العنف وآثاره السلبية في حل المشكلات

العنف وآثاره السلبية في حل المشكلات

 السيد فضل الله في حوار تلفزيوني  حول الأحداث الأخيرة في الولايات المتحدة الأميركية
العمليات الأخيرة ليست عمليات استشهادية بل تتصل بخطوط الجريمة:

أكد سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله أنه لا يجوز استخدام الناس الأبرياء المسالمين ورقة ضغط لتغيير سياسة معينة.. ورأى أن العمليات الأخيرة في أميركا ليست عمليات استشهادية بل هي عمليات انتحارية تتصل بخطوط الجريمة، مفرّقاً بينها وبين العمليات التي تستهدف الإسرائيليين في فلسطين المحتلة.

ووجه سماحته كلمة للشعب الأميركي أكد له فيها أننا أصدقاء نريد أن نتعاون سوية لتسود العدالة السياسية والاقتصادية والأمنية في العالم، وأن المسلمين ليسوا ارهابيين ولا يعتبرون العنف أساساً لحل مشاكل العالم.

جاء ذلك في حوار تلفزيوني مع سماحته حول الأحداث الأخيرة في الولايات المتحدة الأميركية، وجاء الحوار على الشكل التالي:

سئل سماحته: هل هناك من عنوان أو أي قانون يجيز مثل هذه العمليات؟

فأجاب: إنّنا لا نجد هناك أيّ عنوان ديني سواءً كان أولياً أو ثانوياً يبرّر مثل هذا العمل الذي استهدف مدنيين، سواءً في الطائرات التي تفجرّت أو في مركز التجارة العالمي، الذي يضم المدنيين كموظفين، كما يضم المدنيين الذين يقصدونه من سائر أنحاء العالم لقضاياهم التجارية، وفيهم من مختلف الجنسيات والأديان، فمنهم المسلمون وغيرهم.

إنّ مثل هذا العمل غير مبّرر شرعياً، لأنّ الله لا يُجيزُ للمسلمين أن يحاربوا إلاّ من يُعلن الحرب عليهم ويخوض الحرب ضدّهم، لتكون المسألة مسألة الدفاع عن أنفسهم. أمّا حرب المدنيين المسالمين الذين قال الله تعالى عنهم:( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إنّ الله يحب المقسطين)، فالذين يختلفون معنا دينياً أو سياسياً ولكنهم مسالمون لنا، لم يقاتلونا في ديننا ولم يخرجونا من ديارنا، إن علينا أن نحسن إليهم من خلال المبدأ القرآني(هل جزاء الإحسان إلاّ الإحسان) وأن نقسط إليهم، بمعنى أن نعدل معهم، والعدل أن نحافظ على حياتهم.

إنّنا كمسلمين وإسلاميين نعارض السياسة الأمريكية في حركة الإدارة الأمريكية في وقوفها المطلق مع العدّو الصهيوني، ولكننا نريد أن نكون أصدقاء للشعب الأمريكي،. وإننا نفرق بين الإدارة الأمريكية والشعب الأمريكي، لذلك لا يجوز لنا تحت أي اعتبار أن نسي‏ء إلى الشعب لأمريكي، وأن نقوم بمثل هذه الأعمال الوحشية والتي لا يبررها دين ولا حضارة ولا أي منطق إنساني.

س: ولكن هناك من يقول بأنه لا يمكن الضغط على الحكومة الأميركية إلا من خلال الشعب الأميركي نفسه؟

ج: إن القرآن الكريم يقول (ولا تزر وازرة وزر أخرى) فإذا كنا نعارض الإدارة الأمريكية فلا يجوز لنا أن نضغط عليها بقتل الآلاف من الناس الذين هم أبرياء في المسألة السياسية، ولا سيما أن فيهم الأطفال والنساء والشيوخ والمسلمين وغير المسلمين.

لهذا، إن عملية الضغط على الإدارة الأمريكية ليس سبيلها ما حدث، بل إنّ بإمكاننا أن نضغط عليها بالمقاطعة الاقتصادية، ومقاطعة بضائعها من سائر انحاء العالم الإسلامي، لتضغط الشركات على الإدارة الأمريكية لتتنازل عن سياستها.

لا يجوز استعمال النّاس الابرياء المسالمين المدنيين، ورقة ضغط لتغيير سياسة معيّنة..

قد يتسامح في بعض الحالات بقتل المدنيين من دون قصد فيما إذا كانت هناك حرب عسكرية حارّة، وكان هناك ضرورات عسكرية تفرضها حركية الحرب من أجل الانتصار، أو تخفيف الضغط.

أمّا أن ننطلق في وضع لا حرب فيه بالمعنى العسكري، بل هناك قضايا سياسية حتى لو كانت بالمستوى الكبير، فلا يجوز لنا ممارسة هذه الأعمال من النّاحية الإسلامية. كما أن هناك نقطة أخرى وهي أن مثل هذه الأعمال ليست هي التي تحقق الهدف لأصحابها إذا كانوا يستهدفون منها عملية ضعط، بل إنها قد تخدم الطرف الضحية بالمعنى السياسي أكثر، لأنه سوف يحصل على العطف من العالم كله، لأن مثل هذه الأعمال لا يمكن أن يقبل أحد بها، حتى أننا رأينا الدول الإسلامية المعارضة للسياسة الأمريكية بكل قوّة تقف لتستنكر ذلك ولتقدّم تعازيها إلى الشعب الأمريكي على هذه الفاجعة الأليمة.

لذلك لو سلّمنا جدلاً أن مثل هذه الضغوط قد تحقق نتيجة، ولكنها حققت نتائج معاكسة للطرف الذي قام بها.

لهذا نتصوّر أن الإسلاميين الذي يعيشون مسؤوليّة الإسلام في قيمه الإنسانية، ومسؤولية المسلمين في امتدادهم السياسي ومصالحهم السياسية، لا يمكن أن يقوموا بهذا العمل.

س: هل يمكن أن نسمي هذه العمليات بأنها عمليات استشهادية أو انتحارية أو إجرامية؟

ج:ليست عمليات استشهادية، لأن العملية الاستشهادية هي التي تتحرّك من أجل هدفٍ جهاديّ بوسيلة مشروعة، في ظروف تبرّر هذه الوسيلة أو تلك، وقد ذكرنا أنه ليس هناك أي مبرّر شرعي لمثل هذه العمليات، لأنّ المسألة هي أن هناك مجزرة إنسانية بشعة على جميع المستويات من دون أن تكون هناك أيّة نتائج إيجابية على مستوى القضايا الإسلامية المصيرية ولا سيما القضية الفلسطينية والتي ربما تتأثر سلبياً من هذه القضية.

لهذا هي ليست عمليات استشهادية بل هي عملية انتحارية ليس فيها أي ثواب لأنها تتصل بخطوط الجريمة ولا تتصل بخطوط الشهادة.

س:هل هذا الكلام ينسحب على العمليات الاستشهادية في فلسطين؟

ج: إننا نفرّق بين هذه العمليات والعمليات الاستشهادية في فلسطين، لأن هناك حالة حرب بين إسرائيل والفلسطينيين يستخدم فيها الإسرائيليون كل الأسلحة الأمريكية التي يملكونها بغطاءٍ سياسي أمريكي، وبإصرار على قتل الفلسطينيين بدمٍ باردٍ، وليس للفلسطينيين أيّة وسائل للدّفاع عن أنفسهم ولجعل الإسرائيليين يحسبون حسابات دقيقة إلا هذه الوسائل التي يهزون فيها الأمن الإسرائيلي.

س: ألا ترون أن هذه الإدانات لهذه العمليات تعطي أمريكا المبرر للرد أكثر خاصة وأنها تتحدث عن ردّ لا يستهدف المنفذين فقط بل من يأويهم؟

ج:إننا نقول للإدارة الأمريكية والتي تتحدث دائماً عن حقوق الإنسان وقضية العدل، إنّ حقوق الإنسان تفرض ألا يعاقب إلا الجاني بالتحديد، أما معاقبة الذين يؤونه من هذه الدولة أو تلك دون أن يساعدوه في مثل هذه الأعمال، فإن هذا عمل غير إنساني، وإلاّ فلو فرضنا أردنا استخدام مثل هذه الوسائل بهذه العقلية لأمكن أن نستخدم حجج هؤلاء الذين يتحدّثون أن أمريكا تساعد هذه الدولة المغتصبة أو هذه الدولة الظالمة ونحو ذلك.. فعلينا إذا اردنا محاربة تلك الدولة فلا بدّ من محاربة أمريكا بهذه الطريقة، وأمريكا لا تقبل مثل هذا المنطق بالنسبة إلى نفسها فكيف تقبله بالنسبة إلى الآخرين؟

نحن نعتقد أن أمريكا لا تحتاج لمثل هذه الإدانة لأن مشكلة أمريكا أنّ هذه العملية أصابتها في العنفوان والهيبة ومفاصلها الاقتصادية والسياسية والأمنية.. ولذلك فهي تبحث عن ضحيّة يمكن لها أن ترجع هيبتها، تماماً كما فعلت في قصف مصنع الأدوية في السودان أو في أماكن أخرى.

إننا نعتقد أن أمريكا حين تريد أن تحافظ على منطقها في الحقوق الإنسانية فإن عليها التدقيق أكثر في عملية ردّ الفعل، ألا تكون عملية ارهابية على مستوى الدولة العظمى في مقابل عملية ارهابية أخرى.

س: ما هي الكلمة التي توجهونها للشعب الأميركي إزاء ما حصل؟

ج: إننا نقول للشعب الأمريكي: إنّنا نريد أن نكون أصدقاء لكم لنتعاون على أن تكون العدالة السياسية والاقتصادية والأمنية هي ما نتبادله نحن وأنتم إنّنا لا نريد أن نسي‏ء إلى أي فرد أمريكي بل نريد العمل على صداقته حتى يقف ضد كل السياسات التي تقوم بها الإدارات لأمريكية أو بعض الجماعات السياسية في أمريكا للضغط على الشعوب والعمل على مصادرة سياستها واقتصادها وأمنها.

نحن نريد أن نكون معكم من أجل قضايا الحرية والعدالة وقضايا الإنسان كله، لأن ديننا القائم على الرفق والمحبة يعلّمنا أن نعمل على مواجهة الآخرين لنربح صداقتهم، فالله يقول( ولا تستوي الحسنة ولا السيئة إدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم).

نحن المسلمون لسنا إرهابيين ولا نعتبر العنف أساساً لحلّ المشاكل، بل إنّنا كبقيّة العالم نواجه العنف لمن يفرض علينا العنف، إننا نريد أن نكون أصدقاء كل الشعوب، ونريد ألا يظلمنا أحد كما أننا لا نريد ظلم أحد ونحن نقرأ في صلاتنا وأدعيتنا »اللهم فكما كرّهت لي من أن أظلم فقني من أن أظلم«، إننا لا نريد أن نظلم أحداً وأن لا يظلمنا أحد.

لهذا أيها الأمريكيون، أيها الشعب الأمريكي الذي نشكره على استضافة الكثيرين ممّن طردتهم الأنظمة الطاغية في بلادنا والمنطقة، إنّنا نشكركم على استضافة كل هؤلاء الناس، ولكن نريد منكم أن تكونوا مع قضايا الحرّية والعدالة، لا تكونوا مع الإدارات التي تضطهد الشعوب وتعمل على أن تؤيّد الذين يضطهدون الشعوب

 السيد فضل الله في حوار تلفزيوني  حول الأحداث الأخيرة في الولايات المتحدة الأميركية
العمليات الأخيرة ليست عمليات استشهادية بل تتصل بخطوط الجريمة:

أكد سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله أنه لا يجوز استخدام الناس الأبرياء المسالمين ورقة ضغط لتغيير سياسة معينة.. ورأى أن العمليات الأخيرة في أميركا ليست عمليات استشهادية بل هي عمليات انتحارية تتصل بخطوط الجريمة، مفرّقاً بينها وبين العمليات التي تستهدف الإسرائيليين في فلسطين المحتلة.

ووجه سماحته كلمة للشعب الأميركي أكد له فيها أننا أصدقاء نريد أن نتعاون سوية لتسود العدالة السياسية والاقتصادية والأمنية في العالم، وأن المسلمين ليسوا ارهابيين ولا يعتبرون العنف أساساً لحل مشاكل العالم.

جاء ذلك في حوار تلفزيوني مع سماحته حول الأحداث الأخيرة في الولايات المتحدة الأميركية، وجاء الحوار على الشكل التالي:

سئل سماحته: هل هناك من عنوان أو أي قانون يجيز مثل هذه العمليات؟

فأجاب: إنّنا لا نجد هناك أيّ عنوان ديني سواءً كان أولياً أو ثانوياً يبرّر مثل هذا العمل الذي استهدف مدنيين، سواءً في الطائرات التي تفجرّت أو في مركز التجارة العالمي، الذي يضم المدنيين كموظفين، كما يضم المدنيين الذين يقصدونه من سائر أنحاء العالم لقضاياهم التجارية، وفيهم من مختلف الجنسيات والأديان، فمنهم المسلمون وغيرهم.

إنّ مثل هذا العمل غير مبّرر شرعياً، لأنّ الله لا يُجيزُ للمسلمين أن يحاربوا إلاّ من يُعلن الحرب عليهم ويخوض الحرب ضدّهم، لتكون المسألة مسألة الدفاع عن أنفسهم. أمّا حرب المدنيين المسالمين الذين قال الله تعالى عنهم:( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إنّ الله يحب المقسطين)، فالذين يختلفون معنا دينياً أو سياسياً ولكنهم مسالمون لنا، لم يقاتلونا في ديننا ولم يخرجونا من ديارنا، إن علينا أن نحسن إليهم من خلال المبدأ القرآني(هل جزاء الإحسان إلاّ الإحسان) وأن نقسط إليهم، بمعنى أن نعدل معهم، والعدل أن نحافظ على حياتهم.

إنّنا كمسلمين وإسلاميين نعارض السياسة الأمريكية في حركة الإدارة الأمريكية في وقوفها المطلق مع العدّو الصهيوني، ولكننا نريد أن نكون أصدقاء للشعب الأمريكي،. وإننا نفرق بين الإدارة الأمريكية والشعب الأمريكي، لذلك لا يجوز لنا تحت أي اعتبار أن نسي‏ء إلى الشعب لأمريكي، وأن نقوم بمثل هذه الأعمال الوحشية والتي لا يبررها دين ولا حضارة ولا أي منطق إنساني.

س: ولكن هناك من يقول بأنه لا يمكن الضغط على الحكومة الأميركية إلا من خلال الشعب الأميركي نفسه؟

ج: إن القرآن الكريم يقول (ولا تزر وازرة وزر أخرى) فإذا كنا نعارض الإدارة الأمريكية فلا يجوز لنا أن نضغط عليها بقتل الآلاف من الناس الذين هم أبرياء في المسألة السياسية، ولا سيما أن فيهم الأطفال والنساء والشيوخ والمسلمين وغير المسلمين.

لهذا، إن عملية الضغط على الإدارة الأمريكية ليس سبيلها ما حدث، بل إنّ بإمكاننا أن نضغط عليها بالمقاطعة الاقتصادية، ومقاطعة بضائعها من سائر انحاء العالم الإسلامي، لتضغط الشركات على الإدارة الأمريكية لتتنازل عن سياستها.

لا يجوز استعمال النّاس الابرياء المسالمين المدنيين، ورقة ضغط لتغيير سياسة معيّنة..

قد يتسامح في بعض الحالات بقتل المدنيين من دون قصد فيما إذا كانت هناك حرب عسكرية حارّة، وكان هناك ضرورات عسكرية تفرضها حركية الحرب من أجل الانتصار، أو تخفيف الضغط.

أمّا أن ننطلق في وضع لا حرب فيه بالمعنى العسكري، بل هناك قضايا سياسية حتى لو كانت بالمستوى الكبير، فلا يجوز لنا ممارسة هذه الأعمال من النّاحية الإسلامية. كما أن هناك نقطة أخرى وهي أن مثل هذه الأعمال ليست هي التي تحقق الهدف لأصحابها إذا كانوا يستهدفون منها عملية ضعط، بل إنها قد تخدم الطرف الضحية بالمعنى السياسي أكثر، لأنه سوف يحصل على العطف من العالم كله، لأن مثل هذه الأعمال لا يمكن أن يقبل أحد بها، حتى أننا رأينا الدول الإسلامية المعارضة للسياسة الأمريكية بكل قوّة تقف لتستنكر ذلك ولتقدّم تعازيها إلى الشعب الأمريكي على هذه الفاجعة الأليمة.

لذلك لو سلّمنا جدلاً أن مثل هذه الضغوط قد تحقق نتيجة، ولكنها حققت نتائج معاكسة للطرف الذي قام بها.

لهذا نتصوّر أن الإسلاميين الذي يعيشون مسؤوليّة الإسلام في قيمه الإنسانية، ومسؤولية المسلمين في امتدادهم السياسي ومصالحهم السياسية، لا يمكن أن يقوموا بهذا العمل.

س: هل يمكن أن نسمي هذه العمليات بأنها عمليات استشهادية أو انتحارية أو إجرامية؟

ج:ليست عمليات استشهادية، لأن العملية الاستشهادية هي التي تتحرّك من أجل هدفٍ جهاديّ بوسيلة مشروعة، في ظروف تبرّر هذه الوسيلة أو تلك، وقد ذكرنا أنه ليس هناك أي مبرّر شرعي لمثل هذه العمليات، لأنّ المسألة هي أن هناك مجزرة إنسانية بشعة على جميع المستويات من دون أن تكون هناك أيّة نتائج إيجابية على مستوى القضايا الإسلامية المصيرية ولا سيما القضية الفلسطينية والتي ربما تتأثر سلبياً من هذه القضية.

لهذا هي ليست عمليات استشهادية بل هي عملية انتحارية ليس فيها أي ثواب لأنها تتصل بخطوط الجريمة ولا تتصل بخطوط الشهادة.

س:هل هذا الكلام ينسحب على العمليات الاستشهادية في فلسطين؟

ج: إننا نفرّق بين هذه العمليات والعمليات الاستشهادية في فلسطين، لأن هناك حالة حرب بين إسرائيل والفلسطينيين يستخدم فيها الإسرائيليون كل الأسلحة الأمريكية التي يملكونها بغطاءٍ سياسي أمريكي، وبإصرار على قتل الفلسطينيين بدمٍ باردٍ، وليس للفلسطينيين أيّة وسائل للدّفاع عن أنفسهم ولجعل الإسرائيليين يحسبون حسابات دقيقة إلا هذه الوسائل التي يهزون فيها الأمن الإسرائيلي.

س: ألا ترون أن هذه الإدانات لهذه العمليات تعطي أمريكا المبرر للرد أكثر خاصة وأنها تتحدث عن ردّ لا يستهدف المنفذين فقط بل من يأويهم؟

ج:إننا نقول للإدارة الأمريكية والتي تتحدث دائماً عن حقوق الإنسان وقضية العدل، إنّ حقوق الإنسان تفرض ألا يعاقب إلا الجاني بالتحديد، أما معاقبة الذين يؤونه من هذه الدولة أو تلك دون أن يساعدوه في مثل هذه الأعمال، فإن هذا عمل غير إنساني، وإلاّ فلو فرضنا أردنا استخدام مثل هذه الوسائل بهذه العقلية لأمكن أن نستخدم حجج هؤلاء الذين يتحدّثون أن أمريكا تساعد هذه الدولة المغتصبة أو هذه الدولة الظالمة ونحو ذلك.. فعلينا إذا اردنا محاربة تلك الدولة فلا بدّ من محاربة أمريكا بهذه الطريقة، وأمريكا لا تقبل مثل هذا المنطق بالنسبة إلى نفسها فكيف تقبله بالنسبة إلى الآخرين؟

نحن نعتقد أن أمريكا لا تحتاج لمثل هذه الإدانة لأن مشكلة أمريكا أنّ هذه العملية أصابتها في العنفوان والهيبة ومفاصلها الاقتصادية والسياسية والأمنية.. ولذلك فهي تبحث عن ضحيّة يمكن لها أن ترجع هيبتها، تماماً كما فعلت في قصف مصنع الأدوية في السودان أو في أماكن أخرى.

إننا نعتقد أن أمريكا حين تريد أن تحافظ على منطقها في الحقوق الإنسانية فإن عليها التدقيق أكثر في عملية ردّ الفعل، ألا تكون عملية ارهابية على مستوى الدولة العظمى في مقابل عملية ارهابية أخرى.

س: ما هي الكلمة التي توجهونها للشعب الأميركي إزاء ما حصل؟

ج: إننا نقول للشعب الأمريكي: إنّنا نريد أن نكون أصدقاء لكم لنتعاون على أن تكون العدالة السياسية والاقتصادية والأمنية هي ما نتبادله نحن وأنتم إنّنا لا نريد أن نسي‏ء إلى أي فرد أمريكي بل نريد العمل على صداقته حتى يقف ضد كل السياسات التي تقوم بها الإدارات لأمريكية أو بعض الجماعات السياسية في أمريكا للضغط على الشعوب والعمل على مصادرة سياستها واقتصادها وأمنها.

نحن نريد أن نكون معكم من أجل قضايا الحرية والعدالة وقضايا الإنسان كله، لأن ديننا القائم على الرفق والمحبة يعلّمنا أن نعمل على مواجهة الآخرين لنربح صداقتهم، فالله يقول( ولا تستوي الحسنة ولا السيئة إدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم).

نحن المسلمون لسنا إرهابيين ولا نعتبر العنف أساساً لحلّ المشاكل، بل إنّنا كبقيّة العالم نواجه العنف لمن يفرض علينا العنف، إننا نريد أن نكون أصدقاء كل الشعوب، ونريد ألا يظلمنا أحد كما أننا لا نريد ظلم أحد ونحن نقرأ في صلاتنا وأدعيتنا »اللهم فكما كرّهت لي من أن أظلم فقني من أن أظلم«، إننا لا نريد أن نظلم أحداً وأن لا يظلمنا أحد.

لهذا أيها الأمريكيون، أيها الشعب الأمريكي الذي نشكره على استضافة الكثيرين ممّن طردتهم الأنظمة الطاغية في بلادنا والمنطقة، إنّنا نشكركم على استضافة كل هؤلاء الناس، ولكن نريد منكم أن تكونوا مع قضايا الحرّية والعدالة، لا تكونوا مع الإدارات التي تضطهد الشعوب وتعمل على أن تؤيّد الذين يضطهدون الشعوب

اقرأ المزيد
نسخ النص نُسِخ!
تفسير