تهذيب النّفس وتزكيتها

تهذيب النّفس وتزكيتها

إنَّ سعي الإنسان الفاعل والإيجابيّ، يتجلّى في عمله الدّؤوب في سبيل تهذيب نفسه وإصلاحها، وألاّ يألو جهداً من أجل تحقيق هذه المهمَّة، ونقول المهمَّة، لأنَّها أمانة تجاه نفسه بأن يعمل على تحسين الصّفات الإيجابيّة فيها وتطويرها، فإن كان مؤمناً، أن يزيد من إيمانه في خيره وعطائه وإحسانه... وفي المقابل، إن كان يتّصف بعيوبٍ معيّنة من أحقاد وغيبة ونميمة وغير ذلك، فعليه أن يصلحها ويبادر إلى ذلك، فالمسؤوليّة كبيرة، وتشمل إصلاح العيوب، كما تطوير المحاسن في النّفس.

ومن خطوات تهذيب النّفس، محاسبتها على الدّوام، ومعاتبتها ولومها على كلّ فعل أو تصرّف مذموم، ومراقبتها على الدّوام، صوناً لها من أيّ انحراف، فالنّفس إن تركت على هواها، فإنها أمّارة بالسّوء وميّالة للشّهوات والرّغبات.

ويقول أمير المؤمنين عليّ(ع): "حاسبوا أنفسكُم قبل أن تُحاسبوا، وزِنوها قبل أن توزنوا، حاسبوا أنفسكم بأعمالها، وطالبوها بأداء الفروض عليها والأخذ من فنائها لبقائها".

فكلّ الفلاح والصّلاح في تزكية النّفس بالقول المفيد الصّالح البنّاء، والفكر المشرق السّليم الّذي يترك مفاعيله الإيجابيّة على كلّ الواقع، ويتجذّر مع مسيرة الإنسان في وجوده، فيكون المسلم المؤمن هو إنسان الكلمة والموقف والفعل العمليّ الّذي يجسّد روح التّشريع.

يقول تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا}[الشّمس: 9]، وفي تفسيره للآية المباركة، يقول المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض): وعمل على تطهيرها في توجيهها إلى القيم الروحيَّة في ما هو الذّهنيّ، وإلى التّربية الروحيّة في ما هي الحركة العمليّة في دراسة كلّ الرّواسب المتأثّرة بالواقع التاريخيّ المنحرف، أو بالواقع الحاضر المعقّد، لتنقية النّفس من ذلك كلّه بالمراقبة والمحاسبة والمجاهدة، وإلى الدّراسة الفكريّة المعمّقة الّتي تطلّ على الأفكار المتنوّعة الّتي قد تسيء إلى الجانب العقيديّ والفكريّ في شخصيَّته، فتشوّه روحه، وتبتعد بمشاعره عن المعاني الطّاهرة، وبتصوّراته عن الآفاق المضيئة.

{قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا}، أي أنقصها وخبّأها في ظلمات الكفر والضّلال، بحيث أبقاها في الزّوايا المظلمة منها، فلم يخرجها إلى الأجواء الصّافية الطّاهرة المشرقة بنور الحقّ...[تفسير من وحي القرآن، ج24، ص:284].

فكم منّا اليوم يعمل بموجب ميزان محاسبة نفسه ومراقبتها وتزكيتها ومنعها من السّقوط والدّخول في عوالم الظّلمة والجهل والتخلّف والتسبّب بأذى النفس والآخرين والحياة؟!

لم تعد مراقبة النّفس ومحاسبتها شيئاً تجريديّاً ذهنيّاً، بل تعتبر شرطاً ضروريّاً من شروط وجود الهويّة الإيمانيّة الفعليّة، السّاعية على الدّوام إلى الكمال والارتقاء ورفع مستوى الوعي الفرديّ والجماعيّ، ليتحوّل فعل المحاسبة إلى فعلٍ جماعيّ يشمل المجتمع برمّته، ويُقاس تقدّمه وحجم وجوده ونشاطه، بما يتمثّل من هذه القيمة الإسلاميّة والإنسانيّة العظيمة..

فالمساوئ الّتي تصيب كلّ الحياة، تعود في أساسها إلى النّفوس الّتي استغرقت في وحول الدّنيا وأطماعها، وشهوات الذّات وحبّ المظاهر، ولم تعد تعمل حساباً لما تقدّم، ما انعكس سوداويّة ومأساويّة تلفّ كلّ مناحي الحياة..

لقد آن الأوان أن يعود المرء إلى رشده، وأن يحاسب كلّ منّا نفسه كلّ يوم، ماذا قدّمت لها ولغيرها، قبل فوات الأوان، يقول الله تعالى: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ}[الصافّات:24].

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .


إنَّ سعي الإنسان الفاعل والإيجابيّ، يتجلّى في عمله الدّؤوب في سبيل تهذيب نفسه وإصلاحها، وألاّ يألو جهداً من أجل تحقيق هذه المهمَّة، ونقول المهمَّة، لأنَّها أمانة تجاه نفسه بأن يعمل على تحسين الصّفات الإيجابيّة فيها وتطويرها، فإن كان مؤمناً، أن يزيد من إيمانه في خيره وعطائه وإحسانه... وفي المقابل، إن كان يتّصف بعيوبٍ معيّنة من أحقاد وغيبة ونميمة وغير ذلك، فعليه أن يصلحها ويبادر إلى ذلك، فالمسؤوليّة كبيرة، وتشمل إصلاح العيوب، كما تطوير المحاسن في النّفس.

ومن خطوات تهذيب النّفس، محاسبتها على الدّوام، ومعاتبتها ولومها على كلّ فعل أو تصرّف مذموم، ومراقبتها على الدّوام، صوناً لها من أيّ انحراف، فالنّفس إن تركت على هواها، فإنها أمّارة بالسّوء وميّالة للشّهوات والرّغبات.

ويقول أمير المؤمنين عليّ(ع): "حاسبوا أنفسكُم قبل أن تُحاسبوا، وزِنوها قبل أن توزنوا، حاسبوا أنفسكم بأعمالها، وطالبوها بأداء الفروض عليها والأخذ من فنائها لبقائها".

فكلّ الفلاح والصّلاح في تزكية النّفس بالقول المفيد الصّالح البنّاء، والفكر المشرق السّليم الّذي يترك مفاعيله الإيجابيّة على كلّ الواقع، ويتجذّر مع مسيرة الإنسان في وجوده، فيكون المسلم المؤمن هو إنسان الكلمة والموقف والفعل العمليّ الّذي يجسّد روح التّشريع.

يقول تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا}[الشّمس: 9]، وفي تفسيره للآية المباركة، يقول المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض): وعمل على تطهيرها في توجيهها إلى القيم الروحيَّة في ما هو الذّهنيّ، وإلى التّربية الروحيّة في ما هي الحركة العمليّة في دراسة كلّ الرّواسب المتأثّرة بالواقع التاريخيّ المنحرف، أو بالواقع الحاضر المعقّد، لتنقية النّفس من ذلك كلّه بالمراقبة والمحاسبة والمجاهدة، وإلى الدّراسة الفكريّة المعمّقة الّتي تطلّ على الأفكار المتنوّعة الّتي قد تسيء إلى الجانب العقيديّ والفكريّ في شخصيَّته، فتشوّه روحه، وتبتعد بمشاعره عن المعاني الطّاهرة، وبتصوّراته عن الآفاق المضيئة.

{قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا}، أي أنقصها وخبّأها في ظلمات الكفر والضّلال، بحيث أبقاها في الزّوايا المظلمة منها، فلم يخرجها إلى الأجواء الصّافية الطّاهرة المشرقة بنور الحقّ...[تفسير من وحي القرآن، ج24، ص:284].

فكم منّا اليوم يعمل بموجب ميزان محاسبة نفسه ومراقبتها وتزكيتها ومنعها من السّقوط والدّخول في عوالم الظّلمة والجهل والتخلّف والتسبّب بأذى النفس والآخرين والحياة؟!

لم تعد مراقبة النّفس ومحاسبتها شيئاً تجريديّاً ذهنيّاً، بل تعتبر شرطاً ضروريّاً من شروط وجود الهويّة الإيمانيّة الفعليّة، السّاعية على الدّوام إلى الكمال والارتقاء ورفع مستوى الوعي الفرديّ والجماعيّ، ليتحوّل فعل المحاسبة إلى فعلٍ جماعيّ يشمل المجتمع برمّته، ويُقاس تقدّمه وحجم وجوده ونشاطه، بما يتمثّل من هذه القيمة الإسلاميّة والإنسانيّة العظيمة..

فالمساوئ الّتي تصيب كلّ الحياة، تعود في أساسها إلى النّفوس الّتي استغرقت في وحول الدّنيا وأطماعها، وشهوات الذّات وحبّ المظاهر، ولم تعد تعمل حساباً لما تقدّم، ما انعكس سوداويّة ومأساويّة تلفّ كلّ مناحي الحياة..

لقد آن الأوان أن يعود المرء إلى رشده، وأن يحاسب كلّ منّا نفسه كلّ يوم، ماذا قدّمت لها ولغيرها، قبل فوات الأوان، يقول الله تعالى: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ}[الصافّات:24].

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .


اقرأ المزيد
نسخ النص نُسِخ!
تفسير