الصّوم الروحي والاجتماعي

الصّوم الروحي والاجتماعي
كثيرةٌ هي أنواع الصَّوم، ومن بينها الصَّوم الروحي، وذلك بأن تعيش في صومك حالة تطهير لروحك من الأقذار التي تنفذ إليها فتبتعد بها عن الله، فأن تصوم روحياً معناه أن تخرج نفسك من الغفلة ومن نسيان الله: {ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون} [الحشر:19]. وأن تصوم روحياً يعني أن تذكر الله في قلبك، ففي الدعاء: "واشغل قلوبنا بذكر عن كلّ ذكر". وأن تصوم روحياً يعني أن تعيش مع الله في السّراء والضرّاء، وفي كلِّ خطوة تخطوها.
الصوم الاجتماعي

وهناك الصّوم الاجتماعي، فللمجتمع تقواه وضوابطه وقضاياه، ولكلّ هذه الضّوابط والقضايا مسؤوليات، وذلك بأن لا تُحدث أية فتنة تخلّ بوحدة المجتمع المسلم، فقد تدعوك نفسك إلى أن تقول كلمة تُثير فيها فتنةً، وتقول أخرى تثير حرباً وحقداً وعداوةً. وبذلك، فإنَّك تفطر اجتماعياً على معصية من معاصي الله، فأن تصوم الصوم الاجتماعي معناه أن تبتعد عن كلّ ما يضرّ الناس {ولا تبْغِ الفسَاد في الأرض}[القصص: 77]، أي أن تصوم عن إفساد المجتمع في كلّ ما يؤدّي إلى فقدان سلامته.

وأن تصوم اجتماعياً معناه أن تبتعِد عن العصبيات كلها، لأنّ التعصب ليس خيراً، فإذا كنت تخلص لفكرك، فإنّ ذلك لا يعني أن تتعصّب له، بل أن تلتزمه، وهناك فرقٌ كبير بين الالتزام والتعصب، فالتعصّب انغلاق والالتزام ثبات وانفتاح..
وقد ورد في الحديث عن الإمام علي(ع): "الصيام اجتناب المحارم كما يمتنِع الرجل من الطعام والسراب"، وإذا عرفنا المحارم، ولا سيَّما الاجتماعيَّة منها، وهي التي تضرّ وتفسد المجتمع كما تفسد الفرد، عرفنا السبب في الدعوة إلى الصوم الاجتماعي الَّذي يُشكّل منهجاً في ترسيخ العلاقات الاجتماعيَّة وأُسُس التكافل والتضامن والمحبّة: "أحبّ لأخيك ما تحبّ لنفسك واكره له ما تكره لها".

قصّة شهر رمضان
إنَّ قصة شهر رمضان هي قصّة أن ننمو أكثر، وأن ننفتح أكثر، وأن نتحرّك في إسلامنا أكثر، وأن نحبَّ النّاس أكثر، وأن تكون مسؤوليتنا في الحياة أكبر، ليُحبّنا الله أكثر... فشهر رمضان هو الخزّان الروحي والاجتماعي والإنساني الذي يفيض بركةً ورحمةً وإنسانيةً، حيث يتساوى الناس جميعهم في رحلة زاده إلى الله، لأننا بحاجة دائمة إلى هذا الزاد، وهو التقوى والدعاء والرحمة والصَّلاة وقبول الصّيام، لأنَّ الصّيام المقبول ينطلق من صيام الوحي وقيام العبوديَّة، وقد قبله الله لأنَّه الصيام الذي يعيش الإنسان فيه مع الله، والقيام الذي يعرج الإنسان فيه بروحه إلى الله، وعندما نعيش مع الله فأين تلك الوصول الأخلاقيَّة والنفسيَّة والمادية في حياتنا؟! إننا نعيش مع الصَّفاء ومع النقاء ومع كلّ الينابيع المتدفّقة من الله سبحانه وتعالى، وهي ينابيع الفكر والروح والحركة والحياة، وكلّ العناوين الرمضانيَّة الَّتي يسعى شهر الله لبلورتها في الذات الإنسانية، فتعالوا من أجل أن نعيش الزمن والعمر والسنة رمضاناً في معنى شهر رمضان، وإن ابتعدّ عنّا بعد ذلك هذا الشهر المبارك...
المصدر: كتاب تقوى الصوم
كثيرةٌ هي أنواع الصَّوم، ومن بينها الصَّوم الروحي، وذلك بأن تعيش في صومك حالة تطهير لروحك من الأقذار التي تنفذ إليها فتبتعد بها عن الله، فأن تصوم روحياً معناه أن تخرج نفسك من الغفلة ومن نسيان الله: {ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون} [الحشر:19]. وأن تصوم روحياً يعني أن تذكر الله في قلبك، ففي الدعاء: "واشغل قلوبنا بذكر عن كلّ ذكر". وأن تصوم روحياً يعني أن تعيش مع الله في السّراء والضرّاء، وفي كلِّ خطوة تخطوها.
الصوم الاجتماعي

وهناك الصّوم الاجتماعي، فللمجتمع تقواه وضوابطه وقضاياه، ولكلّ هذه الضّوابط والقضايا مسؤوليات، وذلك بأن لا تُحدث أية فتنة تخلّ بوحدة المجتمع المسلم، فقد تدعوك نفسك إلى أن تقول كلمة تُثير فيها فتنةً، وتقول أخرى تثير حرباً وحقداً وعداوةً. وبذلك، فإنَّك تفطر اجتماعياً على معصية من معاصي الله، فأن تصوم الصوم الاجتماعي معناه أن تبتعد عن كلّ ما يضرّ الناس {ولا تبْغِ الفسَاد في الأرض}[القصص: 77]، أي أن تصوم عن إفساد المجتمع في كلّ ما يؤدّي إلى فقدان سلامته.

وأن تصوم اجتماعياً معناه أن تبتعِد عن العصبيات كلها، لأنّ التعصب ليس خيراً، فإذا كنت تخلص لفكرك، فإنّ ذلك لا يعني أن تتعصّب له، بل أن تلتزمه، وهناك فرقٌ كبير بين الالتزام والتعصب، فالتعصّب انغلاق والالتزام ثبات وانفتاح..
وقد ورد في الحديث عن الإمام علي(ع): "الصيام اجتناب المحارم كما يمتنِع الرجل من الطعام والسراب"، وإذا عرفنا المحارم، ولا سيَّما الاجتماعيَّة منها، وهي التي تضرّ وتفسد المجتمع كما تفسد الفرد، عرفنا السبب في الدعوة إلى الصوم الاجتماعي الَّذي يُشكّل منهجاً في ترسيخ العلاقات الاجتماعيَّة وأُسُس التكافل والتضامن والمحبّة: "أحبّ لأخيك ما تحبّ لنفسك واكره له ما تكره لها".

قصّة شهر رمضان
إنَّ قصة شهر رمضان هي قصّة أن ننمو أكثر، وأن ننفتح أكثر، وأن نتحرّك في إسلامنا أكثر، وأن نحبَّ النّاس أكثر، وأن تكون مسؤوليتنا في الحياة أكبر، ليُحبّنا الله أكثر... فشهر رمضان هو الخزّان الروحي والاجتماعي والإنساني الذي يفيض بركةً ورحمةً وإنسانيةً، حيث يتساوى الناس جميعهم في رحلة زاده إلى الله، لأننا بحاجة دائمة إلى هذا الزاد، وهو التقوى والدعاء والرحمة والصَّلاة وقبول الصّيام، لأنَّ الصّيام المقبول ينطلق من صيام الوحي وقيام العبوديَّة، وقد قبله الله لأنَّه الصيام الذي يعيش الإنسان فيه مع الله، والقيام الذي يعرج الإنسان فيه بروحه إلى الله، وعندما نعيش مع الله فأين تلك الوصول الأخلاقيَّة والنفسيَّة والمادية في حياتنا؟! إننا نعيش مع الصَّفاء ومع النقاء ومع كلّ الينابيع المتدفّقة من الله سبحانه وتعالى، وهي ينابيع الفكر والروح والحركة والحياة، وكلّ العناوين الرمضانيَّة الَّتي يسعى شهر الله لبلورتها في الذات الإنسانية، فتعالوا من أجل أن نعيش الزمن والعمر والسنة رمضاناً في معنى شهر رمضان، وإن ابتعدّ عنّا بعد ذلك هذا الشهر المبارك...
المصدر: كتاب تقوى الصوم
اقرأ المزيد
نسخ النص نُسِخ!
تفسير