بيان علّق فيه على مؤتمر "أنابوليس"

بيان علّق فيه على مؤتمر "أنابوليس"

الاصطفاف العربي في "أنابوليس" قد يمهّد لحرب عدوانية ضدّ المنطقة العربية والإسلامية
فضل الله يدعو الهيئات الشعبية والنقابية والأحزاب والحركات وعلماء الأمة إلى الاستعداد لمواجهة أخطار المؤتمر

أصدر سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، بياناً علّق فيه على مؤتمر "أنابوليس" جاء فيه:

يتساءل الشعب الفلسطيني الذي تتوالى المجازر الإسرائيلية ضده عن مؤتمر "أنابوليس" الذي انطلق في تظاهرة دولية وعربية في حماس منقطع النظير عن الغايات البعيدة المدى التي لا يزال يخفيها، وذلك إضافةً إلى الأهداف الواضحة التي بدأت معالمها تظهر تباعاً في وصول الانسحاق العربي أمام إسرائيل إلى المستوى الذي لم نعد نخشى فيه على فلسطين فحسب، بل حتى عن مصير هذا الواقع العربي في ظلّ حال الانهزام التي تسوده في مواقعه الرسمية.

إننا أمام هذا الجو الاحتفالي الذي تمظهر في الحركة السياسية والإعلامية من حول المؤتمر وفي الخطاب الحماسي والانفعالي للرئيس الأمريكي والذي يستبطن محاولة لإعادة تقويم رئيس وزراء العدو بعد فشله في الحرب على لبنان، وإعادة تلميع أكثر من شخصية انهزامية وإضفاء حال من الصدقية على الإدارة الأمريكية نفسها والتي سقطت مصداقيتها داخل أمريكا وخارجها بفعل سياساتها الخاطئة في العالم، وخصوصاً في الشرق الأوسط، وانحيازها المطلق لإسرائيل والذي جعلها تنجرف انجرافاً أعمى إلى الحروب وإشاعة أجواء الفوضى في حمى الدفاع المطلق عن كيان العدو.

إننا نخشى من أن يكون الاصطفاف العربي في هذا المؤتمر عنصراً مساعداً في تمهيد السبيل لأجواء عدوانية أمريكية ـ إسرائيلية على المنطقة العربية والإسلامية، لأن إسرائيل لم تعد تفكر في التطبيع المجاني مع العرب فحسب، بل باتت ترغب في حشد الأنظمة العربية إلى جانبها في أية عملية عدوانية قد تستهدف هذا البلد العربي أو ذاك البلد الإسلامي، فضلاً عن تخطيطها لشنّ نوع جديد من أنواع حرب الإبادة الجماعية ضد قطاع غزّة، وهي التي لم تتورّع عن ارتكاب المجازر ضد الفلسطينيين حتى في الوقت الذي كان المؤتمر منعقداً.

إننا نقول لبعض المسؤولين العرب الذين يتحدثون عن شهرين مقبلين حاسمين لمعرفة مصير التحرك الأمريكي، إن عليهم أن يتعظوا من الماضي وكيف أن التجربة التاريخية مع أمريكا ومن خلفها إسرائيل كانت فاشلة في مدى الزمن، وكيف عمل الصهاينة بالتواطؤ مع الإدارات الأمريكية المتعاقبة على تقطيع الوقت وإضاعة القضية الأساس المتمثّلة بالاحتلال في ثنايا القضايا الأخرى لتبدو المسألة مسألة أمنية وليكون المطلوب من الفلسطينيين أن يتحركوا من خلال ما يضعه هذا الجنرال الأمريكي أو ذاك من قواعد لهم لصوغ أمنهم الداخلي من خلال متطلبات الأمن الإسرائيلي ولينتهي الحديث بعد ذلك ليس عن فلسطين التاريخية وأرضها، بل حتى عن القدس واللاجئين وغيرها من العناوين التي بات الحديث عنها من المحرمات الأمريكية والإسرائيلية أمام عنوان الدولة اليهودية غير القابل لاحتمال تقبل أي عنوان فلسطيني في داخله بما في ذلك فلسطين العام 1948.

إننا ندعو الشعوب العربية والإسلامية إلى الاستعداد لمواجهة المفاعيل الخطيرة لهذا المؤتمر وإعداد العدّة الشعبية والميدانية لذلك، إلى جانب التخطيط الإعلامي والسياسي الذي لا بد من أن يكون دقيقاً وشاملاً وبحجم الأخطار الكبرى التي أطلقها هذا المؤتمر... كما ندعو الهيئات النقابية والفاعليات الشبابية والطلابية والجامعية والحركات السياسية والثقافية والاجتماعية إلى التحرك ضمن لقاءات مدروسة لرسم خطط فاعلة في حركة المواجهة، ويبقى على علماء الأمة من الطوائف والمذاهب كافّة أن يتحركوا بسرعة لتوحيد الصف الداخلي وتشكيل حركة إسلامية وعربية تكسر الطوق والأغلال الفئوية والمذهبية لتنطلق إلى ميدان الأمة لحماية قضاياها وقيمها وآخر قلاعها التي تكاد تسقط أمام تهويل المعتدين وخوف المنهزمين.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

 التاريخ: 19 ذو القعدة 1428هـ  الموافق: 29 / 11 / 2007م

الاصطفاف العربي في "أنابوليس" قد يمهّد لحرب عدوانية ضدّ المنطقة العربية والإسلامية
فضل الله يدعو الهيئات الشعبية والنقابية والأحزاب والحركات وعلماء الأمة إلى الاستعداد لمواجهة أخطار المؤتمر

أصدر سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، بياناً علّق فيه على مؤتمر "أنابوليس" جاء فيه:

يتساءل الشعب الفلسطيني الذي تتوالى المجازر الإسرائيلية ضده عن مؤتمر "أنابوليس" الذي انطلق في تظاهرة دولية وعربية في حماس منقطع النظير عن الغايات البعيدة المدى التي لا يزال يخفيها، وذلك إضافةً إلى الأهداف الواضحة التي بدأت معالمها تظهر تباعاً في وصول الانسحاق العربي أمام إسرائيل إلى المستوى الذي لم نعد نخشى فيه على فلسطين فحسب، بل حتى عن مصير هذا الواقع العربي في ظلّ حال الانهزام التي تسوده في مواقعه الرسمية.

إننا أمام هذا الجو الاحتفالي الذي تمظهر في الحركة السياسية والإعلامية من حول المؤتمر وفي الخطاب الحماسي والانفعالي للرئيس الأمريكي والذي يستبطن محاولة لإعادة تقويم رئيس وزراء العدو بعد فشله في الحرب على لبنان، وإعادة تلميع أكثر من شخصية انهزامية وإضفاء حال من الصدقية على الإدارة الأمريكية نفسها والتي سقطت مصداقيتها داخل أمريكا وخارجها بفعل سياساتها الخاطئة في العالم، وخصوصاً في الشرق الأوسط، وانحيازها المطلق لإسرائيل والذي جعلها تنجرف انجرافاً أعمى إلى الحروب وإشاعة أجواء الفوضى في حمى الدفاع المطلق عن كيان العدو.

إننا نخشى من أن يكون الاصطفاف العربي في هذا المؤتمر عنصراً مساعداً في تمهيد السبيل لأجواء عدوانية أمريكية ـ إسرائيلية على المنطقة العربية والإسلامية، لأن إسرائيل لم تعد تفكر في التطبيع المجاني مع العرب فحسب، بل باتت ترغب في حشد الأنظمة العربية إلى جانبها في أية عملية عدوانية قد تستهدف هذا البلد العربي أو ذاك البلد الإسلامي، فضلاً عن تخطيطها لشنّ نوع جديد من أنواع حرب الإبادة الجماعية ضد قطاع غزّة، وهي التي لم تتورّع عن ارتكاب المجازر ضد الفلسطينيين حتى في الوقت الذي كان المؤتمر منعقداً.

إننا نقول لبعض المسؤولين العرب الذين يتحدثون عن شهرين مقبلين حاسمين لمعرفة مصير التحرك الأمريكي، إن عليهم أن يتعظوا من الماضي وكيف أن التجربة التاريخية مع أمريكا ومن خلفها إسرائيل كانت فاشلة في مدى الزمن، وكيف عمل الصهاينة بالتواطؤ مع الإدارات الأمريكية المتعاقبة على تقطيع الوقت وإضاعة القضية الأساس المتمثّلة بالاحتلال في ثنايا القضايا الأخرى لتبدو المسألة مسألة أمنية وليكون المطلوب من الفلسطينيين أن يتحركوا من خلال ما يضعه هذا الجنرال الأمريكي أو ذاك من قواعد لهم لصوغ أمنهم الداخلي من خلال متطلبات الأمن الإسرائيلي ولينتهي الحديث بعد ذلك ليس عن فلسطين التاريخية وأرضها، بل حتى عن القدس واللاجئين وغيرها من العناوين التي بات الحديث عنها من المحرمات الأمريكية والإسرائيلية أمام عنوان الدولة اليهودية غير القابل لاحتمال تقبل أي عنوان فلسطيني في داخله بما في ذلك فلسطين العام 1948.

إننا ندعو الشعوب العربية والإسلامية إلى الاستعداد لمواجهة المفاعيل الخطيرة لهذا المؤتمر وإعداد العدّة الشعبية والميدانية لذلك، إلى جانب التخطيط الإعلامي والسياسي الذي لا بد من أن يكون دقيقاً وشاملاً وبحجم الأخطار الكبرى التي أطلقها هذا المؤتمر... كما ندعو الهيئات النقابية والفاعليات الشبابية والطلابية والجامعية والحركات السياسية والثقافية والاجتماعية إلى التحرك ضمن لقاءات مدروسة لرسم خطط فاعلة في حركة المواجهة، ويبقى على علماء الأمة من الطوائف والمذاهب كافّة أن يتحركوا بسرعة لتوحيد الصف الداخلي وتشكيل حركة إسلامية وعربية تكسر الطوق والأغلال الفئوية والمذهبية لتنطلق إلى ميدان الأمة لحماية قضاياها وقيمها وآخر قلاعها التي تكاد تسقط أمام تهويل المعتدين وخوف المنهزمين.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

 التاريخ: 19 ذو القعدة 1428هـ  الموافق: 29 / 11 / 2007م

اقرأ المزيد
نسخ النص نُسِخ!
تفسير