"نسبة العلماء المعاصرين مع الزَّمان" هي نافذة تُكشف من خلالها
جوانب شخصيَّاتهم وأبعاد أفكارهم. بناءً على هذا المعيار، يتبلور العلَّامة فضل
الله كنجم متلألئ في سماء الفكر الديني والإصلاح المجتمعي؛ حيث عاش في زمانه دون أن
تهجم عليه اللَّوابس.
هذه الشخصيَّة الفذة كانت تلتحف ثوب الزمان بتمكُّن، وتخطف الأبصار بتبسُّم، وكانت
تتقن لغة الزمان ببراعة، وتجيد التحدّث بها حول القضايا الدينيَّة بطلاقة.
إنَّه كان يمتلك رؤية عميقة لقضايا الزمان، وكان يستطيع تصوير تحدياته ومختلف
جوانبه بوضوح.
وكان فهمه للروابط الاجتماعيَّة يشعّ بالحكمة، ويراعي التفاصيل الاجتماعيَّة في
طيات الزمان، وكان يفهم كيفيَّة انسجام خيوط العلاقات الاجتماعيَّة المتشابكة في
نسيج الحياة.
وكان يتأمَّل واقع الأمَّة وبصيراً بمشاكلها، يسعى جاهدًا لتحقيق الاتفاق والتعاون
بين أبنائها.
وكان يتطلَّع إلى تحقيق الوحدة بين أتباع الأديان، وتعزيز روح التَّلاحم بينهم.
وكان يسعى في بناء جسور المحبَّة والتَّآزر بين النَّاس.
وكان يفهم تطلّعات الشباب في هذا العصر وآمالهم، وكان يسعى لتحقيق تطلّعاتهم ودعم
طموحاتهم من منطلق الدّين.
وكان قد انصبّ انتباهه نحو الإنسان المعاصر، متطلّعًا لرؤية العالم كما هو اليوم،
ليضع الإسلام في موضعه الصّحيح.
وكان جهده مثمرًا في نشر الخير والعطاء في المجتمع، وكان ينشر الأعمال الخيريَّة في
أروقة المجتمع.
إنه مدرسة حيّة يجب أن نتعلَّم منها، إنه رمز جميل ينبض بالتَّأثير والتطوير.
علينا أن ندرك قيمته، ونعبِّر عن امتناننا وتقديرنا للخدمات التي قدَّمها، ليظلَّ
في مجتمعنا خالدًا.