الترتيب حسب:
Relevance
Relevance
Date

في وداع شهر رمضان: الحفاظ على الروحيّة والمكتسبات

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الخطبة الدينية

قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}. صدق الله العظيم.

وداع شهر رمضان

أيام قليلة ويفارقنا هذا الشّهر، بعد أن نكون قد صاحبناه لثلاثين يوماً، هذا الشهر الذي نعمنا فيه ببركاته وخيراته؛ حظينا فيه بضيافة الكريم، أنفاسنا كانت فيه تسابيح، ونومنا عبادة، ودعاؤنا فيه مستجاباً، والأجر مضاعف فيه أضعافاً كبيرة... يكفي أن نقرأ فيه آية من القرآن حتى نأخذ ثواب من ختم القرآن كلّه في بقية الشهور، وأن نتطوَّع فيه بنافلة حتى يكتب لنا براءة من النّار، وأن نؤدّي فيه فريضة حتى يكتب لنا ثواب من أدَّى سبعين فريضة في غيره من الشهور، وإن وصلنا فيه رحماً، فإن الله عز وجل سيصلنا برحمته يوم نلقاه، وقد أودع الله عزّ وجلّ فيه ليلة أشار الله عزّ وجلّ أنها خير من ألف شهر.

هو شهر شعرنا فيه بعبوديتنا لله، فصرنا فيه نأكل حين يريدنا الله أن نأكل، ونترك ما نهانا عنه حين يريد ذلك.. شهر انتشلنا الله فيه من أنانيّاتنا، وملأ قلوبنا بالمحبة والحنو على الفقراء والمساكين، وكلّ من قست عليهم ظروف الحياة... شهر نعمنا فيه بكلّ ما تسمو فيه أرواحنا إلى بارئها بقراءة القرآن والذكر وصلاة اللّيل، وبتربية أنفسنا على الرحمة بالصغار والتوقير للكبار وحسن الخلق والانضباط بألسنتنا وأسماعنا وكلّ جوارحنا، ومنعها من أن تخرج عن حدود ما رسم الله لها.

شهر نعمنا فيه بأنس لياليه وأسحاره وما يحظى به الصَّائمون من بركات عند إفطارهم "للصائم فرحتان: فرحة عند إفطاره، وفرحة يوم يلقى ربه"...

لذا، من الطبيعي أن نشعر بالأسى لفراقه كما يشعر الواحد منا عند فقد عزيز...

وهذا ما عبَّر عنه الإمام زين العابدين (ع) في دعائه في وداع شهر رمضان، قائلاً:

"اللّهمّ وَقَدْ أَقَامَ فِينَا هَذَا الشَّهْرُ مَقَامَ حَمْدٍ، وَصَحِبَنَا صُحْبَةَ مَبْرُور، وَأَرْبَحَنَا أَفْضَلَ أَرْبَاحِ الْعَالَمِينَ، ثُمَّ قَدْ فَارَقَنَا عِنْدَ تَمَامِ وَقْتِهِ، وَانْقِطَاعِ مُدَّتِهِ وَوَفَاءِ عَدَدِهِ، فَنَحْنُ مُوَدِّعُوهُ وِدَاعَ مَنْ عَزَّ فِرَاقُهُ عَلَيْنَا، وَغَمَّنَا وَأَوْحَشَنَا انْصِرَافُهُ عَنَّا...".

لكن هذا الشّعور لن يبلغه إلَّا من عرف قدر هذا الشّهر وأهميّته، وعمل بما دعي إليه فيه. وبعد كلّ هذا يطرح السّؤال: هل شهر رمضان هو كأيّ شهر من شهور السّنة يمرّ وينتهي بانتهائه؟

الأمر ليس كذلك، فالله سبحانه لم يرد لهذا الشَّهر أن يكون شهراً في السّنة، بل أراد له أن يكون سيّداً للشهور وقائداً لها، وما يحصل فيه من أجواء روحية وإيمانية ينبغي أن ينعكس على السنة كلها.

ترسيخُ الآثارِ الروحيّة

ومن هنا، أيُّها الأحبة؛ لا بدَّ لنا أولاً: من أن نصمم على أن نتابع ما بدأناه في هذا الشهر، بأن يبقى تواصلنا مع القرآن، أن لا نهجره ولا نقليه، بل أن نستمرَّ، وكما كنا في شهر رمضان، في تلاوته وحفظه وفهمه وتدارسه.

بأن نذكر الله في السّرّ والعلن، وفي آناء اللّيل وأطراف النَّهار، وفي الدعاء وأداء الصّلوات بأوقاتها، والاهتمام بصلاة اللّيل وأداء النّوافل، كما كنا نحرص في شهر رمضان في نهاره وليله وأسحاره...

وأن نستمرَّ ببسط أيدينا بالعطاء والصَّدقات لعباد الله، أن نبحث عنهم، فلا ننتظر أن يأتوا إلينا ليبذلوا ماء وجوههم حتى نغدق عليهم من عطائنا، فمن صام، لا بدَّ من أن يتحوَّل إنساناً يتعالى عن أنانيّته، ويخرج من شرنقة نفسه، ليصبح عبداً باراً، ولا يوجد برّ بلا تواصل وبلا تراحم.

أن نستمر بالتواصل مع أرحامنا وجيراننا ومن نعيش معهم في الحيّ أو القرية، ومع المؤمنين. أن نحرص على ارتياد المساجد وموائد الذكر والتوجيه والموعظة... أن نصوم بعده فيما دعينا إلى الصيام فيه.

وثانياً؛ أن نتأكَّد من بلوغنا الهدف الّذي من أجله كان رمضان، فشهر رمضان أودع الله فيه هدفاً جعله مقياساً لقبول هذا الشَّهر، فلا يقبل هذا الشهر بدونه.

وقد كان القرآن واضحاً في الدَّلالة على هذا الهدف، عندما قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}، فلا بدّ من أن نتأكد من بلوغنا هذه الدرجة الرفيعة، أمَّا كيف ذلك؟ فهو يتحقّق بطريقتين:

الطريقة الأولى، هي بأن يعرض كلّ منا نفسه على الآيات والأحاديث الّتي تحدّثت عن المتّقين وبيّنت صفاتهم، للتأكّد من اشتماله على هذه الصّفات.

من هذه الآيات الكريمة: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آَخِذِينَ مَا آَتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ * وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ}.

وقوله عنهم: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}...

ومن الأحاديث الشّريفة الّتي تتحدَّث عن صفات المتّقين: "لا يَكُونُ الرَّجُلُ تَقِيًّا، حَتَّى يُحَاسِبَ نَفْسَهُ مُحَاسَبَةَ شَرِيكِهِ، وَحَتَّى يَعْلَمَ مِنْ أَيْنَ مَلْبَسُهُ، وَمَطْعَمُهُ، وَمَشْرَبُهُ".

وفي الحديث: "أنْ لَا يَفْقِدكَ الله حَيْثُ أَمْرَكَ، وَلَا يراك حَيْثُ نَهَاكَ".

والطريقة الأخرى لترسيخ آثار شهر رمضان في نفوسنا، هي قياس مدى قربنا أو بعدنا عن الصّفة التي تقابل التّقوى، أي الفجور، وقد ورد: "فإنَّ الناس اثنان: برٌّ تقيّ، وآخر فاجر شقيّ".

وصفة الفاجر تصدق على من لا يستحي أن يراه الله وهو يعصيه، وهو من لا يبالي بذلك.

وثالثاً؛ أن نحرص على أن لا نضيِّع ما كسبناه في هذا الشهر، ونُحرم مما عشناه من حالات التقوى، بغيبة هنا، أو بكذب هناك، أو بظلم إنسان، أو بأكل باطل، أو بإساءة إلى عرض، أو غير ذلك مما يوسوس به الشّيطان أو أنفسنا الأمّارة بالسّوء، أو عصبياتنا أو انفعالاتنا، بحيث يعود الإنسان مفلساً، كالّذين تحدَّث عنهم الحديث الوارد عن رسول الله (ص)، حين قال: "أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ؟"، قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لا دِرْهَمَ لَهُ وَلا مَتَاعَ ، فَقَالَ: "إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ، أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ".

استدراك التَّقصير

وأخيراً، أن نحرص في هذه الأيام القليلة الباقية من هذا الشّهر، على أن نستدرك تقصيرنا فيه، بأن نبادر إلى العمل بما قصَّرنا فيه من عبادات في هذا الشَّهر من أداء النوافل وقراءة القرآن والدعاء، وإحياء اللّيل بالعبادة وصلة الأرحام والجيران والمؤمنين، وبذل الخير إلى كلّ من يحتاج إليه، بأن نتوجَّه بعد ذلك إلى الله لنقول له:

"اللّـهُمَّ أَدِّ عَنّا حَقَّ ما مَضى مِنْ شَهْرِ رَمَضانَ، وَاغْفِرْ لَنا تَقْصيرَنا فيهِ، وَتَسَلَّمْهُ مِنّا مَقْبُولاً، وَلا تُؤاخِذْنا بِإِسْرافِنا عَلى أَنْفُسِنا، وَاجْعَلْنا مِنَ الْمَرْحُومينَ وَلا تَجْعَلْنا مِنَ الْمحْرُومينَ".

ولعلّ أفضل ما نغادر به هذا الشهر، بأن نتحرك على قاعدة ما نقل عن الإمام زين العابدين (ع) وهي: العفو عمن ظلمنا وأساء إلينا، فقد كان الإمام (ع) يحرص في آخر ليلة من ليالي شهر رمضان على أن يجمع خدمه وعماله ويقرّرهم بأخطائهم وذنوبهم في أعمالهم أو تجاهه، ثم بعدها يتوجَّه إلى الله قائلاً: "اللّهُمّ إنّك أنزلت في كتابك العفو، وأمرتنا أن نعفو عمّن ظلمنا، وقد ظلمنا أنفُسنا، فاعفُ عنّا، فإنّك أولى بذلك منّا"، ثم يعفو عنهم... وأن ندعو الله بما كان يدعو به رسول الله (ص) ربه في آخر جمعة من شهر رمضان: "اللّهمّ لا تجعله آخر العهد من صيامنا إياه، فإن جعلتَه فاجعلني مرحوماً، ولا تجعلني محروماً".

الخطبة السياسية

عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي، بأن نهتدي بهدي رسول الله (ص) بعدما فتح الله مكَّة على يديه، وتحقَّق له فيها الانتصار الكاسح على قريش الذي نستعيده في هذه الأيام، فهو رغم القوة التي كان يمتلكها، والأذى الذي ناله هو وأصحابه منها، لم يدخلها دخول الفاتحين المنتشين بالنَّصر، ولم يتعامل معهم برد فعل على إساءاتهم، بل تذكر السّيرة أنه دخلها وذقنه على راحلته، ساجداً لله، يردِّد عبارات الشكر والثناء له سبحانه.

وعندما اجتمعت إليه قريش برجالها ونسائها، ليسألوه عمَّا هو فاعل بهم، عفا عنهم وقال لهم: "اذهبوا أنتم الطلقاء"، ولم يفرض رسول الله (ص) عليهم أن يدخلوا في الإسلام، ولم يشترط ذلك للعفو عنهم، بل ترك لهم الحريَّة في الالتزام بهذا الدّين رغم أنّه كان قادراً على ذلك.

بهذه الرحمة وبهذا التواضع استطاع رسول الله (ص) أن يبلغ قلوب أعدائه، وأن تصل رسالته إلى العقول، ويتسع مداها حتى بلغت الآفاق، وراح النَّاس يدخلون في دين الله أفواجاً كما أشار الله سبحانه إلى ذلك.

بهذه الروح وحدها، نبلغ قلوب النَّاس ونملك عقولهم، وبها نواجه التحدّيات.

الوضع المأساويّ

والبداية من الوضع المعيشي المتردي الذي يعيشه اللبنانيون على كل الصعد، من دون أن يبدو في الأفق أيّ بصيص أمل لخروجهم من هذا الواقع المأساوي الذي دخلوا فيه، بعد أن أصبح واضحاً الدرك الذي وصلت إليه الخزينة العامَّة بفعل الفساد والهدر وسوء الإدارة، وأنّ المساعدات التي وعد بها اللّبنانيون لن تأتي، وإن أتت فبشروط الخارج وإملاءاته، وبالطبع هو يريدها لصالحه ولحسابه، ليبقى اللّبنانيون يعيشون على مساعدات تأتي إليهم من أفراد ومن جهات تؤمِّن لهم القدرة على الاستمرار، لكنها مهما عظمت لن تكون حلاً لمعاناتهم، بل تخفيفاً لها.

ونحن في هذه المناسبة، نقدّر كلّ المبادرات التي تعطي بدون حساب حبّاً بالعطاء، وشعوراً بالمسؤولية تجاه أبناء مجتمعهم ووطنهم، ولعلَّ الصورة الأكثر تعبيراً عما آل إليه واقع اللبنانيين، هو غرق المركب الذي كان يحمل على متنه العشرات من الشباب والرجال والنساء والأطفال الهاربين من الجحيم الذي يعيشونه، والواقع المأساوي الذي يعانونه، بعدما لم يعودوا قادرين على تأمين أبسط مقوِّمات حياتهم.

رغم أنهم كانوا على علم بمخاطر هذا السَّفر وما قد يؤدي إليه، ولكنَّهم فضّلوا تحمل المخاطر علهم ينجون من أنياب العوز والفقر والحاجة.

ونحن على هذا الصعيد، نشارك أهلنا في طرابلس وأهالي الضحايا الحزن على هذه الفاجعة التي أودت بحياة العديد منهم، ونهنئ الناجين منهم، وندعو الله بالإسراع في الكشف عن حال المفقودين.

وكما دعونا سابقاً، فإننا نجدّد دعوتنا لكل من هم في مواقع المسؤولية إلى يقظة ضمير، والتبصر جيداً بالأسباب التي دفعت هؤلاء إلى أن يركبوا الزورق المكتظّ وغير المجهَّز بسبل النجاة والإنقاذ والحماية، والإسراع بالعمل لمعالجة هذه الأسباب، أو على الأقلّ البدء بالمعالجة، وعدم الاكتفاء بإصدار بيانات التعزية، أو تحميل المسؤوليَّات لعصابات التهريب، أو بتقديم مساعدات اجتماعيّة للنّاجين أو لأهالي الضحايا، أو بالتشدّد بالإجراءات على صعيد النقل البحري.. فكلّ هذه الإجراءات، رغم أهميَّتها، ليست حلاً، ولن تكون، سيبقى الحلّ هو بالإنماء العاجل لطرابلس وعكار وكلّ المناطق الفقيرة والمهملة في هذا الوطن، والتي تتَّسع دائرتها يوماً بعد يوم.

إنّنا أمام هذا الواقع، ندعو إلى إجراء تحقيق شفَّاف وسريع لمعرفة الأسباب التي أدَّت إلى وقوع هذه الكارثة، وعدم إبقائها في دائرة التكهّنات، لمنع تداعياتها والشرخ الذي يراد له أن يحصل بين أبناء المدينة وبين الجيش اللبناني.

الانتخابات على الأبواب

ونبقى على صعيد الانتخابات التي أصبحت على الأبواب، رغم كل أجواء التشكيك التي لا تزال تحيط بإجرائها، لندعو مجدَّداً إلى أن تكون بعيدة كلّ البعد عن أجواء التشنّج والتوتّر وإثارة العصبيات والأحقاد وما يتهدَّد الاستقرار الداخلي، وبعيداً من أساليب الترغيب والترهيب، وأن تكون مناسبة للتَّنافس لتقديم البرنامج الأفضل والأكثر واقعيَّة، والقادر على إخراج البلد من حال الانهيار الَّتي وصل إليها ومواجهة التحديات التي تنتظره.

وهنا، ننبه إلى خطورة أن يتمحور السجال الانتخابي حول من يقف مع سلاح المقاومة أو من يعارضه.. إننا نريد أن يبقى هذا السلاح بعيداً من الصراعات والتجاذبات الداخلية، نظراً إلى استمرر حاجة لبنان إليه لحماية البلد من العدوّ الصهيوني الذي لا يزال يتهدّده في البرّ والبحر والجوّ ويتهدد ثروته الوطنيّة، ومن أيّ تهديدات ثانية من الخارج، وإذا كان من هواجس تطرح، فإننا ندعو إلى معالجتها بالحوار الموضوعيّ، لا بالسجالات وعلى المنابر أو لشدّ العصب الانتخابي.

الاعتداء على سوريا

ونبقى على صعيد الاعتداء على سوريا، لندين هذا الاعتداء المستمرّ على هذا البلد العربي والإسلامي بحجج واهية، والذي يهدف إلى إضعافه وتهديد استقراره ومنعه من التعافي، والَّذي، مع الأسف، بات يمرّ من دون أن نسمع أيّ إدانة من الدول العربية والإسلامية أو مجلس الأمن، ما يجعل العدو الصهيوني يتمادى في اعتداءاته واستفراده لهذا البلد.

يوم القدس العالميّ

أما على صعيد إحياء يوم القدس العالمي، الذي يأتي في كلّ سنة في آخر جمعة من شهر رمضان، والذي أعلنه الإمام الخميني (رض)، لإنعاش الذاكرة بمعاناة هذه المدينة، والاستهداف الذي تتعرض له مع كلّ فلسطين، بهدف تهويدها ونزع هويتها الإسلامية والمسيحية، والّذي شهدناه ونشهده اليوم في المسجد الأقصى في اقتحامات العدو الصهيونيّ، ومنعه المصلين من الوصول إلى المسجد...

إننا نريد لهذا اليوم أن يكون يوماً للتضامن مع أهالي القدس والمرابطين في المسجد الأقصى، ومع الشعب الفلسطيني الذي واجه ويواجه بكلّ عنفوان وجرأة وإقدام وبطولة غطرسة الكيان الصهيوني واعتداءاته، ومنع تمرير مشاريعه التي تستهدف تاريخ هذه المدينة ومقدَّساتها وحاضرها ومستقبلها رغم المعاناة والجراح والحصار.

إننا نرى الوقوف مع قضيَّة هذا الشعب ليست خياراً، بل هو واجب أخلاقيّ ووطنيّ وقوميّ وإنسانيّ ودينيّ، وخذلانه تشجيع لهذا العدوّ، ومسّ بأمن هذه المنطقة واستقرارها وحرية قرارها.

عيد العمّال

وفي جانب آخر، نلتقي بعد يومين، وفي الأول من أيار، بعيد العمال، ونحن في هذه المناسبة نهنّئ كل عمّالنا وعاملاتنا في كلّ مواقع عملهم في يوم عيدهم، وندعو الله لكي يبدّل هذه الحال، ليحظى كلّ العمال بما يستحقونه من التكريم ونيل حقوقهم وفرص العيش الكريم.

الإثنين عيد الفطر

وأخيراً، وبناء على المبنى الفقهيّ للسيّد (رض)، وكلّ من يأخذ بالحسابات الفلكيّة، سيكون يوم الإثنين القادم، الثاني من أيار، هو أوّل أيام عيد الفطر المبارك. أعاده الله عليكم بالخير والبركة، عسى أن يحمل إلينا تباشير الخروج من هذا النَّفق الذي نعيش فيه على صعيد هذا الوطن وكل أوطاننا، إنه مجيب الدعاء.

مواضيع متعلّقة

تعليقات القرّاء

ملاحظة: التعليقات المنشورة لا تعبّر عن رأي الموقع وإنّما تعبر عن رأي أصحابها

أكتب تعليقك

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو الأشخاص أو المقدسات. الإبتعاد عن التحريض الطائفي و المذهبي.

تويتر يحذف حساب عهد التميمي تويتر يحذف حساب عهد التميمي الاحتلال يعتقل 3 فتية من الخليل الشيخ عكرمة صبري: من يفرط في القدس يفرط في مكة والمدينة شيخ الأزهر يؤكد أهمية تدريس القضية الفلسطينية في مقرر دراسي حماس تدين جريمة كنيسة مارمينا في القاهرة الهيئة الإسلامية المسيحية: الاعتداء على كنيسة حلوان إرهاب يجب اجتثاثه الحكم على محمد مرسي بالحبس 3 سنوات بتهمة إهانة القضاء الحكم على محمد مرسي بالحبس 3 سنوات بتهمة إهانة القضاء منظمات أممية تدعو لوقف الحرب في اليمن داعش تتبنى هجوم الأربعاء على متجر بسان بطرسبورغ الميادين: مسيرات حاشدة في مدن إيرانية رفضاً للتدخل الخارجي بالبلاد بنغلاديش تستعد لترحيل 100 ألف لاجئ من الروهينغا إلى ميانمار فى يناير/ كانون الثاني وزير ألماني محلي يدعو للسماح للمدرسات المسلمات بارتداء الحجاب صحيفة أمريكية: الولايات المتحدة تفكر فى قطع مساعدات مالية عن باكستان مقتل 3 عمال في إطلاق نار في ولاية تكساس الأميركية بوتين يوقع قانوناً لإنشاء مختبر وطني لمكافحة المنشطات مسلح يقتل عمدة مدينة بيتاتلان المكسيكية علماء يبتكرون لقاحاً ضد الإدمان على المخدرات منظمة الصحة العالمية: السكري سابع مسببات الوفاة في 2030 دراسة: تلوث الهواء يقتل 4.6 مليون شخص كل عام المشي 3 كيلومترات يومياً يحد من تدهور دماغ كبار السن ضعف العلاقات بين المهاجرين ندوة في بعلبكّ: دور الحوار في بناء المواطنة الفاعلة شهرُ رجبَ شهرُ الرَّحمةِ وذكرِ الله لمقاربةٍ لبنانيَّةٍ وحوارٍ داخليٍّ قبل انتظار مساعدة الآخرين السَّبت أوَّل شهر رجب 1442هـ مناقشة رسالة ماجستير حول ديوان شعريّ للمرجع فضل الله (رض) الحجاب واجبٌ وليس تقليدًا اجتماعيًّا في عصر الإعلام والتّأثير.. مسؤوليَّة تقصّي الحقيقة قصّة النبيّ يونس (ع) المليئة بالعبر المرض بلاءٌ وعذاب أم خيرٌ وثواب؟! فضل الله في درس التفسير الأسبوعي
يسمح إستخدام المواضيع من الموقع شرط ذكر المصدر