فضل الله يحذِّر من قطار الفوضى الأمريكية على أبواب الانتخابات النصفية

فضل الله يحذِّر من قطار الفوضى الأمريكية على أبواب الانتخابات النصفية

أمَّ المصلّين صباح الإثنين وألقى خطبتي عيد الفطر
فضل الله يحذِّر من قطار الفوضى الأمريكية على أبواب الانتخابات النصفية

أكّد العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، أنّ لبنان لن يخرج من دائرة الاهتزاز ما لم ترتفع أيادي الوصاية الأمريكية عنه، داعياً اللبنانيين إلى حوار هادىء وهادف قبل قدوم قطار الفوضى الأمريكية على أبواب الانتخابات الأمريكية النصفية، وأعلن في خطبة عيد الفطر التي ألقاها صبيحة الإثنين في مسجد الإمامين الحسنين(ع) في حارة حريك، بأن هذه المرحلة هي من أخطر المراحل، لأن الإدارة الأمريكية لا تزال تشعر بأنّ لديها المزيد من الأوراق لتوظيفها في مشروعها المتعثّر في المنطقة، داعياً المسلمين إلى الوحدة ومعلناً دعمه لمؤتمر مكة وكل مسعى وحدوي في الأمة.

قال سماحته: إننا نشعر بأنّ توالي المخاطر على الأمة، واتّساع دائرة التهديدات، يحتّم علينا جميعاً أن ننتقل من موقع ردّ الفعل إلى موقع الفعل، لنواجه الهجمة العالمية المتصاعدة علينا، لأننا نعتقد بأن الحملة المتصاعدة على الإسلام تجاوزت حدود الدول وحتى المحاور، بحيث لم تعد تقتصر على محور من المحاور الدولية، خصوصاً وقوف أمريكا ـ الإدارة كرأس حربة في مشروع الحرب الثقافية والإعلامية والسياسية، وحتى الأمنية، ضد الإسلام.

وأضاف: إن من واجب المسلمين جميعاً في داخل بلدانهم وفي جالياتهم المنتشرة في الخارج، وخصوصاً في البلدان الغربية، أن يتحركوا، بحجم طاقاتهم وإمكاناتهم، للدفاع عن الإسلام في نطاق عملية واسعة النطاق تشمل الجوانب الثقافية والفكرية والإعلامية، وتفضح الألاعيب السياسية، وتوضّح المفاهيم الإسلامية السامية للشعوب والأمم الأخرى، وخصوصاً أولئك الذين كانوا الضحية للدعاية الأمريكية والصهيونية، أو الذين تأثروا بالهجمات المتعاقبة ضد الإسلام والتي انخرطت فيها مواقع دينية أيضاً.

وتابع: إننا نعتقد بأن عملية التحدي وردّ التحدي في هذا السياق لن يُكتب لها النجاح الكبير ما لم يتحسس المسلمون مسؤولياتهم على مستوى حماية وحدتهم، وشعورهم بأن الإسلام هو أكبر وأهم منهم كمذاهب وطوائف وحتى كأعراق وبلدان ودول. ولذلك، فإن العمل لحماية الوحدة الإسلامية ووأد الفتنة في أي موقع إسلامي هو من أفضل القربات التي نتقرب بها إلى الله تعالى، ولا يقلّ أهمية عن مواجهة المستكبرين والجهاد ضد المحتلين والغاصبين، ونحن مع كل مسعى صادق لتقريب وجهات النظر بين المسلمين السنة والشيعة والحفاظ على وحدتهم وحمايتها، ونريد أن ندفع بكل الإمكانات ليكون الخط الوحدوي هو الخط الذي تنطلق الأمة كلها معه، كما نريد للحركات والأحزاب والشخصيات الإسلامية أن تشعر بمسؤولياتها لحماية هذا الخط، في عملية خروج من الأطر والغايات والمصالح الذاتية إلى ما يهم الأمة كلها.

وأردف: في ضوء ذلك، فإننا ندعم ونبارك مبادرة منظمة المؤتمر الإسلامي في مؤتمر المصالحة في مكة المكرمة في مسعاه لوأد الفتنة في العراق، وإن كنا نعتقد بأن ممارسة المسؤولية لا تقتصر على التوقيع على وثيقة تنبذ الفتنة وتدين القتلة الذين يستحلون دماء المسلمين والأبرياء فحسب، بل إن لا بدّ من العمل الحثيث لوضع آلية عملية تلزم الجميع العمل لمحاصرة الجهات المجرمة والفئات التكفيرية، التي تشوّه كفاح المقاومة الشريفة التي توجّه البنادق ضد المحتل، بالإضافة إلى تدخّل منظمة المؤتمر الإسلامي مع بعض الدول الأعضاء فيها لمنعها من الوقوف مع المحتل الأمريكي، ووقف الحملات الإعلامية التي تثير الفرقة بما فيها الكتب التي تقوم بدور تحريضي على هذا المذهب أو ذاك، بما يؤجّج الصراعات الداخلية في الأمة، ويخلق مناخات تؤسس لفتن جديدة قد تمتد إلى مواقع متفرقة داخل العالم الإسلامي والعربي.

وتوقف سماحته عند معاناة الشعب الفلسطيني، فدعا العرب والمسلمين في هذه المرحلة بالذات، إلى أن يقفوا مع الشعب الفلسطيني ليدعموه قولاً وفعلاً، ولا يتصدّقوا عليه بمساعدات آنية ثم يتركوه لمصيره في ضغط الاحتلال الصهيوني لدفعه للاستسلام، وفي حركة أكثر من مسعى دولي لإحداث فتنة داخلية بين الفلسطينيين تقود إلى حرب أهلية وإلى التسليم بالشروط الإسرائيلية في الاعتراف بالعدو، من دون الحصول على أي نتيجة ومن دون تحقيق أي هدف فلسطيني كبير.

وقال: إننا نعتقد بأن المرحلة التي نطل عليها هي من أخطر المراحل، لأن الإدارة الأمريكية الحالية لا تزال تشعر بأنها تستطيع توظيف أوراق جديدة في مشروعها المتعثر في المنطقة بعد كل ما جرى في العراق، وحتى بعد فشل أهداف الحرب الأمريكية الإسرائيلية على لبنان، وهي تتحرك مع أكثر من طرف دولي وحتى عربي لتوفير مناخات ضغط جديدة ضد دول الممانعة، وخصوصاً إيران وسوريا، وضد حركات المقاومة وخصوصاً المقاومة الإسلامية في لبنان وفلسطين، كما أنها تجمع أوراقها مع إسرائيل لمعرفة المحصّلة في حسابات الربح والخسارة في خيارات الحرب أو الاهتزازات التي تحضّر لها، وفي سعيهما لإيجاد تكتّل عربي وإسلامي يطوّق إيران ويحاصرها تحت عنوان مواجهة طموحاتها النووية، ويفتح ـ في المقابل ـ نافذة للحوار والتفاوض مع إسرائيل لتكون العضو الطبيعي في جسم الأمة، وتكون إيران بمثابة العنصر المشاغب الذي تنخرط الأنظمة العربية لمواجهته وتطويعه وجعله ينسجم مع الحركة الأمريكية في المنطقة، كما يراد لسوريا أن تخضع لذلك في عملية ابتزاز سياسي عربي ودولي متواصلة.

وتطرّق سماحته إلى الوضع اللبناني الداخلي، فشدد على ضرورة أن نظل في خط الحوار والوحدة الداخلية الذي يحمي المقاومة، ويمنع من أخذ البلد نهائياً إلى أحضان الوصاية الأمريكية والغربية، وعلى اللبنانيين أن يعرفوا بأن البلد لن يخرج من دائرة الاهتزاز إن لم ترتفع أيادي هذه الوصاية عن لبنان، ولذلك لا بد من القيام بحركة جامعة شاملة في هذا السياق يشترك فيها الجميع في حوار هادىء وهادف قبل قدوم قطار الفوضى الأمريكية الذي يتحضّر لمرحلة جديدة على أبواب الانتخابات الأمريكية النصفية أو في أعقابها.

23 -10- 2006م - 1 شوال 1427 هـ

أمَّ المصلّين صباح الإثنين وألقى خطبتي عيد الفطر
فضل الله يحذِّر من قطار الفوضى الأمريكية على أبواب الانتخابات النصفية

أكّد العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، أنّ لبنان لن يخرج من دائرة الاهتزاز ما لم ترتفع أيادي الوصاية الأمريكية عنه، داعياً اللبنانيين إلى حوار هادىء وهادف قبل قدوم قطار الفوضى الأمريكية على أبواب الانتخابات الأمريكية النصفية، وأعلن في خطبة عيد الفطر التي ألقاها صبيحة الإثنين في مسجد الإمامين الحسنين(ع) في حارة حريك، بأن هذه المرحلة هي من أخطر المراحل، لأن الإدارة الأمريكية لا تزال تشعر بأنّ لديها المزيد من الأوراق لتوظيفها في مشروعها المتعثّر في المنطقة، داعياً المسلمين إلى الوحدة ومعلناً دعمه لمؤتمر مكة وكل مسعى وحدوي في الأمة.

قال سماحته: إننا نشعر بأنّ توالي المخاطر على الأمة، واتّساع دائرة التهديدات، يحتّم علينا جميعاً أن ننتقل من موقع ردّ الفعل إلى موقع الفعل، لنواجه الهجمة العالمية المتصاعدة علينا، لأننا نعتقد بأن الحملة المتصاعدة على الإسلام تجاوزت حدود الدول وحتى المحاور، بحيث لم تعد تقتصر على محور من المحاور الدولية، خصوصاً وقوف أمريكا ـ الإدارة كرأس حربة في مشروع الحرب الثقافية والإعلامية والسياسية، وحتى الأمنية، ضد الإسلام.

وأضاف: إن من واجب المسلمين جميعاً في داخل بلدانهم وفي جالياتهم المنتشرة في الخارج، وخصوصاً في البلدان الغربية، أن يتحركوا، بحجم طاقاتهم وإمكاناتهم، للدفاع عن الإسلام في نطاق عملية واسعة النطاق تشمل الجوانب الثقافية والفكرية والإعلامية، وتفضح الألاعيب السياسية، وتوضّح المفاهيم الإسلامية السامية للشعوب والأمم الأخرى، وخصوصاً أولئك الذين كانوا الضحية للدعاية الأمريكية والصهيونية، أو الذين تأثروا بالهجمات المتعاقبة ضد الإسلام والتي انخرطت فيها مواقع دينية أيضاً.

وتابع: إننا نعتقد بأن عملية التحدي وردّ التحدي في هذا السياق لن يُكتب لها النجاح الكبير ما لم يتحسس المسلمون مسؤولياتهم على مستوى حماية وحدتهم، وشعورهم بأن الإسلام هو أكبر وأهم منهم كمذاهب وطوائف وحتى كأعراق وبلدان ودول. ولذلك، فإن العمل لحماية الوحدة الإسلامية ووأد الفتنة في أي موقع إسلامي هو من أفضل القربات التي نتقرب بها إلى الله تعالى، ولا يقلّ أهمية عن مواجهة المستكبرين والجهاد ضد المحتلين والغاصبين، ونحن مع كل مسعى صادق لتقريب وجهات النظر بين المسلمين السنة والشيعة والحفاظ على وحدتهم وحمايتها، ونريد أن ندفع بكل الإمكانات ليكون الخط الوحدوي هو الخط الذي تنطلق الأمة كلها معه، كما نريد للحركات والأحزاب والشخصيات الإسلامية أن تشعر بمسؤولياتها لحماية هذا الخط، في عملية خروج من الأطر والغايات والمصالح الذاتية إلى ما يهم الأمة كلها.

وأردف: في ضوء ذلك، فإننا ندعم ونبارك مبادرة منظمة المؤتمر الإسلامي في مؤتمر المصالحة في مكة المكرمة في مسعاه لوأد الفتنة في العراق، وإن كنا نعتقد بأن ممارسة المسؤولية لا تقتصر على التوقيع على وثيقة تنبذ الفتنة وتدين القتلة الذين يستحلون دماء المسلمين والأبرياء فحسب، بل إن لا بدّ من العمل الحثيث لوضع آلية عملية تلزم الجميع العمل لمحاصرة الجهات المجرمة والفئات التكفيرية، التي تشوّه كفاح المقاومة الشريفة التي توجّه البنادق ضد المحتل، بالإضافة إلى تدخّل منظمة المؤتمر الإسلامي مع بعض الدول الأعضاء فيها لمنعها من الوقوف مع المحتل الأمريكي، ووقف الحملات الإعلامية التي تثير الفرقة بما فيها الكتب التي تقوم بدور تحريضي على هذا المذهب أو ذاك، بما يؤجّج الصراعات الداخلية في الأمة، ويخلق مناخات تؤسس لفتن جديدة قد تمتد إلى مواقع متفرقة داخل العالم الإسلامي والعربي.

وتوقف سماحته عند معاناة الشعب الفلسطيني، فدعا العرب والمسلمين في هذه المرحلة بالذات، إلى أن يقفوا مع الشعب الفلسطيني ليدعموه قولاً وفعلاً، ولا يتصدّقوا عليه بمساعدات آنية ثم يتركوه لمصيره في ضغط الاحتلال الصهيوني لدفعه للاستسلام، وفي حركة أكثر من مسعى دولي لإحداث فتنة داخلية بين الفلسطينيين تقود إلى حرب أهلية وإلى التسليم بالشروط الإسرائيلية في الاعتراف بالعدو، من دون الحصول على أي نتيجة ومن دون تحقيق أي هدف فلسطيني كبير.

وقال: إننا نعتقد بأن المرحلة التي نطل عليها هي من أخطر المراحل، لأن الإدارة الأمريكية الحالية لا تزال تشعر بأنها تستطيع توظيف أوراق جديدة في مشروعها المتعثر في المنطقة بعد كل ما جرى في العراق، وحتى بعد فشل أهداف الحرب الأمريكية الإسرائيلية على لبنان، وهي تتحرك مع أكثر من طرف دولي وحتى عربي لتوفير مناخات ضغط جديدة ضد دول الممانعة، وخصوصاً إيران وسوريا، وضد حركات المقاومة وخصوصاً المقاومة الإسلامية في لبنان وفلسطين، كما أنها تجمع أوراقها مع إسرائيل لمعرفة المحصّلة في حسابات الربح والخسارة في خيارات الحرب أو الاهتزازات التي تحضّر لها، وفي سعيهما لإيجاد تكتّل عربي وإسلامي يطوّق إيران ويحاصرها تحت عنوان مواجهة طموحاتها النووية، ويفتح ـ في المقابل ـ نافذة للحوار والتفاوض مع إسرائيل لتكون العضو الطبيعي في جسم الأمة، وتكون إيران بمثابة العنصر المشاغب الذي تنخرط الأنظمة العربية لمواجهته وتطويعه وجعله ينسجم مع الحركة الأمريكية في المنطقة، كما يراد لسوريا أن تخضع لذلك في عملية ابتزاز سياسي عربي ودولي متواصلة.

وتطرّق سماحته إلى الوضع اللبناني الداخلي، فشدد على ضرورة أن نظل في خط الحوار والوحدة الداخلية الذي يحمي المقاومة، ويمنع من أخذ البلد نهائياً إلى أحضان الوصاية الأمريكية والغربية، وعلى اللبنانيين أن يعرفوا بأن البلد لن يخرج من دائرة الاهتزاز إن لم ترتفع أيادي هذه الوصاية عن لبنان، ولذلك لا بد من القيام بحركة جامعة شاملة في هذا السياق يشترك فيها الجميع في حوار هادىء وهادف قبل قدوم قطار الفوضى الأمريكية الذي يتحضّر لمرحلة جديدة على أبواب الانتخابات الأمريكية النصفية أو في أعقابها.

23 -10- 2006م - 1 شوال 1427 هـ

اقرأ المزيد
نسخ النص نُسِخ!
تفسير