مفهوم الأمانة في الإسلام

مفهوم الأمانة في الإسلام
ألقى سماحة آية الله العظمى، السيد محمد حسين فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين(ع) في حارة حريك، بحضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين، ومما جاء في خطبته السياسية: 

الخطبة الأولى
مفهوم الأمانة في الإسلام

الأمانة أساس العلاقة بين الناس
يقول الله تعالى في كتابه المجيد:{وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ} [المؤمنون : 8] ويقول سبحانه:إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً} [النساء : 58]. ويقول تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ[الأنفال : 27].
إن الله تعالى يريد للحياة كلها، في كل علاقات الناس مع بعضهم البعض على المستوى الفردي والاجتماعي، على مستوى الأمة والواقع كله، أن ينطلقوا من أجل أن يكونوا الأمناء في ما بينهم على أساس القضايا التي تمسّ الأمور الحيوية التي ترتبط بالجانب الحياتي، وتنفتح على قضايا الناس الاقتصادية والاجتماعية والمالية، وما الى ذلك من الأمور.

من صفات المؤمن: أداء الأمانة
ولذلك، فإنّ الله تعالى حدّد صفات المؤمنين بأنهم يؤدّون الأمانة والعهد: الأمانات العامة والخاصة، وكل العهود التي تصدر منهم في كل القضايا التي تتصل بحياتهم العامة والخاصة. وهكذا يريد الله تعالى من الناس، كلِّ الناس، أن يؤدّوا الأمانات الى أهلها، وأن لا يخونوا الله والرسول، وقد فسّر الإمام الباقر (ع) الآية التي ذكرناها عن خيانة الأمانة: "... فخيانة الله والرسول معصيتُهما، وأمّا خيانة الأمانة فكل إنسان مأمون على ما افترض الله عزّ وجلّ عليه".

وعلى هذا الأساس، لا بد لنا أن ندرس كل التاريخ الذي عاشه الناس مع الأنبياء الذين انطلقوا من أجل أن يؤكدوا قضية الأمانة في حياتهم، لأن الله تعالى أراد منهم أن يعملوا على أساس أن يلتزموا بالأمانة في كل قضاياهم العامة والخاصة. ولكننا عندما ندرس المجتمع الذي عايش الأنبياء، فإننا نجد أولئك الناس قد خانوا الأمانة، باعتبار أنهم لم يلتزموا بأمانة الله وأمانة أنبيائه ورسله، ولم ينطلقوا في حياتهم الخاصة والعامة في هذا المقام.

حقيقة الأمانة
والله تعالى يريد للناس أن يعيشوا الأمانة في العمق لا في الشكل، ولذلك فإنه سبحانه يريد لهم أن ينظروا للأشخاص بحسب مسلكهم لا بحسب مظهرهم، فقد عن ورد رسول الله (ص): "لا تنظروا إلى كثرة صلاتهم وصومهم، وكثرة الحجّ والمعروف، وطنطنتهم بالليل، ولكن انظروا إلى صدق الحديث وأداء الأمانة". فهاتان الصفتان هما اللتان تدلان على عمق الالتزام بالرسالة الإسلامية.

وعن الإمام الباقر (ع): "ثلاث لم يجعل الله لأحد فيهنّ رخصة؛ أداء الأمانة إلى البَّرّ والفاجر، والوفاء بالعهد للبَّرّ والفاجر، وبرّ الوالدين بَرّيْن كانا أو فاجرَين". وعن رسول الله (ص): "من خان أمانة في الدنيا ولم يؤدّها إلى أهلها ثمّ أدركه الموت مات على غير ملّتي، ويلقى الله وهو عليه غضبان". وقال (ص): "لا إيمان لمن لا أمانة له". ونحن عندما ندرس الواقع الذي عاشت فيه ثورة الحسين (ع)، فإننا نجد أن هؤلاء الناس الذين كانوا قد بايعوه في الكوفة، والذين أعطوه العهد والميثاق والأمانة، قد خانوا ذلك كله، وهذا ما تدل عليه كلمة: "قلوبهم معك وسيوفهم عليك"، فهم كانوا يلتزمون محبة الإمام الحسين وولايته، ولكنهم في الوقت نفسه كانوا يقفون موقف العداء لأن الأمويين استطاعوا إغراءهم بالمال.

خيانة الأمة
وورد عن عليّ (ع): "إنّ أعظم الخيانة خيانة الأمّة"، ولهذا لا بدّ للأمة كلها في كل قضاياها التي تتصل باقتصادها وأوضاعها العامة والخاصة، أن تؤدي الأمانة إلى كل الأمة، وأن لا تخونها. إن الله تعالى يريد منا أن نؤدي الأمانة الى أهلها، وهذا مما يجب علينا أن نعيشه في حياتنا الاجتماعية والاقتصادية وفي حياتنا الواقعية الإنسانية في كل الأمور.

ونحن نعرف أن النبي (ص) كان معروفاً بأنه كان الصادق الأمين، وهذا ما يجب علينا أن نسير عليه، فالله أمرنا أن نقتدي برسوله،{ ... وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} [المطففين : 26]




الخطبة الثانية
 
فلسطين بين جدارين
 توضع القضيّة الفلسطينيّة في هذه المرحلة بين جدارين، جدار الفصل العنصريّ الّذي أنشأه المحتلّ الصّهيونيّ ويواصل العمل فيه، والجدار الّذي يُقام على الحدود المصريّة مع قطاع غزّة، بتخطيطٍ إسرائيليّ، وتصميمٍ أمريكيّ، وتواطؤٍ عربيّ. وبين ما يفعله الجداران على المستوى الميدانيّ من حصارٍ متواصل للفلسطينيّين، وما تتحرّك به المحاور الدوليّة والإقليميّة على المستوى السياسي، لإنهاء ملفّ القضيّة الفلسطينيّة في متاهات اللّعبة الدوليّة التي بدأت تثير الحديث بشكلٍ جديّ عن الأردن كوطن بديل؛ بين هذا وذاك، يتعرض الشعب الفلسطيني لأبشع أنواع الضغوط التي تستهدف وجودَه وكسرَ إرادتِه وصمودِه.
الحرب الإنسانيّة على الفلسطينيّين وفي الذّكرى السنويّة الأولى للحرب الإسرائيليّة على غزّة، نلاحظ استمرار هذه الحرب في مفاعيلها الميدانيّة، ولا سيّما من الناحية الصحيّة، حيث تتحدّث التقارير الصحيّة عن تفشّي الأمراض الخطيرة، وتعرّض المواليد الجدد لتشوّهات كثيرة بفعل الأسلحة المحرّمة دولياً، إلى جانب الاعترافات الصهيونيّة بانتزاع أعضاء من أجساد الشّهداء الفلسطينيّين واستخدامها في المجال الطبيّ.
إنّ هذا الوضع الخطير الذي تمرّ به القضيّة الفلسطينيّة ميدانيّاً وسياسيّاً، يستدعي وقفةً كبيرةً من كلّ الشّعوب العربيّة والإسلاميّة وغيرها، لإثارة هذه الملفّات إعلاميّاً وسياسيّاً وميدانيّاً، لفضح هذا الكيان في قاعدته الإجراميّة التي لا تحترم من البشر غير عنصرها.


تحالف دوليّ لمحاصرة إيران
والى جانب ذلك، تتصاعد الهجمة الاستكباريّة الأمريكيّة والصهيونية ضدّ الجمهورية الإسلاميّة في إيران، حيث تسعى الإدارة الأمريكيّة لإيجاد أوسع تحالف دوليّ يحاصر إيران اقتصادياً وسياسياً وإعلاميّاً، لكسرها في المسألة النوويّة السلميّة.

ويبدو أنّ أصحاب الهجمة بدؤوا يستعينون ببعض الجهات الإسلاميّة والمواقع البتروليّة التي تقدّم عروضاً مغريةً إلى إحدى الدّول الكبرى، لضرب علاقاتها الاقتصاديّة والسياسيّة مع إيران، بما يُعطي الجهود الأمريكيّة والإسرائيليّة والغربيّة دفعاً أكبر في مواجهة إيران، إلى جانب التّهديدات التي يطلقها مسؤولون أمريكيّون، والّتي يوحون من خلالها بإعطاء الضّوء الأخضر للعدوّ الصهيونيّ لكي يستهدف إيران بشكلٍ مباشر.

إنّنا نراهن على الفئات الواعية والحيّة في شعوبنا الإسلاميّة والعربيّة، لفضح كلّ هؤلاء الذين يركبون موجة المستكبرين والصهاينة، وإسقاط كلّ من يحاول إيهام العرب بأنّ إيران تمثّل العدوّ لهم، وأنّ الكيان الصهيوني يمكن أن يكون الصّديق والحليف.

لبنان: نحو معالجة جوهريّة للنّظام الاقتصاديّ
أمّا في لبنان، فنريد لورشة الإصلاح السياسيّ والاجتماعيّ أن تنطلق في أوسع نطاق ومدى، وإنّ اقتصار الاهتمام بالطّبقات الفقيرة على دعمٍ محدودٍ لأسعار بعض المحروقات هو أشبه بالدّعم الوهميّ، لأنّ الوضع هو أعقد من ذلك بكثير، ولأنّ رهانات النّاس على الحكومة تتجاوز المعالجات الآنيّة، وتتّجه نحو المعالجات الجوهريّة.

إنّنا في الوقت الذي نشعر بالارتياح لتجاوز ملفّ العلاقات اللّبنانية ـ السورية كلّ هذا الركام من الأخطاء والألغام، نأمل أن تنطلق عجلة الحياة لرفد هذا الملفّ بخطواتٍ ميدانيّةٍ كبيرة، على طريق تعزيز العلاقات العربيّة الداخليّة، ولا سيّما في خطّ المواجهة للمشاريع الاستكبارية والصّهيونية التي تحاك ضدّ كلّ واقعنا العربي والإسلامي.

ألقى سماحة آية الله العظمى، السيد محمد حسين فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين(ع) في حارة حريك، بحضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين، ومما جاء في خطبته السياسية: 

الخطبة الأولى
مفهوم الأمانة في الإسلام

الأمانة أساس العلاقة بين الناس
يقول الله تعالى في كتابه المجيد:{وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ} [المؤمنون : 8] ويقول سبحانه:إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً} [النساء : 58]. ويقول تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ[الأنفال : 27].
إن الله تعالى يريد للحياة كلها، في كل علاقات الناس مع بعضهم البعض على المستوى الفردي والاجتماعي، على مستوى الأمة والواقع كله، أن ينطلقوا من أجل أن يكونوا الأمناء في ما بينهم على أساس القضايا التي تمسّ الأمور الحيوية التي ترتبط بالجانب الحياتي، وتنفتح على قضايا الناس الاقتصادية والاجتماعية والمالية، وما الى ذلك من الأمور.

من صفات المؤمن: أداء الأمانة
ولذلك، فإنّ الله تعالى حدّد صفات المؤمنين بأنهم يؤدّون الأمانة والعهد: الأمانات العامة والخاصة، وكل العهود التي تصدر منهم في كل القضايا التي تتصل بحياتهم العامة والخاصة. وهكذا يريد الله تعالى من الناس، كلِّ الناس، أن يؤدّوا الأمانات الى أهلها، وأن لا يخونوا الله والرسول، وقد فسّر الإمام الباقر (ع) الآية التي ذكرناها عن خيانة الأمانة: "... فخيانة الله والرسول معصيتُهما، وأمّا خيانة الأمانة فكل إنسان مأمون على ما افترض الله عزّ وجلّ عليه".

وعلى هذا الأساس، لا بد لنا أن ندرس كل التاريخ الذي عاشه الناس مع الأنبياء الذين انطلقوا من أجل أن يؤكدوا قضية الأمانة في حياتهم، لأن الله تعالى أراد منهم أن يعملوا على أساس أن يلتزموا بالأمانة في كل قضاياهم العامة والخاصة. ولكننا عندما ندرس المجتمع الذي عايش الأنبياء، فإننا نجد أولئك الناس قد خانوا الأمانة، باعتبار أنهم لم يلتزموا بأمانة الله وأمانة أنبيائه ورسله، ولم ينطلقوا في حياتهم الخاصة والعامة في هذا المقام.

حقيقة الأمانة
والله تعالى يريد للناس أن يعيشوا الأمانة في العمق لا في الشكل، ولذلك فإنه سبحانه يريد لهم أن ينظروا للأشخاص بحسب مسلكهم لا بحسب مظهرهم، فقد عن ورد رسول الله (ص): "لا تنظروا إلى كثرة صلاتهم وصومهم، وكثرة الحجّ والمعروف، وطنطنتهم بالليل، ولكن انظروا إلى صدق الحديث وأداء الأمانة". فهاتان الصفتان هما اللتان تدلان على عمق الالتزام بالرسالة الإسلامية.

وعن الإمام الباقر (ع): "ثلاث لم يجعل الله لأحد فيهنّ رخصة؛ أداء الأمانة إلى البَّرّ والفاجر، والوفاء بالعهد للبَّرّ والفاجر، وبرّ الوالدين بَرّيْن كانا أو فاجرَين". وعن رسول الله (ص): "من خان أمانة في الدنيا ولم يؤدّها إلى أهلها ثمّ أدركه الموت مات على غير ملّتي، ويلقى الله وهو عليه غضبان". وقال (ص): "لا إيمان لمن لا أمانة له". ونحن عندما ندرس الواقع الذي عاشت فيه ثورة الحسين (ع)، فإننا نجد أن هؤلاء الناس الذين كانوا قد بايعوه في الكوفة، والذين أعطوه العهد والميثاق والأمانة، قد خانوا ذلك كله، وهذا ما تدل عليه كلمة: "قلوبهم معك وسيوفهم عليك"، فهم كانوا يلتزمون محبة الإمام الحسين وولايته، ولكنهم في الوقت نفسه كانوا يقفون موقف العداء لأن الأمويين استطاعوا إغراءهم بالمال.

خيانة الأمة
وورد عن عليّ (ع): "إنّ أعظم الخيانة خيانة الأمّة"، ولهذا لا بدّ للأمة كلها في كل قضاياها التي تتصل باقتصادها وأوضاعها العامة والخاصة، أن تؤدي الأمانة إلى كل الأمة، وأن لا تخونها. إن الله تعالى يريد منا أن نؤدي الأمانة الى أهلها، وهذا مما يجب علينا أن نعيشه في حياتنا الاجتماعية والاقتصادية وفي حياتنا الواقعية الإنسانية في كل الأمور.

ونحن نعرف أن النبي (ص) كان معروفاً بأنه كان الصادق الأمين، وهذا ما يجب علينا أن نسير عليه، فالله أمرنا أن نقتدي برسوله،{ ... وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} [المطففين : 26]




الخطبة الثانية
 
فلسطين بين جدارين
 توضع القضيّة الفلسطينيّة في هذه المرحلة بين جدارين، جدار الفصل العنصريّ الّذي أنشأه المحتلّ الصّهيونيّ ويواصل العمل فيه، والجدار الّذي يُقام على الحدود المصريّة مع قطاع غزّة، بتخطيطٍ إسرائيليّ، وتصميمٍ أمريكيّ، وتواطؤٍ عربيّ. وبين ما يفعله الجداران على المستوى الميدانيّ من حصارٍ متواصل للفلسطينيّين، وما تتحرّك به المحاور الدوليّة والإقليميّة على المستوى السياسي، لإنهاء ملفّ القضيّة الفلسطينيّة في متاهات اللّعبة الدوليّة التي بدأت تثير الحديث بشكلٍ جديّ عن الأردن كوطن بديل؛ بين هذا وذاك، يتعرض الشعب الفلسطيني لأبشع أنواع الضغوط التي تستهدف وجودَه وكسرَ إرادتِه وصمودِه.
الحرب الإنسانيّة على الفلسطينيّين وفي الذّكرى السنويّة الأولى للحرب الإسرائيليّة على غزّة، نلاحظ استمرار هذه الحرب في مفاعيلها الميدانيّة، ولا سيّما من الناحية الصحيّة، حيث تتحدّث التقارير الصحيّة عن تفشّي الأمراض الخطيرة، وتعرّض المواليد الجدد لتشوّهات كثيرة بفعل الأسلحة المحرّمة دولياً، إلى جانب الاعترافات الصهيونيّة بانتزاع أعضاء من أجساد الشّهداء الفلسطينيّين واستخدامها في المجال الطبيّ.
إنّ هذا الوضع الخطير الذي تمرّ به القضيّة الفلسطينيّة ميدانيّاً وسياسيّاً، يستدعي وقفةً كبيرةً من كلّ الشّعوب العربيّة والإسلاميّة وغيرها، لإثارة هذه الملفّات إعلاميّاً وسياسيّاً وميدانيّاً، لفضح هذا الكيان في قاعدته الإجراميّة التي لا تحترم من البشر غير عنصرها.


تحالف دوليّ لمحاصرة إيران
والى جانب ذلك، تتصاعد الهجمة الاستكباريّة الأمريكيّة والصهيونية ضدّ الجمهورية الإسلاميّة في إيران، حيث تسعى الإدارة الأمريكيّة لإيجاد أوسع تحالف دوليّ يحاصر إيران اقتصادياً وسياسياً وإعلاميّاً، لكسرها في المسألة النوويّة السلميّة.

ويبدو أنّ أصحاب الهجمة بدؤوا يستعينون ببعض الجهات الإسلاميّة والمواقع البتروليّة التي تقدّم عروضاً مغريةً إلى إحدى الدّول الكبرى، لضرب علاقاتها الاقتصاديّة والسياسيّة مع إيران، بما يُعطي الجهود الأمريكيّة والإسرائيليّة والغربيّة دفعاً أكبر في مواجهة إيران، إلى جانب التّهديدات التي يطلقها مسؤولون أمريكيّون، والّتي يوحون من خلالها بإعطاء الضّوء الأخضر للعدوّ الصهيونيّ لكي يستهدف إيران بشكلٍ مباشر.

إنّنا نراهن على الفئات الواعية والحيّة في شعوبنا الإسلاميّة والعربيّة، لفضح كلّ هؤلاء الذين يركبون موجة المستكبرين والصهاينة، وإسقاط كلّ من يحاول إيهام العرب بأنّ إيران تمثّل العدوّ لهم، وأنّ الكيان الصهيوني يمكن أن يكون الصّديق والحليف.

لبنان: نحو معالجة جوهريّة للنّظام الاقتصاديّ
أمّا في لبنان، فنريد لورشة الإصلاح السياسيّ والاجتماعيّ أن تنطلق في أوسع نطاق ومدى، وإنّ اقتصار الاهتمام بالطّبقات الفقيرة على دعمٍ محدودٍ لأسعار بعض المحروقات هو أشبه بالدّعم الوهميّ، لأنّ الوضع هو أعقد من ذلك بكثير، ولأنّ رهانات النّاس على الحكومة تتجاوز المعالجات الآنيّة، وتتّجه نحو المعالجات الجوهريّة.

إنّنا في الوقت الذي نشعر بالارتياح لتجاوز ملفّ العلاقات اللّبنانية ـ السورية كلّ هذا الركام من الأخطاء والألغام، نأمل أن تنطلق عجلة الحياة لرفد هذا الملفّ بخطواتٍ ميدانيّةٍ كبيرة، على طريق تعزيز العلاقات العربيّة الداخليّة، ولا سيّما في خطّ المواجهة للمشاريع الاستكبارية والصّهيونية التي تحاك ضدّ كلّ واقعنا العربي والإسلامي.

اقرأ المزيد
نسخ النص نُسِخ!
تفسير