قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ}[الأنبياء: 73]. صدق الله العظيم.
يصادف في الخامس والعشرين من شهر رجب الحرام، ذكرى وفاة واحد من أولئك الأئمَّة الَّذين أشار الله إليهم في هذه الآية أنهم أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وفعلوا الخير وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر وكانوا لله عابدين، وهو الإمام موسى بن جعفر الكاظم (ع).
موقعُ الإمامِ (ع)
وقد أشار الشّيخ المفيد في كتابه "الإرشاد" إلى الموقع الَّذي كان للإمام (ع) في المرحلة الَّتي عاشها، بقوله: "كان موسى بن جعفر (ع) أجلّ ولد أبي عبد الله (ع) - الإمام الصَّادق (ع) - قدراً، وأعظمهم محلّاً، وأبعدهم في النّاس صيتاً، ولم يُر في زمانه أسخى منه ولا أكرم نفساً وعشرةً، وكان أعبد أهل زمانه وأورعهم وأفقههم..."1.
وقد عبّر اللَّقب الذي اقترن باسمه، وهو الكاظم، عما كان يتميَّز به الإمام (ع)، فقد كان (ع) يكظم غيظه، أي يحبسه، فلا يتصرَّف بوحيه، بل بوحي إيمانه، وكان يبادل الإساءة بإحسان.
وقد تولّى (ع) سدّة الإمامة بعد وفاة أبيه (ع) لمدّة خمسة وثلاثين عاماً، وكان ذلك في مرحلة قوَّة الدولة العباسية، حيث تعاقب عليها في حياته عدد من خلفائها، وقد عانى الإمام (ع) شدَّة معاملتهم، ولكنّ أشدَّها كانت في عهد خلافة هارون الرّشيد.
في مواجهةِ ظلمِ الرَّشيدِ
ونحن في هذه المناسبة الحزينة، سنتوقَّف عند العديد من هذه المواقف التي اتخذها الإمام (ع) في مواجهة ظلم هارون الرّشيد وطغيانه.
عندَ قبرِ الرّسولِ (ص)
الموقف الأوَّل: ما حصل عندما جاء هارون الرّشيد إلى قبر النبيّ (ص) في المدينة، ووقف أمام القبر، وعلى مرأى الناس الزائرين لقبره الشَّريف، وقال: "السّلام عليك يابن العمّ"، وهو بذلك يريد أن يشير إلى الشَّرف الذي بلغه بأنَّه أقرب الناس إلى رسول الله (ص)، إلَّا أنَّ الإمام (ع) أراد أن يُكذِّب هذا الادّعاء، ويزيل هذا السِّلاح الذي كان يستعمله الرّشيد في مواجهة خصومه، ويتحدَّى جبروته، فتوجه إلى قبر النبيّ (ص)، وأمسك بالقبر وقال: "السَّلام عليك يا أبتِ"، وهو يريد بذلك أن يقول لهارون الرَّشيد إنّك إذا كنت ـ يا هارون ـ تدَّعي شرفاً بأنَّك أقرب الناس من رسول الله، وترى شرعيَّة خلافتك من ذلك، فأنا أقرب إليه منك، فأنا من أبناء رسول الله (ص).
هنا غضب هارون الرَّشيد من تصرف الإمام (ع)، وقال للإمام (ع): كيف تدَّعون أنّكم أبناء رسول الله، فيما أنتم تُنسبون إلى عليّ؟.. صحيح أنَّ رسول الله جدّكم، لكنَّه جدَّكم من أمّكم، والولد ينسب إلى أبيه لا إلى أمِّه. فقال له (ع): يبدو أنّك لم تقرأ القرآن، ولو قرأت القرآن لما قلت ذلك، فالقرآن يقول: {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ}[آل عمران: 61]. وهذه الآية، بحسب كلّ المسلمين، نزلت يوم المباهلة، عندما جاء رسول الله (ص) وعلى كتفه الحسن والحسين، ومعه السيّدة الزهراء (ع) وعليّ (ع)، لتؤكِّد أنَّ القرآن الكريم اعتبر الحسن والحسين أبناء رسول الله (ص) رغم أنهما أولاد ابنته، وذلك بقوله: {أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ}. عندها، لم ينبس هارون الرّشيد ببنت شفة، ومشى غاضباً وهو يتوعَّد الإمام (ع).
رفضُ التَّعاونِ معَ الظَّالمينَ
وموقف آخر من التحدّي لهارون الرَّشيد، هو ما قاله لأحد أصحابه، وهو صفوان الجمَّال، عندما جاء إليه يوماً وقال له: "يا صفوان! إنَّ كلَّ شيءٍ منك حسن ما خلا شيئاً واحداً"، فقال: جعلت فداك، أيّ شيء؟ قال (ع): "إكراؤك ــ أي تأجيرك ــ جِمالَك لهارون الرَّشيد"، قال له: والله ما أكريته أشراً ولا بطراً، ولا للصَّيد ولا للَّهو، ولكنّي أكريته لهذا الطَّريق ـ يعني طريق مكّة ـ ولا أتولّاه، ولكن أبعث معه غلماني. فقال (ع): "يا صفوان! أيقع إكراؤك عليهم؟"، قلت: نعم، جعلت فداك. فقال (ع): "أتحبّ بقاءهم حتّى يخرج كراؤك". قلت: نعم. قال الإمام: "فمَن أحبّ بقاءهم فهو منهم، ومن كان منهم كان وارداً النّار". قال صفوان: فذهبت وبِعتُ جِمالي عن آخرها، فبلغ ذلك هارون، فدعاني وقال: يا صفوان! بلغني أنَّك بعت جمالك؟ قلت: نعم. فقال: لِمَ؟ قلت: ما عدت أقوم بهذا العمل، وقد استغنيت عنه. فقال هارون: هيهاتَ هيهات! إنّي لأعلم من أشار عليك بهذا، فالأمر ليس من عندك؛ إنَّه موسى بن جعفر .
حرًّا في السِّجنِ
موقف ثالث حصل عندما كان الإمام (ع) في السجن. وكما تعرفون، بقي الإمام الكاظم فترة طويلة في سجون هارون الرّشيد، حيث تذكر السّيرة، أنَّ الرَّشيد لما شعر بعدم جدوى إبقاء الإمام (ع) في السِّجن، إذ تأكَّد أنَّ ذلك لم ينفعه لتغيير مواقفه، وخشي من نقمة الناس عليه إن استمرَّ في سجنه، قرَّر أن يفرج عنه، لكن ما كان يريده أن يخرج بالعنفوان الَّذي هو عليه، وأن يتابع عمله ليكمل ما بدأه في مواجهة ظلمه وانحرافه وفساده، بل أن يخرج ذليلاً مسالماً.
فأرسل إلى وزيره يحيى بن خالد البرمكي، أن يذهب إلى الإمام (ع) ليبلغه أنّه على استعداد لإطلاق سراحه، بشرط أن يعتذر منه، فرفض الإمام يومها عرض هارون الرَّشيد، وقال له: ليس عندي ما يستوجب الاعتذار، هو من ينبغي أن يعتذر إليَّ عندما سجنني بغير وجه حقّ، اذهب إليه وقل له: إنَّ الأجل قريب، والحساب هناك.
لقد كان السِّجن خياره، فهو لا يريد حريّة ذليلة، حريّة تجعله يسكت على ظلم الظّالمين، عن قول كلمة الحقّ، عن نصرة المظلومين، عن الانحراف الَّذي أريد له أن يمنحه الشّرعيَّة ويصبح أمراً واقعاً، وقد قال ما قاله النبيّ يوسف (ع): {رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ}. ونقل عنه (ع) أنه كان يدعو الله تعالى قائلاً: "اللَّهمَّ إنّك تعلم أني كنت أسألك أن تفرّغني لعبادتك، اللَّهمَّ وقد فعلت، فلك الحمد".
ففي السجن، كان الإمام (ع) يقضي وقته قائماً راكعاً ساجداً، قارئاً للقرآن، ذاكراً الله، يصلّي نوافل اللَّيل ويصلها بالصّبح، حتى تطلع الشَّمس، ويخرّ ساجداً إلى ما يقرب الزَّوال، في تلك السَّجدة الطّويلة التي عُرف بها.
شهادةُ الإمامِ (ع)
ولذلك، شعر هارون الرشيد بالضّيق من وجود هذا الإمام، من ثباته ومن صبره، وبعد أن لم تنفع معه كلّ الوسائل في تغيير مواقفه، قرَّر أن ينهي حياته الشّريفة بالسمّ وهو في غياهب سجنه.
لقد أراد الإمام الكاظم (ع) من هذه المواقف التي اتخذها من هارون، أن يؤكِّد حقيقة ينبغي أن تكون طابع حياتنا، بأن لا نؤيِّد ظالماً أو نجامله أو نرفعه على الأكفّ، أو نعطيه قيادنا لنحصل على ما عنده، وأن نخلِّد الذين يقفون المواقف العزيزة، فها هو الإمام، ورغم المعاناة الّتي عاشها، مهوى أفئدة قلوب الناس وقدوة الصَّابرين والمجاهدين، فيما ضاع ملك هارون الرَّشيد وانتهى ذكره، رغم أنه كان يقول للغمامة: "اذهبي حيث شئتِ، فإليَّ يعود خراجك".
في ذكرى ارتحال الإمام الكاظم (ع) إلى ربّه، نتوجَّه إليه بتحايانا لنقول له: السَّلام عليك يا أبا الحسن، يوم ولدت، ويوم انتقلت إلى رحاب ربِّك، ويوم تبعث حيّاً، جزاك الله خيراً عنَّا وعن الأمَّة التي صبرت وضحَّيت من أجل توعيتها وتوجهيها، ومن أجل إبقاء الإسلام عزيزاً حيّاً في القلوب.. جزاك الله خيراً كثيراً.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.
الخطبة السياسية
عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بالوصية التي نقلها الإمام الكاظم عن آبائه (ع) عن الحسين (ع): "أنه جاء رجلٌ إلى أميـر المؤمنين (ع) يسعى بقوم، فأمرني أن دعوت له قنبراً، فقال له عليّ (ع): اخرج إلى هذا السّاعي، فقل له قد أسمعتنا ما كره الله تعالى، فانصرف في غير حفظ الله تعالى".
لقد أراد الإمام (ع) من وصيَّته هذه أن لا نكون نمامين، فإذا سمعنا من أحد كلاماً مسيئاً عن شخص أو جهةـ فلا ننقله إلى ذلك الشخص أو تلك الجهة، والَّذي من الطبيعي أن يكون سبباً في حدوث مشكلات أو تفاقمها، بين من نقَلَ عنه ومن نُقِلَ إليه، وسبباً في حدوث نزاعات أو توترات وحتى سقوط دماء وغير ذلك، ويتحمَّل الناقل بسببها مسؤولية كل التداعيات التي يؤدي إليها هذا النقل، وهذا ما أشار الحديث إليه: يؤتى يوم القيامة للإنسان بقارورة فيها دم، فيقال له هذا نصيبك من دم فلان، فيقول: يا ربّ، لم أقتل ولم أجرح، فيقال له: لكنّك نقلت كلمة من إنسان إلى إنسان، فتسبّبت في جرحٍ أو قتلٍ أنت لك نصيب منه، ونصيبك هو الأكبر.
فلنستوصِ بوصية الإمام، بأن نكون ناقلي محبَّة وإصلاح وكلّ ما فيه خير للآخرين، كما جاء في قوله تعالى: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ...}[النساء: 114].
وبذلك نقلّل من النّزاعات والخصومات والفتن، ونكون أكثر وحدة، وبالتّالي أكثر قدرةً على مواجهة التحديات.
حربُ روسيا - أوكراني
والبداية من الحرب التي اشتعلت بين أوكرانيا وروسيا، والتي تؤشِّر إلى مرحلة جديدة قد تعيد العالم إلى منطق الحروب المباشرة بين الكبار بكلِّ تداعياتها وآلامها.
ونحن في هذا المجال، في الوقت الَّذي نخشى من تداعيات هذه الحرب وآثارها على استقرار العالم واقتصاده، فإننا نأمل أن تكون باباً لمزيد من الوعي للّذين لا يزالون يراهنون على الدول الكبرى لحماية أمنهم ومصالحهم، وأن يعوا أنَّ هذه الدول سرعان ما تخذلهم عندما ترى أنَّ مصالحها ومصالح شعوبها لا تقتضي ذلك، فهي دائماً تريد للدول المستضعفة أن تكون بقرةً حلوباً لمصالحها، وليكن رهانهم دائماً على قوَّتهم ووحدتهم ووعيهم، حتى لا يكونوا وقوداً لصراعات الكبار على أرضهم ويكتووا بنارهم.
الوضعُ المأزومُ
ونعود إلى الداخل اللبناني، حيث يستمرّ الوضع الاقتصادي والمعيشي والحياتي بالتأزم، وتزداد معه معاناة اللبنانيين، من دون أن يبدو أيّ أفق للحلول، بعد أن أصبح واضحاً، وبما لا يدع مجالاً للشّكّ، أن لا مساعدات ستأتي من الخارج لإخراج البلد من أزماته في ظلّ الواقع الموجود، وهي، بالطّبع، لن تأتي ممن يديرون الواقع السياسيَّ بعدما فشلوا في إدارة البلد في سياسته واقتصاده، وإذا كان من حلول، فهي كما جرى سابقاً ويجري الآن، بمدّ أيديهم إلى جيوب اللبنانيين عبر ضرائب مباشرة وغير مباشرة، من دون أن يكلِّفوا أنفسهم عناء البحث عن سبلٍ لحلولٍ أخرى لعلاج أزمات اللّبنانيين، أو على الأقلّ للتخفيف منها، وخصوصاً عندما تكون على حسابهم.
لا خطّةَ للكهرباءِ
ولعلّ المؤسف هنا ما يجري على صعيد خطة الكهرباء، فبرغم التكلفة الباهظة التي تتكلّفها الخزينة في هذا القطاع، فإنَّه حتَّى الآن، ليس هناك من خطة واضحة يتمّ التوافق عليها لكيفيَّة علاج مشكلات هذا القطاع، بل نرى استمراراً للتَّجاذب الحادّ بين الأفرقاء المعنيّين حولها، بما يؤخِّر إنجاز هذه الخطَّة التي قال الاقتصاديون إنّ التأخر فيها يكلف أكثر من سبعين مليون دولار كلّ شهر.
التَّكاتفُ في مواجهةِ الأزمةِ
ونحن أمام كل هذا الواقع، نعيد دعوة اللّبنانيين إلى التكاتف والتوحّد في ما بينهم لمعالجة أزماتهم، وأن لا يسمحوا للعاملين على إيجاد الشرخ للعبث بهذه الوحدة أن يجدوا طريقاً لهم، من خلال إثارة العناوين الخلافية التي يراهن البعض عليها، ويراها الطريق لشدّ عصب الجمهور خلفه، وكسب الأصوات في مرحلة الانتخابات.
إنَّ على اللبنانيين أن يكونوا أكثر وعياً ومسؤوليّة، بأن يقولوا لكلّ هؤلاء: لقد تعبنا من هذه اللّغة التي أتقنتموها بإثارة الحساسيات بين اللّبنانيين، أو بتخويفهم بعضهم من بعض، من دون أن تأخذوا في الاعتبار تداعياتها على اقتصاد البلد وأمنه. إنّ الطريق إلينا لن يمرّ إلا عندما نرى برامج ونرى أكفاء صادقين في العمل لتحقيقها.
العدوُّ يعبثُ بأمنِ الوطنِ
في هذا الوقت، يستمرّ العدو الصهيوني بالعمل على إرباك الساحة الداخلية، والعبث بأمنها واستقرارها والعلاقة بين مكوّناتها، من خلال تجنيد عملاء له يعملون على هذا الصّعيد.
وهو يستفيد في ذلك من الوضع الاقتصادي الصعب، والاحتقان الداخلي الذي يعانيه هذا البلد، ما يتطلَّب منا الدعوة إلى تحصين السّاحة الداخليّة على الصعيد الاقتصادي والمعيشي، والكفّ عن الخطاب الذي يدفع بالبلد إلى انقسامات حادّة تؤمِّن حاضنة خصبة لهذا العدوّ.
ونحن في الوقت نفسه، ندعو مجدَّداً إلى الكفِّ عن إثارة علامات الاستفهام حول أيِّ مظهرٍ يساهم في تعزيز القوَّة في مواجهة عدوّ لا يزال يتهدّده في الجوّ والبحر والبرّ، وأن نعتزّ بالأيادي التي تعمل في اللّيل والنّهار لحماية هذا البلد وعدم المسّ باستقراره، بعيداً من دهاليز الصّراعات الداخلية والطائفية.
ونبقى على صعيد الإنجاز الذي حقّقته شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، في كشف الشبكات الإرهابية، لننوّه بهذا الإنجاز الذي منع حصول كارثة كانت ستحصل باستهداف مراكز دينية، وإلحاق أكبر قدر من الأذى والضّرر في مناطق لبنانية عدة، والذي يضاف إلى سجلّ إنجازات القوى الأمنية اللبنانية في منع أعمال إرهابية سابقة. ومن هنا، فإننا ندعو إلى دعم القوى الأمنيَّة وتعزيز قدراتها للقيام بدورها، لتبقى العين السَّاهرة لحماية الوطن واستقراره وسلمه الأهليّ على مستوى الداخل والخارج.
تنويهٌ بدعوةِ الفاتيكان
وأخيراً، ننوِّه بكلّ الدَّعوات التي تحثّ اللّبنانيّين على الحوار، وآخرها ما صدر عن حاضرة الفاتيكان. إننا نأمل أن يستجيب الجميع لهذه الدّعوات، حيث لا بديل للبنانيين لحماية بلدهم واستقراره على كل الصّعد إلّا الحوار، وصولاً إلى التفاهم والتعاون.
[1]الإرشاد، الشّيخ المفيد، ج 2، ص 214.