كلّهم راضخون لإسرائيل

كلّهم راضخون لإسرائيل
 
كلّهم راضخون لإسرائيل

 روبرت فيسك

إنّ فصل الرّضوخ لإسرائيل قد بدأ، فقد تراجعت الصّحفية الأميركيّة أوكتافيا نصر، والسّفيرة البريطانية لدى بيروت فرانسيس غاي، عن إشادتهما بالمرجع الشّيعيّ محمد حسين فضل الله.

كما إنّ الجهات "الانبطاحية" بدأت بالتحرّك فور نشرهما لملاحظاتهما، وإنّ الصّحفيّة والسّفيرة بسحبهما عبارات الإشادة بالرّجل الراحل، التحقتا بجوقة المنبطحين.

وقد فصلت شبكة "سي إن إن" الأميركيّة، الصّحفية أوكتافيا نصر، بسبب إبداء إعجابها بالمرجع الشّيعيّ، وسط أنباءٍ عن ضغوطٍ مارستها منظّمات موالية لإسرائيل، وأنّ نصر أيضاً سرعان ما أبدت اعتذارها عن وصف "فضل الله" بالعملاق، بدلاً من أن تقول إنها كانت تعمل لدى جهةٍ تتسم بالجبن و"الرّضوخ".

إنّ محرّرة شؤون الشّرق الأوسط في المحطّة الأميركيّة، رضخت للضّغوط بعدما نشرت تعليقاً على صفحتها في موقع "تويتر" أبدت فيه إعجابها بفضل الله، وحزنها لسماع خبر وفاته، وعدّته واحداً ممن تحترمهم في قيادة حزب الله اللّبنانيّ.

ولكنّها سرعان ما تراجعت عن إشادتها بالرّجل، وأعلنت أن تعليقها كان مجرّد ملاحظاتٍ عابرة، مضيفةً أنها تشعر بالأسف لكون إشادتها أظهرتها وكأنها تؤيّد أعمال الراحل الدّنيويّة، وهو "ما لم أكن أعنيه مطلقاً".

إنّ حال أوكتافيا نصر يشبه حال من اعتقلتهم محاكم التّفتيش الإسبانيّة، فالصحفيّة الأميركيّة لدى شبكة "سي إن إن" اعتذرت عن آثام ٍلم تفعلها.

جلد الذّات

فلم تمضِ سوى ساعاتٍ على اعتذار الصّحفيّة الأميركيّة، حتى بدأت السّفيرة البريطانيّة تجلد ذاتها، معبّرةً عن ندمها خشية أن تكون إشادتها بالرّاحل قد سبّبت الإزعاج لجهةٍ معيّنة، ونحن جميعاً نعرف قصدها.

وأيضاً وزارة الخارجيّة البريطانيّة، فقد قامت برفع الإشادة من مدوّنة السّفيرة، مضيفةً أنّ ما جاء فيها يعبّر عن رأي السّفيرة الشّخصيّ، ولا يمثّل السّياسة الرّسميّة للحكومة البريطانيّة.

إنّ خطوة وزارة الخارجيّة البريطانيّة، تثبت أنها "راضخة"، وتثبت مقولة بعض الصحفيّين العرب، إنّ بريطانيا التي تزعم أنها ترعى الديمقراطيّة وحرية الصّحافة، سرعان ما تصبح من أوائل "الراضخين" عندما يتعلّق الأمر بشأنٍ من شؤون البلاد.

وإذا كانت "الآثام المجتمعة" التي اقترفتها كلٌّ من الصّحفيّة الأميركيّة والسّفيرة البريطانيّة في إشادتهما بالرّاحل اللّبنانيّ، ربما أزعجت أنصار إسرائيل وأثارت الغضب في نفوسهم، فقد كان الأجدر بشبكة "سي إن إن" ألا تعير انتباهاً للوبي الإسرائيلي داخل الولايات المتّحدة، وكان الأجدر بوزارة الخارجيّة البريطانيّة أيضاً أن تسأل إسرائيل متى يكون الوقت الّذي تتوقّف فيه تل أبيب عن سرقة الأراضي العربيّة.

أحوال الظّلم

إنّ الرّئيس الأميركيّ باراك أوباما، يتّصف "بالرّضوخ" لإسرائيل، كونه يمنح أولويّةً للانتخابات النّصفيّة في بلاده، على حساب اهتمامه بأحوال الظّلم التي يعيشها الفلسطينيّون في الشّرق الأوسط.

إنّنا ندعو أوباما في الختام، بأن ينسى كلّ المواضيع السابقة الذّكر، وأن يهتمّ بالانتخابات النصفيّة، وأن يتذكّر مصير كلٍّ من الصحفيّة الأميركيّة والسفيرة البريطانيّة، ويبقى "راضخا".

 عن موقع الجزيرة الإلكترونيّ

 التاريخ: 05 شعبان 1431  ه الموافق: 17/07/2010 م

 
 
 
 
كلّهم راضخون لإسرائيل

 روبرت فيسك

إنّ فصل الرّضوخ لإسرائيل قد بدأ، فقد تراجعت الصّحفية الأميركيّة أوكتافيا نصر، والسّفيرة البريطانية لدى بيروت فرانسيس غاي، عن إشادتهما بالمرجع الشّيعيّ محمد حسين فضل الله.

كما إنّ الجهات "الانبطاحية" بدأت بالتحرّك فور نشرهما لملاحظاتهما، وإنّ الصّحفيّة والسّفيرة بسحبهما عبارات الإشادة بالرّجل الراحل، التحقتا بجوقة المنبطحين.

وقد فصلت شبكة "سي إن إن" الأميركيّة، الصّحفية أوكتافيا نصر، بسبب إبداء إعجابها بالمرجع الشّيعيّ، وسط أنباءٍ عن ضغوطٍ مارستها منظّمات موالية لإسرائيل، وأنّ نصر أيضاً سرعان ما أبدت اعتذارها عن وصف "فضل الله" بالعملاق، بدلاً من أن تقول إنها كانت تعمل لدى جهةٍ تتسم بالجبن و"الرّضوخ".

إنّ محرّرة شؤون الشّرق الأوسط في المحطّة الأميركيّة، رضخت للضّغوط بعدما نشرت تعليقاً على صفحتها في موقع "تويتر" أبدت فيه إعجابها بفضل الله، وحزنها لسماع خبر وفاته، وعدّته واحداً ممن تحترمهم في قيادة حزب الله اللّبنانيّ.

ولكنّها سرعان ما تراجعت عن إشادتها بالرّجل، وأعلنت أن تعليقها كان مجرّد ملاحظاتٍ عابرة، مضيفةً أنها تشعر بالأسف لكون إشادتها أظهرتها وكأنها تؤيّد أعمال الراحل الدّنيويّة، وهو "ما لم أكن أعنيه مطلقاً".

إنّ حال أوكتافيا نصر يشبه حال من اعتقلتهم محاكم التّفتيش الإسبانيّة، فالصحفيّة الأميركيّة لدى شبكة "سي إن إن" اعتذرت عن آثام ٍلم تفعلها.

جلد الذّات

فلم تمضِ سوى ساعاتٍ على اعتذار الصّحفيّة الأميركيّة، حتى بدأت السّفيرة البريطانيّة تجلد ذاتها، معبّرةً عن ندمها خشية أن تكون إشادتها بالرّاحل قد سبّبت الإزعاج لجهةٍ معيّنة، ونحن جميعاً نعرف قصدها.

وأيضاً وزارة الخارجيّة البريطانيّة، فقد قامت برفع الإشادة من مدوّنة السّفيرة، مضيفةً أنّ ما جاء فيها يعبّر عن رأي السّفيرة الشّخصيّ، ولا يمثّل السّياسة الرّسميّة للحكومة البريطانيّة.

إنّ خطوة وزارة الخارجيّة البريطانيّة، تثبت أنها "راضخة"، وتثبت مقولة بعض الصحفيّين العرب، إنّ بريطانيا التي تزعم أنها ترعى الديمقراطيّة وحرية الصّحافة، سرعان ما تصبح من أوائل "الراضخين" عندما يتعلّق الأمر بشأنٍ من شؤون البلاد.

وإذا كانت "الآثام المجتمعة" التي اقترفتها كلٌّ من الصّحفيّة الأميركيّة والسّفيرة البريطانيّة في إشادتهما بالرّاحل اللّبنانيّ، ربما أزعجت أنصار إسرائيل وأثارت الغضب في نفوسهم، فقد كان الأجدر بشبكة "سي إن إن" ألا تعير انتباهاً للوبي الإسرائيلي داخل الولايات المتّحدة، وكان الأجدر بوزارة الخارجيّة البريطانيّة أيضاً أن تسأل إسرائيل متى يكون الوقت الّذي تتوقّف فيه تل أبيب عن سرقة الأراضي العربيّة.

أحوال الظّلم

إنّ الرّئيس الأميركيّ باراك أوباما، يتّصف "بالرّضوخ" لإسرائيل، كونه يمنح أولويّةً للانتخابات النّصفيّة في بلاده، على حساب اهتمامه بأحوال الظّلم التي يعيشها الفلسطينيّون في الشّرق الأوسط.

إنّنا ندعو أوباما في الختام، بأن ينسى كلّ المواضيع السابقة الذّكر، وأن يهتمّ بالانتخابات النصفيّة، وأن يتذكّر مصير كلٍّ من الصحفيّة الأميركيّة والسفيرة البريطانيّة، ويبقى "راضخا".

 عن موقع الجزيرة الإلكترونيّ

 التاريخ: 05 شعبان 1431  ه الموافق: 17/07/2010 م

 
 
 
اقرأ المزيد
نسخ النص نُسِخ!
تفسير