بيان علّق فيه على القرار الجديد لمجلس الأمن حول تبنّي مسار 'انابوليس'

بيان علّق فيه على القرار الجديد لمجلس الأمن حول تبنّي مسار 'انابوليس'

حذّر من خريطة طريق جديدة تقود القضية الفلسطينية إلى المجهول

فضل الله: أية تغطية عربية على مغامرة إسرائيلية جديدة سيكون لها ارتداداتها في بلدان العرب


أصدر سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، بياناً علّق فيه على القرار الجديد لمجلس الأمن حول تبنّي مسار "أنابوليس"، وجاء فيه:

إن تبنّي مجلس الأمن لمشروع القرار الأمريكي الذي يؤكد مواصلة المفاوضات بين السلطة الفلسطينية وكيان العدو وفقاً لمبادىء "أنابوليس"، يدخل في نطاق اللعبة الأمريكية الجديدة ـ القديمة، والتي توحي من خلالها إدارة المحافظين الجدد بأنها وضعت الأسس للإدارة الديمقراطية القادمة لكي تسلك سبيل التفاوض على أساس مقاربة القضايا في المنطقة انطلاقاً من المسألة الفلسطينية التي تُحرج الجهات الدولية الغربية وترمي بثقلها على كاهل العديد من الأنظمة العربية التي تتطلع إلى إقفال ملف القضية الفلسطينية وفتح ملف إيران بالحديث عن طموحاتها التي تقلق هذه الأنظمة، كما عبّرت عن ذلك وزيرة الخارجية الأمريكية التي نطقت باسم جبهة الاعتدال العربي في الاجتماع الأخير في نيويورك.

إننا ننظر بكثير من الخشية والقلق إلى ما يكتنف المرحلة القادمة من أخطار، وخصوصاً أن الإدارات الغربية التي تسير في الفلك الإسرائيلي، وتلك التي تخشى على إسرائيل من تطورات الأوضاع الدولية والإقليمية الراهنة، قررت أن تقاتل بالعرب أو ببعضهم دفاعاً عن إسرائيل بعدما قاتلت إسرائيل بنفسها في الحرب ضد لبنان والمقاومة في العام 2006 وفشلت في تحقيق أهدافها.

ونحن في الوقت الذي لا نستبعد أن يقوم الكيان الصهيوني بمغامرةٍ ما، مدفوعاً إلى ذلك بغطرسته العسكرية المعهودة، نحذّر من أن أية تغطية عربية لمغامرة من هذا النوع سوف تكون لها ارتداداتها العكسية داخل البلدان العربية نفسها، وخصوصاً أن اللعبة المذهبية التي أُريد من خلالها تأمين الحماية الخلفية لإسرائيل بدأت تتهاوى وتنكشف في ظلّ هذا السقوط العربي المدوّي تحت وابل الضغوط الأمريكية والذي أفسح في المجال لتعاون أمني مع العدو، يُراد له أن يفتح الأبواب على تطبيع كامل يُمهّد لسقوط القضية الفلسطينية تحت عنوان إعادة إنتاج عملية السلام.

إننا نحذّر من أن مجلس الأمن الذي مثّل تاريخياً القمة في التخطيط لإسقاط القضية الفلسطينية، يُراد له أن يكون الموقع الجديد الذي يُطلق المزيد من القرارات التي تحاصر قوى المقاومة والممانعة وتمهّد السبيل لمؤامرات جديدة تستهدف الفلسطينيين وقضيتهم، لأننا في الوقت الذي نلمح سعياً دولياً متزايداً لفتح أبواب التطبيع بين العرب وإسرائيل على مصاريعها، نلحظ سعياً موازياً لإشعال فتنة كبيرة في الداخل الفلسطيني بما يراكم حالات الضعف الداخلية التي يُراد لها أن تؤسس لاستسلام فلسطيني لإسرائيل يحمل شعارات إتمام عملية السلام التي تم التخطيط لها في "أنابوليس".

إننا، وأمام ما نشعر به من خطورة قد تطل عليها المرحلة القادمة التي يُراد فيها وضع خريطة طريق تقود القضية الفلسطينية إلى المجهول، ندعو العرب إلى العودة إلى توازنهم قليلاً، ونحذرهم من الاستمرار في اللهاث وراء إدارة أمريكية متداعية، ومن التنكّر لقضيتهم المركزية ومن الاسترخاء وإعطاء الضوء الأخضر لمغامرة إسرائيلية جديدة، لأن عجلة المستقبل ستأخذ مساراً مناهضاً لمسارات الظالمين والطغاة، ولأن التاريخ سيحاكم المتواطئين بعد أن تحاكمهم شعوبهم وقواها الحيّة التي ستأخذ بزمام الأمور شيئاً فشيئاً.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله (رض)
التاريخ: 20-12-1429 هـ  الموافق: 18/12/2008 م

حذّر من خريطة طريق جديدة تقود القضية الفلسطينية إلى المجهول

فضل الله: أية تغطية عربية على مغامرة إسرائيلية جديدة سيكون لها ارتداداتها في بلدان العرب


أصدر سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، بياناً علّق فيه على القرار الجديد لمجلس الأمن حول تبنّي مسار "أنابوليس"، وجاء فيه:

إن تبنّي مجلس الأمن لمشروع القرار الأمريكي الذي يؤكد مواصلة المفاوضات بين السلطة الفلسطينية وكيان العدو وفقاً لمبادىء "أنابوليس"، يدخل في نطاق اللعبة الأمريكية الجديدة ـ القديمة، والتي توحي من خلالها إدارة المحافظين الجدد بأنها وضعت الأسس للإدارة الديمقراطية القادمة لكي تسلك سبيل التفاوض على أساس مقاربة القضايا في المنطقة انطلاقاً من المسألة الفلسطينية التي تُحرج الجهات الدولية الغربية وترمي بثقلها على كاهل العديد من الأنظمة العربية التي تتطلع إلى إقفال ملف القضية الفلسطينية وفتح ملف إيران بالحديث عن طموحاتها التي تقلق هذه الأنظمة، كما عبّرت عن ذلك وزيرة الخارجية الأمريكية التي نطقت باسم جبهة الاعتدال العربي في الاجتماع الأخير في نيويورك.

إننا ننظر بكثير من الخشية والقلق إلى ما يكتنف المرحلة القادمة من أخطار، وخصوصاً أن الإدارات الغربية التي تسير في الفلك الإسرائيلي، وتلك التي تخشى على إسرائيل من تطورات الأوضاع الدولية والإقليمية الراهنة، قررت أن تقاتل بالعرب أو ببعضهم دفاعاً عن إسرائيل بعدما قاتلت إسرائيل بنفسها في الحرب ضد لبنان والمقاومة في العام 2006 وفشلت في تحقيق أهدافها.

ونحن في الوقت الذي لا نستبعد أن يقوم الكيان الصهيوني بمغامرةٍ ما، مدفوعاً إلى ذلك بغطرسته العسكرية المعهودة، نحذّر من أن أية تغطية عربية لمغامرة من هذا النوع سوف تكون لها ارتداداتها العكسية داخل البلدان العربية نفسها، وخصوصاً أن اللعبة المذهبية التي أُريد من خلالها تأمين الحماية الخلفية لإسرائيل بدأت تتهاوى وتنكشف في ظلّ هذا السقوط العربي المدوّي تحت وابل الضغوط الأمريكية والذي أفسح في المجال لتعاون أمني مع العدو، يُراد له أن يفتح الأبواب على تطبيع كامل يُمهّد لسقوط القضية الفلسطينية تحت عنوان إعادة إنتاج عملية السلام.

إننا نحذّر من أن مجلس الأمن الذي مثّل تاريخياً القمة في التخطيط لإسقاط القضية الفلسطينية، يُراد له أن يكون الموقع الجديد الذي يُطلق المزيد من القرارات التي تحاصر قوى المقاومة والممانعة وتمهّد السبيل لمؤامرات جديدة تستهدف الفلسطينيين وقضيتهم، لأننا في الوقت الذي نلمح سعياً دولياً متزايداً لفتح أبواب التطبيع بين العرب وإسرائيل على مصاريعها، نلحظ سعياً موازياً لإشعال فتنة كبيرة في الداخل الفلسطيني بما يراكم حالات الضعف الداخلية التي يُراد لها أن تؤسس لاستسلام فلسطيني لإسرائيل يحمل شعارات إتمام عملية السلام التي تم التخطيط لها في "أنابوليس".

إننا، وأمام ما نشعر به من خطورة قد تطل عليها المرحلة القادمة التي يُراد فيها وضع خريطة طريق تقود القضية الفلسطينية إلى المجهول، ندعو العرب إلى العودة إلى توازنهم قليلاً، ونحذرهم من الاستمرار في اللهاث وراء إدارة أمريكية متداعية، ومن التنكّر لقضيتهم المركزية ومن الاسترخاء وإعطاء الضوء الأخضر لمغامرة إسرائيلية جديدة، لأن عجلة المستقبل ستأخذ مساراً مناهضاً لمسارات الظالمين والطغاة، ولأن التاريخ سيحاكم المتواطئين بعد أن تحاكمهم شعوبهم وقواها الحيّة التي ستأخذ بزمام الأمور شيئاً فشيئاً.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله (رض)
التاريخ: 20-12-1429 هـ  الموافق: 18/12/2008 م
اقرأ المزيد
نسخ النص نُسِخ!
تفسير