل منذ أن سمعت قول الله عز وجل، وهو يشير إلى
عظيم ثوابها وخطرها عنده: {
تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ
رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ
نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا
يَعْمَلُونَ
}
"[السّجدة: 16 – 17]، وما ورد عن رسول الله (ص): "
إنّ العبد إذا تخلّى
بسيّده في جوف اللّيل المظلم وناجاه، أثبت الله النّور في قلبه، فإذا قال: يا ربّ!
يا ربّ! ناداه الجليل جلّ جلاله: لبّيك عبدي! سلني أعطك، وتوكَّل عليّ أكفك، ثمّ
يقول جلّ جلاله لملائكته: ملائكتي! انظروا إلى عبدي، فقد تخلّى في جوف هذا اللّيل
المظلم، والبطّالون لاهون والغافلون نيام، اشهدوا أنّي قد غفرت له
"..
ولقب آخر لها، وهو الصَّابرة، حيث توالت المصائب عليها منذ نعومة أظفارها، فقد شهدت
مصاب فقدِ رسول الله (ص)، ومعاناة أمّها الزّهراء (ع)، واستشهاد أبيها عليّ (ع)
بسيف ابن ملجم المسموم وهو يصلّي في مسجد الكوفة، ورأت غدر معظم أهل الكوفة بشقيقها
الحسن (ع) في حربه مع معاوية، وكانت أقسى معاناتها ما جرى في كربلاء، فقد رأت بأمّ
عينها استشهاد ولديها عون ومحمَّد اللّذين كانا معها في كربلاء، وإخوتها وأولاد
إخوتها وأصحاب إخوتها، وما عانته هي من خلال السَّبي، لكنّها في كلّ ذلك، كانت
الصابرة المحتسبة، فهي رغم الألم الّذي كانت تعيشه، بقيت صلبة، ولذا، نرى إساءة ما
بعدها إساءة، عندما تصوَّر بأنها كانت في كربلاء مهزومة مكسورة ذليلة تستجدي
الأعداء.
وهذا لا يعني التنكّر لعاطفتها، وهي الّتي تحمل أسمى معاني العاطفة للحسين (ع)
ولكلّ من كانوا في كربلاء، ولكنّها جمَّدت عاطفتها لحساب رسالتها، ورأت أنَّ الموقف
في تلك المرحلة هو موقف الصَّبر والقوَّة والعنفوان، لتحقيق الأهداف التي لأجلها
نزفت الدّماء الطاهرة في كربلاء ومن ثمَّ السبي، فكانت صوتاً صارخاً ينطق بلسان
الحسين (ع) وأهدافه، واستطاعت أن توصل ثورته بكلّ صفائها إلى أبعد مدى ممكن، بعدما
أريد لهذه الثَّورة أن تُدفَن في صحراء كربلاء، وبرز موقفها الصَّلب عندما وقفت
أمام يزيد المنتشي بنصره، عندما قالت له: "
كد كيدك، واسع سعيك، وناصب جهدك، فوالله
لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا
".
دورٌ رسَّخَهُ التَّاريخُ
لقد رسخ ذكر زينب في التّاريخ والحاضر، وسوف يبقى اسمها في المستقبل مقروناً
بالبطولة والعنفوان، وستبقى مثالاً يحتذى به للرّجال والنّساء على حدّ سواء، وسوف
يبقى ذكرها بالغ التّأثير في وجدان المسلمين والأحرار في العالم، وفي إعادة إنتاج
القوَّة وانتصار الكلمة على السّيف، والحقّ على الباطل...
لقد أكَّد هذا الحضور الفاعل للسيّدة زينب (ع) موقع المرأة في الإسلام، ومدى قوَّة
حضورها في الشَّأن العام، كما في دورها التربوي وبناء الأجيال، وأنّ المبادئ والقيم
لا تتحقق إلّا بحضورها، وبأداء دورها وتكامله مع الرجل، والذي أكَّده الله عزّ وجلّ
بقوله: {
وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ
بَعْضٍ
}[التّوبة: 71].
الاقتداءُ بزينبَ (ع)
أيُّها الأحبّة: إنّ محبّتنا للسيّدة زينب (ع) لا تكون فقط بزيارتها حيث هي، فهذه
المحبّة ليست فقط عاطفةً في القلب والشّعور، ودموعاً نذرفها ــ وهي مباركة إن شاء
الله ــ على ما عانت وتألّمت، بل هي أيضاً تقتضي بأن نتمثّلها في العبادة والخلق
والعلم والصّبر، وأن نكون صوتاً للحقّ والعدل وكرامة الإنسان.
وبذلك فقط تتحقَّق المودَّة التي أمرنا بها الله ورسوله، والتي أشرنا إليها في
بداية حديثنا {
قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي
الْقُرْبَى
}[الشّورى: 23]. فالمودة ليست حبّاً مجرَّداً؛ هي حبّ يتمظهر فكراً
وسلوكاً وعملاً...
الخطبة السياسية
عباد الله؛ أوصيكم وأوصي نفسي بوصيّة رسول الله (ص) لأحد أصحابه، حيث ورد أنّه
بعدما نزلت الآية على رسول الله (ص): {
يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ
وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ
بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ
فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
}، قال رجل لرسول الله (ص): أحبّ أن أحشر
يوم القيامة على مثل هذه الحال من النور، قال له رسول الله (ص): "
لا تظلم أحداً،
تحشر يوم القيامة في النّور
".
فلنتوصَّ بوصية رسول الله (ص)، أن لا نظلم أحداً؛ صديقاً كان أو عدوّاً، موافقاً
لنا أو مخالفاً، قريباً أو بعيداً، وأن لا نظلم أحداً في مال أو عرض أو كرامة، وأن
يعطى كلّ إنسان ما يستحقّه، وبذلك نكون من أولئك الذين يسيرون يوم القيامة ونورهم
يسعى بين أيديهم، وعندها نكون أكثر وعياً لمسؤوليّتنا وقدرة على مواجهة التحدّيات.
المعاناةُ تهدِّدُ الاستقرارَ
والبداية من معاناة اللّبنانيّين على الصعيدين المعيشي والحياتي، بفعل جشع
المضاربين، والقرارات العشوائيّة التي ساهمت في رفع سعر صرف الدّولار والسِّلع
والموادّ الغذائيّة والخدمات، والّتي لم تعد تقتصر تداعياتها الخطيرة على لقمة عيش
المواطنين أو قدرتهم على تأمين الدّواء والاستشفاء والكهرباء وسبل التّدفئة، بل
باتت تهدِّد استقرارهم واستمرار حياتهم، وازدياد معدَّلات الجريمة والسَّرقة وحالات
التفلّت الأمني.
ومع الأسف، يجري ذلك من دون أن توجد في هذا البلد كوابح تمنع من الانهيار وانزلاق
البلد نحو الهاوية، فالّذين يمسكون بقرار هذا البلد، المطلوب منهم أن يوقفوا هذا
الانهيار، وأن يشكّلوا سدّاً منيعاً هم في شغل شاغل عنه، وهم غارقون في صراعاتهم
ومناكفاتهم ومماحكاتهم، كلٌّ يسعى من وراء ذلك إلى تثبيت موقعه داخل طائفته أو
مذهبه، وهم لا يدرون أن لا مواقع ولا نفوذ إن انهار البلد أو سقط.
لذلك، فإنّنا نجدِّد دعوتنا لكلّ هؤلاء، أن ترأفوا بهذا البلد وبمن أودعوكم
مواقعكم، وأن تعملوا بكلّ جديّة ومسؤوليّة لإخراجهم من معاناتهم، وأنتم قادرون على
ذلك إن توحَّدت جهودكم وطاقاتكم، وإن سعى كلّ واحد منكم لأن يستنفر موقعه في
الدّاخل وعلاقاته في الخارج في هذا السّبيل.
فالبلد لا يبنى بالمناكفات والتوترات، ولا تعالج أيّ من مشاكله بذلك، بل بالتوافق
الذي يستدعي التنازلات المتبادلة، والّتي ينبغي دائماً أن تكون لحساب الوطن ولحساب
إنسانه.
إنَّ عليكم أن لا تكرّروا تجارب الماضي وويلاته، عندما انقسمتم إلى طوائف ومذاهب
ومواقع سياسيّة متناحرة، وعندما حاول كلّ واحد أن يأخذ البلد لحسابه بعيداً من
توازناته.
إنَّ هذا البلد بني بالتَّوافق وبه يستمرّ، وإذا كان هناك من يراهن على عكس ذلك،
ويمنِّي نفسه انتظاراً لانتخابات قادمة قد تخلّ بهذا التّوازن، فعليه أن لا يدخل
البلد في أتون هذه الأماني وتداعياتها.
إنّ جهدكم هذا هو السّبيل الوحيد لكسب ودّ اللّبنانيّين واستعادة ثقتهم بكم،
فاللّبنانيّون لن يعطوا قيادهم بعد اليوم إلَّا لمن وقف معهم في شدَّتهم، ورأوه
يعمل ليخرجهم من واقعهم، لا من خلال أعطيات وإعاشات أو مواقف إعلاميّ، بل بمواقف
حقيقيّة وجادّة.
إنَّ أمامكم بقيّة من وقت لتكسبوا هذا الودّ، ودّ الداخل وودّ الخارج الّذي يريد
مساعدة البلد.
هل تسيَّسُ المساعداتُ؟!
وبالانتقال إلى ما جرى طوال الأسبوع الماضي، فإننا نرى أهميّة القرار الذي صدر عن
المجلس النيابي، بإقرار البطاقة التمويليّة وشبكة الأمان والدّولار الطالبي، والّتي
إن أخذت طريقها للتّنفيذ، ستساهم في التّخفيف من الأعباء على الفقراء.
وهنا نجدِّد دعوتنا إلى إبعاد أيّ من هذه المساعدات التي هي حقّ للمواطن على دولته،
عن أيّ حسابات سياسيّة أو انتخابيّة، وإبقائها في خدمة الفقراء أو من هم أشدّ
فقراً، وإن كنّا نعيد التّأكيد أنَّ هذه القرارات رغم أهميّتها، لن تكون هي الحلّ،
لأنها ترتبط بمساعدات دوليّة، وهي إن تمت، فهي محدودة، وهي لن تستمرّ، ودائماً يخشى
أن تضيع في دهاليز الفساد وسوء الإدارة.
إنّ البلد لا تعالج أزماته بالمسكِّنات، بل بالعمل الجادّ لإيقاف الخطر الانحداري
السريع، وهذا لن يعالج ممن لا يزالون يريدون البلد بقرة حلوباً لهم، بل لمن يريدون
البلد بقرة حلوباً لكلّ أبنائه.
تحقيقُ المرفأِ.. وانعقادُ الحكومةِ
ونبقى على صعيد التحقيق في قضية المرفأ، لنجدّد دعوتنا إلى إبقاء التحقيق على
شفافيته ومهنيّته، وإبعاده عن تدخلات الداخل أو الخارج، أو أن يصبح أداة من أدوات
الصِّراع السياسيّ، أو أن يدخل في الحسابات الطائفية، وكأنَّ من استشهدوا أو جرحوا
هم من طائفة واحدة، بل أن يكون القضاء موئلاً لطالبي العدالة والسّاعين إليها إلى
أيّ طائفة انتموا، أو من أيّ موقع سياسيّ كانوا.
أما على صعيد الحكومة، فإننا نجدِّد دعوتنا إلى العمل الجادّ والحثيث لإيجاد الصيغ
التي تساهم في عودة الحكومة إلى الانعقاد، بعدما وصل الواقع في البلد إلى هذا
المستوى الخطير من التردّي، والذي يحتاج إلى توافق حكوميّ، وحيث لا يمكن الاكتفاء
بجلسات للجان حكوميّة تبقى غير فاعلة من دون إقرار قراراتها في مجلس الوزراء
مجتمعاً.
مخاطرُ التَّطبيعِ
أمَّا على الصعيد الفلسطينيّ، فإننا نشدّ على أيدي الشعب الفلسطيني الذي يستمرّ في
التصدّي لغطرسة العدوّ الصهيونيّ بشتّى الإمكانات والوسائل، وآخرها ما جرى في القدس
من قبل فتاة في الرّابعة عشرة من عمرها، وجهاده في سبيل رفع الاحتلال وما يتعرّض له
من إذلال.
وندعو إلى الوقوف مع هذا الشّعب وإسناده، والكفّ عن تقديم الهدايا المجانية للعدوّ
الصّهيوني، فالتطبيع لا يؤدّي إلى خذلان الشعب الفلسطيني فحسب، بل هو أيضاً يقوِّض
مصالح الدول التي تشارك فيه.