استشارة..
ينتشر في الدول الأوروبيّة الشّذوذ الجنسيّ، حيث تعطي أغلب هذه الدول الشاذّين حقّ الزواج وغيره. وأصادف، كأستاذ تعليم ديني في أوروبّا، زملاء وطلّاباً شاذّين جنسيّاً، فكيف أتعامل معهم؟ وما هي مسؤوليّتي حيال هذه المسألة؟ وكيف أبيّن رأي الإسلام في تحريم هذا الأمر، علماً أني أحاول دومًا خلق نقاش مفيد مرتكز على الاحترام وتفهّم الآخرين؟
وجواب..
لا مانع من التعامل مع الشاذّ بطريقة طبيعيّة، ولكن لوكان مسلماً، وكان يمكن أن يصغي إلى نصحنا ويتأثّر به، فإنّ علينا واجب نهيه عن المنكر بالطّريقة المناسبة.
أمّا كيف نبيّن رأي الإسلام في ذلك، فهو أمرٌ لا ينفصل عن الأسس العامّة التي ينظر فيها الإسلام إلى موقع الرّجل في الحياة، وإلى نفس العلاقة الجنسيّة كوظيفة وهدف، وإلى مفهوم الحريّة الشخصيّة، وإلى مدى إدراك الإنسان لمصالحة ومفاسده وقدرته على التّشريع السّديد لها، وما أشبه ذلك، فإذا آمن الشّخص بالإسلام، وفهم أنّه لا يملك أن يُشرّع لنفسه، وأنّه بمقتضى عقيدته هذه ملزم بطاعة الأوامر الإلهيّة، وأنّ هدف الشّريعة تنظيم الحياة الإنسانيّة وطاقات الإنسان كي تحقّق له السّعادة المتوافقة مع مصالحه كفرد وكمجتمع، وأدرك أنّ الحرية الشخصيّة لا تعني، مثلاً، أنّ للإنسان أن يأكل ما يضرّه، كأن يشرب السّموم أو يتعاطى المخدّرات، أو أن يقود سيارته بسرعة عالية، أو ما أشبه ذلك مما تضعه القوانين والشّرائع من حدود لممارسة الحريّة الشخصيّة، وذلك دون أن نعترض عليها أو نرفضها بحجّة مخالفتها لتلك الحريّة.. إذا أدرك جميع ذلك ووعاه، فإنّه حينئذٍ سيفهم سبب تحريم الشّذوذ ويلتزمه.
كما أنَّ على هذا الشّاذّ أن يعي أنَّ الدّبر في أصل تكوينه لم يخلق للمتعة الجنسيّة، ولا هو مهيّأ لذلك، بل قد خلقه الله من أجل إخراج الفضلات الّتي تقتضي امتلاء ذلك بأنواع الجراثيم الضارّة، والتي تجعله أبعد ما يكون عن التَّواصل الجنسي الذي يفترض أن يعبِّر الإنسان به عن مشاعر طيّبة وسامية وإنسانيّة.
***
مرسل الاستشارة:....................
نوعها: دينية.
المجيب عنها: المكتب الشرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله (رض).