مسؤولية الأجيال

مسؤولية الأجيال

* جاء في القرآن المجيد قوله تعالى }تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ{([1]). فما هو معنى الآية؟ هل نستطيع اعتبار هذا النص إشارة إلى ضرورة صنع حاضرنا وعدم الاكتفاء بالتاريخ؟

- الآية الكريمة تتحدث عن مسؤولية كلّ جيل بمعزل عن الجيل الآخر أو الأجيال التي سبقته، فكل أمّة سابقة تتحمل مسؤوليتها، كما أنكم أنتم الذين جئتم بعدهم تتحملون مسؤوليتكم ولستم مسؤولين عمّا قام بها الآخرون من قبلكم بما كسبوه من خير أو شر فلا تشغلوا أنفسكم بالنزاع والصراع بالنسبة إلى التاريخ الذي سبقكم فلا يتخذ أحدكم موقفاً لصالح هذا الفريق وموقفاً لصالح ذاك الفريق إلاّ إذا كان ذلك الموقف يتصل بالخطّ الأصيل لما تؤمنون به، وعند ذلك ستكون المسألة مسألة الخطّ الذي تمثله الرسالة لا ما يمثله الصراع بين الناس في ذاته.

إنّ الآية تؤكد لكم - أيّها المسلمون وأيّها الناس - مسؤوليتكم في حاضركم سواء في الواقع الثقافي فيما يملأ عقولكم من أفعال، وفي الواقع الإيماني فيما تلتزمونه في خطّ الإيمان، وفي واقعكم العملي في كلّ أبعاد العمل وامتداداته وآفاقه، لأنكم سوف تحاسبون على ما كسبتم وعلى ما التزمتم وعلى ما تحركتم به }تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ{ من خير ومن شرّ ولا علاقة لكم بما كسبت هذه الأمة فلو كان خيراً فهم الذين يحصلون على نتائج هذا الخير }فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه{([2]). ولو كان شراً فهم الذين يتحملون نتائج شرّهم }وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه{([3]). فأنت لا تتحمل نتائج أعمال آبائك وأجدادك لا الإيجابية منها ولا السلبية }وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ{ فانتم الآن تخوضون التجربة التي أمامكم والمسؤولية تنتظركم فحاولوا أن تكونوا في مستوى المسؤولية }وَلا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ{ إنّها تريد أن تحدّد لكلّ جيل مسؤوليته عن مرحلته لتقول له لا علاقة للآخرين بمسؤوليتك بل لكلّ جيل مسؤوليته عن مرحلته، فمن الممكن أن تتخذ موقفاً إيجابياً من واقع تاريخي للتوعية، أو لتعتذر به، أو تأخذ موقفاً سلبياً، لكنه - على أية حال - ليس مسؤوليتك.


([1]) البقرة: 134.

([2]) الزلزلة: 7.

([3]) الزلزلة: 8.

* جاء في القرآن المجيد قوله تعالى }تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ{([1]). فما هو معنى الآية؟ هل نستطيع اعتبار هذا النص إشارة إلى ضرورة صنع حاضرنا وعدم الاكتفاء بالتاريخ؟

- الآية الكريمة تتحدث عن مسؤولية كلّ جيل بمعزل عن الجيل الآخر أو الأجيال التي سبقته، فكل أمّة سابقة تتحمل مسؤوليتها، كما أنكم أنتم الذين جئتم بعدهم تتحملون مسؤوليتكم ولستم مسؤولين عمّا قام بها الآخرون من قبلكم بما كسبوه من خير أو شر فلا تشغلوا أنفسكم بالنزاع والصراع بالنسبة إلى التاريخ الذي سبقكم فلا يتخذ أحدكم موقفاً لصالح هذا الفريق وموقفاً لصالح ذاك الفريق إلاّ إذا كان ذلك الموقف يتصل بالخطّ الأصيل لما تؤمنون به، وعند ذلك ستكون المسألة مسألة الخطّ الذي تمثله الرسالة لا ما يمثله الصراع بين الناس في ذاته.

إنّ الآية تؤكد لكم - أيّها المسلمون وأيّها الناس - مسؤوليتكم في حاضركم سواء في الواقع الثقافي فيما يملأ عقولكم من أفعال، وفي الواقع الإيماني فيما تلتزمونه في خطّ الإيمان، وفي واقعكم العملي في كلّ أبعاد العمل وامتداداته وآفاقه، لأنكم سوف تحاسبون على ما كسبتم وعلى ما التزمتم وعلى ما تحركتم به }تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ{ من خير ومن شرّ ولا علاقة لكم بما كسبت هذه الأمة فلو كان خيراً فهم الذين يحصلون على نتائج هذا الخير }فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه{([2]). ولو كان شراً فهم الذين يتحملون نتائج شرّهم }وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه{([3]). فأنت لا تتحمل نتائج أعمال آبائك وأجدادك لا الإيجابية منها ولا السلبية }وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ{ فانتم الآن تخوضون التجربة التي أمامكم والمسؤولية تنتظركم فحاولوا أن تكونوا في مستوى المسؤولية }وَلا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ{ إنّها تريد أن تحدّد لكلّ جيل مسؤوليته عن مرحلته لتقول له لا علاقة للآخرين بمسؤوليتك بل لكلّ جيل مسؤوليته عن مرحلته، فمن الممكن أن تتخذ موقفاً إيجابياً من واقع تاريخي للتوعية، أو لتعتذر به، أو تأخذ موقفاً سلبياً، لكنه - على أية حال - ليس مسؤوليتك.


([1]) البقرة: 134.

([2]) الزلزلة: 7.

([3]) الزلزلة: 8.

اقرأ المزيد
نسخ النص نُسِخ!
تفسير