في لقاء حواريّ مع أصدقاء المبرّات في الهرمل
فضل الله: كيف نبني وطناً وكلّ واحد يعمل لطائفته ومذهبه؟
استضافت مبرّة الإمام زين العابدين (ع) التابعة لجمعيّة المبرات الخيرية في مدينة الهرمل، لقاءً حوارياً مع العلامة السيّد علي فضل الله، نظَّمه اتحاد مجالس أصدقاء المبرّات، وحضره كاهن بلدة القاع الأب إليان نصر الله، وعدد من الشخصيّات الاجتماعية والبلدية والدينية والمخاتير وأعضاء المجالس.
استهلّ اللّقاء بآيات من القرآن الكريم، فالنشيد الوطني، ثم قدَّم أيتام المبرّة فقرة فنية، تلاها كلمة ترحيبّة لرئيس مجلس أصدقاء مبرّة الإمام زين العابدين (ع) المهندس هشام مطر، عرض فيها الأنشطة والإنجازات التي قام بها المجلس.
ثم كانت كلمة لسماحة العلامة فضل الله، عبَّر في بدايتها عن سعادته بهذا اللّقاء الذي يحمل كلّ معاني الحبّ والعطاء والخير، مثنياً على الجهود التي تبذلها مجالس أصدقاء المبرات في سعيها الدؤوب والدائم للرفع من مستوى هذه المؤسَّسات وحرصها الدائم على تطوير خدماتها.
وأكَّد سماحته أنَّ هذه المؤسَّسات انطلقت لخدمة الوطن والعمل على التّخفيف من آلام إنسانه، بعيداً من هويّته ودينه وطائفته ومذهبه وانتمائه السياسيّ، معتبراً أنَّ هذا التنوّع في أعضاء هذه المجالس هو تعبير حقيقيّ عن صورة لبنان الجامعة.
ورأى أنّه لا يمكن أن نبني وطناً إذا بقي كلّ واحد فينا يفكّر بحجم طائفته أو منطقته أو مذهبه، فهذا هو قمّة السّقوط والفشل، مشيراً إلى أنَّنا لا ننكر أنّ هناك هواجس ومخاوف لدى هذا الفريق أو ذاك، ولكنّ مسؤوليّتنا جميعاً أن نعمل على إزالتها أو التّخفيف من سلبياتها.
وقال سماحته: "أمام ما نشهده من سجالات ومواقف من هنا وهناك، ندعو الجميع إلى الخروج من أطرهم المذهبيّة والطائفيّة والحزبيّة إلى الفضاء الواسع"، داعياً إلى عدم حصر مطالبهم بهذه الطائفة أو هذا المذهب، بل أن تشمل كلّ مكوّنات هذا الوطن.
ورأى أنّ المسؤوليّة التي تقع على عاتقنا كبيرة، بفعل حجم المعاناة التي يعيشها الوطن على مختلف المستويات، معتبراً أنّ دورنا جميعاً هو العمل على إزالة الأسباب التي ساهمت في هذا الواقع المأساوي، من خلال رفع الصّوت عالياً في وجه الفساد والهدر.
وقال إنَّ هذا الوطن يملك الكثير من القدرات والطاقات والإمكانيّات، فهو ليس بحاجة إلى مساعدة من هذا البلد أو ذاك، أو من هذا المؤتمر أو ذاك، بل هو بحاجة إلى استنهاض هذه القدرات واستخدامها في المكان الصحيح.
وتوجَّه سماحته بالسؤال إلى القيّمين على هذا البلد: "ألم تسألوا أنفسكم لماذا ينجح اللبناني ويبدع في البلدان التي يهاجر إليها؟ إنَّ مسؤوليّتكم أن ترأفوا بإنسان هذا الوطن، وتخفّفوا من معاناته، وتجعلوه لا يفكّر في الحصول على جنسيّة أخرى غير جنسيّته اللّبنانيّة".
وفي الختام، أكَّد أنَّ هذه المؤسَّسات سيبقى همها الأساس خدمة كل محتاج وفقير ومستضعف، وأن تعمل على مدّ يد العون والمساعدة لهم، لأنها من النّاس وإلى النّاس، ولن تتحوَّل إلى إرث فرديّ أو عائليّ.