"قضايا وأفكار 3" للشّيخ علي غلوم

"قضايا وأفكار 3" للشّيخ علي غلوم

كتاب "قضايا وأفكار 3"، كتاب لسماحة الشّيخ علي حسن غلوم، يضمّ بين دفّتيه مقالات كتبت في فترات مختلفة، تتراوح مواضيعها بين قضايا اجتماعيّة، كبرّ الوالدين والعنف الأسريّ، وقضايا فكريّة وعقيديّة، ومفاهيم أخلاقيّة، كالحديث عن الكرامة الإنسانيّة والفطرة، إلى الحديث عن الموت والشَّفاعة في القرآن، منتقداً في مقالٍ له هجر القرآن من قبل العديد من المسلمين، حيث يعتبر الكاتب أنَّ هناك عدّة مصاديق لهجر القرآن، كهجر التّلاوة، وهجر التدبّر والفهم، إلا أنّه رأى أنّ الخطر الأكبر يكمن في عدم اعتماد القرآن كمرجعيّة في تكوين المعرفة الدينيّة بكلّ فروعها، من أخلاق وعقيدة ومفاهيم..

ويتحدّث الشّيخ غلوم في مقالٍ آخر، عن القيمة العلميّة لأحاديث أهل البيت(ع)، حيث نقل حديثاً للإمام عليّ بن موسى بن جعفر(ع): "حدّثني أبي موسى الكاظم، عن أبيه جعفر الصّادق، عن أبيه محمد الباقر، عن أبيه زين العابدين، عن أبيه الحسين، عن أبيه علي بن أبي طالب(عليهم السلام) قال: حدّثني حبيبي وقرّة عيني رسول الله(ص)، قال: حدّثني جبرئيل قال: سمعت ربّ العزّة يقول: لا إله إلا الله حصني، فمن قالها دخل حصني، ومن دخل حصني أمن من عذابي"، وقد نقل كلاماً لابن حجر في "الصّواعق المحرقة"، عن الإمام أحمد بن حنبل: يقول فيه: "لو قرئ هذا الإسناد على مجنون لبرئ من جنّته"، كما قال الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء: "هذا حديث ثابت مشهور بهذا الإسناد من رواية الطّاهرين عن آبائهم الطّاهرين، وكان بعض سلفنا من المحدّثين إذا روي هذا الإسناد قال: لو قرئ هذا الإسناد على مجنون لأفاق".

ويتحدّث الكاتب في مقالٍ آخر عن المرجع الراحل السيّد محمد حسين فضل الله(رص) وشجاعته الفكريّة والكلاميّة والعمليّة، حيث اعتبر أنَّ "شجاعته هذه، وابتعاده عن العقل الجمعيّ، جعله عُرضةً لكثيرٍ من النّقد والتّجريح والإساءة البالغة، الّتي لم تكفّ عنه حتّى بعد أن غادر هذه الدّنيا الفانية إلى جوار ربّه، إلا أنّها قدّمت منهجاً علمياً رصيناً، وفتحت آفاقاً رحبةً في فهم الدّين وعلاقته بالحياة، وحمّلتنا مسؤوليّة أن نفكّر قبل أن نقول نعم أو لا، وهو الّذي كان دائماً يكرّر: "لا تعيروا عقولكم للآخرين، ولا تسمحوا لأحد بأن يملأ عقولكم".

وينقل الشّيخ غلوم جواباً لسماحته(ره) عن سؤال لأحد الصحافيّين: "لم يكن عندي خوفٌ من المعارضة للرّأي، لأنَّني أعتقد أنَّ على الإنسان أن يقول كلمته، بغضّ النّظر عن ردود الفعل، طالما هو يؤمن بأنَّ كلمته تمثِّل الحقيقة.. وإذا كانت هناك أيّة وجهة نظر أخرى، فأنا مستعدّ لأن أدخل في الحوار معها، فإذا اكتشفت الخطأ، فإنَّ لديّ الشجاعة للتّراجع عن رأيي".

ويتابع الشّيخ غلوم: إنّها في الواقع شجاعة في إطلاق الفتوى، وشجاعة في الحوار، وشجاعة في التّراجع إن قام الدّليل على وقوع الخطأ.. شجاعة ترجمها إلى الإفتاء بما قام عليه الدّليل ولو خالف فتاوى الفقهاء على مدى قرون، وشجاعة قلّل من خلالها كثيراً من (الاحتياط الوجوبي) غير المبرَّر الّذي يعقّد حياة المكلَّفين، وشجاعة دفعته للأخذ بالمعطيات العلميّة اليقينيّة في تشخيص الموضوعات، ولم يكتفِ بفرض (إن كان كذا فكذا، وإن لم يكن فلا)، فقدّم للنّاس الفتوى عن علم وتشخيص خارجيّ للمسألة.

وبعد هذا، فهي شجاعة علميّة في مواجهة ردود الفعل العنيفة حتّى من أقرب النّاس إليه، وهو ما كرّره في أكثر من موقف: "هذا ما أتحدّث به دائماً. ولهذا، في كلّ مسيرتي، لن أجامل أحداً.. قلت لهم عندما ترونني لا أمثّل قناعاتي، فلن أكون موجوداً".

مقالات هذا الكتاب، الّذي أصدره المركز الإسلامي الثّقافي في هذا الشّهر، "تمتاز بعمق الفكرة والأسلوب الرّشيق والمعاني الواضحة، وهي زاد ثقافيّ يغني شبابنا وفتياتنا بثقافة رساليّة واعية"، كما كتب السيّد شفيق الموسوي، مدير المركز في مقدّمته.

وأخيراً، يقع الكتاب في 96 صفحة من القطع الوسط.

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .

كتاب "قضايا وأفكار 3"، كتاب لسماحة الشّيخ علي حسن غلوم، يضمّ بين دفّتيه مقالات كتبت في فترات مختلفة، تتراوح مواضيعها بين قضايا اجتماعيّة، كبرّ الوالدين والعنف الأسريّ، وقضايا فكريّة وعقيديّة، ومفاهيم أخلاقيّة، كالحديث عن الكرامة الإنسانيّة والفطرة، إلى الحديث عن الموت والشَّفاعة في القرآن، منتقداً في مقالٍ له هجر القرآن من قبل العديد من المسلمين، حيث يعتبر الكاتب أنَّ هناك عدّة مصاديق لهجر القرآن، كهجر التّلاوة، وهجر التدبّر والفهم، إلا أنّه رأى أنّ الخطر الأكبر يكمن في عدم اعتماد القرآن كمرجعيّة في تكوين المعرفة الدينيّة بكلّ فروعها، من أخلاق وعقيدة ومفاهيم..

ويتحدّث الشّيخ غلوم في مقالٍ آخر، عن القيمة العلميّة لأحاديث أهل البيت(ع)، حيث نقل حديثاً للإمام عليّ بن موسى بن جعفر(ع): "حدّثني أبي موسى الكاظم، عن أبيه جعفر الصّادق، عن أبيه محمد الباقر، عن أبيه زين العابدين، عن أبيه الحسين، عن أبيه علي بن أبي طالب(عليهم السلام) قال: حدّثني حبيبي وقرّة عيني رسول الله(ص)، قال: حدّثني جبرئيل قال: سمعت ربّ العزّة يقول: لا إله إلا الله حصني، فمن قالها دخل حصني، ومن دخل حصني أمن من عذابي"، وقد نقل كلاماً لابن حجر في "الصّواعق المحرقة"، عن الإمام أحمد بن حنبل: يقول فيه: "لو قرئ هذا الإسناد على مجنون لبرئ من جنّته"، كما قال الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء: "هذا حديث ثابت مشهور بهذا الإسناد من رواية الطّاهرين عن آبائهم الطّاهرين، وكان بعض سلفنا من المحدّثين إذا روي هذا الإسناد قال: لو قرئ هذا الإسناد على مجنون لأفاق".

ويتحدّث الكاتب في مقالٍ آخر عن المرجع الراحل السيّد محمد حسين فضل الله(رص) وشجاعته الفكريّة والكلاميّة والعمليّة، حيث اعتبر أنَّ "شجاعته هذه، وابتعاده عن العقل الجمعيّ، جعله عُرضةً لكثيرٍ من النّقد والتّجريح والإساءة البالغة، الّتي لم تكفّ عنه حتّى بعد أن غادر هذه الدّنيا الفانية إلى جوار ربّه، إلا أنّها قدّمت منهجاً علمياً رصيناً، وفتحت آفاقاً رحبةً في فهم الدّين وعلاقته بالحياة، وحمّلتنا مسؤوليّة أن نفكّر قبل أن نقول نعم أو لا، وهو الّذي كان دائماً يكرّر: "لا تعيروا عقولكم للآخرين، ولا تسمحوا لأحد بأن يملأ عقولكم".

وينقل الشّيخ غلوم جواباً لسماحته(ره) عن سؤال لأحد الصحافيّين: "لم يكن عندي خوفٌ من المعارضة للرّأي، لأنَّني أعتقد أنَّ على الإنسان أن يقول كلمته، بغضّ النّظر عن ردود الفعل، طالما هو يؤمن بأنَّ كلمته تمثِّل الحقيقة.. وإذا كانت هناك أيّة وجهة نظر أخرى، فأنا مستعدّ لأن أدخل في الحوار معها، فإذا اكتشفت الخطأ، فإنَّ لديّ الشجاعة للتّراجع عن رأيي".

ويتابع الشّيخ غلوم: إنّها في الواقع شجاعة في إطلاق الفتوى، وشجاعة في الحوار، وشجاعة في التّراجع إن قام الدّليل على وقوع الخطأ.. شجاعة ترجمها إلى الإفتاء بما قام عليه الدّليل ولو خالف فتاوى الفقهاء على مدى قرون، وشجاعة قلّل من خلالها كثيراً من (الاحتياط الوجوبي) غير المبرَّر الّذي يعقّد حياة المكلَّفين، وشجاعة دفعته للأخذ بالمعطيات العلميّة اليقينيّة في تشخيص الموضوعات، ولم يكتفِ بفرض (إن كان كذا فكذا، وإن لم يكن فلا)، فقدّم للنّاس الفتوى عن علم وتشخيص خارجيّ للمسألة.

وبعد هذا، فهي شجاعة علميّة في مواجهة ردود الفعل العنيفة حتّى من أقرب النّاس إليه، وهو ما كرّره في أكثر من موقف: "هذا ما أتحدّث به دائماً. ولهذا، في كلّ مسيرتي، لن أجامل أحداً.. قلت لهم عندما ترونني لا أمثّل قناعاتي، فلن أكون موجوداً".

مقالات هذا الكتاب، الّذي أصدره المركز الإسلامي الثّقافي في هذا الشّهر، "تمتاز بعمق الفكرة والأسلوب الرّشيق والمعاني الواضحة، وهي زاد ثقافيّ يغني شبابنا وفتياتنا بثقافة رساليّة واعية"، كما كتب السيّد شفيق الموسوي، مدير المركز في مقدّمته.

وأخيراً، يقع الكتاب في 96 صفحة من القطع الوسط.

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .

اقرأ المزيد
نسخ النص نُسِخ!
تفسير