س: يستشكل بعض المستشرقين على الوحي الذي كان يتنزل على الأنبياء ونبينا خصوصا فالأوصاف التي ذكرها المؤرخون للنبي عندما يتنزل عليه الوحي وأنه كان يتصبب عرقا ويرتجف ونحو ذلك يقولون بأنها قد توحي بأن النبي تنتابه نوبات من الصرع أو ماشابه ويدعي أنها وحي من الله أو قد تدل على القوة الروحية التي كان يتمتع بها النبي وأنه قد يتصل ببعض الجن أو الأرواح لتخبره ببعض الغيبيات أو أن لديه قدرات خاصة يستطيع من خلالها التأثير في الحجر وجعله يسبح بين يديه أو ينادي الشجرة فتأتي إليه سعيا أو يفلق القمر للناس وغيرها وأنه استغل كل تلك الظروف ليدعي النبوة والرسالة؟ ويدعي آخرون وجود تشابه كبير بين الأحكام والتشريعات التي أمر بها النبي أتباعه وبين مثيلتها في الشريعة اليهودية ووجود تشابه في بعض الآيات القرآنية مع الآيات الموجودة في الكتاب المقدس لليهود والنصارى كما يقولون وفي هذا دلالة على أخذ النبي من كتبهم بواسطة ورقة بن نوفل وهو من أصهاره أو من بحيرا الراهب أو من أحبار اليهود في المدينة أو غيرهم فكيف نرد على افتراءاتهم تلك؟
ج: لقد أتى النبي (ص) بالمعجزة وهي القرآن الكريم التي أقر العرب أهل اللغة والفصاحة بإعجازه مما يثبت أنه من عند الله تعالى، كما ان النبي (ص) لم يكن يتصل بأية حضارة سابقة أو كتب قال تعالى (مَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ) (العنكبوت:48) وما اتى به النبي (ص) كان مصدقا لما سبقه من رسالات وتشابه العقائد بإعتبار ان الدين واحد من عند الله تعالى.
إن مسألة الهداية لا تنطلق من شخص الرسول ذاته بل من خلال رسالته وتوجيهاته وتشريعه الذي يمتد الى ما بعد حياته والى مدى طويل من الزمن إذ كانت رسالته خاتمة للرسالات، وإذا كان بعض الناس لا يهتدون فلأنهم رفضوا التفكير بالرسالة او الأخذ بها تماماً كالناس الذين كانوا في زمن الرسول (ص) أما حكاية تفسير الحالة التي يتقبل فيها النبي الوحي بالصرع أو القوة الروحية فانها لا تنتج الفكر الذي يتمثل في الوحي مما يجعل من هذا التفسير تفسيراً لا يرتكز على أساس ولا سيما مع التحدي الذي تحدى الناس به.
25/10/2005
|