قال الله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}[التّحريم: 8]. صدق الله العظيم.
أشار الله سبحانه وتعالى في هذه الآية إلى صفة هي من أهمّ صفات المؤمنين، وهي أنهم عندما يخطئون أو يقصّرون، سرعان ما يراجعون أنفسهم ويعيدون النظر في ما هم عليه، ويسارعون إلى التوبة وتصحيح المسار.
وقد وعد الله التائبين بأنهم رغم ما قاموا به فسيتقبّل توبتهم، وقد جاء ذلك في قوله: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ}[الشّورى: 25]، وأكثر من ذلك، عبّر عن حبّه لهم، عندما قال: {إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}[البقرة: 222].
وكذلك أشارت الآية التي تلوناها إلى ما سيحظى به التائبون: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ}.
لكنّ التوبة التي أرادها الله وتتحقق منها كلّ هذه النتائج، لا بد من أن تكون توبة نصوحاً، وهي تعني أن يندم الإنسان على ما كان حصل منه، وأن يعلن لله ذلك بتعابير التوبة، وأن لا يعود أبداً إلى إساءاته، على أن يقرن ذلك بعمل صالح.
وإلى هذا، أشار الله سبحانه وتعالى عندما قال: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهتَدَى}[طه: 82]. وهذه التّوبة كانت دائماً مسار المؤمنين الواعين في كلّ مراحل حياتهم.
انطلاقةُ حركةِ التوّابينَ
ونحن اليوم، وفي أجواء ذكرى أربعين الإمام الحسين (ع) والتي ستمرّ علينا في العشرين من شهر صفر الخير، والتي هي مناسبة نجدّد فيها العهد مع الإمام الحسين (ع) ومن كانوا معه، سنتوقف عند مشهد من مشاهد هذه التوبة الصّادقة، والتي جرت بعد استشهاد الإمام الحسين (ع)، والتي عنونت نفسها بحركة التوّابين، وهي انطلقت من أهل الكوفة الّذين ندموا على خذلانهم الإمام الحسين (ع) بعد استشهاده، وعدم القيام بواجب نصرته، وقرروا لذلك التوبة، ورأوا أن الطريق إليها لن يكون بإعلان التوبة لله والاستغفار لله فحسب، بل بالعمل أيضاً لإسقاط الحكم الأمويّ الذي كان وراء كلّ ما حصل في كربلاء، والاقتصاص من قتلة الإمام الحسين (ع)، والانتصار للمبادئ التي دعا إليها.
وقد تزعّم آنذاك هذه الحركة سليمان بن صرد الخزاعي، وكان صحابياً من أصحاب رسول الله (ص)، أسلم في المدينة قبل السنة الخامسة للهجرة، وانتقل بعدها إلى الكوفة، فأصبح من رجالاتها، وقد شهد مع عليّ (ع) كلّ حروبه، وعرف في خلالها بالإخلاص والبطولة والشّجاعة.
وقد ارتأى سليمان بن صرد الخزاعي مع من انضووا تحت لوائه، البدء بعمل سرّيّ بعيداً من أنظار بني أمية الذين كانوا يترصّدون أيّ حركة احتجاجيّة على ما جرى في كربلاء، وكانوا في خلالها يعملون على الإعداد لخوض المعركة القادمة عندما تتأمّن ظروفها بتأمين الأموال والأسلحة والرجال وجلب الأنصار، وهو ارتأى بعد أربع سنوات من بدء حركته في موت يزيد، واندلاع الصّراع على الحكم بين بني أميّة، فرصةً مناسبةً للبدء بثورته، والانتقال بها إلى المرحلة العلنية، فأرسل لذلك وفوداً إلى المدائن والبصرة لحشد مزيدٍ من الأنصار إليه يستطيع من خلالهم تحقيق أهدافه، فاجتمع أربعة آلاف فارس إليه في مكان اسمه النخيلة، وهو على مفترق الطّريق بين الشّام والكوفة والمدينة، وهناك وقف سليمان بن صرد الخزاعي فيهم خطيباً، ليبيّن بوضوح ما هو قادم عليه، فقال لهم: "أيّها النّاس، من كان خرج يريد بخروجه وجه الله والآخرة، فذلك منّا ونحن منه، فرحمة الله عليه حيّاً وميتاً، ومن كان إنما يريد الدنيا، فوالله ما يأتي فيئاً نأخذه وغنيمةً نغنمها ما خلا رضوان الله، وما معنا من ذهب ولا فضّة ولا متاع، ما هو إلّا سيوفنا على عواتقنا، وزادٌ قدر البلغة، فمن كان ينوي هذا فلا يصحبنا".
بعدها، سار سليمان بن صرد الخزاعي بأصحابه إلى كربلاء لزيارة قبر الإمام الحسين (ع)، وهناك علت أصواتهم بالبكاء، وأعلنوا عنده التّوبة إلى الله سبحانه وتعالى من خذلانهم وتقصيرهم، وهم يقولون: "ربنا إنّا خذلنا ابن بنت نبيّنا (ص)، فاغفر لنا ما مضى منا وتب علينا، فارحم حسيناً وأصحابه الشّهداء الصدّيقين، وإنّا نشهدك أنّا على دينهم وعلى ما قُتلوا عليه، وإن لم تغفر لنا وترحمنا، لنكوننَّ من الخاسرين".
استبسالٌ حتّى الشّهادةِ
بعدها، توجّهوا إلى الشّام، حيث المعقل الرئيس لبني أميّة، وقبل وصولهم إليها، كان ينتظرهم جيش قادم من الشّام قوامه عشرة آلاف فارس بقيادة عبيد الله بن زياد في منطقة اسمها عين دارة، تقع في الشمال الشرقي من الشام، وبعد التقائهم، وأمام العدد غير المتكافئ، طلب منهم ابن زياد أن يستسلموا وأن يبايعوا عبد الملك بن مروان الذي كان نصب خليفة آنذاك، لكنهم رفضوا، ولم يكتفوا بذلك، بل طلبوا من جند الشّام أن يخلعوا خليفتهم وينضموا إليهم، وأن يكون خليفتهم من آل بيت رسول الله (ص).
وأمام هذا المشهد، توجَّه سليمان بن صرد الخزاعي إلى أصحابه قائلاً: "أما بعد، فقد أتاكم عدوكم الذي دأبتم إليه في السّير آناء اللّيل والنهار، فإذا لقيتموهم، فاصدقوهم القتال، واصبروا إنّ الله مع الصابرين، ولا يولينّهم امرؤٌ دبره إلّا متحرفاً لقتال أو متحيّزاً إلى فئة، لكن لا تقتلوا مدبراً، ولا تجهزوا على جريح، ولا تقتلوا أسيراً من أهل دعوتكم إلا أن يقاتلكم...".
ورغم عدم تكافؤ العدد والعدة، استطاع التوّابون أن ينزلوا الهزيمة بجيش الشّام، ما اضطرّ عبيد الله بن زياد أن يطلب المدد من الشّام، فجاءه حتى بلغ عدد جيشه ثلاثين ألف فارس، ما أدّى إلى انقلاب التوازن العسكري بين الجيشين، وتراجعت معها فرص النّصر أمامهم، لكنّ ذلك لم يمنعهم من أن يثبتوا، وأن يتابعوا معركتهم حتى الاستشهاد، وبذلك قدَّموا آنذاك أروع الدروس في التضحية والفداء.
وقد استطاعت هذه الحركة رغم عفويتها وعدم توافر القدرات اللازمة لديها لمواجهة جيش بحجم الجيش الأمويّ، أن تهزّ كيان الحكم الأموي، وتؤكّد له بدمائها وتضحياتها أنّ الأمّة استيقظت، ولن يكون في أمان بعد جريمته التي ارتكبها في كربلاء، وأوجدت بذلك مناخاً ثورياً ساهم في إنعاش الحركات المناوئة للأمويين.
أهميّةُ المحاسبةِ والمراجعةِ
وهي عزّزت قيمة نحن أحوج ما نكون إليها، وهي المراجعة الدائمة لكلّ ما نحن عليه؛ أن نراجع النصر إن نحن بلغناه حتى نعزّزه ونحول دون أن يتحوّل إلى هزيمة، وأن نراجع الهزيمة حتى نتجاوز الأخطاء التي أدَّت إليها، وأن نراجع التقصير إن حصل حتى نعوّض عنه، والأخطاء حتى لا تتكرّر. ومع الأسف، فإننا نفتقد هذه الثقافة، إذ تغلب في واقعنا ثقافة الإصرار على الخطأ أو التّقصير والتّبرير لكلّ شيء، وهي ثقافة بعيدة كلّ البعد عن ديننا الّذي يدعونا إلى المراجعة والمحاسبة على مستوى الأفراد أو الجماعات أو الجهات أو المؤسّسات أو الدول، وحتى بشكل يوميّ: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسَبوا، وزنوها قبل أن توزَنوا، وتجهَّزوا للعرض الأكبر".
إنّ هذه المراجعة لا بدّ أن تبدأ من الداخل، وبعد ذلك نعكسها على أرض الواقع، أن لا نرى في ذلك انتقاصاً لنا، فالمحظوظ في حسابات الله من يبادر إلى التّوبة ويراجع نفسه، في أيّ قضيّة أو أمر أو موقف خذل فيه حقّاً أو نصر باطلاً بإشهاره أو بسكوته، ويستجيب لنداء الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}[الحشر: 18]، قبل أن يفوت الأوان، ولا يعود باستطاعته أن يراجع نفسه {قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ}.
والحمد لله ربّ العالمين.
الخطبة السياسية
عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بما أوصانا به الإمام الرّضا (ع)، هذا الإمام الذي نستعيد ذكرى وفاته في السّابع عشر من شهر صفر، عندما قال: "من أحبّ عاصياً فهو عاص، ومن أحبّ مطيعاً فهو مطيع، ومن أعان ظالماً فهو ظالم، ومن خذل عادلاً فهو ظالم، إنّه ليس بين الله وبين أحد قرابة، ولا ينال أحد ولاية الله إلّا بالطاعة، ولقد قال رسول الله (ص) لبني عبد المطّلب: ائتونِي بأعمالكم، لا بأحسابكم وأنسابكم"..
فلنتوصّ بوصيّة هذا الإمام، فنبدي مشاعر الحبّ لمن أطاع الله وأحبّه لا لمن عصاه، وأن لا نعين ظالماً في ظلمه، وأن نقف مع كلّ من يعمل للحقّ والعدل وفي خدمة عيال الله، وعندما نأتي الله، أن نأتيه كما أمر أن يؤتى، بأعمالنا ومواقفنا، لا بأحسابنا وأنسابنا، فلا ينال ما عند الله إلا بالورع والعمل.
وبذلك وحده نخلص لهذا الإمام، ونكون جديرين بالولاية له، وأقدر على مواجهة التحدّيات.
الحكومةُ أمامَ الامتحانِ
والبداية من لبنان الذي حدث فيه ما كان متوقعاً من نيل الحكومة ثقة المجلس النيابي بناءً على بيانها الوزاري، بما يجعل الحكومة في مواجهة امتحان عسير أمام اللّبنانيّين الذين يعانون على الصعيدين المعيشي والحياتي، وينتظرون المعالجة السريعة لأزماتهم الملحّة.
إنّ اللبنانيين لا ينتظرون من الحكومة أن تعالج كلّ الأزمات، ولكنهم يريدون أن يروها جادّةً في معالجتها، وأن لا يقتصر دورها على المسكّنات، وهي وإن حظيت بالثقة من المجلس النيابي، إلا أن الأهمّ أن تستكملها بالثقة من الشعب اللبناني، وهم لن يعطوها الثقة إن لم يروا فيها الجدية والشفافية والوقوف إلى جانبهم والشعور بآلامهم والسعي لمعالجتها.
إننا نخشى مع اللّبنانيين أن تكون هذه الصورة التي رأيناها في جلسة الثقة، ومشهد القلوب "المليانة" بعضها من بعض، هي التي ستشهدها أروقة مجلس الوزراء وتؤثّر في أداء الحكومة، وأن تكرّر هذه الحكومة ما عهدناه من توقّف الكثير من المشاريع الضروريّة للبلد بسبب المشاحنات فيما بين مكوّناتها.
إننا ننتظر من القوى السياسية أن تكون بمقدار آمال المواطنين، بأن تراجع أداءها، وتسارع إلى تقديم أنموذج من العمل السياسي، وفي التعامل مع كل الملفات المطروحة، بعيداً من المماحكات والمناكفات والمحاصصات والحسابات الفئوية الخاصّة، والتي أوصلت اللّبنانيّين إلى هذا الدرك الذي وصلوا إليه.
إننا قلناها سابقاً ونقولها اليوم: إن أمام القوى السياسية فرصة ثمينة لتصحيح صورتها التي تشوَّهت في أذهان اللبنانيين، ولا سيّما أنها قادمة على امتحان الانتخابات الذي قد يكون عسيراً عليها إن بقيت على الصّورة التي هي عليها، وهم ينتظرون منها أفعالاً لا أقوالاً، وأعمالاً لا وعوداً، وشدّ عصبهم لن يكون باستنفار غرائزهم الطائفية والمذهبية، بقدر ما يكون بمبادرات يقدّمون بها حلولاً للأزمات التي يعانونها، أو على الأقلّ التخفيف منها.
الحذرُ أمنيّاً
إننا أمام ذلك كلّه، نؤكد على اللبنانيين جميعاً أن يكونوا على حذر، وألا يصيبهم أي استرخاء على المستوى الأمني، لأننا نخشى مما يحصل من حوادث، ومن اكتشاف لشبكات وخلايا إرهابية من جهة، ومن فراغ أمني يصيب الأجهزة الأمنية جراء انعكاس الوضع الاقتصاديّ عليها، ما يؤثّر في نوعية أدائها.. ونحن في الوقت الذي نقدِّر للأجهزة الأمنية دورها الذي تقوم به على هذا الصّعيد، ندعو للانتباه والحذر الشديد، وليكن الجميع خفراء في ظلّ صعوبة المرحلة وقلّة الإمكانات المتوافرة. كما نؤكّد دعم القوى الأمنية بكلّ ما هو متاح وممكن، لتكون حاضرةً أمام التحديات والمخاطر القادمة.
تعزيزُ العلاقاتِ معَ المحيطِ
في هذا الوقت، نريد للحكومة أن تسارع الخطوات في تعزيز علاقات لبنان مع محيطه العربي والإسلامي وكلّ الدول التي تريد خيراً لهذا البلد، بأن تزيل أجواء التوتر الموجودة، وتمحو من الأذهان الصّورة المشوَّهة عن هذا البلد بسبب الفساد والهدر، والتي جعلت البعض لا يقدِّم المساعدات إلى الدولة اللبنانية لعدم الوثوق بها، بل إلى أطراف آخرين من الداخل، من جمعيات أو مؤسسات، أو تباشر ذلك بنفسها، في بلد يحتاج إلى مساعدات للنهوض بواقعه على كلّ الصعد. وإلى أن يتحقق ذلك وتقوم الدولة بدورها، فإننا ندعو اللّبنانيين إلى مزيد من التضامن والتكافل والتعاون لسدّ احتياجاتهم، سواء على صعيد الغذاء أو الكهرباء والدواء أو النقل أو الاستشفاء أو غير ذلك... ونحن نعتقد أنه بهذا التعاون، يمكنهم أن يحلوا الكثير من مشاكلهم.
استقلاليّةُ القضاءِ!
ونبقى على صعيد القضاء، لنؤكد مجدداً ضرورة العمل على تعزيز استقلاليّته، فهو صمّام الأمان لأيّ بلد، وهذا يتم بإبعاده عن دائرة الشّبهات والتدخلات الاستنسابيّة وعدم المهنيّة.
ونحن في هذا الإطار أيضاً، نؤكّد ضرورة عدم التسرّع في كيل الاتهامات لهذا الشّخص أو ذاك الفريق، قبل إصدار الأحكام والتثبّت من صدقيتها، حتى لا نكون مصداقاً لقوله تعالى: {فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}[الحجرات: 6]...
لعدمِ التّفريطِ في الحدودِ
ونصل إلى موضوع ترسيم الحدود الّذي بات على نار حامية، من خلال إعلان العدوّ إفساح المجال لشركة أميركيّة للتنقيب في المناطق المتنازع عليها، والتي يعتبرها لبنان ضمن نطاقه السيادي، لنؤكّد وحدة الموقف اللبناني في مواجهة العدوّ، وعدم السماح للمشاكل الداخلية بأن تكون سبباً في استضعاف العدوّ للّبنانيّين، فالتنازل عن جزء قليل من الحقوق، يدفع إلى التنازل عن الكثير، وهو ما يعلنه الجميع، وهو ما ندعو إلى الثبات عليه في مواجهة أطماع العدوّ وأهدافه.