قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ الله ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}[يونس: 5]. صدق الله العظيم.
من نعم الله الكثيرة التي لا تحصى، ومن رحمته بعباده، أن هيَّأ لهم من الزمن أياماً وليالي وأشهراً، يفيض فيها عليهم من فضله، وينزل عليهم من رحمته ورضوانه، ويقبل فيه دعاءهم واستغفارهم، ويحظون فيها بما لم يحظوا به في بقية الأيام والشهور من الحسنات والبركات والأجر الكثير من هذا الزمن. ومن هذا الزمن، شهر رجب، هذا الشَّهر المبارك الذي يطلّ علينا بعد أيَّام في يوم الإثنين، ونحن نسأل الله أن يوفّقنا لنغتنم فرصته، لأنَّ الخسارة، كلّ الخسارة، أن يأتي موسم من مواسم الخير، ولا نستفيد منه ونقوم بما دعينا إليه.
ونحن اليوم سنستفيد من إطلالة هذا الشَّهر علينا، لنشير إلى بعض ما تميَّز به، وما نحن مدعوّون إلى القيام به.
ميزةُ شهرِ رجب
أولى مميزات هذا الشَّهر، أنّه واحدٌ من الأشهر الأربعة الحرم التي خصَّها الله سبحانه وتعالى بالذّكر في القرآن الكريم، وميَّزها عن بقيّة أشهر السّنة لأهميّتها، عندما قال: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ الله اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ الله يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ}[التوبة: 36]، ويراد بها، إلى جانب شهر رجب، ذو القعدة، وذو الحجّة، ومحرَّم. وهي الأشهر التي حرَّم الله فيها القتال، أو الاستمرار به إن كان قد بدأ، إلا إذا كان دفاعاً عن النفس أو المجتمع أو الوطن.
وقد عدَّ القرآن الكريم القتال فيه أمراً خطيراً وإثماً كبيراً، فقال: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ}[البقرة: 217].
فقد أراد الله لهذا الشَّهر، وكلّ الأشهر الحرم، أن تكون أشهر سلام وأمان وطمأنينة ووئام على مستوى الأفراد والجماعات والدول؛ فيها تتوقَّف الحروب، وتتجمَّد النّزاعات، والخلافات العائلية والعشائرية، وبين الناس بكلِّ تنوّعاتهم السياسيَّة، وكلّ الخلافات، ما يسمح للمتقاتلين والمتصارعين والمختلفين، بالعودة لتغليب لغة العقل والحوار على لغة العنف والصِّراع، والبحث عن حلول تؤدّي إلى انتهائها أو التّخفيف من وقعها.
ونحن أحوج ما نكون إلى تعزيز الوعي بأهميَّة الأشهر الحرم والالتزام بها، لنواجه بها الواقع الذي نعيشه، حيث أصبح السلوك العدواني واستخدام السلاح وارتكاب الجريمة أسهل ما يكون، فهو يحصل حتى لخلاف على أحقيَّة المرور، أو غير ذلك من الأمور البسيطة.
الشَّهرُ الأصبّ
أمَّا الميزة الثانية، فإنَّ هذا شهر يفيض الله سبحانه فيه بالرّحمة على عباده، فقد كان رسول الله (ص) إذا جاء شهر رجب، جمع المسلمين من حوله، وقام فيهم خطيباً قائلاً: "أيّها المسلمون، قد أظلّكم شهر عظيم مبارك، وهو الشَّهر الأصبّ، يصبّ فيه الرّحمة على مَنْ عبده، إلَّا عبداً مشركاً، أو مظهر بدعةٍ في الإسلام".
ويكفي للوصول إلى هذه الرَّحمة، أن نتوجَّه إلى الله سبحانه لبلوغها بالاستغفار والدّعاء له بطلب الرَّحمة، وقد ورد في ذلك: "رجب شهر الاستغفار لأمَّتي، فأكثروا فيه الاستغفار، فإنَّه غفور رحيم"، وفي حديث آخر: "سمِّي شَهرُ رجب الأصَبّ، لأنَّ الرّحمةَ تُصَبُّ عَلَی أُمَّتي فیهِ صَبّاً، فاستكثروا فيه من قول: أستغفر الله وأسأله التوبة".
وقد وردت في ذلك أيضاً العديد من الأدعية الَّتي تستنزل هذه الرحمة وتستدرّها، وهو ما ينبغي أن نحرص عليه في هذا الشَّهر. ومن ذلك، ما كان يدعو به الإمام زين العابدين (ع) عند حجر إسماعيل في الكعبة المشرَّفة في شهر رجب: "اللّـهُمَّ يا مَنْ يَمْلِكُ حَوائِجَ السَّائِلينَ، ويَعْلَمُ ضَميرَ الصَّامِتينَ، لِكُلِّ مَسْأَلَة مِنْكَ سَمْعٌ حاضِرٌ، وَجَوابٌ عَتيدٌ، اَللّـهُمَّ وَمَواعيدُكَ الصَّادِقَةُ، وأَيديكَ الفاضِلَةُ، ورَحْمَتُكَ الواسِعَةُ".
تضاعفُ الحسنات
أمَّا الميزة الثالثة في هذا الشَّهر، فهي أنَّه شهر تتضاعف فيه الحسنات، كما تتضاعف فيه السيّئات، وقد ورد في الحديث: "تحفَّظُوا على أنفسِكُم فيها - أي في هذا الشَّهر والأشهر الحرام - واجتنبُوا الخطايا، فإنَّ الحسناتِ فيها تُضاعَفُ، والسيّئاتِ فيها تُضاعَفُ"، وهذا يدعونا إلى أن نبادر في هذا الشَّهر إلى الإكثار من الخيرات والأعمال الصالحات، وتوقّي الظلم، والحذر من الوقوع في الغيبة والنَّميمة والكذب والغشّ والفحش في القول وبذاءة اللسان، وغير ذلك من السيّئات.
التزوّدُ الروحيّ
أمّا الميزة الرابعة لهذا الشهر، فهي أنَّه شهر للتزوّد الروحي والإيماني، بما أودع فيه من الأعمال، وهذا ما أشار إليه رسول الله (ص) عندما قال: "إنَّ الله تعالى نصب في السَّماء السّابعة ملكاً يقال له الدّاعي، فإذا دخل شهر رجب، ينادي ذلك الملك كلَّ ليلة منه إلى الصّباح: طوبى للذّاكرين، طوبى للطّائعين، ويقول في ذلك الله تعالى: أنا جليس من جالسني، ومطيع من أطاعني، وغافر من استغفرني؛ الشّهر شهري، والعبد عبدي، والرَّحمة رحمتي، فمن دعاني في هذا الشَّهر أجبته، وجعلت هذا الشَّهر حبلاً بيني وبين عبادي، فمن اعتصم به وصل إليّ".
وقد جاء في الأحاديث ذكر العديد من الأعمال الَّتي وردت عن رسول الله (ص) وعن الأئمَّة (ع)، ومن ذلك، صيام هذا الشَّهر، أو صيام أوّله ومنتصفه وآخره، أو صيام الأيّام البيض منه، أي الثّالث عشر والرّابع عشر والخامس عشر منه، أو أيّام أخرى أشارت إليها الأحاديث.
وقد ورد في الحثِّ على الصّيام، قول الإمام الصّادق (ع) لأحد أصحابه، وكان قد بقي أيّام من رجب، قال له: "هل صمت في هذا الشَّهر شيئاً؟ قلت: لا والله يا بن رسول الله. قال لي: لقد فاتك من الثَّواب ما لا يعلم مبلغه إلَّا الله عزَّ وجلَّ".
ولمن لا يستطيع الصّيام، أو كان من الصّعب عليه ذلك، وحتى لا يفوته هذا الثَّواب الكبير، أشارت الأحاديث الشَّريفة إلى البديل، وهو أن يتصدَّق عن كلّ يوم من أيّام الصّيام، وإن لم يقدر على ذلك، أن يقول مئة مرّة: "سبحان الإله الجليل، سبحان من لا ينبغي التّسبيح إلا له، سبحان الأعزّ الأكرم، سبحان من لبس العزَّ وهو له".
وفي هذا الشَّهر أيضاً، برنامجٌ للصَّلوات المستحبَّة، وقد وردت العديد من هذه الصّلوات، وهي موجودة في كتب الأدعية. وسنكتفي من هذه الصّلوات بصلاة ركعتين من الجيِّد أن نحرص عليها في كلّ ليلة من ليالي هذا الشَّهر، يقرأ في كلّ ركعة منها الفاتحة مرّة، وسورة "الكافرون" ثلاث مرات، وسورة التّوحيد مرّة واحدة.
ومن البرنامج الرّوحيّ والتربويّ، الإكثار من ذكر الله سبحانه وتعالى، وأفضل الذّكر: "سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر". ومن الدعاء، وكما أشرنا، هناك العديد من الأدعية، وقراءة القرآن الكريم، وأن يكثر من السجود، وأن يجعل ذكر سجوده: "عظم الذَّنب من عبدك، فليحسن العفو من عندك".
شهرُ المناسبات
وتبقى قيمة أخيرة اختصَّ بها هذا الشّهر، وهي المناسبات العديدة التي حصلت فيه، ففي أوَّله، كانت ولادة الإمام الباقر (ع)، وفي الثّالث منه، وفاة الإمام الهادي (ع)، وفي الثّالث عشر من هذا الشّهر، حصلت الولادة المباركة لأمير المؤمنين عليّ (ع)، وفي الخامس عشر، وفاة السيِّدة زينب (ع)، وفي الخامس والعشرين، كانت وفاة الإمام الكاظم (ع)... وفي هذا الشَّهر، نعمت البشريَّة بنعمة مبعث النبيّ (ص)، وفي السّابع والعشرين منه، أسري برسول الله من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ومنه عرج إلى السَّماء، حيث أراه الله سبحانه من آياته الكبرى.
أهميَّة العبادة في رجب
أيّها الأحبَّة، إنّنا معنيّون بأن نغتنم فرصة قدوم هذا الشَّهر المبارك، لنخمد فيه انفعالاتنا وتوتراتنا، ولننعم بأجوائه الروحيّة والإيمانيّة والتربويّة، ونتزوَّد منه مما نستعين به على مواجهة أنفسنا الأمَّارة بالسّوء، والشّيطان الَّذي يترصّدنا في كلّ وقت وكلّ من يسعى إلى إضلالنا، ولنزداد قرباً ممن بيده أمر الدّنيا والآخرة، فنحظى بعطائه وعفوه وغفرانه.
فهنيئاً لمن أحيا هذا الشَّهر بالعبادة والتهجّد والدّعاء والذّكر والصَّدقة وبذل الخير وصون النفس وتطهيرها من كلِّ سوء، ولم يخسر بركاته.
ولندعُ الله عند قدومه: "اللَّهمَّ أهلّهُ علينا بالأمنِ والإيمان، والسَّلامةِ والإسلامِ، والعافيةِ المجلّلةِ، والرزقِ الواسعِ، ودفعِ الأسقامِ، اللَّهمَّ ارزقنا صيامَه وقيامَه، وتلاوةَ القرآنِ فيه، والذّكر والاستغفار، حتى ينقضي وقد عفوت عنّا، ورحمتنا برحمتك يا أرحم الرّاحمين".
الخطبة السياسية
عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بوصيَّة الإمام الباقر (ع) لأحد أصحابه، هذا الإمام الَّذي نستعيد ذكرى ولادته المباركة في الأوَّل من شهر رجب، حين قال لصاحبه: "واعلَمْ بأنَّكَ لا تَكونُ لَنا وَليّاً، حتَّى لَوِ اجتَمعَ علَيكَ أهلُ مِصرِكَ وقالوا إنَّكَ رجُلُ سَوءٍ لَم يَحزُنْكَ ذلكَ، ولو قالوا إنَّكَ رجُلٌ صالِحٌ لَم يَسُرَّكَ ذلكَ، ولكنِ اعرِضْ نَفسَكَ على كِتابِ اللهِ؛ فإن كُنتَ سالِكاً سَبيلَهُ، زاهِداً في تَزهيدِهِ، راغِباً في تَرغيبِهِ، خائفاً مِن تَخويفِهِ، فاثبُتْ وأبشِرْ؛ فإنّهُ لا يَضُرُّكَ ما قِيلَ فِيكَ، وإن كُنتَ مُبائناً لِلقُرآنِ، فماذا الّذي يَغُرُّكَ مِن نَفسِكَ؟!".
إنَّنا أحوج ما نكون إلى أن نعي أنفسنا جيّداً، فلا يكون تقييمنا لها من خلال ما يقوله الآخرون عنَّا إيجاباً أو سلباً، بل بمدى انسجامنا مع القرآن الكريم الَّذي هو الباب للوصول إلى الحقّ والحقيقة، ومتى حصل ذلك، سنكون أكثر وعياً لأنفسنا، ولمدى قيامنا بالمسؤوليَّات على عاتقنا، وأكثر قدرة على مواجهة التحديات.
نحوَ الانهيارِ الكامل!
والبداية من لبنان الَّذي يسير بخطى سريعة نحو الانهيار الكامل على كلّ الصعد، من دون أن يكون هناك أيّ كوابح تقف أمامه، ومما نشهده في الارتفاع المستمرّ وغير المسبوق في سعر صرف الدّولار بعدما تجاوز الخمسين ألف ليرة، وهو مرشَّح للازدياد، والذي يترك تداعياته وآثاره السلبيَّة على الصعيد المعيشي والحياتي والتربوي والأمني، وعدم قدرة المواطنين على تأمين الدّواء والاستشفاء والمحروقات والكهرباء، ويهدِّد قدرة المؤسَّسات الاقتصادية والتربوية والاستشفائية، وحتى الرسمية، على الاستمرار في أداء دورها، فيما يستمرّ الواقع السياسي الذي يفترض أن ينهض بهذا البلد، ويخرج إنسانه من أزماته ومعاناته، في ما نشهده من انقسام حادّ، ما أدَّى إلى العجز عن انتخاب رئيس للجمهوريَّة، وعدم قدرة الحكومة على القيام بالدور المطلوب منها، وبات اجتماعها حتى في القضايا الضروريّة والملحّة، يعتبره البعض إخلالاً بالميثاقيَّة التي بني عليها البلد.
وانعكس هذا الانقسام على دور القضاء الَّذي بات غير قادر على حماية نفسه، أو على أداء الدور المطلوب منه، فهو عاجز في حسم ملفّات أساسيّة مطروحة أمامه، كالفساد، وانفجار المرفأ، وغيرهما، ما جعل القضاء الدولي يدخل إلى ساحته بكلّ التداعيات التي تنشأ من هذا التدخل.
من يتحمَّل المسؤوليّة؟!
إنَّنا أمام كلّ هذا الواقع، نعيد دعوة القوى السياسيَّة جميعاً إلى تحمل مسؤوليَّتها، والعمل جدّياً لإخراج البلد من هذا الواقع المتردّي، ومن الانهيار الذي قد يصل إليه.
وقد أصبح واضحاً أنَّ هذا لن يتمَّ إلَّا عندما يخرج الجميع من حال الانقسام، وعندما يتلاقون ويتوافقون على صيغة حلّ تضمن ملء الشغور على صعيد رئاسة الجمهوريَّة، والوصول إلى حكومة مكتملة الصلاحيّة.
إنَّنا نجدِّد القول بأنَّ باب التلاقي والتوافق مفتوح، عندما يقرّر الجميع أن يخرجوا من حساباتهم الخاصّة أو مصالحهم الفئويّة أو رهاناتهم الخارجيّة، ومن منطق الغلبة على الصعيد الطائفي أو السياسي، ويفكّروا جيِّداً في حسابات الوطن وإنسانه.
إنّ من المؤسف أن نرى من يتحدَّث أنَّ البديل من عدم تحقيق ما يريد، هو إعادة النظر في تركيبة هذا البلد، والانزواء في إطار كيان خاصّ له يخلد إليه، وهو لن يكون حلاً في بلد تتداخل طوائفه ومذاهبه، بل هو مشروع حرب وفتنة تزيد الأمور تدهوراً.
ونحن، في هذا المجال، ندعو كلَّ الذين يتحدَّثون عن الهواجس المتأتّية من استمرار هذا الواقع، على صعيد هذه الطائفة أو تلك، أو هذا المذهب أو ذاك، أن يسارعوا إلى بذل كلِّ جهودهم من أجل الوصول إلى التوافق والتلاقي، كلٌّ داخل طائفته أولاً، وبعد ذلك مع كلّ الطوائف الأخرى.
ويهمّنا على هذا الصعيد، أن نعيد التأكيد على المسؤوليَّة التي تقع على القيادات الروحيَّة، بأن يكون دورها جامعاً لشتات هذا البلد، وموحِّداً لصفوف أبنائه من كلّ الطوائف، وحاضناً لها ومعبِّراً عنها، والَّتي يعيش كلٌّ منها القلق نفسه والمخاوف نفسها على المستقبل.
ملفُّ أموالِ المودعين
ونبقى في الداخل اللَّبناني، للتحذير من تداعيات ما يجري في العلن والخفاء من محاولات لشطب أموال المودعين، تحت عنوان عدم قدرة المصارف على الوفاء، بعدما أودعت أموالها لدى الدولة اللّبنانيَّة، بحجَّة أنه لم يعد يسعها ردّ هذه الأموال، أو تحت عنوان "عفا الله عمَّا مضى"، نظراً إلى التداعيات التي بتنا نشهدها، والتي نخشى أن تتفاقم إن حصل ذلك، وهو ما يحصل في ظلّ اشتداد الأزمة المعيشيّة والحياتيّة وتنامي الحاجة إلى هذه الأموال.
ونحن في هذا المجال، ندعو المجلس النيابي الذي نريده أن يمثِّل المودعين، إلى الوقوف أمام محاولات تبرئة ذمَّة المصارف أو ذمَّة الدولة التي قد تقوم بها الحكومة تحت عنوان خطّة التعافي الاقتصادي.
الحذر من تحرّكاتِ العدوّ
ونبقى على صعيد الداخل، لندعو إلى مزيد من التنبّه والحذر والاستعداد إلى ما يجري داخل الكيان الصهيوني، إن على صعيد المناورات أو التهديدات المستمرّة للبنان، في ظلّ الحكومة الحاليّة الأكثر تطرّفاً، وعدم التعامل مع هذا الواقع باللامبالاة والاستخفاف.
وهنا، ننوِّه بالدور الذي يضطلع به الجيش اللبناني في الردّ على أيّ عمل عدواني يقوم به هذا الكيان، وفي تحمّل المقاومة لمسؤوليَّتها في الرصد والمتابعة الدقيقة لتحركات العدوّ، والاستعداد الدائم لإيجاد بنية ردعٍ لهذا الكيان عن القيام بأيِّ مغامرة قد يقدم عليها، وضمان الاستعداد لمواجهته.
معاناةُ الشَّعبِ الفلسطيني
وإلى فلسطين، حيث تستمرُّ معاناة الشعب الفلسطيني في الضفّة الغربيّة والقدس، من الاقتحامات التي باتت تتمُّ بشكل يوميّ، والتي تؤدّي إلى سقوط شهداء وجرحى وترويع الآمنين، بهدف تيئيس هذا الشعب، وحمله على إيقاف مقاومته، ودفعه إلى التسليم لهذا الكيان، أو ترحيله إلى بلاد الله الواسعة.
إنَّنا أمام ما يجري، نحيّي صمود هذا الشعب وبسالته واستعداده للتضحية، وندعو مجدَّداً إلى الوقوف معه ودعمه ومدّه بكلّ الوسائل التي تضمن صموده، وجعله قادراً على منع العدوّ من الاستمرار بممارساته الَّتي تزداد يوماً بعد يوم.
***