بيان للعلامة المرجع فضل الله حول موقف الحكومة التونسية من الحجاب

بيان للعلامة المرجع فضل الله حول موقف الحكومة التونسية من الحجاب

دعا السلطات التونسية للتراجع عن موقفها من الحجاب
فضل الله: الحجاب التزام إسلامي وليس مختصاً بمسؤولية الدولية

أصدر سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، بياناً أسف للموقف الأخير "المثير" من قِبَل السلطات في تونس الذي يحاول أن يبرّر منع الحجاب وطنياً بحجّة أنه ظاهرة مستوردة أو بزعم أنه حال طائفية لا علاقة لها بالإسلام.

وأكّد سماحته أن الحديث عن اعتبار الحجاب ظاهرة مستوردة يدل على جهل بالشريعة والتاريخ، مشيراً إلى أن الحجاب كان منذ الدعوة الإسلامية في المدينة، حيث كانت المسلمات منذ نزلت آية الحجاب وإلى يومنا هذا، يؤكّدن في سلوكهنّ الشرعي الالتزام به.

أضاف: إن الحجاب يمثّل حكماً شرعياً والتزاماً إسلامياً وليس حالاً مستوردة من الآخرين، وإذا كانت بعض الشعوب أو الجماعات تلتزم به كتقليد من تقاليدها أو كزيّ شعبي أو حتى ديني، فإن ذلك لا يعني تقليد المسلمين للآخرين، لأن للحجاب أصالته في عمق التشريع الإسلامي.

وأشار سماحته إلى أن الحجاب ليس مسألة مختصّة بمسؤولية الدولة في نطاق نظامها الاجتماعي، ولكنه مسألة شخصية تتّصل بحرية الإنسان في ما يختاره في لباسه، تماماً كالحريات الخاصة، متسائلاً: كيف يمكن لبعض المسؤولين في هذه الدولة أو تلك أن يتحدّث عن الاحتشام في اللباس ثم يفسح في المجال لكلّ السلوكيات المضادّة لتضغط، في المقابل، على اللاتي يلتزمن بالحجاب في إطار من الحجج التي لا يمكن تبريرها شرعاً، أو من خلال القانون الوضعي أو العلماني، لأن العلمانية في جذورها الفكرية لا تضطهد الحريات الدينية بل تقتصر على عدم اعتبار الدين قاعدة للحكم والقانون في الدولة.

وأكّد سماحته ضرورة أن تعيد السلطات التونسية النظر في الإجراءات التي تتخذ ضد الحجاب لينسجم ذلك مع الطابع الإسلامي للمجتمع التونسي، وحتى لا يوضع ذلك في إطار الضغوط التي تمارس على المسلمين على النحو الذي يدفعهم إلى أخذ شهادات حسن سلوك من الإدارات الغربية بأنهم حضاريون، وذلك انطلاقاً من منظار يدّعي المماهاة بين الحضارة وتحدي التشريع الإسلامي أو اضطهاد الحريات الشخصية التي من المفترض أن تكون محل احترام وحماية من كل النظم، وخصوصاً في الدائرة الإسلامية.

مكتب سماحة المرجع آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

التاريخ: 08 شوال 1427هـ الموافق: 30 تشرين الأول2006م

"المكتب الإعلامي"

دعا السلطات التونسية للتراجع عن موقفها من الحجاب
فضل الله: الحجاب التزام إسلامي وليس مختصاً بمسؤولية الدولية

أصدر سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، بياناً أسف للموقف الأخير "المثير" من قِبَل السلطات في تونس الذي يحاول أن يبرّر منع الحجاب وطنياً بحجّة أنه ظاهرة مستوردة أو بزعم أنه حال طائفية لا علاقة لها بالإسلام.

وأكّد سماحته أن الحديث عن اعتبار الحجاب ظاهرة مستوردة يدل على جهل بالشريعة والتاريخ، مشيراً إلى أن الحجاب كان منذ الدعوة الإسلامية في المدينة، حيث كانت المسلمات منذ نزلت آية الحجاب وإلى يومنا هذا، يؤكّدن في سلوكهنّ الشرعي الالتزام به.

أضاف: إن الحجاب يمثّل حكماً شرعياً والتزاماً إسلامياً وليس حالاً مستوردة من الآخرين، وإذا كانت بعض الشعوب أو الجماعات تلتزم به كتقليد من تقاليدها أو كزيّ شعبي أو حتى ديني، فإن ذلك لا يعني تقليد المسلمين للآخرين، لأن للحجاب أصالته في عمق التشريع الإسلامي.

وأشار سماحته إلى أن الحجاب ليس مسألة مختصّة بمسؤولية الدولة في نطاق نظامها الاجتماعي، ولكنه مسألة شخصية تتّصل بحرية الإنسان في ما يختاره في لباسه، تماماً كالحريات الخاصة، متسائلاً: كيف يمكن لبعض المسؤولين في هذه الدولة أو تلك أن يتحدّث عن الاحتشام في اللباس ثم يفسح في المجال لكلّ السلوكيات المضادّة لتضغط، في المقابل، على اللاتي يلتزمن بالحجاب في إطار من الحجج التي لا يمكن تبريرها شرعاً، أو من خلال القانون الوضعي أو العلماني، لأن العلمانية في جذورها الفكرية لا تضطهد الحريات الدينية بل تقتصر على عدم اعتبار الدين قاعدة للحكم والقانون في الدولة.

وأكّد سماحته ضرورة أن تعيد السلطات التونسية النظر في الإجراءات التي تتخذ ضد الحجاب لينسجم ذلك مع الطابع الإسلامي للمجتمع التونسي، وحتى لا يوضع ذلك في إطار الضغوط التي تمارس على المسلمين على النحو الذي يدفعهم إلى أخذ شهادات حسن سلوك من الإدارات الغربية بأنهم حضاريون، وذلك انطلاقاً من منظار يدّعي المماهاة بين الحضارة وتحدي التشريع الإسلامي أو اضطهاد الحريات الشخصية التي من المفترض أن تكون محل احترام وحماية من كل النظم، وخصوصاً في الدائرة الإسلامية.

مكتب سماحة المرجع آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

التاريخ: 08 شوال 1427هـ الموافق: 30 تشرين الأول2006م

"المكتب الإعلامي"

اقرأ المزيد
نسخ النص نُسِخ!
تفسير