الترتيب حسب:
Relevance
Relevance
Date

ميلادُ المسيحِ (ع): فرصةٌ لتعزيزِ العدالةِ والتصدّي للفاسدينَ

قال الله تعالى سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: { إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ } . صدق الله العظيم.

الولادةُ المعجزةُ

نستعيد في الخامس والعشرين من شهر كانون الأوَّل، وككلِّ عام، ذكرى الولادة المباركة للسيِّد المسيح (ع)، هذا النبيّ الّذي نزلت الملائكة لتبشِّر أمّه السيّدة مريم (ع) بولادته من أمّ دون أب، ليكون مظهراً لقدرة الله تعالى ومعبِّراً عنها.. وشبَّه القرآن الكريم هذه الولادة بولادة آدم (ع)، عندما قال: { إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } [آل عمران: 59].. وقد حباه الله، منذ ولادته إلى أن رفعه إليه، برعايته وتأييده، فكان كما أشار الله إليه في الآية التي تلوناها، وجيهاً في الدنيا وفي الآخرة ومن المقرَّبين.

وتحدَّث القرآن الكريم عن الظروف التي أحاطت بهذه الولادة المعجزة { وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَاناً شَرْقِيّ }[مريم: 16]، وفي ذلك إشارة إلى بيت المقدس بعد أن نذرتها أمّها لخدمة هذا البيت { فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَاباً ــ حيث تفرغت للعبادة بعيداً من الناس ــ فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّ }[مريم: 17] فخافت من أن يصيبها بسوء { قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيّاً * قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَاماً زَكِيّ }[مريم: 18- 19].

كان وقع الخبر صادماً وصاعقاً على السيدة مريم (ع)، فكيف يكون لها ولد وهي لم تتزوَّج، وبماذا ستجيب الناس الذين سيسألونها من أين لها بالولد، وهي المعروفة عندهم بطهارتها وعفّتها، فسارع إلى طمأنتها أنَّ ذلك هيِّن على الله، وقد قضى الله بذلك، وعليها أن تتقبَّله، وهو لن يدعها تواجه الأمر وحدها، بل سيكون لها معيناً وحافظاً من ألسنة الناس.

بدأت بعد ذلك بوادر الحمل تظهر على السيّدة مريم، فقررت لذلك أن تنتقل من بيت المقدس إلى مسقط رأسها النّاصرة، لتكون بعيدة من أعين الناس، وبقيت هناك إلى أن جاءها المخاض الَّذي يشير إلى قرب وضع حملها، فانسلَّت من قريتها إلى البرية، وهناك أوت إلى جذع نخلة كبيرة لتستظلّ بها، أحسّت حينها بصعوبة ما ستقدم عليه، فهي ستضع حملها وحيدةً فريدةً من دون أن يكون معها من يعينها على الوضع أو من يوفِّر لها الطعام والشراب.. وقد عبَّرت عن هذا الشعور بقولها: { يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيّ }[مريم: 23].

وجاءها الجواب سريعاً من الملاك جبرائيل الذي أرسله الله تعالى ليكون معها في ذلك الوقت، وليهدّئ بالها: { فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي ــ وإذا كنت تحتاجين إلى طعام أو شراب ــ قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّ }[مريم: 24] نهراً صغيراً { وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ ــ التي كانت تستند إليها حين الوضع ــ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً * فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً ــ وإذا كنت تخشين السّؤال من أين لك بولد وأنت بلا زوج ــ فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيّاً[مريم: 25 - 26}.

وهذا ما فعلته عندما جاءت تحمل وليدها، وراح النَّاس يعيِّرونها قائلين: { يَا أُخْتَ هَارُونَ ــ في الطّهر والصفاء، فقد كان هارون مضرب مثل فيه ــ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّ }[مريم: 28]، فاكتفت بأن أشارت إليه.

هنا، أنطق الله السيّد المسيح (ع) وهو في مهده، ليدافع بلسانه عن أمّه، وليعبّر عن الدور الذي أسند إليه، وهنا كانت المعجزة: { قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً * وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنْتُ ‎وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً * وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً * وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً * ذَلِكَ عيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ * مَا كَانَ للهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ... }[مريم: 30 – 35].

نبوّةُ المسيحِ (ع)

أيُّها الأحبّة: هذه هي النظرة الإسلاميّة إلى السيّد المسيح؛ هو نبي من أنبياء الله أرسله الله ليتابع ما جاء به الأنبياء من قبله لتصحيح الانحراف العقائدي الذي كان يعانيه قومه وتعانيه البشريّة آنذاك، ولإقامة العدل في الحياة، وليبشِّر بعدها برسول يأتي من بعده اسمه أحمد، وهو اسم رسول الله (ص)، والذي أشار إليه الله سبحانه: { وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ }[الصّفّ: 6].

وهذه النظرة، كما هو واضح، لا تتوافق في بعض جوانبها مع النظرة المسيحيّة لشخصيّة السيد المسيح (ع) التي تعطيه صفات الألوهيّة.. ولكن هذا الاختلاف رغم أنّ يمسّ بعقيدة التوحيد، لم يؤدِّ إلى شرخ في تعامل المسلمين مع أتباع الديانة المسيحيّة أو إلى النفور منهم والنزاع معهم، بل نجد في أنَّ القرآن يثني عليهم، حين قال: }وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ}[المائدة: 82].

مواقفُ من حياتِهِ (ع)

ونحن في هذه المناسبة الكريمة، سنتوقَّف عند بعض مواقف السيد المسيح (ع) التي هي، بالطّبع، تنسجم مع مواقف رسول الله (ص) وتعبِّر عنها، فهما يستقيان من معين واحد.

الموقف الأوَّل: حصل حين بلغ السيّد المسيح (ع) أنَّ بعض أحبار اليهود ممن يتولون بيت المقدس، كانوا يستغلّون موقعهم الديني لتحقيق الإثراء، ويُمالئون السّلطة.. لم يتسامح مع هؤلاء رغم دعوته الدّائمة إلى التسامح، فقد ذكرت سيرته أنّه دخل بيت المقدس حاملاً سوطه، وهو يتوعّدهم ويقول: "أخرجوا هؤلاء اللّصوص من الهيكل". وهذا ما حصل. وكان يريد بذلك أنَّ على من يحمل عنوان الدّين، أن يعيش قيمه ومبادئه إن أمكن ذلك، وأن على المجتمع أن لا يتهاون مع هؤلاء حفظاً للدِّين وقيمه ومبادئه.

الموقف الثاني: ورد أنّه (ع) مرّ مع بعض حواريّيه بجيفة كلب، فأمسك الحواريّون أنوفهم لشدَّة رائحتها، وقالوا ما أشدَّ نتن رائحته! ولكنَّ السيّد المسيح قال لهم: "ما أشدّ بياض أسنانه!". لقد أراد بذلك أن لا نكتفي بنظرتنا إلى الآخرين من زاوية سلبيّاتهم، بل أن تكون نظرتنا الأولى إلى إيجابيّاتهم، وبذلك نكون منصفين في النظر إلى الأشخاص أو الجهات، سواء ممن نلتقي بهم أو نختلف معهم.

موقف أخير: مرّ يوماً على قبر كان يُعذَّب صاحبُه، ثم مرَّ به السنة التّالية، فإذا هو قد رُفع العذاب عنه، فقال : يا ربّ، إني مررت بهذا القبر وهو يعذَّب، ثم مررت به هذا العام وها هو قد رُفع عنه العذاب، فأوحى إليه: يا روح الله، لهذا الرّجل ولد صالح بلغ الحلم، فأصلح درباً، وآوى يتيماً، فغفرت له بسبب ابنه... فالتفت إلى حواريّيه وقال: "هكذا ربّوا أولادكم"، وهذا ما ينبغي أن نربي أولادنا عليه.

أهميّةُ إحياءِ الميلادِ

أيّها الأحبَّة: إنَّ إحياءنا لميلاد السيّد المسيح (ع) ليس مجاملة لنظرائنا المسيحيّين، بقدر ما هو تعبير عن إيماننا بعظمة هذا النبيّ، والذي جاء رسول الله (ص) مصدِّقاً به وبرسالته، بل نريد من هذه المناسبة التي تظلّ عنواناً جامعاً للمسلمين والمسيحيّين، أن تعزِّز العلاقة بين أتباع الديانتين، وتساهم في العمل معاً لتعزيز القيم المشتركة التي جاء بها السيّد المسيح (ع)، وتابعها وأكملها رسول الله (ص)؛ قيم المحبّة والرّحمة والعدالة واحترام كرامة الإنسان، والتصدّي سوياً لكلِّ الذي يعملون على إشاعة الفساد والظّلم والطّغيان، ويمتهنون كرامات النَّاس والشعوب المستضعفة، وأن لا ندع الاختلاف في النظرة إلى السيّد المسيح (ع) سبباً للنزاع والتوتّر، أو أن يدخل أحد على خطّه، فإلى هذا دعانا الله ودعانا رسوله، عندما قال: { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ الله }[آل عمران: 64].

إنّنا، وبمثل هذه النظرة، نبني الحياة، ويكون تنوّع الأديان عنصر وئام، وعندها، لا يسمح للذين يريدون للأديان أن تكون مطيّة لهم للوصول إلى أهدافهم الخاصّة ومصالحهم، أن يحقّقوا ما يريدون.

الخطبة السياسية

عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بوصية السيّد المسيح (ع) حين قال: "أيها النّاس، لن أقول لكم كما تقولون: صِلوا من وصلكم، وأعطوا من أعطاكم، واعفوا عمّن عفا عنكم، بل سأقول لكم: صلوا من قطعكم، وأعطوا من منعكم، وسلّموا على من سبّكم، وأنصفوا من خاصمكم، واعفوا عمّن ظلمكم كما تحبّون أن يُعفى عن إساءاتكم، وبذلك تتخلّقون بأخلاق ربّكم، ألا ترون أنَّ شمسه تشرق على الأبرار والفجّار، وأنَّ مطره ينزل على الصالحين والخاطئين، وأنّ خيره يصيب الجميع، حتى الّذين جاهروه بالعداوة، وإن كنتم لا تحبّون إلَّا من أحبّكم، ولا تحسنون إلَّا لمن أحسن إليكم، ولا تكافئون إلَّا من أعطاكم، فما فضلكم على غيركم؟!".

إننا أحوج ما نكون إلى أن نستلهم هذه الوصية في حياتنا، والتي إن أخذنا بها، فستساهم في تبريد الخلافات، وإزالة الأحقاد والعداوات، وتبثّ السَّلام في النفوس، وتجعلنا أقرب إلى الله، ولنصبح أكثر قدرةً على مواجهة التحدّيات.

تأزّم سياسيّ

والبداية من المشهد السياسيّ في لبنان، حيث لا يبدو أنَّ أبواب الحلّ قد فتحت على هذا الصّعيد، بفعل التأزم السياسي الحاصل بين الأفرقاء السياسيين، حيث لم تفلح كل الجهود التي بذلت لإزالة الحواجز التي تقف مانعاً أمام تحريك العجلة السياسية، في ظلّ عدم رغبة هؤلاء في تقديم تنازلات هي ضروريّة للوصول إلى علاج للأزمات المستعصية على مستوى الحكومة أو القضاء، وتلك التي تهمّ الوطن والمواطنين فيه.

ومع الأسف، يجري كل ذلك فيما تتفاقم معاناة المواطن على الصعيد المعيشي والحياتي، والذي بات معها اللّبنانيون عاجزين عن تأمين أبسط مقوِّمات حياتهم، إن من ناحية الغذاء أو الاستشفاء أو تأمين الكهرباء، أو إدخال السّرور على أولادهم كما اعتادوا في أيام الأعياد، والذي يجعلهم يبحثون عمن يستطيع أن يسدَّ حاجتهم من الداخل أو الخارج، وهناك من وصل به اليأس إلى أن يقدم على معصية الانتحار، أو الحصول على المال بغير وجه حقّ لتأمين احتياجاته.

إننا أمام كلّ هذا الواقع المزري والمأساوي والإذلال الذي يعيشه اللبنانيون، نجدد دعوتنا للقوى السياسية الفاعلة إلى أن ترأف بهذا الوطن وبإنسانه، لا تفضّلاً ولا منّة، بل قياماً بالمسؤولية التي تولّوها، فالمواقع التي وصلوا إليها لم يتوارثوها، بل حصلت بأصوات اللبنانيين وبتأييدهم، الذين يريدون بلداً يقوم بحاجاته، لا بلداً يتسوَّل في هذا العالم ليحصل على المساعدات أو القروض من هنا وهناك، وهي لن تقدَّم بالمجان، وقد يكون ثمنها باهظاً على الصعيد السيادي، أو على مصالح اللّبنانيين ومستقبلهم.

إننا نقولها لكلِّ القوى السياسيّة: إنكم قادرون على إنقاذ هذا البلد إن تعاونتم وخرجتم من حساباتكم الخاصّة أو الفئويّة، ومن التفكير الذي لا يزال يراود البعض بأنّه قادر على تثبيت موقعه، أو الإمساك بزمام طائفته، بخطاب شدّ العصب، أو بإثارة المخاوف من الطوائف الأخرى، أو المواقع السياسيّة المنافسة أو حتى الصّديقة، وتصعيد الصراع معها...

ومن هنا، فإننا نجدّد دعوتنا للجميع إلى العمل معاً بكلّ جدية ومسؤوليّة لإزالة الأسباب التي لا تزال تقف عائقاً أمام دوران عجلة عمل الحكومة الّتي من مسؤوليّتها أن تعالج الأزمات التي يعانيها اللّبنانيون، ولمواجهة الاستحقاقات القادمة، بعدما أصبح واضحاً أنّ الحلول لن تأتي إلّا باحترام الآليات الدستورية والقانونية ومن خلال المؤسّسات.

إنَّ من المعيب أن يأتي المسؤولون من الخارج ليحثّوا المسؤولين اللبنانيّين على القيام بمسؤوليّاتهم تجاه وطنهم ومواطنيهم، ونحن نعي أنّ العالم عندما يأتي إلينا فهو يريد مصالحه، لكنّنا دائماً نقولها لمن هم في المواقع السياسيّة: إذا كان الكلّ في هذا العالم يفكِّر في مصلحة بلده ولثراء إنسانه، فلماذا لا تفكّرون أنتم في مصالح بلدكم وإنسانه؟! لا تزال المشكلة في هذا البلد في الذين يفكرون في مصالح الآخرين قبل أن يفكّروا في مصالح بلدهم.

سرقةُ أموالِ اللّبنانيّين

ونبقى على الصعيد المالي، لنحذِّر مجدَّداً من كل القرارات المالية التي تصدر عن المصرف المركزي، والتي تؤدِّي إلى سرقة موصوفة لأموال اللّبنانيين المودعة في البنوك، وإلى إذلالهم بالوقوف أمام أبواب المصارف، مستغلّين حاجة النّاس إلى السيولة وإلى ما يؤمِّن احتياجاتهم.

إننا نحذِّر من استمرار هذه السياسة، وندعو إلى العمل الجادّ لإعادة جنى عمر الناس، فمن واجب من ائتمنوا على هذه الأموال أن يردّوا الأمانات إلى أهلها.

إنّ من المؤسف أن من يملكون جنسيات أخرى قادرون على استعادة أموالهم تحت ضغط دولهم، فيما اللّبنانيون غير قادرين على ذلك.

وفي مجال آخر، نجدِّد دعوتنا للتجار الكبار ولمستوردي حاجات الناس إلى الرّحمة بالناس، وأن لا يكون هاجسهم الحفاظ على أرباحهم لتبقى كما كانت، في الوقت الَّذي ندعو وزارة الاقتصاد والبلديات إلى مراقبة الأسعار التي باتت لا تتماشى مع ارتفاع سعر صرف الدّولار، بل تتضاعف.

أزمةُ الكورون

وفي هذا الوقت، تعود إلى الواجهة الأزمة الصحيّة التي تسبّب بها وباء كورونا المستجدّ، مع تصاعد أرقام المصابين وأعداد الوفيات، في ظلّ عجز المستشفيات عن تأمين الكلفة الباهظة للعلاج، والهجرة المستمرّة للأطباء والممرضين، ما يعني أنّنا سندخل في نفق صحي مظلم قد يكون أخطر مما عشناه في العام الفائت وما قبله.

ومن هنا، فإننا نجدّد دعوتنا للمواطنين إلى ضرورة مراعاة أقصى سبل الوقاية، في الوقت الذي ندعو الدولة إلى القيام بالدور المطلوب منها في الرقابة على التقيد بهذه الإجراءات.

مناسبةٌ لتعزيزِ التّلاقي

وأخيراً، وفي ذكرى ميلاد السيّد المسيح (ع)، نتوجه بالتهنئة للمسلمين والمسيحيّين وكلّ اللّبنانيّين لهذا الذّكرى التي نريدها مناسبةً لتعزيز روح التّلاقي على القيم الّتي مثّلها السيّد المسيح (ع)؛ قيم الرحمة والمحبة وخدمة الإنسان كلّه، بعيداً من الانتماء الطائفي أو المذهبي أو السياسي، والنهوض بالضّعفاء والمحرومين، ومواجهة الظلم والجور والطّغيان، من أيّ جهة أتت، ولأيّ حساب كان، وبهذا تُحفظ الأوطان وتستقرّ.

مواضيع متعلّقة

تعليقات القرّاء

ملاحظة: التعليقات المنشورة لا تعبّر عن رأي الموقع وإنّما تعبر عن رأي أصحابها

أكتب تعليقك

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو الأشخاص أو المقدسات. الإبتعاد عن التحريض الطائفي و المذهبي.

تويتر يحذف حساب عهد التميمي تويتر يحذف حساب عهد التميمي الاحتلال يعتقل 3 فتية من الخليل الشيخ عكرمة صبري: من يفرط في القدس يفرط في مكة والمدينة شيخ الأزهر يؤكد أهمية تدريس القضية الفلسطينية في مقرر دراسي حماس تدين جريمة كنيسة مارمينا في القاهرة الهيئة الإسلامية المسيحية: الاعتداء على كنيسة حلوان إرهاب يجب اجتثاثه الحكم على محمد مرسي بالحبس 3 سنوات بتهمة إهانة القضاء الحكم على محمد مرسي بالحبس 3 سنوات بتهمة إهانة القضاء منظمات أممية تدعو لوقف الحرب في اليمن داعش تتبنى هجوم الأربعاء على متجر بسان بطرسبورغ الميادين: مسيرات حاشدة في مدن إيرانية رفضاً للتدخل الخارجي بالبلاد بنغلاديش تستعد لترحيل 100 ألف لاجئ من الروهينغا إلى ميانمار فى يناير/ كانون الثاني وزير ألماني محلي يدعو للسماح للمدرسات المسلمات بارتداء الحجاب صحيفة أمريكية: الولايات المتحدة تفكر فى قطع مساعدات مالية عن باكستان مقتل 3 عمال في إطلاق نار في ولاية تكساس الأميركية بوتين يوقع قانوناً لإنشاء مختبر وطني لمكافحة المنشطات مسلح يقتل عمدة مدينة بيتاتلان المكسيكية علماء يبتكرون لقاحاً ضد الإدمان على المخدرات منظمة الصحة العالمية: السكري سابع مسببات الوفاة في 2030 دراسة: تلوث الهواء يقتل 4.6 مليون شخص كل عام المشي 3 كيلومترات يومياً يحد من تدهور دماغ كبار السن ضعف العلاقات بين المهاجرين ندوة في بعلبكّ: دور الحوار في بناء المواطنة الفاعلة شهرُ رجبَ شهرُ الرَّحمةِ وذكرِ الله لمقاربةٍ لبنانيَّةٍ وحوارٍ داخليٍّ قبل انتظار مساعدة الآخرين السَّبت أوَّل شهر رجب 1442هـ مناقشة رسالة ماجستير حول ديوان شعريّ للمرجع فضل الله (رض) الحجاب واجبٌ وليس تقليدًا اجتماعيًّا في عصر الإعلام والتّأثير.. مسؤوليَّة تقصّي الحقيقة قصّة النبيّ يونس (ع) المليئة بالعبر المرض بلاءٌ وعذاب أم خيرٌ وثواب؟! فضل الله في درس التفسير الأسبوعي
يسمح إستخدام المواضيع من الموقع شرط ذكر المصدر