استقبال الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر ووفد من معهده

استقبال الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر ووفد من معهده

استقبل الرئيس الأميركي كارتر على رأس وفد من معهده
فضل الله: نتعايش مع اليهود ونرفض الظلم الإسرائيلي وننصح بالاستماع إلى نبض الشعوب

استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، الرئيس الأميركي السابق، جيمي كارتر، يرافقه نجله جيمس، ونائبه في مؤسسة كارتر أراك نيلسون، مدير مكتبه أولفو كاجوسو، والأعضاء في مؤسسة كارتر السيد دايفيد كارول ومتوي شاروود، والبرفسور بريدج مالي، يرافقهم سفير المنظمة العالمية لحقوق الإنسان في لبنان والشرق الأوسط علي عقيل خليل، ورئيس وزراء اليمن الأسبق، عبد الكريم الأرياني.

وجرى في خلال اللقاء عرض لتطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة، وسير العملية الانتخابية في لبنان، كما جرى تقويم لسياسة الإدارة الأميركية الجديدة وخطاب الرئيس الأميركي الموجه إلى العرب والمسلمين.

ورحب سماحة السيد فضل الله بكارتر مشيداً بكتابه "فلسطين... وليس الفصل العنصري"، مشيراً إلى أن كارتر كان في هذا الكتاب باحثاً ولم يسلك سبل المجاملة السياسية التي جعلت معظم الشخصيات السياسية الأميركية تراعي في مواقفها وكتاباتها "اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة الأميركية".

وقال سماحته مخاطباً كارتر: أحبّ أن أؤكد لكم أننا كمسلمين ليس لدينا أية مشكلة في أن نتعايش مع اليهود، فقد عاشوا بيننا في العالم العربي والإسلامي، ولم يتعرضوا للظلم والاضطهاد الذي تعرضوا له في الغرب، ولذلك فنحن عندما نقف ضد إسرائيل وظلمها، فإن ذلك لا ينطلق من خصوصية دينية، أو من حقد على اليهود، ولكن المسألة تنطلق من موقف سياسي مبدئي يرفض الظلم، ولأن إسرائيل عملت على احتلال فلسطين وتشريد الشعب الفلسطيني وطرده من بلاده واضطهاده، وفي هذا الإطار، قرأنا تصريحاً لحاخام يهودي أميركي قبل أيام يدعو فيه إلى إبادة العرب وقتل نسائهم ورجالهم وأطفالهم، بما يلتقي مع تصريح الحاخام الأكبر في إسرائيل الذي اعتبر العرب حشرات وأفاعي يجب التخلص منها.

وأكّد سماحته أنّ النشاط السياسي لأيّ شخصية أميركية يقوم على احترام حرية الشعوب، يعطي صورةً إنسانية وحضارية للولايات المتحدة الأميركية التي كان العرب والمسلمون ينظرون إليها نظرة احترام في عشرينات وثلاثينات القرن الميلادي الفائت عندما تحركت على أساس مبادئ ويلسون التي نادت بحق الشعوب في تقرير مصيرها، ولكن الإدارات الأميركية المتعاقبة، عملت بعد ذلك على دعم إسرائيل في شكل مطلق، إلى المستوى الذي باتت فيه شعوبنا لا تفرّق بين سياسة أميركية وسياسة إسرائيلية في المنطقة.

وبعدما أشار كارتر إلى دوره ودور معهده في مراقبة الانتخابات اللبنانية وقبلها الفلسطينية، أكد أن الولايات المتحدة الأميركية تدعم في شكل كامل نتائج هذه الانتخابات.

فرّد سماحة السيد فضل الله، موضحاً أن أصدقاء الولايات المتحدة في المنطقة العربية ليس عندهم انتخابات ولا ديمقراطية، بل أنظمة تحكمها الاستخبارات وقوانين الطوارئ، كما أشار إلى التصريحات الأميركية التي سبقت الانتخابات اللبنانية وهددت بمنع المساعدات عن لبنان إذا فاز فريق معين في هذه الانتخابات، مؤكّداً أن هذه المواقف تمثل تدخلاً في الانتخابات وفي الحياة السياسية اللبنانية، الأمر الذي يطرح علامة استفهام حول الفهم الأميركي ـ على مستوى الإدارة ـ للديمقراطية، وهو الفهم نفسه الذي انعكس على موقف الإدارة السابقة من الانتخابات الفلسطينية.

وشدد سماحته على أن إسرائيل شكّلت منذ قيامها تهديداً مستمراً للكيان اللبناني، واعتدت على لبنان بمناسبة ودون مناسبة، وقامت باجتياحه أكثر من مرة، وهي الآن لا تلتزم بالقرار 1701، سواء في اعتداءاتها وخروقاتها الجوية، أو في استباحتها للأمن اللبناني عبر شبكاتها التجسسية، وهي كيان قائمٌ على العدوان، ولا يؤمَن له ولأطماعه، ولذلك فإن لبنان بحاجة إلى قوّة رادعة لمنعها من الاعتداء عليه مجدداً، ومن هنا كان دور المقاومة دائماً هو رد العدوان والدفاع عن لبنان، وكان دور إسرائيل هو إشعال الحرب واستهداف البنى التحتية اللبنانية والمواقع المدنية وغيرها.

وأشار سماحته إلى نقاط مضيئة في خطابات ومواقف الرئيس الأميركي، أوباما، تجاه العرب والمسلمين، ولكنه أوضح أن الأمة تنتظر الأفعال، وأن على أوباما ألا يستمع إلى الرؤساء والمسؤولين والحكام العرب، بل إلى نبض الشارع العربي والإسلامي.

وفي ختام اللقاء قال كارتر: لقد سررت جداً بهذا اللقاء مع سماحة السيد فضل الله، وكان لدينا جولة أفق واسعة ونقاش عميق ومستفيض في الكيفية التي يمكن من خلالها جلب السلام والعدالة إلى المنطقة، وهو هدف مهم لي شخصياً، ولكل الناس الذين يعيشون في هذه المنطقة.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله (رض)
التاريخ: 17-6-1430 هـ  الموافق: 10/06/2009 م

استقبل الرئيس الأميركي كارتر على رأس وفد من معهده
فضل الله: نتعايش مع اليهود ونرفض الظلم الإسرائيلي وننصح بالاستماع إلى نبض الشعوب

استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، الرئيس الأميركي السابق، جيمي كارتر، يرافقه نجله جيمس، ونائبه في مؤسسة كارتر أراك نيلسون، مدير مكتبه أولفو كاجوسو، والأعضاء في مؤسسة كارتر السيد دايفيد كارول ومتوي شاروود، والبرفسور بريدج مالي، يرافقهم سفير المنظمة العالمية لحقوق الإنسان في لبنان والشرق الأوسط علي عقيل خليل، ورئيس وزراء اليمن الأسبق، عبد الكريم الأرياني.

وجرى في خلال اللقاء عرض لتطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة، وسير العملية الانتخابية في لبنان، كما جرى تقويم لسياسة الإدارة الأميركية الجديدة وخطاب الرئيس الأميركي الموجه إلى العرب والمسلمين.

ورحب سماحة السيد فضل الله بكارتر مشيداً بكتابه "فلسطين... وليس الفصل العنصري"، مشيراً إلى أن كارتر كان في هذا الكتاب باحثاً ولم يسلك سبل المجاملة السياسية التي جعلت معظم الشخصيات السياسية الأميركية تراعي في مواقفها وكتاباتها "اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة الأميركية".

وقال سماحته مخاطباً كارتر: أحبّ أن أؤكد لكم أننا كمسلمين ليس لدينا أية مشكلة في أن نتعايش مع اليهود، فقد عاشوا بيننا في العالم العربي والإسلامي، ولم يتعرضوا للظلم والاضطهاد الذي تعرضوا له في الغرب، ولذلك فنحن عندما نقف ضد إسرائيل وظلمها، فإن ذلك لا ينطلق من خصوصية دينية، أو من حقد على اليهود، ولكن المسألة تنطلق من موقف سياسي مبدئي يرفض الظلم، ولأن إسرائيل عملت على احتلال فلسطين وتشريد الشعب الفلسطيني وطرده من بلاده واضطهاده، وفي هذا الإطار، قرأنا تصريحاً لحاخام يهودي أميركي قبل أيام يدعو فيه إلى إبادة العرب وقتل نسائهم ورجالهم وأطفالهم، بما يلتقي مع تصريح الحاخام الأكبر في إسرائيل الذي اعتبر العرب حشرات وأفاعي يجب التخلص منها.

وأكّد سماحته أنّ النشاط السياسي لأيّ شخصية أميركية يقوم على احترام حرية الشعوب، يعطي صورةً إنسانية وحضارية للولايات المتحدة الأميركية التي كان العرب والمسلمون ينظرون إليها نظرة احترام في عشرينات وثلاثينات القرن الميلادي الفائت عندما تحركت على أساس مبادئ ويلسون التي نادت بحق الشعوب في تقرير مصيرها، ولكن الإدارات الأميركية المتعاقبة، عملت بعد ذلك على دعم إسرائيل في شكل مطلق، إلى المستوى الذي باتت فيه شعوبنا لا تفرّق بين سياسة أميركية وسياسة إسرائيلية في المنطقة.

وبعدما أشار كارتر إلى دوره ودور معهده في مراقبة الانتخابات اللبنانية وقبلها الفلسطينية، أكد أن الولايات المتحدة الأميركية تدعم في شكل كامل نتائج هذه الانتخابات.

فرّد سماحة السيد فضل الله، موضحاً أن أصدقاء الولايات المتحدة في المنطقة العربية ليس عندهم انتخابات ولا ديمقراطية، بل أنظمة تحكمها الاستخبارات وقوانين الطوارئ، كما أشار إلى التصريحات الأميركية التي سبقت الانتخابات اللبنانية وهددت بمنع المساعدات عن لبنان إذا فاز فريق معين في هذه الانتخابات، مؤكّداً أن هذه المواقف تمثل تدخلاً في الانتخابات وفي الحياة السياسية اللبنانية، الأمر الذي يطرح علامة استفهام حول الفهم الأميركي ـ على مستوى الإدارة ـ للديمقراطية، وهو الفهم نفسه الذي انعكس على موقف الإدارة السابقة من الانتخابات الفلسطينية.

وشدد سماحته على أن إسرائيل شكّلت منذ قيامها تهديداً مستمراً للكيان اللبناني، واعتدت على لبنان بمناسبة ودون مناسبة، وقامت باجتياحه أكثر من مرة، وهي الآن لا تلتزم بالقرار 1701، سواء في اعتداءاتها وخروقاتها الجوية، أو في استباحتها للأمن اللبناني عبر شبكاتها التجسسية، وهي كيان قائمٌ على العدوان، ولا يؤمَن له ولأطماعه، ولذلك فإن لبنان بحاجة إلى قوّة رادعة لمنعها من الاعتداء عليه مجدداً، ومن هنا كان دور المقاومة دائماً هو رد العدوان والدفاع عن لبنان، وكان دور إسرائيل هو إشعال الحرب واستهداف البنى التحتية اللبنانية والمواقع المدنية وغيرها.

وأشار سماحته إلى نقاط مضيئة في خطابات ومواقف الرئيس الأميركي، أوباما، تجاه العرب والمسلمين، ولكنه أوضح أن الأمة تنتظر الأفعال، وأن على أوباما ألا يستمع إلى الرؤساء والمسؤولين والحكام العرب، بل إلى نبض الشارع العربي والإسلامي.

وفي ختام اللقاء قال كارتر: لقد سررت جداً بهذا اللقاء مع سماحة السيد فضل الله، وكان لدينا جولة أفق واسعة ونقاش عميق ومستفيض في الكيفية التي يمكن من خلالها جلب السلام والعدالة إلى المنطقة، وهو هدف مهم لي شخصياً، ولكل الناس الذين يعيشون في هذه المنطقة.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله (رض)
التاريخ: 17-6-1430 هـ  الموافق: 10/06/2009 م

اقرأ المزيد
نسخ النص نُسِخ!
تفسير