هل تزوج أولاد آدم بعضهم من بعض؟!

هل تزوج أولاد آدم بعضهم من بعض؟!

 
[هل تزوَّج أولاد آدم ـــ ذكوراً وإناثاً ـــ إخوانهم وأخواتهم، أو أنَّ الله خَلَقَ لهم خَلْقَاً آخر من السَّماء أو الأرض فزوَّجهم منه كما تحدِّثنا بعض الروايات؟].

ربّما نميل إلى اختيار الافتراض الأوَّل ـــ وهو أنَّ الخليقة تطوَّرت في المراحل الأولى من خلال العلاقة الزوجيّة الطبيعيّة بين الإخوة والأخوات من ولد آدم.

وقد نستطيع فهم هذا الرّأي من القرآن الكريم، كما حاوله بعض المفسِّرين ـــ في تفسير الميزان ـــ في قوله سبحانه وتعالى:

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُواْ اللهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}(1).

فقد يظهر من قوله تعالى: {وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً} انتهاء النّسل إليهما، لأنّه جعلهما مصدر النّسل الوحيد، دون أن يحصل هناك عنصر آخر.

وليس في ذلك أيّ مخالفة للقوانين الطبيعيّة، وإنّما هو مخالف للشّرائع السماويّة التي حرَّمته للمحافظة على المصلحة الإنسانيّة في استقرار الأُسرة، وعدم تعرّضها للمشاعر الغريزيّة بين الإخوة والأخوات الّذين يكثر الاجتماع فيما بينهم بطبيعة جوِّ الأسرة ونظامها، وقد كان حلالاً قبل ذلك.

وإذا كانت شرعيّة العلاقة وعدم شرعيّتها تابعة للحكم الشرعي الصّادر عن الله، فلا مانع من أن يحلِّل الله شيئاً لمصلحةٍ في ذلك، كانحصار مبدأ النَّسل في آدم وزوجته، فتكون العلاقة بين الإخوة والأخوات شرعيّة في ذلك الوقت.

ثمّ يأتي التَّحريم، لأنَّ المصلحة النوعيَّة للإنسان التي تدور حولها الأحكام والتَّشريعات تقتضي التَّحريم، من أجل إيجاد الحواجز النفسيّة في داخل الأُسرة بين أفرادها المباشر، كالإخوة والأخوات والآباء والبنات، لتستمرّ الأسرة بعيداً من انفعالات الغرائز وفوضى الفحشاء، فإنَّ من الطبيعيّ أنّ الجوّ الحميم الذي تخلّفه الألفة في إطار الاتصال المباشر داخل المنزل في كلّ وقت، قد يؤدِّي إلى شيوع الفحشاء فيما بينهم، لولا الحواجز النفسيَّة التي يخلقها التّشريع في نفوس الجميع.

وتتَّضح الفكرة تماماً في حديث الاحتجاج الّذي ورد عن الإمام زين العابدين (ع) في حديثٍ له مع قرشيٍّ يصف فيه تزويج هابيل بلوزا أخت قابيل، وتزوّج قابيل بإقليما أخت هابيل:

قال له القرشي: "فأولداهما؟ قال: نعم. فقال له القرشيّ: فهذا فعل المجوس اليوم، قال: فقال إنَّ المجوس فعلوا ذلك بعد التّحريم من الله. ثمّ قال: لا تنكر هذا، إنّما هي شرائع الله جرت..."(2) الحديث.

ويعلِّق صاحب تفسير الميزان على هذا الحديث فيقول:

وهذا الذي ورد في الحديث هو الموافق لظاهر الكتاب والاعتبار. وهناك روايات أُخر تعارضها، وهي تدلّ على أنّهم تزوّجوا بمن نزل إليهنَّ من الحور والجان، وقد عرفت الحقّ في ذلك.

*من كتاب "مفاهيم إسلاميّة عامّة".

(1) النساء: 1.
(2)الاحتجاج، الطبرسي، ج2، ص 44.
 
[هل تزوَّج أولاد آدم ـــ ذكوراً وإناثاً ـــ إخوانهم وأخواتهم، أو أنَّ الله خَلَقَ لهم خَلْقَاً آخر من السَّماء أو الأرض فزوَّجهم منه كما تحدِّثنا بعض الروايات؟].

ربّما نميل إلى اختيار الافتراض الأوَّل ـــ وهو أنَّ الخليقة تطوَّرت في المراحل الأولى من خلال العلاقة الزوجيّة الطبيعيّة بين الإخوة والأخوات من ولد آدم.

وقد نستطيع فهم هذا الرّأي من القرآن الكريم، كما حاوله بعض المفسِّرين ـــ في تفسير الميزان ـــ في قوله سبحانه وتعالى:

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُواْ اللهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}(1).

فقد يظهر من قوله تعالى: {وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً} انتهاء النّسل إليهما، لأنّه جعلهما مصدر النّسل الوحيد، دون أن يحصل هناك عنصر آخر.

وليس في ذلك أيّ مخالفة للقوانين الطبيعيّة، وإنّما هو مخالف للشّرائع السماويّة التي حرَّمته للمحافظة على المصلحة الإنسانيّة في استقرار الأُسرة، وعدم تعرّضها للمشاعر الغريزيّة بين الإخوة والأخوات الّذين يكثر الاجتماع فيما بينهم بطبيعة جوِّ الأسرة ونظامها، وقد كان حلالاً قبل ذلك.

وإذا كانت شرعيّة العلاقة وعدم شرعيّتها تابعة للحكم الشرعي الصّادر عن الله، فلا مانع من أن يحلِّل الله شيئاً لمصلحةٍ في ذلك، كانحصار مبدأ النَّسل في آدم وزوجته، فتكون العلاقة بين الإخوة والأخوات شرعيّة في ذلك الوقت.

ثمّ يأتي التَّحريم، لأنَّ المصلحة النوعيَّة للإنسان التي تدور حولها الأحكام والتَّشريعات تقتضي التَّحريم، من أجل إيجاد الحواجز النفسيّة في داخل الأُسرة بين أفرادها المباشر، كالإخوة والأخوات والآباء والبنات، لتستمرّ الأسرة بعيداً من انفعالات الغرائز وفوضى الفحشاء، فإنَّ من الطبيعيّ أنّ الجوّ الحميم الذي تخلّفه الألفة في إطار الاتصال المباشر داخل المنزل في كلّ وقت، قد يؤدِّي إلى شيوع الفحشاء فيما بينهم، لولا الحواجز النفسيَّة التي يخلقها التّشريع في نفوس الجميع.

وتتَّضح الفكرة تماماً في حديث الاحتجاج الّذي ورد عن الإمام زين العابدين (ع) في حديثٍ له مع قرشيٍّ يصف فيه تزويج هابيل بلوزا أخت قابيل، وتزوّج قابيل بإقليما أخت هابيل:

قال له القرشي: "فأولداهما؟ قال: نعم. فقال له القرشيّ: فهذا فعل المجوس اليوم، قال: فقال إنَّ المجوس فعلوا ذلك بعد التّحريم من الله. ثمّ قال: لا تنكر هذا، إنّما هي شرائع الله جرت..."(2) الحديث.

ويعلِّق صاحب تفسير الميزان على هذا الحديث فيقول:

وهذا الذي ورد في الحديث هو الموافق لظاهر الكتاب والاعتبار. وهناك روايات أُخر تعارضها، وهي تدلّ على أنّهم تزوّجوا بمن نزل إليهنَّ من الحور والجان، وقد عرفت الحقّ في ذلك.

*من كتاب "مفاهيم إسلاميّة عامّة".

(1) النساء: 1.
(2)الاحتجاج، الطبرسي، ج2، ص 44.
اقرأ المزيد
نسخ النص نُسِخ!
تفسير