بهمن تحيي ذكرى ولادة الإمام المهدي (عج) بحضور وزير العمل
فضل الله: تحقيق العدالة هدف كلِّ الرسالات السماويَّة
أحيت مستشفى بهمن ذكرى ولادة الإمام المهدي (عج) باحتفال حاشد أقامته في قاعة المستشفى، بحضور العلَّامة السيِّد علي فضل الله، وزير العمل مصطفى بيرم، فضيلة الشَّيخ فؤاد خريس، مدير عام جمعيَّة المبرات الدكتور باقر فضل الله، مدير المستشفى الحاج علي كريّم، المدير الطبي الدكتور حسن نصَّار، مدير المركز الإسلامي الثقافي السيِّد شفيق الموسوي، وشخصيات اجتماعية، والكادر الطبي والتمريضي والإداري والعاملين في المستشفى.
استهلَّ الحفل بآيات من الذكر الحكيم، فالنشيد الوطني، ثم قدمت زهرات مبرَّة السيدة خديجة (ع) نشيداً من وحي المناسبة، فكلمة ترحيبيَّة للسيِّد شفيق الموسوي، تلتها كلمة مدير المستشفى الحاج علي كريِّم التي عبَّر في بدايتها عن الدَّور الذي تقوم به جمعيّة المبرات في خدمة الإنسان، مؤكِّداً استمرار هذا المستشفى في خدمة أهله ومجتمعه، رغم كل الظروف الصعبة التي يعانيها الوطن وقلَّة الموارد، شاكراً للوزير حضوره، لافتا ًإلى أنَّ المستشفى جاهزة لتقديم الخدمات الطبيَّة للإخوة العراقيّين في حال تمّ التوصّل إلى اتفاق بين الحكومتين اللبنانية والعراقية، مؤكّداً أن إدارة المستشفى ستبقى تعمل ليل نهار للمحافظة على موظفيها وتحسين ظروف عيشهم.
ثم ألقى وزير العمل مصطفى بيرم كلمة قدَّر فيها هذا العمل، وشكر كلَّ الذين يبذلون الجهد ويقدمون التضحيات ويصنعون للحياة تجددها ويبعثون الأمل في النفوس، مع كل الداعمين والساهرين على عمل هذه الجمعية والمستشفى، ولا سيما هذه المدرسة، مدرسة الفكر والعطاء والإسلام المتحرِّك في أرض الواقع، وهذا أمر يدعو إلى الفخر والاعتزاز، بما يعنيه من إضاءة شمعة في هذا النفق المظلم الذي يعيشه الوطن.
وأضاف: عندما نطرح القضايا الفكرية أو الإيمانية أو الاعتقادية، فنحن لا نطرحها من موقع الانتماء المنغلق أو الإطار الضيِّق، بل من خلال النموذج العملي المنفتح على كلِّ الأطر المتنوعة في هذا الوطن، لأنَّ مشكلتنا في هذا البلد أنَّ لدينا الكثير من الكلام والقليل من النماذج الَّتي يجب أن تشكِّل منارات تعيد الثقة بين الناس وبين من يتصدَّى لموقع المسؤوليَّة.
وتابع: علينا أن نعمل على تعزيز ثقافة تحمّل المسؤولية في أيّ موقع أو منصب، مشدّداً على أنَّ تحقيق أهداف الإمام المهدي (عج) يبدأ بتعزيز حركة العدل في كلّ حركتنا وعملنا وعلاقاتنا.
وشدَّد على أننا نعمل لإيجاد الحلول الواقعيَّة التي تساعد على التخفيف من معاناة الناس، مشيراً إلى أنه يسعى إلى إقرار راتب تقاعدي للموظَّف في القطاع الخاصّ ريثما يقرّ قانون الشيخوخة.
ثم ألقى العلَّامة السيِّد علي فضل الله كلمة أشار في بدايتها إلى أنه قد يتساءل الكثيرون ما هو دافع هذه المستشفى إلى الاحتفال بمناسبة دينيّة خاصّة، بينما المطلوب أن تحرص على أن تعبِّر عن انفتاحها على كلّ الواقع المتنوّع الذي تعمل ضمن إطاره؟!
وأوضح سماحته أنَّ الغاية من إقامة هذا الاحتفال، التأكيد أن القيم التي انطلقت منها الأديان السماويَّة وعملت لأجلها واحدة، فرسالة الإمام المهدي (عج) تنتمي إلى تعاليم هذه الرسالات الَّتي جاءت لتحقّق العدالة والمساواة للجميع من دون استثناء، ولتعزز القيم الأخلاقية وتزرع المحبة والرحمة وترتقي بالبشرية نحو الأفضل.
وأضاف سماحته: عندما نتحدَّث عن العدالة، فلا يعني أن نجزّئها أو نحصرها في إطار ضيِّق ولحساب فئة محدَّدة، بل العدالة الشَّاملة، والَّتي لا تقف عند حدود موقع دون موقع أو طائفة دون أخرى، فمن حقّ أيّ إنسان أو مواطن أن يعيش إنسانيَّته وحياته بكرامة وعزَّة.
وتابع سماحته: عندما نحيي هذه الذكرى، فإننا نريد أن نركِّز على العدالة كقيمة مركزيَّة جاءت الرسالات لإقامتها وتعزيزها وترسيخها في كلِّ مجالات الحياة.
وثمَّن سماحته الجهود التي يقوم بها العاملون في المجال الطبي والتمريضي في هذا الوطن، مشيراً إلى أنهم ثبتوا وصبروا في مواقعهم، وعملوا على التخفيف من آلام الناس ومعاناتهم، ورفضوا الهجرة وترك الوطن وإنسانه أسير المرضـ لذلك من واجبنا شكركم معنوياً ومادياً على تضحياتكم، متوجّهاً إلى العاملين في هذه المستشفى بالقول بأنّ الجمعية التي تعملون في إطارها لن تترككم تواجهون الصعوبات وحدكم، بل ستبقى حريصة عليكم، وتعمل بكلّ جهد لتوفر لكم الإمكانات التي تمكّنكم من أن تعيشوا معها بعزّة وكرامة في هذا الوطن.
وختم سماحته قائلاً: في يوم ولادة المهدي (عج)، يبقى الأمل بأنّ هذا الوطن سيتجاوز هذه الضغوط والتحدّيات من خلال تضافر جهود الجميع، والخروج من منطق الانقسام والأنانية والشروط والشروط المضادَّة، إلى عقلية بناء الوطن، وطن العدالة والمساواة، وطن الإنسان الذي يعيش جميع أبنائه بكرامة وحريَّة.
***