للمحافظة على الكلمة المضادّة أكثر من المؤيّدة

للمحافظة على الكلمة المضادّة أكثر من المؤيّدة

فضل الله في احتفال تكريميّ للإعلاميّين:

للمحافظة على الكلمة المضادّة أكثر من المؤيّدة

 

كرّمت "جمعية المبرات الخيرية" الإعلاميّين، فأقامت مأدبة غداء في "مبرة الإمام الخوئي"، في الدّوحة، حضرها العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله، وعدد من رجال الإعلام.

وألقى مدير المبرّة الدكتور خضر دبوس، كلمة ترحيبيّة، ثم كانت كلمة لإحدى "زهرات المبرة"، وأنشد عدد من التلامذة قصيدة.

فضل الله

وتحدَّث العلامة فضل الله، قائلاً: "هل نحن هنا من أجل أن نكرم الإعلام بتكريم الإعلاميّين؟ هل نحن هنا في فرصة إعلاميّة تحاول الجمعيّة أن تنتهزها من أجل أن يقدّم الإعلام لها شيئاً أكثر؟ إنّني أتصوّر أنّ المسألة أبعد من ذلك.

أن تتحرّك في حفلة تكريم، هي مسألة استهلكت حتّى لم تعد تعطي معناها، بعد أن كُرّم الكثيرون من الّذين لا كرامة لهم، والّذين قد يكون من حقّك أن تحتفل بهم في حفلة تحقير. لذلك، لا أعتقد أنّ هذه الكلمات أصبحت تعطي مدلولها.

وأعتقد أنّ العمل يستطيع أن يُقدّم نفسه عندما يخلص، وعندما يحلّ المشكلة، وعندما يواجه القضايا في فرصة حلّ صغير هنا أو هناك.

ليست المسألة في هذا الإطار، أنّنا نعتقد أنّ الإعلام يكرّم نفسه من خلال أن يقوم برسالته وبدوره، وأن يحقّق للوطن وللأمّة القضايا الكبيرة التي ننتظرها جميعاً.

إنَّ إعلامنا في لبنان الّذي نتّفق معه أو نختلف؛ الإعلام الّذي يقدّم لنا المحبّة بكلماته، أو الإعلام الّذي يقدّم لنا الشتائم في كلماته، إن هذا الإعلام هو إعلام نعتزّ به، ونريد أن نحافظ على الكلمة المضادّة أكثر مما نحافظ على الكلمة الموافقة، لا من جهة التنازل عن كلماتنا، ولكنّ المسألة هي أن تكون حراً وأن يكون خصمك حراً... فبالحرية نستطيع أن نتفاهم وأن نتفق، لأنّ مسألة أن أضطهدك فلا تقول كلمتك، أو تضطهدني فلا أقول كلمتي، هي مسألة أن لا نفهم بعضنا البعض، وعندما لا يكون الفهم المتبادل، لا يمكن أن تكون هناك مسألة تقارب أو مسألة وحدة.

لذلك، عندما انطلقت معركة حريّة الإعلام في لبنان، كنّا نقول إنّ معنى أن تبتعد الحرية الفكرية والإعلامية عن لبنان، هو أن يبتعد لبنان عن ذاته، لأنّ معنى لبنان في كلّ هذه المنطقة الّتي يسجن فيها الفكر، وتضطهد فيها الكلمة، ويحاصر فيها الإنسان في كلّ حرّيته، ويفرض عليه أن يكون ضعيفاً، حتّى يخيل إلينا أنّه من فرط الضّغط الّذي يراد لنا أن نعيش الضّغط معه، قد يخاف الإنسان أن يضبط نفسه متلبّساً بالكلمة المحقّة قبل أن يضبطه الآخرون.

نحن لا نتحدّث عن إعلامنا على أساس أنه إيجابيات كليّة، ونحن نعلم أنّ له سلبيّاته وإيجابيّاته، كما له مخلصوه وله مزيّفوه، وله ملحدوه (إلحاد القضيّة)، وله المؤمنون به، ولكنّنا نريد أن ينطلق الإعلام ليواجه مشكلاته.

ربما كان مؤتمر الإعلام الّذي انطلقت فيه الكلمات بلا حساب، يتحرّك في دائرة معيّنة، ولكنّ المشكلة التي يعيشها إعلامنا اللّبناني والعربي، هي أنّ الجهل والبداوة والتخلّف وكلّ المعاني الّتي لا تشرّف الإنسان، والّتي ربما تعيش في دائرة فيها نفط كثير وذهب ومال كثير، وفيها مواقع للاستكبار كثيرة، أنها تعمل على أن تشتري إعلامنا، وأن تضطهد حريّة الصّحيفة، إنها تعمل على أن تحاصر اقتصادها حتى تحاصرها في الإعلانات، وأن تحاصر كل الذين يكتبون فيها، من أجل أن تستغلّ ظروفها التي تصنع مأساتها ومأزقها، لتفتح لهم آفاقاً جديدة، وصحفاً جديدة، وأجهزة جديدة.

ومن خلال ذلك، قيل للجميع، إمّا أن تكتبوا كما يراد للمرحلة التي تُصنع، لا للمرحلة الّتي تُعاش، لتتحدّثوا عن ديمقراطيّة من لا يفهم الديمقراطيّة حتى في الأحلام، أو تتحدّثوا عن الإسلام حتى للّذين لا يعيش في أيّة نبضة من قلوبهم.. إمّا أن تكونوا كذلك، وإلا أغلقوا صحفكم، لأنّ صحفاً جديدة سوف تفتح، والمجال مفتوح لكلّ المتعبين، ولكلّ الذين لا يملكون قوت أطفالهم من الصحافيين.

ولذلك، أصبحت المسألة خانقة في الواقع الصحافي.. وأعتقد أنّ إخواننا الإعلاميّين يوافقوننا أننا عندما نقرأ الكثير من الصحف، فإننا نُصاب بالغثيان والقرف والصّدمة، أن يكون ما نقرأ هو ما يجب أن نثور عليه. لكن ونحن نقدّر كلّ الظروف، لسنا في موقف إدانة، نحن نعرف ظروف الإعلام الصّعبة، وأنّ للإعلامي اللبناني لباقة ذكيّة تعرف كيف تتجاوز كلّ هذه الحصارات، وكيف لها أن تحرّك الكلمة الّتي لا تراد بطريقة وبأخرى، لأنّ أجهزة الرقابة التي تحاصر الرقابة النفطيّة لا تفهم كثيراً، وعندنا الكثير من الأدب الرمزي ومن اللّفتات والإيحاءات التي يستطيع الإعلاميّ أن يقول ما يريد دون أن يُضبط متلبّساً بما لا يريد..

وقد عاش الإعلاميّون تجربة في أيّام الحرب، عندما كانت تختلط القوى الّتي كانت تعمل على أن توحي للإعلامي بالاضطهاد، أنّ الإعلام اللبناني يمكن أن يبقى في المجال الحرّ، حتى لو كان مغلّلاً بالأصفاد.

إن المسألة هي أنّ الإعلام كان معركة، حتى إعلام الرّسالات، بدأ معركة بين التوحيد والشّرك، بين الظّلم والعدل. الإعلام معركة، ونحن أمّة يسقطها الإعلام، ويقيمهما الإعلام، الكلمة عندنا تهزّ مشاعرنا وتعيش في اهتماماتنا...

لذلك، هناك نقطة أحبّ أن أقولها لكلّ إخواني من الإعلاميّين، أياً كانت انتماءاتهم، لأنّ اختلاف الاهتمامات لا يمكن أن ينفذ إلى مسألة العزّة والحريّة والعدل.

نحن لا نختلف في أنّنا لكي نبقى أمَّة، لا بدَّ من أن نعيش الحريّة في أعماقنا. وهناك خطّة لأن يسقط النّاس عندنا. ربما لا تسقط النّخبة عندما تبحث عن موقع التَّوازن، لأنها تملك توازنه وتعرف خلفيَّاته، لكنَّ هؤلاء الناس المستضعفين الّذين فرضت عليهم الأوضاع الصّعبة أن لا يأخذوا بأسباب الثّقافة والسياسة، هؤلاء يراد إسقاطهم من الدّاخل، وتعميق الخوف في نفوسهم، ويراد لهم أن يعتبروا العبوديّة حرية، والذلّ غفراناً، والظلم عدالة.

كإعلام لبناني، عربي، إسلامي، كإعلام العالم الثّالث، نحن نواجه إعلام العالم الأوّل المستكبر، إنّه يريد أن يفرض نفسه علينا، حتى نفكّر في أنّنا في الدّرجة الثّالثة والرّابعة، يريد أن يصوغ الخبر في دائرة المخابرات، من أجل أن نحرّكه نحن في ساحة الإعلام، ونحن نحاول أن نعذّب أنفسنا بالإلحاح على إثارة نقاط الضّعف فينا، لنفهم أنفسنا بالمجتمع المتخلّف. صحيح أنّ عندنا نقاط ضعف، ولكن من قال إنّ الآخرين يملكون كلّ نقاط القوّة؟

أيّها الأحبّة، إنّكم تعلمون، وأنتم تعرفون الكثير من الخلفيّات، أنّ معركتنا في هذه المرحلة، سواء على هامش مسألة المفاوضات، أو على هامش مسالة المقاومة ضدّ إسرائيل، أو على هامش الخطوات التي يخطوها حزب هنا وحزب هناك، في كلّ العالم الثالث.. أنّ المرحلة هي مرحلة الصّراع بين أن يكون لنا روح أو لا يكون لنا روح، لا أتحدّث عن الروح بالمعنى اللاهوتي، بل روح الأمّ عندما تواجه الواقع من الموقع القويّ الصّلب...

لذلك، قد تكون رسالتنا أن نعمل على إنتاج الرّوح وحمايتها، لأنَّ إسرائيل تعمل لإنتاج الخوف من جديد عند الّذين أثقلها أنهم لا يخافون، وعند الذين أخافها أنهم تجاوزوا عقدة الضعف".


فضل الله في احتفال تكريميّ للإعلاميّين:

للمحافظة على الكلمة المضادّة أكثر من المؤيّدة

 

كرّمت "جمعية المبرات الخيرية" الإعلاميّين، فأقامت مأدبة غداء في "مبرة الإمام الخوئي"، في الدّوحة، حضرها العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله، وعدد من رجال الإعلام.

وألقى مدير المبرّة الدكتور خضر دبوس، كلمة ترحيبيّة، ثم كانت كلمة لإحدى "زهرات المبرة"، وأنشد عدد من التلامذة قصيدة.

فضل الله

وتحدَّث العلامة فضل الله، قائلاً: "هل نحن هنا من أجل أن نكرم الإعلام بتكريم الإعلاميّين؟ هل نحن هنا في فرصة إعلاميّة تحاول الجمعيّة أن تنتهزها من أجل أن يقدّم الإعلام لها شيئاً أكثر؟ إنّني أتصوّر أنّ المسألة أبعد من ذلك.

أن تتحرّك في حفلة تكريم، هي مسألة استهلكت حتّى لم تعد تعطي معناها، بعد أن كُرّم الكثيرون من الّذين لا كرامة لهم، والّذين قد يكون من حقّك أن تحتفل بهم في حفلة تحقير. لذلك، لا أعتقد أنّ هذه الكلمات أصبحت تعطي مدلولها.

وأعتقد أنّ العمل يستطيع أن يُقدّم نفسه عندما يخلص، وعندما يحلّ المشكلة، وعندما يواجه القضايا في فرصة حلّ صغير هنا أو هناك.

ليست المسألة في هذا الإطار، أنّنا نعتقد أنّ الإعلام يكرّم نفسه من خلال أن يقوم برسالته وبدوره، وأن يحقّق للوطن وللأمّة القضايا الكبيرة التي ننتظرها جميعاً.

إنَّ إعلامنا في لبنان الّذي نتّفق معه أو نختلف؛ الإعلام الّذي يقدّم لنا المحبّة بكلماته، أو الإعلام الّذي يقدّم لنا الشتائم في كلماته، إن هذا الإعلام هو إعلام نعتزّ به، ونريد أن نحافظ على الكلمة المضادّة أكثر مما نحافظ على الكلمة الموافقة، لا من جهة التنازل عن كلماتنا، ولكنّ المسألة هي أن تكون حراً وأن يكون خصمك حراً... فبالحرية نستطيع أن نتفاهم وأن نتفق، لأنّ مسألة أن أضطهدك فلا تقول كلمتك، أو تضطهدني فلا أقول كلمتي، هي مسألة أن لا نفهم بعضنا البعض، وعندما لا يكون الفهم المتبادل، لا يمكن أن تكون هناك مسألة تقارب أو مسألة وحدة.

لذلك، عندما انطلقت معركة حريّة الإعلام في لبنان، كنّا نقول إنّ معنى أن تبتعد الحرية الفكرية والإعلامية عن لبنان، هو أن يبتعد لبنان عن ذاته، لأنّ معنى لبنان في كلّ هذه المنطقة الّتي يسجن فيها الفكر، وتضطهد فيها الكلمة، ويحاصر فيها الإنسان في كلّ حرّيته، ويفرض عليه أن يكون ضعيفاً، حتّى يخيل إلينا أنّه من فرط الضّغط الّذي يراد لنا أن نعيش الضّغط معه، قد يخاف الإنسان أن يضبط نفسه متلبّساً بالكلمة المحقّة قبل أن يضبطه الآخرون.

نحن لا نتحدّث عن إعلامنا على أساس أنه إيجابيات كليّة، ونحن نعلم أنّ له سلبيّاته وإيجابيّاته، كما له مخلصوه وله مزيّفوه، وله ملحدوه (إلحاد القضيّة)، وله المؤمنون به، ولكنّنا نريد أن ينطلق الإعلام ليواجه مشكلاته.

ربما كان مؤتمر الإعلام الّذي انطلقت فيه الكلمات بلا حساب، يتحرّك في دائرة معيّنة، ولكنّ المشكلة التي يعيشها إعلامنا اللّبناني والعربي، هي أنّ الجهل والبداوة والتخلّف وكلّ المعاني الّتي لا تشرّف الإنسان، والّتي ربما تعيش في دائرة فيها نفط كثير وذهب ومال كثير، وفيها مواقع للاستكبار كثيرة، أنها تعمل على أن تشتري إعلامنا، وأن تضطهد حريّة الصّحيفة، إنها تعمل على أن تحاصر اقتصادها حتى تحاصرها في الإعلانات، وأن تحاصر كل الذين يكتبون فيها، من أجل أن تستغلّ ظروفها التي تصنع مأساتها ومأزقها، لتفتح لهم آفاقاً جديدة، وصحفاً جديدة، وأجهزة جديدة.

ومن خلال ذلك، قيل للجميع، إمّا أن تكتبوا كما يراد للمرحلة التي تُصنع، لا للمرحلة الّتي تُعاش، لتتحدّثوا عن ديمقراطيّة من لا يفهم الديمقراطيّة حتى في الأحلام، أو تتحدّثوا عن الإسلام حتى للّذين لا يعيش في أيّة نبضة من قلوبهم.. إمّا أن تكونوا كذلك، وإلا أغلقوا صحفكم، لأنّ صحفاً جديدة سوف تفتح، والمجال مفتوح لكلّ المتعبين، ولكلّ الذين لا يملكون قوت أطفالهم من الصحافيين.

ولذلك، أصبحت المسألة خانقة في الواقع الصحافي.. وأعتقد أنّ إخواننا الإعلاميّين يوافقوننا أننا عندما نقرأ الكثير من الصحف، فإننا نُصاب بالغثيان والقرف والصّدمة، أن يكون ما نقرأ هو ما يجب أن نثور عليه. لكن ونحن نقدّر كلّ الظروف، لسنا في موقف إدانة، نحن نعرف ظروف الإعلام الصّعبة، وأنّ للإعلامي اللبناني لباقة ذكيّة تعرف كيف تتجاوز كلّ هذه الحصارات، وكيف لها أن تحرّك الكلمة الّتي لا تراد بطريقة وبأخرى، لأنّ أجهزة الرقابة التي تحاصر الرقابة النفطيّة لا تفهم كثيراً، وعندنا الكثير من الأدب الرمزي ومن اللّفتات والإيحاءات التي يستطيع الإعلاميّ أن يقول ما يريد دون أن يُضبط متلبّساً بما لا يريد..

وقد عاش الإعلاميّون تجربة في أيّام الحرب، عندما كانت تختلط القوى الّتي كانت تعمل على أن توحي للإعلامي بالاضطهاد، أنّ الإعلام اللبناني يمكن أن يبقى في المجال الحرّ، حتى لو كان مغلّلاً بالأصفاد.

إن المسألة هي أنّ الإعلام كان معركة، حتى إعلام الرّسالات، بدأ معركة بين التوحيد والشّرك، بين الظّلم والعدل. الإعلام معركة، ونحن أمّة يسقطها الإعلام، ويقيمهما الإعلام، الكلمة عندنا تهزّ مشاعرنا وتعيش في اهتماماتنا...

لذلك، هناك نقطة أحبّ أن أقولها لكلّ إخواني من الإعلاميّين، أياً كانت انتماءاتهم، لأنّ اختلاف الاهتمامات لا يمكن أن ينفذ إلى مسألة العزّة والحريّة والعدل.

نحن لا نختلف في أنّنا لكي نبقى أمَّة، لا بدَّ من أن نعيش الحريّة في أعماقنا. وهناك خطّة لأن يسقط النّاس عندنا. ربما لا تسقط النّخبة عندما تبحث عن موقع التَّوازن، لأنها تملك توازنه وتعرف خلفيَّاته، لكنَّ هؤلاء الناس المستضعفين الّذين فرضت عليهم الأوضاع الصّعبة أن لا يأخذوا بأسباب الثّقافة والسياسة، هؤلاء يراد إسقاطهم من الدّاخل، وتعميق الخوف في نفوسهم، ويراد لهم أن يعتبروا العبوديّة حرية، والذلّ غفراناً، والظلم عدالة.

كإعلام لبناني، عربي، إسلامي، كإعلام العالم الثّالث، نحن نواجه إعلام العالم الأوّل المستكبر، إنّه يريد أن يفرض نفسه علينا، حتى نفكّر في أنّنا في الدّرجة الثّالثة والرّابعة، يريد أن يصوغ الخبر في دائرة المخابرات، من أجل أن نحرّكه نحن في ساحة الإعلام، ونحن نحاول أن نعذّب أنفسنا بالإلحاح على إثارة نقاط الضّعف فينا، لنفهم أنفسنا بالمجتمع المتخلّف. صحيح أنّ عندنا نقاط ضعف، ولكن من قال إنّ الآخرين يملكون كلّ نقاط القوّة؟

أيّها الأحبّة، إنّكم تعلمون، وأنتم تعرفون الكثير من الخلفيّات، أنّ معركتنا في هذه المرحلة، سواء على هامش مسألة المفاوضات، أو على هامش مسالة المقاومة ضدّ إسرائيل، أو على هامش الخطوات التي يخطوها حزب هنا وحزب هناك، في كلّ العالم الثالث.. أنّ المرحلة هي مرحلة الصّراع بين أن يكون لنا روح أو لا يكون لنا روح، لا أتحدّث عن الروح بالمعنى اللاهوتي، بل روح الأمّ عندما تواجه الواقع من الموقع القويّ الصّلب...

لذلك، قد تكون رسالتنا أن نعمل على إنتاج الرّوح وحمايتها، لأنَّ إسرائيل تعمل لإنتاج الخوف من جديد عند الّذين أثقلها أنهم لا يخافون، وعند الذين أخافها أنهم تجاوزوا عقدة الضعف".

اقرأ المزيد
نسخ النص نُسِخ!
تفسير