فضل الله ناعياً الرئيس الحسيني:
لبنان يفتقد قامة وطنيَّة تميَّزت بمناقبيَّة رجال الدولة وأخلاقيَّاتهم
أصدر سماحة العلَّامة السيِّد علي فضل الله بياناً نعى فيه رئيس المجلس النيابي السَّابق السيد حسين الحسيني، جاء فيه:
برحيل الرئيس السيِّد حسين الحسيني، نفتقد قامة وطنيَّة كبيرة، تميَّزت بمناقبيَّة رجال الدولة وأخلاقيَّاتهم الرفيعة، وبممارسة وطنيَّة وسياسيَّة وقانونيَّة راقية، تركت بصماتها الواضحة في الانتقال بلبنان من مرحلة الحرب الأهليَّة إلى مرحلة السِّلم الأهلي، من خلال دوره البارز في إنجاز اتفاق الطائف ووثيقة الوفاق الوطني.
وبغيابه، تطوى صفحة مهمَّة من صفحات التَّشريع اللبناني، والتي ملأها بجدارة أثناء ممارسة دوره في المجلس النيابي، وحيث شكَّل مرجعية يستند إليها في توضيح الكثير من الأمور الدستوريّة والقانونيّة.
لقد لعب الراحل دوراً أساسياً في ترسيخ الوحدة الوطنيَّة، وفي تعزيز التواصل الإسلامي - المسيحي، فلم يوفِّر جهداً في معالجة المشكلات الداخليَّة، مترفّعاً عن الكثير من الحساسيَّات، وهو ما يجعل اللّبنانيّين يشعرون بالخسارة النَّاتجة من غيابه، وبالحاجة الماسَّة إلى مثل هذه الشخصيَّات التي تسدّ هذا الفراغ الكبير.
إننا في الوقت الَّذي نستذكر علاقته المميَّزة بالمرجع الراحل سماحة السيِّد محمد حسين فضل الله، وعملهما معاً لحماية هذا البلد وصونه، نؤكِّد أهمية المواقف المعتدلة والمنفتحة، والتي يمكن من خلالها أن يصمد البلد بوجه كلِّ عنف وانفعال أو تعصّب أعمى أو تحدّيات خارجيَّة.
وفي الختام، أتقدَّم بأحرّ التعازي والمواساة لعائلته وذويه ومحبّيه، سائلاً المولى أن يتغمَّده برحمته الواسعة، ويلهم أهله الصَّبر والسلوان.