رغم مضيّ ثلاث عشرة سنة على رحيل المرجع الدّيني السيِّد محمد حسين
فضل الله (ره)، في الرابع من تموز من العام 2010، فإنَّ حضوره يقوى ويزداد يوماً
بعد يوم، سواء على صعيد الأفكار التي طرحها في الوحدة الإسلامية والمقاومة ومواجهة
الاستكبار العالمي، أو الحوار الإسلامي المسيحي، أو الحوار الإسلامي الإسلامي، أو
على صعيد بناء المؤسَّسات، وما قام به من مشاريع لها بعد استراتيجي وإسلامي وتنموي
واجتماعي، أو على صعيد المؤمنين بأفكاره ورؤيته، والَّذين يزداد عددهم في العالم،
حتى دون أن يكونوا مقلِّدين له بالمعنى المرجعي والديني .
وقد نجح نجله العلَّامة السيِّد علي فضل الله والمسؤولون في المؤسَّسات التي أقامها،
في حفظ هذه المؤسَّسات وتطويرها، وها هي اليوم، رغم كلِّ الظروف الصعبة، تستمرّ في
العطاء والتطوير، وها هي مؤسَّسات أخرى تبرز وتنتشر في لبنان والعالم .
والرؤية التي قدَّمها السيِّد محمَّد حسين فضل الله أصبحت نهجاً عملياً لكل الحركات
الإسلامية والتيارات القومية والنضالية، وكلّ ذلك يؤكِّد أن هناك سرّاً خاصّاً في
تجربة السيِّد، سواء على المستوى الشخصي، أو كيفية إدارة المؤسسات، أو الرؤية
الاستشرافية التي طرحها ودعا إليها .
وكلّ ذلك يدعونا ويدعو كلَّ العاملين إلى دراسة تلك التجربة والاستفادة منها في كلّ
المجالات، وهناك العديد من الكتب والدراسات التي صدرت حول فكر السيِّد ورؤيته، ولا
يمكن إيرادها في هذا المقال، وإن كانت الموسوعة المهمَّة التي صدرت عن دار الملاك،
وبإشراف الوزير السابق الدكتور عدنان السيِّد حسين، تعتبر من أهمّ المراجع حول فكر
السيِّد ودوره.
رحم الله السيِّد محمَّد حسين فضل الله، ووفَّقنا للسَّير في نهجه، وعلينا أن
نجدِّد العهد والوفاء له يوم الثّلاثاء المقبل، في الرابع من تموز، الساعة الخامسة
عصراً، في قاعة الزَّهراء في مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، من خلال المشاركة
في الاحتفال الحاشد الَّذي يقام في ذكراه السنويَّة.